مجلة الرسالة/العدد 170/قصة المكروب كيف كشفه رجاله
→ نابليون وخطواته الأولى في سبيل المجد | مجلة الرسالة - العدد 170 قصة المكروب كيف كشفه رجاله [[مؤلف:|]] |
خواطر سياسية يثيرها يوم 14 سبتمبر ← |
بتاريخ: 05 - 10 - 1936 |
ترجمة الدكتور أحمد زكي
مدير مصلحة الكيمياء
- 7 -
وأخيراً بدأت السعادة تدخل إلى قلب متشنيكوف، فخصماؤه كانوا اقتنعوا بنظريته ولو بعض اقتناع، والبعض كفّ عن مخاصمته لقلة جدواها؛ ذلك أنه كان أصبر على التجربة منهم وأبعد عن الملل فيها، وأنه كان أقدر على الكلام وأطول نَفَسا فيه؛ ثم هو في حجاجه أعلى صوتاً وأبعد صدى. فلما طلع عليه القرن العشرون استطاع أن يجلس في سلام ويقعد إلى مكتبه في اطمئنان فيكتب كتاباً كبيراً ضمنه كل الذي وجده في أمر الحصانة. فكان رسالة ضخمة تحسبه قضى عمره في إنجازها. وكتبها بأسلوب رائع يحسده عليه فلوبير وجاء فيه بآلاف الحقائق، وصوّر كل حقيقة منها تصويراً واضحاً جذّاباً؛ ولوي تلك الحقائق لية جميلة ظريفة لتجتمع كلها عند قصد واحد هو تدعيم نظريته وتعزيز آرائه فيها. كانت رسالته أشبه بقصة أبطالها الألوف المؤلفة من تلك الخلايا الأفّاقة التوّاهة - فاجوساتِ حيواناتِ الأرض جميعاً.
وحبّبه صيته الذي كسبه في الحياة، فصار يلتذّ لذة عميقة بكونه حيّاً، وقد كان قبل ذلك بعشرين عاماً يعاف الدنيا ويبغض العيش، ويكره لناس أجداداً وأحفاداً، ويرثي لنفسه أنه كائن، حتى كان من ذلك أن قال لزوجته أُلْجا: (إن من الإجرام طلب النسل، وأن آدمياً يَمُدّ في حبل الوجود بما يخلّفه من آدميّين لا يفعل ذلك وهو خالص الذمّة بريئها). أما الآن وقد ابتسمت له الحياة فقد عطف على أطفال القرية: قرية سفر عاش بها، وربّت على رؤوسهم وفرق فيهم الحلوى فأسموه (بابا نوئيل). قال: (ما ألطف العيش وما أجمل الوجود!) ولكن ما السبيل إلى استبقائه، ما السبيل إلى التشبّث به وهو يُفلت من يديه هكذا سريعاً؟ سبيل ذلك واحدة وحيدة - سبيل ذلك لا ريب العلم.
كتب يقول: (ما المرض إلا حادث عارض من أحداث الحياة). وقال: (إن العلاج لا يكفي (وهو لم يكتشف قط علاجاً). . . فلا بد من تفهّم هذا المآل الذي يؤول إليه الناس ت الغاية التي ينتهون إليها جميعاً. لا بد من تفهّم ذلك الدافع القاهر الذي يدفع بالإنسان إلى الشيخوخة فالموت على حين هو أحب ما يكون للعيش وأكثر تشبثاً بالحياة). عندئذ نفض متشنيكوف يده من الفاجوسات وأخذ يبتدع علوماً جديدة يكون من غرضها فهم غاية الحياة وتفسير الموت، وإن أمكن فالإفلات منه؛ وكان أحد هذه العلوم يبحث في الشيخوخة فطلب له اسماً طنّاناً فكان جيرنتولوجيا وأسمى علم الموت تانتولوجيا وما كان أفظعها من علوم. ولكن الآراء التي تضمنتها كانت مما تتفتح به الآمال ويزدهر عليها الرجاء في الأيام. وأجرى متشنيكوف فيها تجاريب، وسجل فيه أموراً كانت بعيدة عن الصحة، قليلة الحظ من الدقة، بحيث يتحرك لها لوفن هوك قَلقَا في مضجعه، ويرغي بستور منها ويزبد في قبره أسفاً على أن كان أَذنَ لهذا الروسي المتبجّح أن يخطو خطوة واحدة في معمله. ومع هذا، ومع كل هذا، فإن طريقة استئصال داء أقبح الأدواء المكروبّية إنما اهتُدي إليها من هذه التجارب غير الدقيقة.
