مجلة الرسالة/العدد 243/عبرة السيرة
→ بين تيمورلنك وبايزيد | مجلة الرسالة - العدد 243 عبرة السيرة [[مؤلف:|]] |
بين الوطنية والأممية ← |
بتاريخ: 28 - 02 - 1938 |
بين يدي (العدد الممتاز) من الرسالة
للأستاذ علي الطنطاوي
إن مائة ألف قارئ في مشارق الأرض ومغاربها، سيأخذون (غداً) العدد الممتاز من (الرسالة) وسيقرؤونه وسيحيي في نفوسهم هذه الذكرى العظيمة المحبوبة التي نقف عندها في كل رأس عام هجري، كما يقف المُصْحِر في واحة مخضرة ظليلة. . . ننشق منها عبير المجد، ونتسمع أغاريد النصر، ونتجلى في طلعتها طيف الأيام الباسمة التي كان من قطوفها ألف معركة ظافرة حملت غارها الراية الإسلامية، وألف مدرسة وألف مكتبة نالت فخارها وجنت ثمارها البلاد الإسلامية، وكان من حصادها هذه الحضارة التي نعمت في أفيائها الإنسانية، وكانت إحدى الحضارات العالمية الثلاث بل كانت أسماها (من غير شك) وأحفلها بالعظمة والفضيلة والحق!
نقف كل عام لنحيي ذكرى الهجرة ونحييها، فنكتب فيها ونقرأ ونذكر ونتأمل، ونرتفع على جناح هذه الذكرى إلى جوّ عال من العظمة والفضيلة والشرف، نبقى فيه ما بقي المحرَّم، فإذا مر مر معه كل شيء: صوّخت الآمال، وهجعت الذكريات، وعدنا نتخبط في سوداء اللجة. . . لا نربح من هذه الذكرى إلا ما يسيل على أقلام أولئك الأعلام البلغاء من طرائف البيان يحويها عدد الرسالة الممتاز، ولا نفيد من المحرم إلا ما (قد) نقرؤه في الصحف والمجلات من القصص والقصائد والمقالات. وكثير مما يكتب في العدد الممتاز، وبعض مما ينشر في الصحف والمجلات، قيم ثمين، نعتده ثروة جديدة تضم إلى آدابنا الغنية الحافلة بثمرات القرائح الخصبة الممرعة في الأعصار الطويلة، ولكن ذلك لا يكاد يجدي علينا في نهضتنا إذا نحن لم نحيي هذه الذكرى إحياءً، ونكتبها مرة ثانية على صفحات الوجود، ونأخذ منها عبرة تنفعنا في نهضتنا، وهذا ما أنشئ له العدد الممتاز، وهذا ما يراد من إصداره.
وفي هذه السيرة من القوة والسمو والحياة، ما يغذي عشرين نهضة ويمدها بالقوة، لا تدانيها في هذا سيرة في التاريخ ولا تشبهها، بل إن هذه السيرة أعجوبة التاريخ ومعجزته، وهي خيال بالغت الدنيا في تزيينه وتزويقه، وأودعته مثلها العليا كلها. فجعله الله حقيقة واقعة. .
