مجلة الرسالة/العدد 236/القصص
→ هي عيناك | مجلة الرسالة - العدد 236 القصص المؤلف: أناتول فرانس المترجم: دريني خشبة |
البريد الأدبي ← |
مشعوذ المادونا Le Jongleur de Notre-Dame هي قصة قصيرة بقلم أناتول فرانس نشرت عام 1892. نشرت هذه الترجمة في العدد 236 من مجلة الرسالة الذي صدر بتاريخ 10 يناير 1938 |
أقصوصة لاذعة من أناطول فرانس
مشعوذ المادونا
للأستاذ دريني خشبة
كان يعيش في أيام الملك لويس مشعبذ فقير من كومبين يقال له برنابا، وكان لا يني يذرع أقطار الأرض ليعرض على الناس ألعابه الخارقة التي كان يبهرهم بها في خفة وحذق وبيد صناع. وكان ينتهز أيام الصحو فينتحي ناحية في الميادين العامة، ثم يفرش على الأرض قطعة من بساط خلق لم يكن يفارقه أينما سار. . . وبكلمات يقولها، وإشارات وحركات علمه إياها مشعبذ أكبر منه سناً يجتمع حوله أطفال وغلمان ومتسكعون، ثم يسوق الفضول غيرهم فيكون في حلقة من الناس من كل صنف يستهويهم بشعبذاته، ويثير عجبهم بالبراعة الفائقة التي يقف بها سكرجة من صفيح مطلي على أرنبة أنفه، وهو مع ذاك يميل ويميد ويتخلج. . . فإذا فرغ من هذا انقلب في الهواء فوقف على رأسه ويديه، ثم راح يرسل في الهواء كرات ستاً صغيرة من نحاس أحمر لامع، فيتلقاها بقدميه العاريتين في مهارة خارقة، بحيث لا تسقط منها واحدة حتى يستوي؛ وكان الناس يختلفون في أمر هذا المشعبذ، ولكنهم سرعان ما يتفقون على أنه ألعبان داهية حين يتقوس ويتقوس، حتى يعمل بجسمه المنقلب عجلة من لحم، ثم يرسل في الهواء اثنتي عشرة سكيناً مزهفة فيظل يتلقفها بيديه في سرعة تخطف البصر وتطلق أيدي النظارة بالتصفيق، وحناجرهم بالهتاف الطويل، ثم يمطرون بساطه الخلق بالدوانق والدريهمات
ولم يكن برنابا مع ذاك بدعاً من الناس، فلقد كان واحداً من هذه الآلاف المؤلفة التي تكتسب الكفاف من العيش بعرق جبينها، وكان يشقى كما يشقى إخوانه البائسون في كل زمان وفي كل مكان، بل لقد كان نصيبه من شقوة الحياة، ومضض العيش، والأوزار التي كتب في الأزل أن تنقض ظهور الناس جيلاً عن جيل عن أبيهم آدم، كبيراً مضاعفاً. . .
