مجلة الرسالة/العدد 212/البريد الأدبي
→ القصص | مجلة الرسالة - العدد 212 البريد الأدبي [[مؤلف:|]] |
الكتب ← |
بتاريخ: 26 - 07 - 1937 |
الاحتفال بتولية جلالة الملك
أذاع مجلس الوزراء البرنامج الرسمي التالي للاحتفال بتولية صاحب الجلالة الملك وهو
الوصول إلى الإسكندرية
1 - تصل الباخرة بمشيئة الله الساعة الثامنة من صباح يوم الأحد 17 جمادى الأولى سنة 1356 الموافق 25 يوليه سنة 1937 فيصعد إليها عضوا مجلس الوصاية والأمراء والنبلاء الموجودون بالإسكندرية، ورئيس مجلس الوزراء والوزراء وكبار رجال القصر، ومحافظ الإسكندرية وقائد حاميتها المصرية ومدير الموانئ، ومدير البلدية، ومدير خفر السواحل
2 - ينزل المستقبلون ماعدا رئيس مجلس الوزراء لانتظار جلالة الملك على رصيف محطة الإسكندرية
3 - يقل جلالة الملك لنش المحروسة لتشريف سراي رأس التين وبمعية جلالته رئيس مجلس الوزراء وكبار رجال القصر
4 - يعود لنش المحروسة إلى الباخرة فيقل جلالة الملكة وحضرات صاحبات السمو الملكي الأميرات وبمعية جلالتها ناظر خاصة جلالة الملك
5 - يقوم ركاب جلالتها وسموهن الملكي إلى محطة الإسكندرية قبل قيام ركاب جلالة الملك وبمعية جلالتها ناظر خاصة جلالة الملك
6 - يتحرك ركاب جلالة الملك إلى محطة الإسكندرية في الوقت المناسب لكي يقوم القطار الملكي الساعة 30، 9 صباحاً
7 - يكون في مثول الاستقبال بالمحطة حضرات المستقبلين على ظهر الباخرة والمعتاد وجودهم عند تشريف جلالة الملك ثغر الإسكندرية سنوياً.
8 - يقوم القطار الملكي إلى محطة سراي القبة رأساً ويقف في المحطات المعتاد وقفه ويكون الاستقبال طبقاً لما يتبع عند انتقال جلالته من الثغر إلى سراي القبة العامرة.
9 - تعد دفاتر لقيد أسماء المهنئين في قصري رأس التين وعابدين.
حفلات مباشرة السلطة الدستورية يوم الخميس 21 جمادى الأولى سنة 1356 - 29 يوليه سنة 1937.
1 - يقوم الركاب الملكي من سراي عابدين العامرة الساعة 8 , 30 صباحا إلى دار البرلمان عن طريق ميدان عابدين فشارع الخديو إسماعيل فميدان الفلكي فشارع الخديو إسماعيل فشارع قصر العيني فشارع مجلس النواب.
2 - تكون العودة إلى سراي عابدين العامرة من طريق شارع قصر العيني فشارع سليمان باشا فشارع فؤاد الأول فميدان إبراهيم باشا فشارع إبراهيم باشا إلى السراي العامرة.
3 - عقب عودة جلالة الملك إلى السراي الملكية العامرة تجري التشريفات العامة حسب الترتيب الذي سيعلن عنه وفي الوقت نفسه تقام استقبال في المحافظات وعواصم المديريات للموظفين والأعيان الباقين بها.
4 - بعد انتهاء التشريفات يقدم وزير الحربية باسم الجيش المصري وبحضور كبار الضباط إلى حضرة صاحب الجلالة الملك عصا المشيرية هدية منهم لجلالته رمزاً لإخلاصهم وولائهم.