خشي متشنيكوف الموت خشية شديدة، ولكنه استيقن كارها أن الموت حتم لا مفر منه، فانصرف يبحث عن أمل في موت سهل يسير. وكان واسع القراءة شديد النهم فيها، فذكر أنه جاء في قراءاته على تقرير عن سيدتين عجوزين بلغت بهما الشيخوخة حداً رغبتا فيه عن الحياة وتمنتا الموت كما يتمنى أحدنا ويطلب السرير بعد يوم مجهود مكدود. فصاح متشنيكوف: (هذا يدل على أن الإنسان في غريزته ميل إلى الموت كما فيها ميل إلى النوم. فالمرجو الآن أن نبحث عن طريقة تطيل الحياة في صحة وقوة حتى تنكشف فينا هذه الغريزة فنطلب القبر طوعاً).
وأخذ يَذْرع الأرض ويَشْبُرها بحثاً عن أمثال أخرى لهاتين السيدتين المبخوتتين، فزار عجائز في بيوتهن، وجرى وراء شيخات درداوات صمّاوات يمتحنهن تسآلا وهن لا يكدن يسمعن ما يقول. وذهب مرة كل المسافة من باريس إلى روان من أجل شائعة أشاعتها الجرائد ليلقَى سيدة قيل إنها بلغت الستة بعد المائة من عمرها. ولكن للأسف لم يلق فيمن لقي إلا كل امرأة تقوى على الحياة وتعتزّ بها، ولم يجد أحداً يشتهي الموت اشتهاءَه النوم كما اشتهته السيدتان في الأقاصيص التي قرأها، وبرغم هذا صاح قائلاً: (إن في غريزة الخلْق حبَّ الموت واشتهاءَه)، أما الوقائع التي تنقض دعواه فما كانت تقلق باله أبداً.
ودرس الشيخوخة في الحيوانات، وأرسل له الناس كلاباً شيباً وقططا هدّها الكِبَر، ودأبوا على إرسالها إليه، ونشر بحثاً جِدّيا في بَبّغاء خرق العادةَ فعاش سبعين عاماً. وكان يملك سلحفاة ذكرا من سلاحف البحر أسكنه حديقة داره، وكان له من العمر ستة وثمانون عاماً، فألّف بينه وبين سلحفاتين أنثيين في مقتبل شبابهما فنتج عن هذا التأليف نسل عديد من سلاحف صغيرة، ففرح متشنيكوف بذلك وامتلأ سروراً حتى فاض، فقد كان دائم الخوف أن تذهب الشيخوخة بلذائذ الحب. وقد ذكر ما وقع من السلاحف: (إن الشيخوخة لا تتضمن هذا الضعف البالغ الذي يتصوره الناس).
ولكن لا بد من مدافعة الشيخوخة على كل حال فكيف السبيل إلى صدّها؟ وكان عالمٌ اسكندنافيّ يُدعى إدجِرن درس تصلّب الشرايين، فاقترح أن هذا التصلب هو علة الشيخوخة، وارتأى أن من أسبابه شربَ الكحول وداءَ الزّهري وطائفة أخرى من الأدواء.