ولم يكن يستطيع أن يصل عمله الشاق المضني في كل وقت، فهو واحد من مئين من الأحياء التي يعج بها العالم، ويزخر بها وجه الأرض، والتي تحتاج إلى حرارة الشمس، ودفء الهواء، لتدب الحياة فيها وتنتعش. . . لذلك كان الشتاء أكبر أعدائه، إذ كان يقاسيه كما تقاسيه الشجرة التي نفضت أوراقها، وبدت خلاله نصف ميتة. . . وكان الصقيع الذي يغطي وجه الأرض يقضه ويزعجه، ويثلج يديه وقدميه، فتسقط الكرات وتجرحه السكاكين، ولكنهه مع ذاك يبسم ويهش، متشبهاً بالصرصر المذكور في قصة مريم الأفرنسية، والذي يشدو ويرقص جوعان من. . . البرد!! أو من الجوع. . . أو منهما معاً!! وكان لسذاجة قلبه، وقناعته، يقاسي في سكون وصمت. فلم يفكر مرة في كيفية توزيع الثروة بين الناس، ولا في علة هذا التفاوت الكبير بين أقدار البشر، وكلهم من آدم، وآدم من تراب. . . لا. . . لم يفكر برنابا الطيب في شيء من هذا ولا ذاك، بل كان مؤمناً ساذج الإيمان، وكان يعتقد أن الخير الذي فاته في هذه الدنيا لابد مواتيه في الآخرة، وأن سيئات هذه الحياة ستحتسب في صحيفته حسنات يوم يوفى للناس حسابهم. ولم يكن برنابا من هؤلاء اللبقين الألبة الذين باعوا أنفسهم لسيد الأبالسة، بل كان يؤمن بالله ولا يكفره، ويلهج لسانه دائماً باسمه، وكان يحيا حياة أمينة طاهرة كلها تقوى وعفة، ولم تحدثه نفسه مرة أن يمد عينيه إلى ما متع الله به جاره من زوجة جميلة حلوة مفتان، مع أنه لم تكن له زوجة حلال. . . وكان يؤمن بخطر المرأة على شباب الرجل وعنفوانه، وكانت له أسوة بما حدث من ذلك لشمشون كما هو مشهور مأثور
وهكذا لم يك برنابا بهيمياً ولا شهوانياً، بل هو لم يفكر مرة في هذه اللذة الدنسة التي تستعبد أمثاله من المشعبذين، بيد أنه إن سلم من ذاك، فلقد كانت تأسر لبه الخمر، وكان يرى فيها منجاة من فتنة النساء والوقوع في كيدهن؛ ولم يكن برنابا مدمناً مع ذاك، وإن حب الخمر وصبا إليها من كل قلبه، لاسيما إذا كان الفصل شتاء والطقس بارداً زمهريراً. . . فإذا استثنينا شغفه بالخمر وجدناه رجلاً صالحاً يخاف الله ويتبتل إليه، وتملأ قلبه محبة العذراء، مريم الطاهرة البتول، التي كان يخبت لها ويصفيها عبادته، ويركع بين يدي صورتها كلما دخل كنيسة فيصلي هذه الصلاة: (مولاتي! أبتهل إليك أن تباركي حياتي في هذه الدار حتى يتأذن الله فيقبضني إليه، فإذا فعل، فاشفعي لي عنده أن يفيء علي من نعيم الخلد. آمين!)
وانطلق في أمسية يذرع الطرقات غب مطر وابل حزيناً واجماً كاسف البال، وتحت إبطه كراه ومزقة البساط وفيها سكاكينه، وكل همه أن يجد خاناً يؤويه فيقضي فيه ليله على الطوى، لم يذق عشاء ولم يتبلغ بلقمة. . . فبينما هو هائم على وجهه هكذا، إذا به يرى راهباً يذرع الطريق مثله، وفي مثل الجهة التي يسير فيها، فحياه في أدب وظرف، ورد الراهب تحيته بأحسن منها، ثم قال يحدثه:
- مرحى أيها الرفيق! مالك مسربلاً بهذه الثياب الخضر من ناصيتك إلى إخمصيك. . . أذاهب أنت لتمثل البلياتشو في ملهاة خرافية؟
- كلا والله أيها الأب! إن اسمي برنابا، وحرفتي الشعبذة وحبذا لو كان عملي أن آكل متبطلاً، وأسمن واستريح من عناء الحياة!!
- أتعني ما تقول أيها الأخ برنابا؟ حذار من أن يكون في ستور كلامك لمز أو كناية! فإن أشرف عمل في هذه الحياة الدنيا هو أن تبيع نفسك لله. . . الرهبانية يا برنابا. . . إن الراهب ما يني يسبح بحمد الله، وباسم العذراء، وبأسماء القديسين! ألا وإن حياة الراهب أنشودة سرمدية ليسوع المسيح!