5 - تجري تشريفات حضرة صاحبة الجلالة الملكة قبيل الظهر وبعده طبقاً لترتيب المقابلات الذي سينشر فيما بعد:
6 - قبيل المساء يذيع جلالة الملك كلمة على شعبه في الراديو
7 - تقام مأدبة عشاء بالسراي وتعقبها حفلة ساهرة
يوم الجمعة 22 جمادى الأولى سنة 1356 - 30 يوليو سنة 1937
1 - يؤدي جلالة الملك فريضة الجمعة في مسجد الرفاعي، ثم يزور قبر المغفور له والده
2 - قام مأدبة غذاء للعلماء في قصر عابدين يحضرها رئيس مجلس الوزراء ووزير الأوقاف
3 - في الساعة الخامسة بعد الظهر تقام حفلة شاي بسراي عابدين العامرة
4 - في الساعة 8 , 30 مساء يشرف حضرة صاحب الجلالة الملك مأدبة العشاء التي يقيمها مجلس الوزراء بسراي الزعفران والحفلة الساهرة التي تليها
يوم السبت 23 جمادى الأولى سنة 1937
1 - في الساعة 8 , 30 صباحاً يستعرض حضرة صاحب الجلالة الملك الجيش 2 - في الساعة الخامسة مساء تقام حفلة شاي بسراي عابدين العامرة يحضرها ضباط الجيش على اختلاف رتبهم وأسلحتهم، وكذلك الضباط المتقاعدون من رتبة أميرالاي فما فوقها
رسائل عن مصر في أواخر القرن الماضي
أصدر متحف برولكين الأمريكي أخيراً كتاباً عنوانه (رحلات في مصر) وذلك من ديسمبر سنة 1880 إلى مايو سنة 1891، وهي عبارة عن رسائل بقلم تشارلس أدوين ولبور، نشرها وعلق عليها العلامة الأثري الأستاذ جان كابار. ولمؤلف هذه الرسائل المصرية قصة مؤثرة فقد كان من علماء الآثار الأمريكيين. ووفد على مصر في أواخر القرن الماضي، وقضى بين أطلالها ومعابدها القديمة نحو عشرة أعوام في التنقيب والدرس، ثم توفي في سنة 1896، دون أن يتمكن من نشر شيء من مباحثه العديدة، وترك مجموعة أثرية فخمة ومكتبة نفيسة عن الأثريات المصرية وهبهما أبناؤه إلى متحف بروكلين تخليداً لذكراه. وفي سنة 1932 عثر الأستاذ كابار في هذه المجموعة على رزم من رسائل مهملة، وما كاد يتصفحها حتى أيقن بنفاستها وأهميتها من الوجهتين التاريخية والأثرية
ذلك أن تشارلس ولبور كاتب هذه الرسائل عاش في مصر في فترة وصلت فيها المباحث الأثرية القديمة إلى ذروة الازدهار؛ وكان بمصر يومئذ العلامة الفرنسي ماسبيرو يقوم بأعظم حفرياته ومباحثه، وكذلك العلامة الألماني هينريخ بروكش، والمستشرق الإنكليزي سايس، وكان ماسبيرو يومئذ قد وفق إلى أعظم اكتشافاته وهو اكتشاف الموميات الملوكية في الدير البحري؛ وكان مستر ولبور وثيق الصلات بأولئك العلماء الأعلام وبأعمالهم ومباحثهم، وكان أيضاً وثيق الصلات بالأهالي في المناطق الجنوبية التي يجري فيها الحفر، وقد وفق في حفرياته إلى اكتشاف بعض القطع الأثرية وأوراق البردي، وهي تحفظ الآن في المتحف البريطاني. فهذه الجهود والتطورات العلمية الهامة التي شهدتها مصر في أواخر القرن الماضي يصفها مستر ولبور في رسائله بإسهاب، ثم هو يصف خلالها حالة الريف المصري والمجتمع المصري يومئذ؛ وهذه الرسائل التي وجهها إلى أسرته وإلى بعض أصدقائه هي التي يضمها المجلد الضخم الذي أصدره متحف بروكلين وقام على نشره الأستاذ كابار، وهي رسائل لها قيمتها في تاريخ مصر الأثري والاجتماعي في أواخر القرن الماضي.
