مجلة الرسالة/العدد 160/دانتي ألليجييري والكوميدية الإلهية
→ بين عالمين | مجلة الرسالة - العدد 160 دانتي ألليجييري والكوميدية الإلهية [[مؤلف:|]] |
شعراء الموسم في الميزان ← |
بتاريخ: 27 - 07 - 1936 |
2 - دانتي ألليجييري والكوميدية الإلهية
وأبو العلاء المعري ورسالة الغفران
عرفنا من الكلمة السالفة أن أبا العلاء كتب رسالته يرد بها على ابن القارح وهو طرب أيما طرب لأنه وجد فيه. . . عنقاءه والخل الوفي! وعرفنا أن ابن القارح لم يكن يقل زندقة وإلحاداً عن أبي العلاء لأنه استهزأ بالأبرار والأطهار الذين ورد ذكرهم في سورة الدهر، ولأنه عاب عليهم خوفهم يوماً كان شره مستطيراً. . . يوماً عبوساً قمطريراً. . . ولو كانوا مثله. . . مثل ابن القارح. . . لما نذروا، ولما وفوا. . . ولما خافوا شر ذلك اليوم
وعرفنا كذلك أن ابن القارح لم يكن صادقاً حقاً في (تغيظه على هؤلاء الزنادقة والملحدين) الذين حشدهم وجمع أقوالهم في رسالته من غير ما مقتض لحالها. . . اللهم إلا أنه كان يخاطب أبا العلاء بلغة العصر الذي كانت تهدر فيه الدماء لمجرد الريبة تحوم حول الرجل في دينه، فاضطر أن يلغز هذا الإلغاز الذي لا يجوز مظهره على ذكاء أبي العلاء. . .
ونريد اليوم أن نعرف السبب الذ ي حدا بدانتي إلى كتابة كوميديته؛ فلا نرى بأساً من أن نضع بين يدي القارئ ترجمة سريعة لهذا الرجل الذي كان يعيش ملء عصره، ويساهم بقلبه وعقله ويده في شؤون إيطاليا عامة وفلورنسا خاصة
ولد دانتي في مايو 1265، أي بعد أن وضعت الحرب الصليبية أوزارها (1096 - 1244)، وفي زمان كان فيه اختلاط الشرق بالغرب شاملاً كل شيء ولا سيما الثقافة، وكان الغرب يرشف من مدنية الشرق ما يشاء عن طريق الشام ومصر وصقلية وتونس والأندلس. واختلف المؤرخون في منشأ أسرة دانتي. . . فبعضهم يقول إنها من رومه، وبعضهم يقول إنها من فرّارا، والبعض يقول إنها من بارما، أو من فيرونا؛ على انهم متفقون على أن الفتى نشأ في فلورنسا وفيها، وأنه تثقف على أشهر علمائها في ذلك الزمن (برونتو لاتيني)
وقد كان أبوه أليجييرو رجلاً فقيراً من وسط برجوازي مكروه من الحزب الديمقراطي، وقد ماتت أمه مونّا بللا بعد أن وضعته بزمن قصير. وفي التاسعة من عمره رأى فتاته وحبيبته بياتريس، فنفثت في قلبه السحر، وحلت عن لسانه عقدة الشعر، وجعلت حياته دراما رومانتيكية بارعة من الحب الأفلاطوني الحزين. . . وترعرع دانتي. . . ونظ الشعر في بياتريس. . .