ولقد قرأت هذه السيرة مرات الله أعلم بعددها، في كتب لا أكاد أحصيها، ثم عدت اليوم أقرؤها لأجد في ثنى من ثناياها قصة مطوية أو حادثة مختبئة، أبني عليها فصلاً أكتبه للعدد الممتاز، وفي ظني أني لن أسير في قراءتها إلا قليلا حتى أملها وأعزف عنها لأني لا أجد فيها - وقد قرأتها حتى حفظتها - خبراً جديداً. . . وأقسم أني لم أسر فيها غير بعيد حتى أحسست بلذة فنية تمتلك عليّ أمري، وتستأثر بنفسي، كاللذة التي أمسها عندما أقرأ الأثر الأدبي البارع لأول مرة، وتغلبني حتى تضطرني أحياناً إلى قطع القراءة لأمسك بقلبي الواجب، أو أمسح عيني المستعبرة، أو أصغي إلى صوت الحق في ضميري، ومنادي الفضيلة في قلبي؛ ثم أسير فيها، فأنتقل من اللذة الفنية، والشعور بالجمال، إلى شيء أعلى من الفن وأسمى من الجمال: أحس بحلاوة الإيمان؛ وإن للإيمان لحلاوة عرفها من عرفها، وجهلها من جهلها، فمن عرف درى ما أقول، ومن جهل لم ير إلا حروفاً فارغة من المعنى. . . وإذا جاء الإيمان جاءت معه البطولة بأروع أشكالها، والتضحية بأعجب أنواعها، وجاء معه الصبر والإيثار والقوة والشعور، وكل فضيلة من فضائل البشر. . . وكذلك كانت حياة أصحاب هذه السيرة!
كانت حياةً أسمى وأجمل من كل حياة عرفتها أو قرأت عنها أو تخيلتها: معرفة للغاية التي خلق الله الناس من أجلها، وجهاد في سبيل هذه الغاية، وجرى على هذا الجهاد، وترفع عن خدع الحياة وألاعيبها، واتصال بالله يكاد والله يرفعهم من رتبة الإنسانية إلى رتبة الملائكة ويخرج بهم من ثوب الجسم الماديّ، حتى يكونوا روحاً خالصاً. . .
عرفوا ما هي الغاية من الحياة وفهموها، على حين جهل الناس هذه الغاية فهم يسألون أبداً: لماذا نعيش؟ أو خدعوا عنها بغايات دنيئة قريبة. . . أما هؤلاء الغربيون فحسبوا الغاية من الحياة هي الحياة. جعلوا السبب هو المسبّب، والوسيلة هي الغاية، فعمدوا إلى تَرْفيهِ الحياة، واستخدموا لأجل ذلك ما قدروا عليه، فصارت حضارتهم آلية جامدة، وصاروا لطول ما اشتغلوا بالحديد والنحاس يفكرون بعقول من حديد ونحاس، وانقطعت صلتهم بالروح وانبتّوا مما وراء المادة. . . وأما هؤلاء المشرقيون، من الهنود وأمثالهم، فساروا على الضد، وأهملوا الجسم وعاشوا للروح، فظنوا بأن غاية الحياة الفناء في المطمح الروحي، فقتلوا أجسامهم، وأعرضوا عن دنياهم، وأغرقوا أعمارهم في تأمل لا أول له ولا آخر، ولا جدا منه ولا منفعة. . أما الفلاسفة فكان منهم الماديون الذين بلغ من رقاعتهم أن أنكروا الروح إنكاراً وجحدوا الله، وقال متكلمهم: (إن الدماغ يفرز الفكر كما تفرز الكبد الصفراء. . .) فجعل الفكر مادة سائلة. . . ومنهم الروحيون الذين كانوا أصحّ نظراً، وأدنى إلى الحق، ولكنهم لم يصلوا إليه. . . تساءلوا منذ بدؤوا يفكرون: لماذا نعيش؟ ولا يزالون مختلفين يتساءلون هذا السؤال الذي عرف المسلمون وحدهم جوابه، حين قرءوا قول الله الذي أنزله على عبده ورسوله: (وما خَلقتُ الجنَّ والإنسَ إلاّ ليعبدون)
