مجلة الرسالة/العدد 216/البريد الأدبي
→ الفيتامين والتي يراد تجفيفها إلى أبخرة غاز ثاني | مجلة الرسالة - العدد 216 البريد الأدبي [[مؤلف:|]] |
الكتب ← |
بتاريخ: 23 - 08 - 1937 |
القرآن وعلامات الترقيم - فتوى لمشيخة الأزهر
تلقت لجنة الفتوى بالجامع الأزهر اقتراحاً، من الأستاذ محمود عفيفي المحامي، خاصاً بطبع المصحف الكريم على الكيفية الآتية:
أولاً: أن يكون بالرسم العادي المتبع الآن بالأزهر الشريف وفروعه وجميع المعاهد العلمية بمصر والبلاد العربية إسلامية وغير إسلامية.
ثانياً: أن يراعى وضع علامات الترقيم وسط الجمل لا فوقها كما هو متبع الآن.
ثالثاً: أن يوضع تفسير عصري مختصر بهامش هذه الطبعة بمعرفة هيئة من كبار العلماء.
وقد جاء في تقرير مرافق لهذا الاقتراح ما خلاصته: إن الغرض هو تيسير تناول كتاب الله الكريم وسهولة تلاوته كما أنزل مع فهم ما غمض من معانيه، لأن كثيراً من المتعلمين في المدارس مع نبوغهم في اللغة العربية لا يستطيعون تلاوة القرآن في المصحف بطبعته الحالية، لاختلاف هجائه عن الهجاء الذي ألفوه ودرسوه في معاهدهم، فحرصاً على أن تكون تلاوة هؤلاء وأمثالهم ممن لا يحفظون القرآن ولم يتلقوه عن القراء صحيحة يجب طبعه بالهجاء العادي المعروف لهم، وحرصاً على فهم معاني القرآن لمن يقرأه في المصحف يجب وضع تفسير مختصر مفيد على هامش هذه الطبعة.
رأي اللجنة في هذا الاقتراح
وقد أبدت اللجنة رأيها في ذلك فقالت: إنها توافق على وضع تفسير مختصر مفيد على هامش المصحف، وتوجو أن يوفق الله جماعة من العلماء لوضع هذا التفسير، حتى يعم الانتفاع بالقرآن الكريم.
أما وضع علامات الترقيم وسط الجمل لا فوقها، فاللجنة ترى أن المصحف الكريم قد وضعت فيه قديماً وحديثاً علامات على بعض الحروف وبعض الكلمات وفي وسط الجمل للدلالة على كيفيات لهذه الحروف كالإدغام والإخفاء وللدلالة على معان تتعلق بالتلاوة كحسن الوقف ولزومه وامتناعه وغير ذلك، وهذه العلامات لا ترى اللجنة حاجة لإحداث تعديل في وضعها لأنها وضعت في أماكنها للدلالة على أغراض خاصة وقد أدت بوضعها في أماكنها هذه الأغراض بوضوح لا لبس فيه، وبين كل ذلك في التعريف الشام بالمصحف الذي وضع في ذيل الطبعة التي أمر بها حضرة صاحب الجلالة الملك فؤاد الأول سنة 1347هـ
وأما إنشاء علامات ترقيم أخرى للدلالة على أن الجملة استفهامية مثلاً، ومقولة لقول سابق أو محذوف، فلا ترى اللجنة مانعاً منها بشرط أن يوضع بشكل لا يوجد لبساً على القارئ فقد كان المصحف الكريم مجرداً عن (التعشير) و (الإعجام) و (النقط) و (رموز الوقف) ثم أحدث كل ذلك واستحسنه كثير من العلماء حفظاً للآي وضبطاً للإعراب خصوصاً للأعاجم وغيرهم ممن لا يحسنون العربية، قال الزيلعي من علماء الحنفية: هو وإن كان محدثاً فمستحسن، وكم من شيء يختلف باختلاف الزمان والمكان. اهـ
وأما طبع المصحف الكريم على قواعد الرسم الكتابي العادي المتبع الآن، فاللجنة ترى لزوم الوقوف عند المأثور من كتابة المصحف وهجائه وذلك لأن القرآن الكريم كتب وقت نزوله على النبي ﷺ، ومضى عهده ﷺ والقرآن على هذه الكتبة لم يحدث فيها تغيير ولا تبديل، وقد كتبت بها مصاحف عثمان، ووزعت على الأمصار لتكون إماماً للمسلمين، وأقر أصحاب النبي ﷺ عمل عثمان رضي الله عنه، ولم يخالفه أحد فيما فعل؛ واستمر المصحف مكتوباً بهذا الرسم في عهد بقية الصحابة والتابعين وتابعي التابعين والأئمة المجتهدين في عصورهم المختلفة ولم ينقل عن أحد من هؤلاء جميعاً أنه رأى تغيير هجاء المصحف عما رسم به أولاً إلى تلك القواعد التي حدثت في عهد ازدهار التأليف والتدوين في البصرة والكوفة، بل ظل مصطلح القرآن قائماً مستقلاً بنفسه بعيداً عن التأثر بتلك القواعد.
