الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 222/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 222/البريد الأدبي

مجلة الرسالة - العدد 222
البريد الأدبي
[[مؤلف:|]]
بتاريخ: 04 - 10 - 1937


أسطورة الاطلانطس

هل كانت الاطلانطس التي مازالت مستقى خصباً لأقلام القصصيين حقيقة قارة أو منطقة مفقودة؟ لقد ظهرت في العصر الأخير عدة قصص رنانة عن خرافة (الاطلانطس) وكان أخرها رواية لبيير برتران عضو الأكاديمية الفرنسية. ولكن (الاطلانطس) ما تزال خرافة يكتنفها الغموض المطبق. وقد حاول كاتب إنجليزي هو جيمس برايمول أخيراً أن يدرس قصة (الاطلانطس) دراسة تاريخية علمية، فوضع عنها كتاباً سماه (الاطلانطس المفقودة) جمع فيه كل ما ورد في الروايات القديمة والحديثة وفي التقاليد المأثورة، وفي الشعر والقصص عن هذه الأسطورة، وفي رأيه أن هذا (الاطلانس) لابد أن تعني شيئاً ولو أن ما يحيط بها من الغموض يحول دون معرفة الحقيقة، وأن هذه القارة ربما كانت على الأغلب جزائر (آزورس) في عصر غابر جداً قد يرجع إلى عشرة آلاف عام قبل المسيح. والواقع أن الأسطورة تثير في الإنسان الجانب الشعري قبل أن تثير فيه الناحية العلمية؛ وإذا كانت جزائر (الآزورس) يمكن أن تكون فرضاً أول للقارة المفقودة، فكذلك يمكن أن تكون قادسة وقرطاجنة؛ وهنالك غير ذلك فروض كثيرة ذهب إليها مختلف الباحثين. وأما الحوادث التي ترتبط بهذه الأسطورة فلا حصر لها، وهي قد ترجع إلى عصر الأهرام أو عصر أفلاطون، وأفلاطون ممن تحدثوا عن (الاطلانطس)؛ بيد أن مستر برامويل يرى رواية أفلاطون خارقة مستحيلة إذ يقول أن (الأطلانطس) أو القارة الوسطى قد اختفت في الماء في يوم واحد، لأن العوامل الجيولوجية لا تحدث أثرها بمثل هذه السرعة الخارقة؛ ومن جهة أخرى فإن أسطورة (الأطلانطس) ليست في ذاتها أكثر إغراقا من أساطير تاريخية أخرى لها مكانة في التاريخ، فحصار طراودة وقصة هيلين التي خلدها هوميروس في الإلياذة؛ وقصة ملكة سبأ التي شغلت الباحثين والرواد في الأعوام الأخيرة وأمثالهما من الروايات المغرقة التي تبدو مع ذلك ذات مسحة تاريخية هي من نوع أسطورة الاطلانطس، ولو أنها من الناحية الزمنية ترجع إلى عصور أكثر ظلاماً وغموضاً، وعلى أي حال فإن كتاب (الاطلانطس المفقودة) يقدم إلينا مجموعة من الروايات والفروض الشائقة التي تتعلق بهذه الأسطورة منذ فجر التاريخ إلى عصرن مر، مرير، ممر

نقد السيد جورج سلستي في (الرسالة) لفظة (المرير) في (رواية المصدور) وقد كان العلامة الشيخ إبراهيم اليازجي قد أنكر هذه الكلمة في مجلته (الضياء) كما أنكر ألفاظاً عربية صحيحة غيرها. والشيخ إبراهيم والسيد جورج كلاهما مخطئ في نقد تلك اللفظة، فالمرير مثل المر والممر؛ وهي في كتب اللغة وكلام العرب ورسائل البلغاء، قال (أساس البلاغة) للإمام الزمخشري: (وشيء مر ومرير وممر) قال:

إني إذا حذرتني حذور ... حلو، على حلاوتي مرير

ذو حدة، في حدتي وقور

وفي نهج البلاغة - وصوّاغه من أئمة الفصاحة والبلاغة: (وإن كان ذا مشقة شديدة ومذاقة مريرة)

فقال: المر، أو المرير، أو الممر، إذا اقتضت ذلك حال، ولكل مقام لفظ ومقال. . .

