مجلة الرسالة/العدد 165/يا ضوء
→ علم المتنبي باللغة والأدب | مجلة الرسالة - العدد 165 يا ضوء [[مؤلف:|]] |
مأساة فراق ← |
بتاريخ: 31 - 08 - 1936 |
للأستاذ عبد الرحمن شكري
تضيء ما يستر الظلام من ال ... قبح وتكسوه حُلَّة البِدرِ
وأمسك النار وهي صائلة ... للخير والشر صولة الغِيَرِ
كسوتَ وجهي وخطري حُللاً ... وكنت للعين علة النظر
لولاك لم يرحم الذي حمد ال ... حسن أخاه ذا الآفة الكَدِرِ
تلوح للهالك السقيم فيع ... تدك خير اللذات والذْخُرِ
تلوح للجارم الحبيس كما ... يلوح ماضي النعيم في الصوَر
تغذوه أم في عينها أبدا ... سحر حنان يضيء في البصر
وهو وليد قد أُولِعت يده ... بخطفة الضوء حلية الحجر
وكلنا ذلك الوليد إذا ... لاح سراب الرجاء والوطر
وأنت في المعبد المَشِيدِ كضو ... ء الله في صالح من الخبر
أو مثل ضوء الضمير محتبس ... في النفس أو كالصفاء في السِّيَر
تهبط فوق الغدير في مرح ... مثل هبوط الطيور في الشجر
أم أنت روح الحبور قد برزت ... تنير وجه الحياة في خَفَر
سنابل النبت أنت صغت لها ... من عسجد حُلة من الحَبَر
ترقص رقص الحسناء إن لها ... رقصاً كرقص الضياء في النهَر
يا علَماً للحياة ينشره ال ... كون فيقصي القلوب عن خَوَر
ورُب فجر بَثَقْتَه بَهِج ... كفجر حب في القلب منفجر
أو مثل فجر الآمال إن لها ... فجراً وليلاً يُضَاءُ بالذّكَرِ
فطرز السحب مثلما حسن ال ... نحس بضوء الرجاء في الكدر
كأنما أنت سُلمٌ لعلا ... ء النفس تسمو لآية العُمُرِ
أم أنت حسن الجِنَانِ نبصره ... منفجراً خارجاً من الثُّغَر
ترمد طرف الحزين إِن أخا ... ك الليل بَرٌّ بالخاطر الكَدِرِ
تلِيحُ بالسعد والمنى أبداً ... لذي طموح بالترب منعفر وأنت كالبحر دره الفلك ال ... دوار أو فاقع من الزهر
ويا بشيراً بما نخال من ال ... آلاء في مقبل من الغيَر
حكيت ذخر الآمال تبعثها ... للوهم يزهو كالتبر في الذخُر
تخال من رقة المراسم مع ... نى لا يراه البصير بالبصر
أشهى ضياء يكسو الحبيب خما ... راً نعم ذاك الكساء في الخمُر
تستبق الطير في أشعتك ال ... غراء فعل الحسان في الغدُر
وضاءة الماس منك قد قبست ... وأنت في الروض خمرة الزهر
والضوء في المنزل الخراب كقل ... ب الندب يشفى بالجسم في الكِبَر
خواطر الخير كالملائك أو ... كالضوء يزهو في قمة الشجر
كل جليلٍ مُشَبَّهٌ بك في ال ... مدح وليس الترب كالدرَرِ
فالحق والحسن والمطامع أش ... باهك في قول ناعت الغُرَر
أَضِئْ إن اسطعت ما يرام من ال ... غيوب والطارقات والقدر
كم ذا رأيت الأنام في عنت ال ... عيش نشاوى من غير ما سُكُر
فلم تقطب على الشقاء ولم ... تَبْدُ كوجه الليل معتكر
كالشيخ شام الخطوب قاطبة ... يذخر غُفْراً لزلة البشر
عبد الرحمن شكري