ولا ريب أنه وجد في تلك العصور المختلفة أناس يقرؤون القرآن ولا يحفظونه وهم في الوقت نفسه لا يعرفون من الرسم إلا ما وضعت قواعده في عصر التأليف والتدوين وشاع استعمالها بين الناس في كتابة غير القرآن، ولم يكن وجود هؤلاء مما يبعث الأئمة على تغيير رسم المصحف بما تقضي به تلك القواعد.
قال العلامة نظام الدين النيسابوي في كتابه (غرائب القرآن ورغائب الفرقان) ما نصه:
(وقال جماعة من الأئمة: إن الواجب على القراء والعلماء وأهل الكتاب أن يتبعوا هذا الرسم في خط المصحف، فإنه رسم زيد من ثابت، وكان أمين رسول الله ﷺ، وكاتب وحيه). اهـ.
وجاء في الإتقان للإمام السيوطي ما نصه:
(وقال أشهب: سئل مالك: هل يكتب المصحف على ما أحدثه الناس من الهجاء؟ فقال: لا، إلا على الكتبة الأولى. رواه الداني في المقنع، ثم قال: ولا مخالف له من علماء الأمة. وقال في موضع آخر: سئل مالك عن الحروف في القرآن، مثل الواو والألف: أترى أن يغير من المصحف إذا وجد فيه كذلك؟ قال: لا. قال أبو عمرو: يعني الواو والألف المزيدتين في الرسم المعدومتين في اللفظ، نحو (أولوا)
وقال الإمام أحمد: يحرم مخالفة خط مصحف عثمان في واو وياء أو ألف أو غير ذلك.
وقال البيهقي في شعب الإيمان: من يكتب مصحفاً ينبغي أن يحافظ على الهجاء الذي كتبوا به تلك المصاحف، ولا يخالفهم فيه، ولا يغير مما كتبوه شيئاً فانهم كانوا أكثر علماً، وأصدق قلباً ولساناً. وأعظم أمانة منا، فلا ينبغي أن نظن بأنفسنا استدراكا عليهم). اهـ.
وقد جاء في فقه الحنابلة ما يؤيد نقل السيوطي في الإتقان عن الإمام أحمد بن حنبل.
وجاء في حواشي المنهج في فقه الشافعية: أن كلمة (الربا) تكتب بالواو والألف، كما جاء في الرسم العثماني، ولا تكتب في القرآن بالياء أو الألف، لأن رسمه سنة متبعة.
وجاء في المحيط والبرهان في فقه الحنفية: أنه ينبغي ألا يكتب المصحف بغير الرسم العثماني.
على أن قواعد الإملاء التي حدثت في عهد التأليف والتدوين لم يتفق عليها واضعوها بل اختلفوا في رسم كثير من الكلمات كما هو مدون في مواضعه، وهي بعد ذلك عرضة للتغيير والتبديل، وقد صارت اليوم موضع شكوى وتفكير نظراً لما فيها من كتابة أحرف لا وجود لها في المنطق، وترك أحرف منطوق بها، فلا ينبغي والحالة هذه أن يخضع القرآن في رسمه لهذه القواعد المختلف فيها، والتي هي عرضة للتغيير والتبديل.