استدلّ المسلمون بالمخلوق على الخالق، وأرشدهم الله إلى عظمة هذا الكون (المكوَّن) فعرفوا منها ما لم يعرفه أصحاب الفلك من العلماء الماديين، غاية ما يعرف هؤلاء أن بيننا وبين الشمس كذا، وأنها أكبر من أرضنا هذه بكذا، ثم إن من هذه الكواكب كواكب لو ألقيت الشمس فيها لكانت رملة في صحرائها، أو نقطة من مائها، وما بين مشرق كوكب منها ومغربه أضعاف أضعاف ما بين الشمس والأرض، وغاب عنهم ما بعدُ من الكواكب، ووقفت دون رؤيته نظاراتهم ومكبراتهم، وعجزت عن الإحاطة به عقولهم وتصوراتهم، فسموه (فضاء غير متناهٍ)، كما يظنّ الطفل أن البحر لا ينتهي وليس له آخر. . . وهل شيء ليس له آخر، إلا مَنْ هو الأول والآخر؟ أما المسلمون فعرفوا أن وراء هذا الفضاء مخلوقاً عظيماً، يحيط به (كالسقف المرفوع) لا تقاس به هذه الكواكب إلا قياس (المصابيح) إلى السقف، تهون عنده هذه الكواكب العظيمة وتضؤل، لأن له من الكبر والجلال ما لا نجد في لغتنا هذه التي وضعت لهذه الأرض الحقيرة كلمة تدل عليه؛ هذا المخلوق هو السماء الدنيا، ومن فوقها ست سموات أخرى طباقٌ بعضها فوق بعض، ومن فوقها أشياء أجل وأكبر، لا تكاد هذه السموات تعدّ إذا قيست بها شيئاً، هي العرش والكرسي، وهناك الجنة، عرضها السموات كلها والأرض. . . هذه هي المخلوقات، التي كانت بكافٍ ونون، فما ظنك بالمكوِّن الباقي؟ ومن عرف هذا الجلال للمخلوق، كيف يكون إجلاله للخالق؟ وهل يجد لحياته غاية إلا الاتصال به وعبادته؟ وهل يقف به عقله وهمته في هذه الأرض؟. . . أي شيء هي الأرض في هذا الكون؟ ما هي في جنب الله؟
فهموا عقيدة القضاء والقدر أصحّ فهم وأجوده - وعقيدة القدر محنة العقل البشري، تزل فيها العقول الكبيرة وتضل المدارك العالية - فكان فهمهم إياها أعونَ شيء لهم على ما وفقوا إليه من عمل، وأمضى سلاح بلغوا به ما بلغوا من ظفر. عملوا أن كل شيء بخلق الله وبعلمه، ولكن الله لم يضطر أحداً إلى الخير اضطراراً، ولم يجبره على الشر إجباراً، وإنما أعطاه العقل المميز، ودله على الطريقين المختلفين، وقال له: هذا إلى الجنة والسعادة، وهذا إلى النار والعذاب، وتركه وعقله. . . وأنه قدّر الأرزاق فلا زيادة ولا نقصان، وحدّد الآجال فلا تقديم ولا تأخير، فما كان لك سوف يأتيك على ضعفك، وما كان لغيرك لن تناله بقوتك؛ وإذا جاء أجلك فلا تستأخر لحظة ولا تستقدم. رفعت الأقلام وجَفَّت الصحف. . . فمضوا لا يهابون الموت في سبيل الله ولا يخافونه، لأنهم آمنوا إيماناً بأن المرء ليس أدنى إلى الموت، وهو في غمار المعركة الحمراء منه وهو في كسر بيته بين أهله وولده. . .