- وقال برنابا يجيبه: (إني أقر أنني تكلمت كما يتكلم الجهلاء أيها الأب، فعفواً ومعذرة. . . إن بيننا لبوناً شاسعاً وفارقاً عظيماً، وإنه إن يكن لشعبذاتي قيمتها عند الناس، فكذلك نسكك وترهبك مع فارق بين الصناعتين، لأنك مهما عجزت عن رقصة أقوم أنا بها في منتهى ما تتصور من سهولة ويسر، ومهما عجزت عن أن تقف سكرجتي هذه على أرنبة أنفك وتميل كما أميل، وتميد وتتخلج، فإن لرهبانيتك مع ذاك قيمتها التي لا تساميها قيمة عملي الحقير وصنعتي التافهة. . . أيها الأب الكريم! تالله إنه ليس أحب إلي من أن أنقطع مثلك للعبادة فألهج بذكر الله، وأستقل عن العلمين ليتحد قلبي بالبتول المقدسة. . . العذراء الطاهرة التي كرست نفسي وحياتي لعبادتها ومحبتها! وإنه ليس آثر عندي من أن أهجر حرفتي التي عرفت بها في ستمائة قرية وقرية، من سواسون إلى بوفيه، لكي أذهب إلى الدير، وأخلص للتأمل والعبادة والترهب!)
ووقرت سذاجة المشعبذ في فؤاد الراهب، واستشف فيه نفساً تقية وقلباً صالحاً، من تلك القلوب النقية التي قال المسيح في أصحابها: (عليهم السلام في الأرض) فقال يجيبه: (إذن هلم معي أيها الصديق برنابا وسأدخلك الدير الذي أنا رئيسه، وإني أسأل الله الذي هدى مريم المصرية في مهامه الصحراء أن يوفقني في هدايتك إلى ما فيه خلاصك) وهكذا أصبح برنابا (البلياتشو!) راهباً!
وبهره أن يرى إخوانه الرهبان يخلصون في محبتهم للعذراء إخلاصاً عجيباً، ويكرسون حياتهم ونبوغهم وجميع ملكاتهم لخدمة مجدها وتخليد ذكراها. . . فهذا رئيس الدير يؤلف في فضائلها المؤلفات، ويشيد فيهن حسب السنة بأياديها على العالمين وهذا الأخ موريس يتناول مسودات تلك المؤلفات فيسطرهن بيده النابغة الصناع، وبخطه الرائق الشائق على رقوق وكواغد ثم هذا الأخ الإسكندر ينقش فيهن نقوشه، ويرسم تصاويره، فيجعل مليكة السموات جالسة على عرش سليمان، وقد ربضت عند قدميها أربعة أسود ضياغم تحرسها وتسهر عليها، ومن فوق الهالة التي تنعقد بالنور حول رأسها ترف سبع حمامات ورق هن هدايا روح القدس السبع: الخوف، والتقوى، والمعرفة، والقوة، والعدالة، والذكاء، والحكمة، وجلس معها ست عذارى حسان ذوات شعر مغدودن ذهبي: الدعة، والكبرياء، والاعتزال والاحترام، والعذرية، والطاعة. . . هذا وقد سجد عند قدميها شبحان عاريان يشعان نوراً ولألاء، وكانا يمثلان الأرواح الخاطئة، وكانا يتوسلان إلى العذراء أن تدرك أصحابهما برحمتها التي وسعت كل شيء فتمنحهم الخلاص
وقد صور الأخ الاسكندر في صحيفة أخرى أمنا حواء في حضرة العذراء البتول حتى يرى القارئ كيف تتمثل الخطيئة والفداء في حواء الذليلة ومريم الشماء!