وأما ما يراه أبو بكر الباقلاني من أن الرسم العثماني لا يلزم أن يتبع في كتابة المصحف، فهو رأي ضعيف، لأن الأئمة في جميع العصور المختلفة درجوا على التزامه في كتابة المصاحف، ولأن سد ذرائع الفساد مهما كانت بعيدة أصل من أصول الشريعة الإسلامية التي تبنى الأحكام عليها، وما كان موقف الأئمة من الرسم العثماني إلا بدافع هذا الأصل مبالغة في حفظ القرآن وصونه.
وأما ما ذكره صاحب الاقتراح من أن كثيراً من المتعلمين لا يحفظون القرآن، ولا يحسنون قراءته في المصحف، لعدم معرفتهم الرسم الثماني، فللجنة ترى - تسهيلا للقراءة على هؤلاء - أن ينبه في ذيل كل صفحة على ما يكون فيها من الكلمات المخالفة للرسم المعرف.
على أن الأمر أهون مما يتصوره المقترحون للتغيير، لأن رسم المصحف العثماني لا يخالف قواعد الإملاء المعروفة إلا في كلمات قليلة معدودة. ومع ذلك، فليست هذه المخالفة مما تحدث شيئاً من اللبس على القارئ المتأمل، لأنها إما بحذف حرف، كحذف الألف في (بسم الله الرحمن الرحيم)، أو زيادة حرف، كزيادة الألف في (أولوا) أو إبدال حرف من حرف، كرسم (الصلوات) بالواو بدلا من الألف، أو وصل ما حقه الفصل مثل وصل (ان) بما الموصولة، كما في قوله تعالى: (إنما لتوعدون لآت) أو فصل ما حقه الوصل، كفصل (في) الجارة من (ما) الموصولة، مثل (في ما فعلن في أنفسهن)
وواضح أن مثل هذا لا يشتبه على أحد أن ينطق به صحيحاً
وإن من يطلع على التعريف بالمصحف الذي أشير إليه فيما سبق، يستطيع أن يتعرف تلك الكلمات بسهولة، والله أعلم
(الرسالة) بقي أن لجنة الفتوى لم تذكر الحكمة في الاستمرار على الرسم المضلل في كتابة قوله تعالى (ولا تقولن لشاى (لشيء) إني فاعل ذلك غداً إلا أن يشاء الله) وقوله تعالى (والسماء بنيناها بأييد (بأيد))، و (بأييكم (بأيكم) المفتون)
مشكلة برامج التعليم
إصلاح برامج التعليم المصرية مشكلة طال عليها العهد، وتقلبت بين مختلف التجارب والعهود ولم تستقر على وضع ثابت حتى اليوم؛ وقد كان اضطراب برامج التعليم وتغييرها بين آونة وأخرى من أهم الأسباب التي أدت إلى انحطاط مستوى الثقافة المدرسية، وبث الفوضى إلى معاهد التعليم وإلى نظم الدراسة والامتحانات؛ وكان آخر العهد بتغيير البرامج منذ نحو عام فقط ولكن النظام الجديد ما كاد يستقر حتى سمعنا وزير المعارف الجديد يصرح منذ أيام بأنه يعتزم تأليف لجنة من ذوي الخبرة في شئون التربية من رجال المعارف وغيرهم لتبحث برامج التعليم وتضع لها من الأسس الجديدة ما يتفق مع حاجات العهد الجديد، وهذه في الواقع فكرة لا بأس بها؛ ولكن الذي يصح التساؤل عنه بهذه المناسبة هو: أليس لهذه التجارب التعليمية من نهاية؟ ومتى توفق وزارة المعارف إلى وضع الأسس النهائية لبرنامج التعليم القومي؟ ذلك أن مسائل التربية يجب أن تكون بمعزل عن التقلبات السياسية، ويجب أن تكون بالأخص بمعزل عن الآراء والرغبات الشخصية؛ ومن المستحيل أن نظفر بسياسة إصلاحية ثابتة للتعليم إذا لم نوفق إلى وضع المبادئ والأسس صفة الاستقرار إلى حين معقول؛ ولا بأس من أن تكون التفاصيل ذاتها عرضة للتغيير والتبديل كلما دعت الحاجة أو دعت التجارب، ولكن الاستمرار في الإنشاء والمحو على هذه الصورة كل عام أو عامين أو بعبارة أخرى كلما تغير وزير المعارف، خطة عقيمة ضارة نلمس الآن نتائجها السيئة. وإذن فلنؤمل أن تكون هذه التجربة الجديدة التي يزمع وزير المعارف القيام بها لوضع النظم الأساسية للتعليم والتربية، هي ختام هذه الفوضى؛ بيد أنه يشترط لنجاح مثل هذه التجربة أن تجري بعيداً عن الجو الحكومي، وأن تقوم بها صفوة من ذوي الخبرة والثقافة الرفيعة، وأن يسترشد في إجرائها بكل ما يقتضيه العهد الجديد من تنمية الروح القومية وتوسيع الأفق وتعزيز العناصر الأخلاقية والعملية في ثقافتنا.
هل اكتشف سر التحنيط عند الفراعنة؟
المعروف أن العلم الحديث بالرغم من تقدمه بخطى الجبابرة في سائر النواحي، لم يوفق إلى اكتشاف سر التحنيط عند قدماء المصريين؛ وقد كانت للفراعنة في هذا الفن براعة ليس أدل على عظمتها وروعتها من تلك الموميات العجيبة من جثث الملوك والأمراء الفراعنة التي أخرجت من قبورها والتي ما زالت بعد آلاف الأعوام تحتفظ بشكلها البشري احتفاظا مدهشاً حتى أنك لترى الأظافر وشعر الجلد والرأس باقية كما كانت أثناء الحياة. وقد حاول العلم الحديث أن يجري تحنيط بعض العظماء لتخلد هياكلهم البشرية فلم تطل التجربة أكثر من أعوام تطرق بعدها البلي والعدم إلى الجثمان المحفوظ؛ وهذا ما حدث لجثمان (لنين) زعيم روسيا البلشفية فإنه لم يمكث بعد تحنيطه أكثر من بضعة أعوام ثم اضطرت السلطات إلى مواراته بعد أن ظهرت عليه أعراض التحلل. بيد أنه ظهر أخيراً في أمريكا علامة شاب هو الدكتور جون فيدمان من جامعة الينوا يقول إنه قد وقف على سر التحنيط عند القدماء وإنه يستطيع أن يحقق حفظ الجسم المحنط أجيالاً وأحقاباً، وأنه اهتدى أخيراً إلى سر المركب الذي كان يستعمله القساوسة المصريون، وأن أهم المواد التي كانت تستعمل لمزج هذا المركب هو محلول (النترسلولوز). وقد يكون هذا العلامة قد وفق حقاً إلى اكتشاف مركب جديد لتحنيط الجثث؛ ولكن الحكم على صحة الاكتشاف وعلى مدى أهميته لا يمكن تحقيقه قبل مضي مدة طويلة، لأن التجربة لا يمكن الحكم عليها إلا بمرور الزمن الطويل
ونحن نذكر أن المؤرخ الأول هيرودوت قد عرض إلى مسألة التحنيط في مباحثه التي أجراها عن المصريين القدماء وعن مدنيتهم وأحوالهم التي شاهدها واطلع عليها بنفسه؛ وقد ذكر لنا هيرودوت في كتابه أن التحنيط كان عند المصريين درجات وأن الجثة كانت تنقع بعد استخراج الأمعاء والحواشي نحو سبعين يوماً في محلول لم يوضحه لنا تماماً لأنه هو لم يستطع الوقوف على سره نظراً لتحوط الكهنة في الاحتفاظ بهذا السر، وأن التحنيط كان على ثلاث درجات: الأولى للملوك والأمراء وهي أتقن الدرجات، والثانية للنبلاء والأغنياء، والثالثة لأفراد الشعب، وهذه أبسطها وأقلها اتقاناً. وقد حاول كثير من العلماء أن يهتدي إلى سر هذا المحلول العجيب الذي يشير إليه هيرودوت، ولكن العلم أخفق حتى يومنا في اكتشاف هذا السر