وحدّث متشنيكوف نفسه: (إن تصلب الشرايين علّة الشيخوخة، وما عمر المرء إلا عمر شرايينه! هذا حق لا مرية فيه). اعتزم أن يدرس كيف أن داء الزهري يصلب الشرايين وكان ذلك عام 1903. وكان متشنيكوف قبض جائزة مقدارها 5000 فرنك. وكان رو نال جائزة أوزيرس الكبرى ومقدارها 100 , 000 فرنك. وكان الفرق كبيراً بين الرجلين، والبون واسعاً بين طرائقهما في البحث، وكان رو أقوم الرجلين طريقة، ولكنه لزم متشنيكوف دائماً وربط حبله بحبله واطمأن إليه رغم جموحه. اختلف الرجلان اختلافاً كبيراً، ولكنهم كانا سيَّين في قلة حرصهما على المال، فاتفقا على أن يضمّا كل هذه الفرنكات، وثلاثين ألفاً أخرى ابتزّها متشنيكوف تملّقاً وملاطفة من بعض أثريا الروس، وأن ينفقاها جميعاً في بحث هذا البلاء التناسليّ المسمَى بالزُّهريّ ذلك بأن يصيبا به بعض القردة ثم يبحثا فيها بعد ذلك عن جرثومته ثم يتدرّجان من هذا إلى طريقة لمنعه فعلاجه إن وجدا إلى ذلك سبيلاً. وفوق كل هذا أراد متشنيكوف أن يدرس فيه كيف تتصلب منه الشرايين.
واشتريا بالمال قردة، وأعانهما الحكام الفرنسيون بالكنغو الأفريقي على صيد القردة فبعثوا أولاداً من أهل السواد يجوبون الغاب ويمشطون الأحراج في طلبها، ولم يمض طويل من الزمان حتى امتلأت حجرات واسعة في معهد بستور بأصوات الشمبانزي والأُوران أُوتان، وامتزج صراخ هذه بصريخ قردة الهندوس المقدسة ومواء الماكاكس المضحك الصغير ولم يلبثا أن وقعا على أمر خطير. وكانت تجاربهما لبقة بارعة، وكان بها حسن نظام ووضوح لم يعهدا في تجارب متشنيكوف. وأخذ يتردد على معملهما طائفة من مناكيد الناس أصابها الزهري حديثاً، ومن أحد هؤلاء لقّحا قرداً فنجحت فيه التلقيحة الأولى وسرى فيه الداء. ثم قضيا بعد ذلك أكثر من أربع سنين في عمل شاق ينقلان الداء من قرد إلى قرد، ويبحثان عن مكروبه الصغير الدقيق الخدّاع فلا يجدانه. ثم أخذا يُضْعفان سمّ الداء الذي استخرجاه وفشلا في رؤية المكروب فيه، وأخذا يضعفانه بالأسلوب الذي اتبعه بستور في إضعاف جرثومة الكلب رجاء أن يَخْرجا من ذلك على لقاح يقي منه. وماتت القردة من النيومونيا وبالسل موتة شنيعة، ووجد بعضها الفرصة إلى الهرب فهرب. وبينا متشنيكوف يجرح القردة لينقل سم الزهري إليها في غير خفة يد كبيرة انقضت عليه تعضّه وتجرحه. ثم قام متشنيكوف بتجربة غريبة إلا أنها تَنُمّ عن ذكاء كثير: خدش أذن قرد وسقاه في هذا الخدش من سمّ الزهري، وتركه أربعاً وعشرين ساعة، ثم عاد إليه فقطع أذنه، ثم امتحن جسمه فلم يجد بأي عضو منه أثراً من داء الزهري.
عندئذ صاح متشنيكوف: (إن معنى هذا أن جرثومة الداء تتريّث ساعات في الموضع الذي تدخل منه إلى الجسم، وفي الإنسان نعلم من أي عضو من أعضائه يدخل الجرثوم، ونعلم فوق ذلك متى يدخل فيه، إذن فلعلنا نستطيع أن نقتل الجرثوم، عند مدخله من جسم الإنسان قبل أن ينتشر فيه).