ومن أحسن صوره أيضاً صورة بئر المياه الحية، وصورة النبع، والزنبقة، والقمر، والشمس، والجنة المغلقة، وما إلى ذلك مما ورد ذكره في نشيد الإنشاد. . . فهذه، وصورتا بوابة السموات، ومدينة الإله؛ كلها صورت في محبة العذراء ورسمت باسمها
وكان الأخ ماربود كذلك من أطفال مريم المخلصين. . . وكان ما يفتأ ينحت التماثيل من الحجارة فتتشعث لحيته وشعره وأهدابه بغبار الرخام الأبيض، وتنتفخ عيناه وتنهمر مدامعه؛ وبالرغم من سنه المتقدمة، وشيخوخته الضعيفة، فلقد كان ماربود يصل ليله بنهاره في عمل التماثيل في حب مريم لتباركه، وتثبت خطاه نحو الأبدية. . . وكان يمثلها محمولة في محفة، وتتألق على جبينها هالة من أغلى اللآلئ. . . وكان ينصب أكبر النصب في تجعيد ثنايا ثوبها من فوق قدميها ليسترهما. . . القدمين الحبيبتين قدمي العذراء، اللتين قال في صاحبتهما النبي: (حبيبتي أشبه بجنة مغلقة!) وكان يمثلها أحياناً طفلة رائعة فينانة، تكاد تنطق فتقول: (يا يسوع! أنت إلهي!)
وكان في الدير رهبان شعراء ما ينون ينظمون في العذراء المقدسة أغانيهم باللسان اللاتيني. . . وكان فيهم زجال بيكاردي ينقل أغاريدهم إلى اللسان العامي الرشيق
شهد برنابا هذه الحماسة التي جعلت إخوانه الرهبان يتنافسون في خدمة العذراء وتقديسها، وتكريس كل ملكاتهم لعبادتها بالقلب وبالذهن وباليد وباللسان؛ فحزن حزناً شديداً، وراح يندب حظه، ويبث جهله المطبق وسذاجته وقلة معرفته، وكان يمشي مرة في ظلال الحديقة الصغيرة التي يحضنها سور الدير، فجعل يتفجع ويقول: (وا أسفاً لشد ما يحزنني ألا أستطيع أن أعبد عذرائي تلك العبادة القيمة التي يؤديها رفاقي الرهبان مع ما بذلت من حبي لها، وبرغم ما وقفت كل تقديسي عليها! ما أتعسني إذن يا أم الإله! أنا هذا الجاهل الغبي الذي يعبدك بلسان لا يعي إلا أتفه الأدعية وأحقر التسبيحات، وهو مع ذاك يرددها لا كما ينبغي. . . ويلي من غبي جاهل لا قدرة له على فن جميل، ولا عمل من ورائه طائل! أين أنا مما ينحت الناحتون للعذراء البتول، وما يصور المصورون، وما ينظم أولئك الشعراء من أغراد وأوراد! وا أسفاه! إني لا أملك من كل ذلك قليلاً ولا كثيراً!)
وهكذا ظل برنابا يتفجع ويتألم
وجلس مرة يصغي إلى رفاقه بينما كانوا يتلهون بالحديث فيما بينهم، فسمع أحدهم يقص حكاية الراهب الذي عاش عمره جميعاً لا يستطيع أن يعبد العذراء إلا بهذه العبارة القصيرة المقتضبة: سلام على مريم. . . سلام على مريم. . . يرددها في صباحه وفي مسائه، ولا يفتر عن ترديدها لسانه. . . وكان إخوانه يزدرونه لجهله وقلة عرفانه، فلما مات، وأقبلوا عليه، رأوا، ويا ما أغرب ما رأوا، أربع وردات نواضر قد خرجت من فمه، فعرفوا أنهن برزن ثمة تقديساً للأحرف الأربعة التي يتركب منهن اسم العذراء. . . وهكذا تقدس الراهب بعد موته، وبعد ما لقي من ازدراء رفاقه في الحياة الدنيا. . .