كتاب جديد عن فلسطين
ظهر أخيراً في إنكلترا كتاب جديد عن فلسطين وضعته صحفية إنكليزية شابة تدعى مس بربارا بورد وعنوانه (فتاة صحفية في فلسطين) وقد زارت مس بورد فلسطين في الشتاء الماضي وأنفقت بضعة أشهر في درس الحياة الاجتماعية الفلسطينية وعنيت بالأخص بتعرف أحوال المجتمع النسوي على اختلاف أجناسه وبيئاته؛ وهي تقول لنا إنها قد زارت المرأة الفلسطينية في القصر وفي الكوخ وفي الصحراء، وتعرفت إلى أفقر الفتيات من النصارى واليهود كما تعرفت إلى حريم الأمير عبد الله؛ ودرست عادات هذا المجتمع النسوي المتباين وأخلاقه وخواص حياته. وكتاب المؤلفة هو كتاب سائحة، ولكن يطبعه شئ من العناية بالبحث والتحقيق أكثر مما يبذل السائح العادي؛ وقد قصدت أن تظهر كتابها في هذه الآونة التي تطرح فيها المسألة الفلسطينية على بساط البحث ليعاون في تفهم أحوال المجتمع الفلسطيني.
وقد وفدت المؤلفة أخيراً على مصر وأقامت فيها بضعة أسابيع وشهدت حفلات التتويج، وتعرفت إلى البيئات النسوية المصرية وهي تنوي فيما يظهر أن تضع كتاباً آخر عن مصر والمجتمع المصري على طراز كتابها عن فلسطين، بيد أنه لا ريب في أن هذه الكتب التي تكتب على جناح السرعة خلال سياحة سطحية لا يمكن أن تكون مراجع قيمة عن الموضوعات التي تتناولها. وسنرى في القريب العاجل ماذا تكتب هذه المؤلفة الشابة عن مصر والمجتمع المصري.
حول أرزة لامرتين
كتب الأستاذ أمجد الطرابلسي في حاشية قصيدته المنشورة في صفحة 1349 من عدد مجلتكم الأخير أن الشاعر الفرنسي دي لامرتين وابنته جوليا زارا أرز لبنان عام 1832 ونقشا اسميهما للذكرى على شجرة هناك تشتهر الآن بأرزة لامرتين
والوقع غير ذلك فان الشعر الفرنسي لم يزر مع ابنته غابة الأرز قط ولم يكتب هو اسمه ولم ترسم وحيدته اسمها على شجرة الأرز المذكورة. وكل ما في الأمر أنه حاول أن يقوم برحلة إلى الأرز خريف عام 1832 والمعروف عن هذه الرحلة أنها أخفقت لشدة الزمهرير إذ ذاك وكثرة الثلج والجليد ونحن نعلم أن لامرتين لم يسع بعد ذلك لإدراك رحلته مرة أخرى وأنه استعاض عن مشاهدة الأرز عن كثب برؤية الغابة من بعيد
هذا وقد وضع الكاتب هنري بردو كتاباً عنوانه (رحل المشرق) عالج فيه مسألة زيارة الفرنسي العظيم للبنان وأرزه وقد استطاع أن يثبت أن التوقيعين المنقوشين على الشجرة المشهورة إنما خطهما صديق قديم للامارتين وأسرته وذلك قبل قيام شاعرنا برحلته رغبة منه في مفاجأة صاحبه المجيد مفاجأة ظريفة رقيقة
خليل عطا الله
(كلية الحقوق)