مجلة الرسالة/العدد 246/ذكرى الهجرة
→ إلى حجاج الجامعة المصرية | مجلة الرسالة - العدد 246 ذكرى الهجرة [[مؤلف:|]] |
الحكومة الإسلامية الأولى ← |
بتاريخ: 21 - 03 - 1938 |
طريق الجهاد
للأستاذ محمد عبد الغني حسن
قم باسم ربك للجهاد وناضلِ ... واصدع بصوت الحقِّ صوتَ الباطلِ
لا ترهبنك من قريش عصبةٌ ... ما بين لاهٍ في الضلال وغافلِ
أترك منازلهم وخلِّ ديارهم ... حُشدْاً تعجُّ بجمعها المتطاول. .
دعهم يثيرون القلوبَ سخائما ... ويؤلبون عليك كلَّ مُصاول
ويجرِّئون عليك كلَّ مُسَفَّهٍ ... دانٍ إلى الإِسفاف أرعنَ جاهلِ
هيهات ما لحقوا مَداك بطالع ... منهم ولا خَبَأوا سناك بآفل
(الشِّرك) لم تفلح لديك شراكهُ ... يوماً ولم تظفر لديك بطائل. .
يا أيها الواعي رسالةَ ربه ... اللهُ سيفك في القتال فقاتل
قَوِّم بهذا السيف ركن المنحني ... وأقم بهذا الرمح عودَ المائل
واهجم على الباغي بغير تهجم ... واحمل على العادي بغير تحامل
وأضئ سبيل المشركين ولقِّهم ... وَحيَ النبيِّ وملهمات الكامل
واطلع كما طلع الربيع مبشراً ... بالخير في البلد الجديب الماحل
وانشر على الدنيا السلام وقل لها ... طيبي بأمن في رباعك شامل
واجمع من الشمل المفرَّق أمةً ... قد أُحكمت بوشائج ووصائل
قامت إلى (كسرى) تدك بناَءه ... وتهدُّ من (إيوانه) بمعاول
ومشت (لقيصر) في علاه كأنها ... قَدَرٌ يصول بعزة وتطاول
البَرُّ سيَّال الأباطح حافلٌ ... والبحر عالي المتن حشدُ الساحل
آذاك قومك فاحتملت لأجلهم ... عَنَتَ اللجوج وسَوَْءةَ المتحامل
وصبرت والدنيا تهونُ لصابرٍ ... وحملت والبلوى تخف لحامل
يا أوسع الدنيا العريضة فكرةً ... أيضيق صدرك بالخيال الزائل؟
من كان في الله الكريم جهادُه ... لم يَعْيَ من عبء الحياة بكاهل
عاداك أهلك في الديار وأسرفوا ... واستنجد المخذول بالمتخاذل! نَفَسوا عليك بأنفس مشبوبة ... تغلي بنار الحقد غليَ مراجل
عادَوْك لما كنت أكمل عقدهم ... والناس أعداء المثال الكامل
اضرب بسيف الله كل منافق ... واغلب بمكر الله كل مخاتل
واصدع بأمر الله إن سبيله ... وضح المعالم مستقيم الداخل
واظهر فإن الله جارك في الوغى ... وسهامُ قوسك في الزحام النابل
لا تخش من تلك الجموع فإنها ... عند اشتباك الأمر جد قلائل. .
يا أيها الهادي بذلت على رضىً ... والنصر عاقبة الكريم الباذل
وضحتْ دلائلُ من هداك وضوَّأتْ ... (وقريشُ) سائرٌ بغير دلائل
يمشون في الجهل القديم وقيده ... وظلامه كالعاثر المتثاقل
ما ضر لو تبعوا خطاك وأخلدوا ... للسلم في الربع الأمين الآهل؟
لكنهم رجعوا إلى أجدادهم. . ... واستعصموا منهم بركن مائل. .
يا أيها المعصوم حسبك قَوْمةً ... لله ما لقي الهدى من جاهل
مالت (قريشُ) إلى الهوى وتآمرت ... وأساء جاهلها الكبير لعاقل
كان (الإله) بها صناعة ناحت ... ووليد أنملة وطُعمة آكل!
عميتْ محجاتُ البيان وأشكلت ... وتشابه الصوَّال بالمتصاول. . .
وطغى على أرض الجزيرة جارف ... كالسيل في إثر الغمام الهاطل
غطَّى على (قيس) فأغطش ليلها ... واجتاح ما أبقى الزمان (بوائل)
فوضى. . فما سعدوا برأي صالح ... فيهم ولا ظفروا بحكم عادل
جاهدت لله الكريم فلم تمل ... لهوىً ولم تنجح لرأي باطل
حتى إذا آذاك قومك لم تجد ... غير الرحيل فكنتَ أشرف راحل
يومُ بدأتَ به الحياة جديدةً ... لله واستأنفتها منْ قابل. . .
(الفتح) جاءك فيه بين أسنَّةٍ ... (والنصر) جاءك فيه تحت عوامل. .
ذكرى سنحييها لعل طريقها ... يَهدي الشبابَ إلى الطريق الحافل!
مدرسة بالمنصورة الثانوية
محمد عبد الغني حسن