ولما سمع برنابا هذه الحكاية ابتهجت نفسه وغمر السرور قلبه وعظمت ثقته في مريم البتول الخيرة. . . بيد أنه لم يتسل بهذا المثل الجميل، لأنه كان يود لو استطاع أن يصنع مثل ما يصنع إخوانه من تقديس العذراء بالقلب واللسان وباليد. . . فراح يفكر ويفكر، ويعمل ذهنه في الوسيلة التي تنيله ما يريد. . . ولكن. . . عبثاً حاول أن يجد برنابا تلك الوسيلة، فكان كل يوم يمضي يزيد في أحزانه، ويضاعف أشجانه
ثم استيقظ صبيحة يوم مشرق وقد بدا في وجهه البشر، وشاع في أعطافه السرور، فانطلق من صومعته إلى الكنيسة فدخلها، وأقفل عليه بابها، ثم لبث فيها أكثر من ساعة من الزمان، وخرج وقت الغداء فلم يغب طويلاً، ثم عاد إليها، وأقفل عليه الباب كما فعل في الصباح. . .
وظل منذ ذلك اليوم يذهب إلى الكنيسة في مثل هذه الساعة التي لا يفكر أحد من الرهبان في الذهاب إليها، لاشتغالهم بما أخذوا به أنفسهم من كتابة ونسخ وتصوير ونحت ونظم. . . وتبدل حال برنابا، فلم يعد يعاوده وجومه، وذهب عنه هذا الحزن الذي كان يلازمه دواماً. . . غير أن سلوكه المفاجئ قد أثار الغرابة والدهش في نفس رئيس الدير، الذي كان واجبه يقضي عليه بمعرفة كل ما يعمل رهبان الدير حتى في سرهم ونجواهم، فصمم أن يعلم من أمر برنابا ما أراد برنابا أن يجعله سراً مكتوماً. . .
ففي إحدى خلوات برنابا، ذهب الرئيس في صحبة زميلين من أكبر رهبانه سناً، ليروا ماذا يصنع أخوهم داخل الكنسية، ووقفوا يلاحظونه من ثقوب في الباب
ما شاء الله!!
لقد شهدوا الراهب المشعبذ وقد (تشقلب!!) أمام صورة العذراء المقدسة، بحيث وضع رأسه ويديه على الأرض، ثم راح يرسل كراته في الهواء ويتلقفها برجليه، ثم يتحوى ويتكور، ويرسل سكاكينه المرهفة ويتناولها في خفة ورشاقة بكلتا يديه، كما كان يصنع في أيامه الخوالي التي أكسبته الصيت والأحدوثة وأطيب الذكر. . ولم لا يصنع؟ أليس بهذا يضع ملكاته وخبرته الفنية وطول دربته في خدمة العذراء كما يصنع رفاقه؟ وما يصنع رفاقه غير هذا؟
لكن رئيس الدير لم يفهم شيئاً من ذلك، ولم يفطن إلى غرض المشعبذ النبيل، بل صاح وصاح معه زميلاه، ولعنوه اشد اللعن بما دنس هذا المكان المقدس واستباح حرمته! لقد كان الرئيس يعرف أن برنابا رجل ساذج مغفل، ولكنه ظن هذه المرة أنه قد فقد صوابه، فاندفع داخل الكنيسة واندفع في إثره زميلاه ليقذفوا به خارجها. . . ولكن! يا للمعجزة! لقد رأوا الصورة المقدسة تتحرك. . تتحرك، وتتقدم نحو برنابا. . . وقد مدت ذراعها الجميلة النقية، وراحت تمسح قطرات العرق التي كانت تتصبب فوق جبينه، بمنديلها الأزرق الحريري
وسجد رئيس الدير حتى مست جبهته رخام الأرض وسجد وراءه زميلاه، وجعلوا يصلون هذه الصلاة
(مباركون الذين تطهرت قلوبهم وخلت من الخبث، لأنهم سيرون الله)
دريني خشبة