ولكن المسلمين الأولين لم يلقوا بأيديهم إلى التهلكة اعتماداً على أن الأجل محدود، ولم يُعرضوا عن سنن الحياة التي لا تجد لها تبديلا، بل اتبعوا قوانين الوجود، وساروا على نهج الحق، وحرصوا على الحياة حين يكون الواجب داعياً إلى الحياة، ورضوا بالموت حين يدعوهم الواجب إلى الموت. . . ولم يعرفوا هذا التوكل السخيف، فيناموا ويتقاعسوا عن العمل، لأنهم علموا أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة، ولكن الله يرزق الناس بعضهم من بعض. وقرؤوا في القرآن قول الله الذي أنزله على عبده ورسوله: (فإذا عزْمتَ فتوكل على الله) فعزموا على العمل، وتوكلوا فلم يتكاسلوا عنه، ولم يتكالبوا على الدنيا؛ وجدوا كل الجد، ولكنهم لم يطلبوا شيئاً إلا من طريقه المشروع، وعملوا لدنياهم كأنهم يحيون أبداً، ولكنهم عملوا لآخرتهم كأنهم يموتون غدا
عرفوا هذه العقيدة على وجهها، فكانوا أعز الناس على الناس، ولكنهم كانوا أذلهم لله وللمؤمنين؛ وكان منهم أزهد الناس وهو أغناهم، لأن المال كان في يده لا في قلبه؛ وكان منهم الملك الزاهد، والعالم الغني، والفقير العزيز. . . وما شئت من خصلة من خصال الخير إلا وجدتها فيهم
كانوا إذا قرأوا في الصلاة قوله تعالى: (إيّاكَ نَعْبدُ وإيّاكَ نَسْتَعِين) كانوا صادقين، لا يعبدون إلا الله، ولا يستعينون إلا به؛ لا يسألون غير الله ما لا يقدر عليه إلا الله، ولا يستعينون بالأموات الذين عجزوا عن معونة أنفسهم. ولقد قرأت السيرة وتلوت القرآن، فلم أجد في القرآن إلا أن محمداً ﷺ بشر كسائر البشر، في تركيب جسمه، وصحته ومرضه وطبيعة فكره، وخطئه وصوابه، ولكن الله اختاره للرسالة الكبرى، فعصمه من كل ما يدخل الخطأ على الرسالة، أو يؤدي إليه، أو يشين الرسول، فكان صادقاً مصدقاً، لا ينطق عن الهوى، ولا يقول (إذا بلغ عن ربه) إلا الحق، ولا يشرع من الدين إلا ما أذن به الله. وكان منزهاً عن الذنوب والمعايب التي لا يليق بصاحب الرسالة أن يتصف بها، فإذا جاوز الأمر تبليغ الرسالة وما يتصل بالدين إلى أمور الدنيا فهو بشر يخطئ ويصيب، وإن كان من أكثر الناس صواباً، وأقلهم غلطاً لأنه كان أكمل الناس عقلاً وأثقبهم بصير؛ ومادام بشراً فإنه يموت إذا جاء أجله. وإنه الآن ميت ليس حياً في قبره كما يظن الجهلة من العوام وأشباه العوام، ويمنعون الناس أن يقولوا إنه ميت، وقد قال الله ذلك في كتابه، وقاله أبو بكر صاحب الرسول وصديقه على منبر الرسول في مسجده، بحضرة أصحابه وعترته. أما الذي قاله عمر ساعة من نهار فإنما كان مصدره الألم المفاجئ، والحب الطاغي على الفكر، فلما سمع من أبي بكر ما سمع، لم تحمله رجلاه فسقط. . . . قرأت السيرة من ألفها إلى يائها، فلم أجد أحداً من المسلمين دعا الرسول أو لجأ إليه إذا حاق به الخطب الذي لا يقدر البشر على دفعه، وإنما كانوا يلجئون إلى الله ويدعونه، لا يقولون مقالة البوصيري:
يا أكرم الرسْل، ما لي من ألوذ به ... سواك. . . عند حلول الحادث العمم!
ولا قول الآخر يخاطب عبد الله ورسوله بهذا الخطاب الذي لا يخاطب به مؤمن إلا الله وحده:
يا أكرم الرسل على ربه. . . . .