(الإسكندرية)

  • * *

أوراق البردي ونصوص التوراة

ظفر المنقبون في العصر الأخير بكثير من أوراق البردي التي تتضمن نصوصاً من التوراة في عصور مختلفة، ووجدت معظم هذه النصوص الأثرية ضمن أوراق البردي المصرية؛ وقد استطاع المستر شستر بيتي المثري الإنكليزي المعروف في مصر بأنه من أكبر هواة الآثار أن يحرز عدة من أوراق البردي الهامة التي تلقي ضوءاً على نصوص التوراة الأولى؛ ووصفت هذه الوثائق أخيراً وترجمت نصوصها في كتاب بقلم العلامة الأثري الإنكليزي السير فردريك كينون، وعددها أثنتا عشرة وثيقة منها عدة تكون قسما من نسخة من التوراة كتبت في القرن الثالث الميلادي. وهذه التوراة كما يصفها السير كينون كانت مجموعة واحدة تحتوي على ستة وخمسين صفحة من البردي لصقت معاً ونظمت في ملف؛ وقد استطاع السير كينون أن يقرر بالاعتماد على هذه الوثائق كثيراً من الحقائق التاريخية التي تتعلق بتطور النصوص ونتائجها؛ وأهم هذه الحقائق هو أن نص التوراة كما ورد في كتاب (إيسيا) ليس هو أصح النصوص التي انتهت إلينا. وهنالك بعض وثائق أخرى ترجع إلى القرن الرابع الميلادي وكلها مما يعاون في تتبع النصوص وتحقيقها

الرئيس مازاريك والحركة الفكرية

فقدت الحركة الفكرية في أوربا الوسطى بوفاة الدكتور مازاريك محررا تشيكوسلوفاكيا ورئيسها السابق ركنا من أهم أركانها. ذلك أن الرئيس الراحل لم يكن وطنياً وسياسياً عظيما فقط بل كان أيضاً مفكراً وكاتباً مبرزاً، وقد درس الفلسفة واشتغل في شبابه بالتدريس وكان مدى أعوام طويلة أستاذاً للفلسفة في جامعة براج؛ وله رسائل وبحوث فلسفية قيمة. كذلك أشتغل الرئيس مازاريك بالصحافة والأدب، وله عدة أثار أدبية ونقدية لها مكانة في أدب أوربا الوسطى، وكان الرئيس مازاريك أيضاً من أعظم هواة الكتب، وقد جمع أثناء حياته مكتبة عظيمة كانت كعبة الزوار من كل صوب، وقد تركها لأمته

رحلة في بلاد التركستان

لا تزال التركستان الصينية من المناطق التي يجهل العالم الخارجي الكثير من أحوالها؛ وقد وقعت في الأعوام الأخيرة بهذه البلاد النائية عدة أحداث وتطورات سياسية هامة لفتت إليها الأنظار، وزارتها عدة بعوث أوربية لتكشف ما هنالك من الحوادث والظروف، ولتدرسها من الوجهة الجغرافية والاقتصادية والاجتماعية، وكان من هذه البعثات بعثة أوفدتها الحكومة الإنكليزية إلى مدينة أورمش في أعماق التركستان سنة 1935 لتعقد الصلات السياسية والتجارية بين إنكلترا والحكومة الجديدة؛ وكانت هذه البعثة برياسة السير أريك تيشمان، يعاونه ثلاثة من المغول واثنان من الصينيين؛ وسافرت البعثة من بكين في سيارتين كبيرتين تتقدمهما قافلة من الجمال تحمل البنزين والمؤن؛ واخترقت البعثة صحراء جوبى الشاسعة مدى ألف وخمسمائة ميل إلى أورمشي؛ ثم سارت منها إلى مدينة كشغر عاصمة التركستان الصينية فقطعت بذلك نحو ألفين وخمسمائة ميل في أربعين يوماً. وقد دون السير تيشمان رحلته ودراساته لهذه الأقطار المجهولة في كتاب ظهر أخيراً عنوانه (الرحلة إلى تركستان) ومرض السير تيشمان مدى حين في كشغر، ولكنه استطاع أن يتم مهمته. وأن يخترق بعد ذلك صحراء البامير المروعة على ظهر مهر، ومنها انحدر نحو حدود الهند الشمالية الغربية، ثم عاد إلى الصين عن طريق الهند

ويقدم إلينا السير تيشمان في كتابه خلاصة قيمة عن تاريخ التركستان الصينية، وعن أحوالها وظروفها الحالية؛ ويفيض في وصف الفيافي الشاسعة والجبال الشامخة التي شاهدها، وفي وصف الأجناس البشرية التي لقيها في طريقه، ولغاتها ومعتقداتها وأساليب الحياة