ثم قام فأجرى تلك التجربة الكبرى ذات الأثر العمليّ الواسع في أبحاث المكروب، أجراها بعد كل هذا الكلام الطويل العريض الذي قضى السنين يقوله ويكتبه في تعليل حصانة الإنسان، وأجراها وإلى جانبه رو يؤازره ويلح عليه بإعادة كل اختبار يأتيانه للتأكد منه. وفي هذه التجربة اخترع متشنيكوف مرهم كلورور الزئبق الذي به اليوم يطارد داء الزهري في جيوش البر وجيوش البحر في كل قطر من أقطار الأرض: أخذ قردين وجرحهما، ثم أعداهما حيث الجرح بمادة للزهريّ جاء بها صبيحةً من إنسان، وبعد ساعة دلك جرح أحد القردين بالمَرهم وترك الآخر، وأخذ بقية زمنه يرقبهما، فسَلم المرهوم وظهرت أعراض الداء فظيعةً بشعة على الآخر المتروك.
ثم عاود متشنيكوف جنونه الغريب القديم، فلما تملكه نسي نَذْره الذي كان وأغرى طالب طبّ شاب يُدعَى مازونيف بأن يتطوع له، فلما رضي جاء به في مجتمع محكّم من أكابر رجال الطب وعلمائه في فرنسا، وفي وسط هذا الجمع الموقّر وقف هذا الطالب المقدام ونظر إلى جلده وهو يجرح ست جراحات طويلة، ونظر إلى هذه الجراحات الخطيرة وجرثوم الزهريّ الخطير يُحَكُّ فيها. وكان مقداراً من الجرثوم أكثر كثيراً من المقدار الذي يدخل جسم الرجل الذي يصاب بالداء بالطريقة المألوفة في الحياة. واحتمل الطالب بقوة مصيره المخوف: رجلاً بشعاً مبثوراً منغّظ الجسم مأكوله، ثم يجيئه الجنون، ثم يجيئه الموت.
وجَرح متشنيكوف في الوقت نفسه وأعدى بالداء قرداً وشمبانزي، واصطبر ساعة يملؤه إيمان قوي، فلما انتهت قام يحكّ المرهم في جراح الشاب، ولم يفعل ذلك لا في الشمبانزي ولا في القرد. فأما الشاب فنجا فلم تظهر عليه بثرة واحدة من بثور الداء، وأما القردان فجاءتهما العاقبة المحتومة بعد ثلاثين يوماً: نتيجةُ لا ريبة فيها ونصر مبين.
وقامت قيامة الأخلاقيين ومنهم بعض الأطباء يَلْحَون متشنيكوف فيما صنع. قالوا: (إن داء لزهريّ عقوبة ينالها الآثم تكفيراً عن إثمه، وخشيتها تردع المتردّدين. فهذا العلاج الهيِّن السهل لهذا الداء يُزيل العقوبة ويذهب بالخشية فلا يكون منه إلا إشاعة الخطيئة في الناس). فأجابهم متشنيكوف: (إني حاولت فوجدت السبيل إلى منع هذا الداء أن يمتدّ، فقيل إني أسأت إلى الأخلاق، ولكن الأخلاق والأخلاقيِّين عجزت رُقاهم عن منع الداء أن ينتشر، وأن يصاب به بطريق العدوى البريئة أبرياء منه لم يَجنوه، فصار من الإساءة إلى الخُلُق الكريم أن نجد السبيل فلا نمنع انتشار هذا الداء الوبيل. .).