عجل بإذهاب الذي أشتكي ... فإن تأخرت فمن أسأل؟
لا يدري من يسأل إذا تأخر رسول الله بإذهاب الذي يشتكي؟ وهو يقرأ كل يوم سبعة عشرة مرة (على أقل تقدير): (إيّاكَ نعبدُ وإيّاكَ نستعين)؟! ولم أجد صحابياً لجأ إلى الرسول بعد موته يستشيره في أمر، أو يراه في منام فيبني على رؤياه حكما ويأخذ منها علماً. ولقد اختلفوا على الخلافة والنبي صلى الله عليه مسجّىً في بيته لم يدفن، فما فكروا أن يلجئوا إليه وأن يستشيروه، وهل يستشار الميت؟ صدقوا بإمكان المعجزات والكرامات (وهي ممكنة والإيمان بإمكانها من أصول الدين) ولكنهم لم يكونوا يفهمونها على نحو ما نفهمها اليوم، ولم أجد للصحابة - وهم أفضل المسلمين - مثل هذه الكرامات التي نقرأ حديثها ونسمعه كل يوم. . . ووجدت كتب السيرة كلما تأخر بها الزمن، زادت فيها أحاديث المعجزات حتى بلغت هذه الموالد العامية (مولد البرزنجي وشبهه) التي جاء فيها ما نصه: (ونطقت بحمله ﷺ كل دابة لقريش بفصيح الألسن القرشية!). . . (وتباشرت به وحوش المشارق والمغارب). . . (وحضرت أمه ليلة مولده آسية ومريم في نسوة من الحظيرة القدسية. . .!)
وقرأت السيرة كلها، ودققت في كل سطر منها فما شممت رائحة اختلاف بين المسلمين، لا في العقيدة ولا في المذهب ولا في الطريقة، وإنما المسلمون كلهم اخوة في أسرة واحدة، عقيدتهم واحدة، عقيدة بلغت من الوضوح واليسر و (البساطة) إلى حيث لا تدع مجالاً لاختلاف. وهل يختلف في أن الواحد يساوي الواحد؟ هذه هي عقيدتنا. . . ولكن المتكلمين أدخلوا فيها مسائل ليست من العقيدة في شيء، وملئوا بها كتبهم التي عقدوا فيها هذه العقيدة حين حشوها بحكاية كل مذهب مخالف والرد عليه. وجئنا نحن نزيد البلاء بلاء حين نحفظ الطلاب هذه المذاهب والرد عليها وقد انقرض أصحابها منذ دهور. . .
أما هذه (الطرق) فليست في أصل ولا فرع، ولا تكاد تمشي مع المأثور من الذكر، وإن أكثرها مسخرة ولهو ولعب: رقص سموه ذكراً، وغناء دعوه عبادة؛ فما أدري أهم أنبياء بعد محمد؟ (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله)؟ وإلا فما بال هذه الحمحمات وهذه الدمدمات، وهذه الطامات المخزية التي نشهدها في تكية الدراويش المولوية وأشباهها من دور أصحاب الطرق أو. . . قطاعها!
ولقد قرأت السيرة كلها وأجهدت نفسي لأجد شيئاً من الأشياء، أو مكاناً من الأمكنة قدسه المسلمون وتبركوا به، فلم أجد إلا ما كان من تقبيل الحجر الأسود أو استلامه. وقول عمر: (إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله قبلك ما قبلتك). . . وتمنيت أن أرى في السيرة ذكر المحمل الذي صار في مصر من شعائر الحج، يتبرك عظماء مصر بلمس عنان جمله، ويعرض ذلك في (أفلام السينما) على أنه من أركان الحج. وأجد في السيرة أن النبي ﷺ كان - وهو يعاني آلام مرض الموت - ينهى عن اتخاذ القبور مساجد، فأعجب من حال المسلمين اليوم إذ لا أرى مسجداً كبيراً إلا بني على قبر أو كان فيه قبر. . .
هذا قليل من كثير عرضته مثالاً لما في السيرة من عبرة تنفعنا في نهضتنا، ودرس يفيدنا في حاضرنا. فكرت قبل عرضه وترددت، ثم آثرت إرضاء الحق ومصلحة الأمة، ففتحت هذا الباب لندخل إلى هذه السيرة العظيمة فلا نخرج منها إلا بالحياة والعز والمجد، والمزايا التي تعيد للأمة الإسلامية مكانتها في الدنيا!
(بيروت)
علي الطنطاوي