جوجليلمو مركوني
في يوم الثلاثاء الماضي نعت أنباء رومة العلامة المخترع الأشهر جوجليلمو مركوني، الذي كان لاختراعاته في المواصلات اللاسلكية أعظم أثر في تطور الحياة البشرية في عصرنا، وكان مولد هذا العلامة الكبير في مدينة بولونيا (بإيطاليا) في 25 أبريل سنة 1874 في أسرة كريمة من أب إيطالي وأم ارلندية، وتلقى مركوني تربية حسنة في جامعة لجهورن ثم في جامعة بولونيا؛ وكان من أساتذته العلامة الرياضي الشهير روزا. وأبدى مركوني منذ حداثته عناية خاصة بكل ما يتعلق بالكهرباء، وشغلته فكرة نقل التموجات الكهربائية عن طريق الهواء فأجرى فيها تجارب لم تشجعه عليها الحكومة الإيطالية يومئذ؛ فذهب إلى إنكلترا واتصل بالسير وليم بريس كبير مهندسي التلغرافات يومئذ، وأجرى تجاربه بإشرافه، ونجحت التجربة لأول مرة فوق خليج برستول. وفي سنة 1899 تقدمت التجربة خطوة جديدة، واستطاع مركوني أن ينظم المواصلات اللاسلكية بين فرنسا وإنكلترا فوق القنال الإنكليزي. وفي سنة 1901 استطاع أن ينظم المواصلة اللاسلكية فوق المحيط الاطلانطيقي بين كورنوال في إنكلترا وجزيرة نيوفوندلند في أمريكا على مسافة 2100 ميل؛ وعلى أثر ذلك افتتحت المواصلة اللاسلكية بصفة رسمية بين أوربا وأمريكا، وكلل اختراع مركوني بالنجاح الكامل؛ وذاع الاختراع بسرعة، واستعملته السفن التجارية منذ أوائل هذا القرن، وكذلك نظم في جميع الأساطيل الحربية، وأضحى أداة سهلة سريعة للمواصلات البرقية؛ وخصص مركوني حياته لتحسين اختراعه المدهش؛ وأنشأ منذ سنة 1900 شركة للمواصلات اللاسلكية سميت باسمه ولها اليوم فروع في جميع أنحاء العالم. ولما دخلت إيطاليا في الحرب الكبرى تولى مركوني الإشراف على المواصلات اللاسلكية الإيطالية؛ وفي نهاية الحرب انتدب عضواً في الوفد الإيطالي لدى مؤتمر الصلح، وتولى عن إيطاليا توقيع معاهدات الصلح التي عقدت مع النمسا وبلغاريا؛ ومنح مركوني من ألقاب الشرف العلمية والأوسمة الرفيعة ما يضيق المقام عن ذكره؛ ومنح جائزة نوبل للعلوم في سنة 1909؛ وانتخب منذ سنة 1930 رئيساً للمجمع العلمي الإيطالي؛ وأنعم عليه بلقب المركيز، وانتخب عضواً بمجلس الشيوخ
واليوم يغدو اختراع مركوني في المواصلات اللاسلكية وتبادل التموجات الأثيرية أعظم ما عرف العصر؛ ولم يحدث أي اختراع آخر مثل ما أحدث اختراع مركوني من ثورة في نظم الحياة البشرية، ولم يقرب مثل ما قرب بين أبعد أطراف العالم. وإذا كنا نستطيع اليوم في لمح البصر أن نتصل بأوربا أمريكا واستراليا ونحن جلوس في منازلنا، وأن نصغي إلى آخر الأنباء العالمية، وأن نسمع الموسيقى والغناء على بعد آلاف الأميال؛ وإذا كانت السفن في عرض المحيط، والطيارات في جوف الفضاء، تستطيع الاتصال والاستغاثة عند اللزوم، فالفضل في ذلك كله يرجع إلى عبقرية جوجليلمو مركوني
ولم ينبغ في عصرنا من المخترعين نبوغ مركوني في ميدانه سوى رجل واحد هو أديسون المخترع الأمريكي؛ على أن مركوني يتفوق على أديسون من الناحية العلمية، ويمتاز بسعة آفاقه التي لم يحد منها بحر ولا جبل ولا هواء. وقد عاش مركوني طول حياته في جو من الهدوء والثقة، يحمله النجاح إلى التماس النجاح؛ وكان مثل العلامة المتواضع يرتفع بالفكرة الإنسانية إلى ذروتها.