- 8 -
وبنا هو في هذا كان يتلمّس الطرق ويختط الخطط ويحلم الأحلام عسى أن يجد سبباً آخر لتصلّب الشرايين، وإذا به يخترع هذا السبب الآخر - ولا أظن أن أحداً يود أن يقول اكتشفه. قال إن هذا السبب هو: (تسمم الجسم من ذات نفسه بانحلالات تعفّنية تحدثها بشلات وحشية في أمعائنا الغلاظ. هذا هو سبب لا شك فيه لتصلب شراييننا ولشيخوختنا قبل الأوان). ودبر اختبارات كيميائية يستدل بها على التسمم الذاتي للأجسام، وكانت اختبارت فظيعة. قال: (إن أعمارنا تطول كثيراً لو لم يكن لنا هذه المعي الغليظ، بل إن سجل الطب يخبرنا أن رجلين قطعت منهما هذه الأمعاء فعاشا أطيب العيش بدونها). والغريب بعد هذا أنه لم ينصح بقطعها للناس، وإنما أخذ يفكر كيف السبيل إلى تعكير الصفو وتنغيص العيش على البشلات الوحشية التي تسكن هذه الأمعاء.
وجاء بنظرية غريبة أثارت الضحك منه والسِّخرية به، وأخذت توقعه في المتاعب من جديد. وكتب إليه بعض الناس يذكّره كأنما نسي بأن الفيلة لها أمعاء غليظة هائلة، وهي مع هذا تعيش مائة عام. وكتب آخرون يقولون إن الجنس الإنساني من أطول الأجناس أعماراً برغم هذا المُصران. ثم دخل في حوار واسع بذيء عن الحكمة في أن سنة النشوء أَذِنت للحيوانات أن تحتفظ بالمصارين الغليظة، وبغتةً وقع على دوائه الكبير للتسمم الذاتي: تحدّث بعضهم قال إن في بلاد البلغار قُرى يعيش أهلها أكثر من مائة عام. ولم يكن متشنيكوف ذهب إليها ورأى هذه الأعمار الطويلة بعينه، ولكنه برغم ذلك صدّق ما سمع، وعلم أن هؤلاء المعمّرين يعيشون على اللبن الرائب، فأسرّ لنفسه: (أي والله! هذا هو السرّ في طول هذه الأعمار)، ولم يلبث ن كلّف بعض الشبان البحّاث في معمله دراسةَ المكروبة التي تُرِيب اللبن، ولم تلبث هذه المكروبة الشهيرة - البشلة البلغاريّة - أن اتخذت مكانها رفيعاً بين المستحضرات الطبية.
وفسّر متشنيكوف عملها فقال: (ن هذه الجرثومة تصنع حامض اللبن الرائب وهي بذلك تطرد البشلات الوحشيّة من الأمعاء). وبدأ بأن شرب هو نفسه مقادير هائلة من اللبن الرائب ثم عقّب بأكل زريعات من البشلة البلغارية ويظل يأكل منها سنوات. وألّف كتباً كبيرة في هذه النظرية الجديدة، وأشادت بهذه المؤلفات صحيفة إنجليزية لا يُعرَف الهزل منها فقالت إنها أخطر الكتب الطبية منذ ظهور كتاب (أصول الأجناس) لداروِنْ. وشاع أكل هذه البشلات السخيفة في الناس، وتألفت شركات لصناعتها أَثْرَى أصحابُها إثراء كبيراً من بيعها، وأذن لهم متشنيكوف أن يكتبوا اسمه عليها ولو أن زوجته تؤكد أن لم يُفِدْ من ذلك قرشاً.
وعاش عشرين عاماً عيشة صارمة على الأسلوب التي تقضي به هذه النظرية. وجانب الطبّاق ولم يذق كحولاً في شراب ولم يأذن لنفسه أن تستمتع بشهوةٍ داعرة، وامتحنه أشهر أطباء العصر وأداموا امتحانه، وجاءه الخبز في أكياس معقمّة من الورق حتى لا تَعْلَق به هذه البشلات المعوية التي يتسمم الجسم من فعلها. واختبر دائماً عصارات جسمه وإفرازاته. وشرب في هذه السنوات الأخيرة جالونات لا عدّ لها من اللبن الرئب وبلع الملايين من البشلات البلغارية النفّاعة. . .
ثم مات في عامه الواحد والسبعين.
(انتهى متشنيكوف)
أحمد زكي