في دار المحفوظات النمسوية

يتردد صديقنا الأستاذ عنان الذي يقضي الآن أجازته في فينا على دار المحفوظات النمسوية ليدرس الملفات الخاصة بحياة ولي العهد السابق رودلف فون هبسبرج وبمصرعه المؤسي في حادثة مايرلنج الشهيرة، وقد كانت هذه الملفات السرية التي تحتوي على كثير من الوثائق المخطوطة محفوظة في قصر (البورج) ولم يتح لإنسان أن يطلع عليها إلا بعد الحرب الكبرى حيث نقلت المحفوظات الإمبراطورية إلى محفوظات الدولة؛ وبين هذه الوثائق مذكرة خطية مستفيضة عن مصرع الأمير رودلف في قصر مايرلنج مكتوبة بقلم كبير حاشيته الكونت فون هويوش وفيها يفصل الظروف والعوامل النفسية والاجتماعية التي دفعت بالأمير إلى الانتحار. وينوي الأستاذ عنان بعد دراسة هذه الملفات أن يضع مؤلفاً عن مأساة مايرلنج الشهيرة مستسقي من أوثق المصادر والمراجع

بعثة ثقافية مصرية إلى فرنسا

وجهت الحكومة الفرنسية الدعوة إلى الحكومة المصرية لإيفاد ثلاثة من خريجي كلية الآداب واثنين من خريجي كلية الحقوق لزيارة فرنسا والإقامة بها عاماً دراسياً كاملا

وقد خصصت جمعية أصدقاء الشرق لكل مبعوث مصري من الذين تقرر الجامعة إيفادهم عشرة آلاف فرنك طول مدة الإقامة على أن تتكفل أيضاً بنفقات الانتقال على البواخر الفرنسية والسكك الحديدية المصرية والفرنسية

وقد تلقت وزارة المعارف أمس الأول كتاباً من قنصل فرنسا يطلب إليها فيه دعوة المبعوثين لمقابلته والتعرف إليهم. ونذكر في هذا الصدد أن جمعية أصدقاء الشرق بباريس لم تضع للبعثة برنامجاً وإن كان المفهوم أن الدعوة مقصود بها توطيد صلات الصداقة وإيجاد علاقات أدبية وثيقة بين الشعبين المصري والفرنسي عن طريق إيفاد مثل تلك البعثات؛ وقد وقع اختيار الجامعة على أعضاء البعثة وسيغادرون مصر في هذا الشهر

الحياة الطبيعية للإنسان 150 سنة

وصل الأستاذ (لازارف) مدير معهد البيولوجيا في روسيا - بعد سنوات من البحث - إلى أن العمر الطبيعي للإنسان ينبغي أن يكون 150 سنة وأن السبب الوحيد لعدم مقدرة الجيل الحاضر على الوصول إلى هذا السن هو عدم الاهتداء إلى سر التغلب على عملية التفكك في الجسم الإنساني. ويعتقد الأستاذ أن الإنسان يصل إلى عنفوان قوته في سن العشرين وبعد ذلك تبتدئ عملية التفكك وأنه سوف لا يمضي وقت طويل حتى يتمكن العلم من وقف هذه العملية وبذلك يتمكن الجزء الأعظم من سكان العالم من التعمير مائة وخمسين سنة. وربما استخدمت في ذلك مجهزات كيميائية أو أشعة خاصة يستطيع بها المخ أن يحتفظ بقوة وظيفته. ويستدل الأستاذ على تأثير هذا في بعض الأمراض التي كانت تعتبر عضالة منذ خمسين سنة وقد أصبحت الآن سهلة الشفاء

تعيين سكرتير لجمعية مارك توين في مصر

اختارت جمعية مارك توين الدولية مستر جون هوجورف ليكون سكرتيراً لها في مصر

وهذه الجمعية مؤلفة على نمط أندية شكسبير، وتتجه أغراضها إلى نشر كتابات مارك توين وتشجيع الملكات الأدبية من أية جنسية كانت، ولها فروع في الولايات المتحدة الأمريكية، والإمبراطورية والبريطانية وفرنسا وإيطاليا وألمانيا واليابان وغيرها من البلاد. ويؤيد جمهورها كثيرون من أقطاب العالم بينهم السنيور موسوليني ومستر هوفر، وايرل بلدوين، ومستر رامسي ماكدونالد، والجنرال سمطس؛ ومن أعضائها ستيفن كيلوك، وأوجيني أونيل، وجيوفاني بابيني، وويلز وأندريه موروا