حرب الميكروبات
إذا كان عصرنا عصر المعجزات العلمية، فهو أيضاً عصر المهلكات. ولم يسبق في التاريخ أن سخر العلم لاختراع المهلكات البشرية كما سخر في عصرنا؛ فالأمم العظيمة كلها تسخر قوى العلم لاختراع الأسلحة الجديدة وصقل الآلات المهلكة، وتحسين الأسلحة الجوية والبحرية، وتحويل الحرب إلى عملية ميكانيكية مخربة؛ وأفظع ما في هذا النشاط المخرب هو الحرب الكيماوية التي يوجه اليوم لها نشاط العلم والاختراع؛ فالعلماء الذين يعتبر واجبهم المقدس أن يعملوا لخير الإنسانية ورفاهتها وصون الحياة البشرية من الأدواء والأمراض، يعملون اليوم لإفناء المجتمع الإنساني، وسحق المدنية، وقتل الإنسان بواسطة الغاز الخانق، والسوائل الملتهبة والجراثيم (الميكروبات) الفتاكة؛ وتشتغل المعامل الكيماوية في معظم الأمم الكبرى اليوم باختراع هذه المهلكات والعمل على مضاعفة قواها المهلكة؛ وقد كانت ألمانيا أول دولة لجأت إلى هذه الوسيلة المروعة، واستعملتها في الحرب الكبرى، فاستعملت الغاز الخانق وأنواعاً أخرى من الغازات الخطرة؛ وكانت هذه مفاجأة مروعة لجيوش الحلفاء. بيد أنها لم تبلغ يومئذ مدى كبيراً. فلما انتهت الحرب فطن الحلفاء إلى هذا السلاح الجديد الخطر، وأدركوا ما للحرب الكيماوية من أثر عظيم في المستقبل، وانكب علماؤهم ومعاملهم على بحث السوائل والغازات والميكروبات المهلكة؛ وكانت ألمانيا التي وجدت في المباحث الكيماوية السرية ملاذها وسلامتها بعد هزيمتها الساحقة في الحرب - في مقدمة الدول التي خصت الحرب الكيماوية باهتمامها؛ ويقال إنها انتهت فيها إلى نتائج خطيرة. والمعروف أن ألمانيا حاولت في الحرب الكبرى أن تستعين على إهلاك أعدائها بالميكروبات وأنها حاولت تطبيق هذه التجربة في رومانيا. ومنذ سنة 1933، أعني منذ قيام النازي في الحكم تعمل المعامل الألمانية ليل نهار لابتكار وسائل الدمار البشري وتعنى عناية خاصة بمسألة الميكروبات. وقد وجه معهد كوخ إلى المعامل الألمانية منشوراً فيه بيان مفصل عن الميكروبات التي يمكن استعمالها في الحروب المقبلة، وعن أفضل الوسائل لاستعمالها. ويقول الدكتور ليفين الألماني الأخصائي الكبير في هذا الموضوع: إن الميكروب هو أفضل مهلك للجيوش، لأنه متى ارتفعت صيحة الذعر في الجيش فقد قضى عليه.
وتعنى الدول الكبرى الآن بهذه المشكلة الخطرة، وتجتهد في ابتكار وسائل الوقاية، إلى جانب ما تعنى به من اختراع المهلكات، وهي جميعاً تفطن إلى الكوارث المروعة التي تتعرض لها الشعوب والإنسانية من جراء هذا الخطر الشامل.
وفاة طبيب عالمي
نعت أنباء باريس الأخيرة الأستاذ الدكتور لابرسون العلامة الرمدي الشهير: توفي في الخامسة والثمانين من عمره بعد حياة علمية وطبية حافلة؛ وقد بدأ حياته أستاذاً للرمد في كلية الطب بجامعة ليل، ثم انتقل إلى باريس حيث عين أستاذاً للرمد في جامعتها، وعين مديراً لقسم الرمد في (أوتيل ديو) وانتظم عضواً في أكاديمية الطب، ثم انتخب رئيساً لها، وطارت شهرته كحجة عالمية في أمراض العين، ووضع كتباً ورسائل كانت مرجع الأطباء الرمديين في جميع أنحاء العالم، وكان لتعاليمه ومؤلفاته أثر كبير في تطور طب العيون بفرنسا، وقد تخرج على يده عدد كبير من أطباء العيون في فرنسا وفي خارجها.
تصويب قرأت في عدد الرسالة الأخير في مقالة الأستاذ المؤرخ الجليل محمد عبد الله عنان في صفحة 1171 في الجانب الأيسر من الرسالة في السطر الرابع أن الملكة هورتنس ابنة الإمبراطورة جوزفين من زوجها الأول كانت زوجة القائد مورات. والذي قرأناه في الكتب هو أنها كانت زوجة لويس أخي نابليون الذي نصبه ملكا على هولندة، وولدت من نابليون الذي صار فيما بعد نابليون الثالث. أما زوجة القائد مورات الذي نصبه نابليون ملكا على نابل في إيطاليا فهي كارولين أخت نابليون. ويلاحظ أن الضمير في الفعل في الجملة مفرد مما يدل على أنه لا يتكلم على اثنتين فالمرجو إيضاح وجه الصواب للفائدة
(ش)