وفي الثامنة عشرة، نظم أولى غرر قصائده يطلب فيها تفسير حلم جميل (من كل مغرم دنف، برح به الحب، ولفح قلبه بارح الهوى. . .) وكانت قصيدة رائعة لفتت إلى الشاعر الشاد نظر كبير شعراء إيطاليا إذ ذاك جيدو كفالكانتي، فكانت عربون الصداقة بينهما، ورمز المحبة والوفاء
واشترك الشاعر الفتى في حملات حربية سخيفة، وحضر معركة كمبلدينو سنة 1289. . . ثم انغمس في النضال الحزبي الذي كان يجرف فلورنسا وإيطاليا في ذلك العهد، وكان ناشباً بين حزبين قويين ما يلبث أحدهما أن ينتصر حتى تكون للآخر الكرة عليه؛ وكان دانتي في جانب الجلفيين. وحدث إن كان في بعثة سياسية لدى البابا حين انقض الجبليون - الحزب الآخر - على المدينة وانتزعوا مقاليد الحكم من الجلفيين، وقضوا على دانتي بالنفي المؤبد، وبالإعدام حرقاً إذا فكر في الرجوع إلى فلورنسا
وكانت بياتريس قد ماتت قبل ذلك، وكان الشاعر قد فقد صداقة جيدو كفالكانتي من جراء الحزازات الحزبية التي كثيراً ما قضت على روابط وأواصر وصداقات. . . وكان قد تزوج كذلك وإن لم يسْلُ بياتريس - التي كانت قد تزوجت من غيره - من الفتاة جمَّادوناتي التي كانت تنتمي إلى حزب الجبليين. . . فكانت حياته معها سلسلة متلاحقة من الآلام لدرجة إنها رفضت أن تلحق به من منفاه وحرمته بذلك حتى من النظر إلى أبنائه. . . ومن أجل ذلك لم يتورع دانتي من الإشادة بذكرى حبيبته بياتريس في كتابه (الحياة الجديدة) ومن الوعد في آخر هذا الكتاب بتأليف معجزته الخالدة (الكوميدية الإلهية) في تخليد ذكرى بياتريس. بل هو لم يتورع كذلك من أن يدس جمَّادوناتي في أشد دركات جحيمه في هذه الكوميدية. . . كما سيجيء ذكره
وقد طَوَّف دانتي في أنحاء إيطاليا، وذاق في منفاه مرارة العيش وشقوة التشرد، وجاب الرحب فزار باريس، ويقال إنه ارتحل إلى إنجلترا وألقى عصاه في أكسفورد. ولعل حظ الأدب من مرارة ذلك العيش، وشقوة ذاك التشرد كان عظيماً جداً، فقد قسم لدانتي أن يبر بوعده بتأليف الكوميدية إذ هو مشرد في الآفاق، طريد من فلورنسا، بعيد عن أحزابها، بنجوة من قلق السياسة واضطراب السياسيين. ففي سنة 1300 ألف كتابه الجميل (الحياة الجديدة) أو الفيتانوفا الذي يصف له خلجات قلبه وضمنه ترجمة طلية لحياته وصلته بالفتاة الفتانة بياتريس دبورتيناري وجمع فيه كل الأشعار التي تغزل فيها بحبيبته. والكتاب رائع حقاً، ويعتبره المؤرخون أول كتب من نوعه في فجر النهضة وآخر ومضة من الأمل في العصور الوسطى
ولقد كان دانتي يحل ضيفاً على أمراء الولايات الإيطالية الشمالية فيقابل بالترحاب من الجميع، وكان الجميع يكرمون وفادته ولا سيما كين دلّلاسكالا أمير فيرونا الذي لبث دانتي في ضيافته حتى عام 1320، ثم ارتحل إلى جيدو نوفللو دابولنتا عظيم رافنّا ومن ثم ذهب إلى البندقية في بعث سياسي. . . ولكن البندقيين استخفوا به فأثر ذلك في نفسه حتى قيل إنه حم، فعاد أدراجه والمرض يفتك به. . . ولقي حتفه عقب ذلك بزمن قصير
وفيما بين سنة 1306، 1308 ألف دانتي كتابه الفلسفي (الوليمة) وقد حاول فيه تبسيط الآراء والنظريات الفلسفية لتسيغها أفهام العامة، وهو في رأينا أقل قيمة الفيتانوفا. وإن يكن دانتي نفسه قد فضله على الفيتانوفا
ويقولون إنه ألف قبل ذلك (1304) كتابه العجيب (في فصاحة اللغة العامية) حاول فيه خلق لغة قومية للإيطاليين يكتبون بها ويؤلفون فيها كتبهم بدل اللغة اللاتينية التي كانت مستعملة في ذلك الوقت
وفي سنة 1309 ألف كتابه - وفيه يتغنى بالإمبراطورية الرومانية القديمة ويحفز همم الإيطاليين لإحيائها (لأنها نظام فرضه الله على البشر، وهي وحدها التي تأخذ بأيدي الناس إلى السلام والنظام والعدالة، وهي سلسلة متصلة في التاريخ لا انفصام لها. . .) وتلك نُعَرة عرف بها دانتي، انتقلت بعجزها وبجرها إلى زعيم إيطاليا الحديثة
ويرجح مؤرخو دانتي أنه كتب الكوميدية الإلهية إذ هو ضيف كريم على أمير فيرونا ثم أتمها في رافنّا قبيل وفاته في سبتمبر سنة 1321
وهاك ما أختتم به الفيتانوفا بصدد الكوميدية الإلهية:
(. . . أبتهل إلى الله القدير أن يمد في أجلي - إذا شاء - كي أكتب في ملاكي ما لم يكتبه أحد في امرأة من قبل. . . حينئذ. . . كم تكون روحي سعيدة حين تسبح في ملكوته الأعلى لتتزود نظرة من. . . بياتريس!) وقد مد الله في أجله فعلاً، وكتب في ملاكه ما لم يكتبه أحد في امرأة من قبل، وذهب في إثر رائده فرجيل يخوض دركات جهنم، ويوقل في شعاف المطهر، ليلقى بياتريس في ظلال الخلد، ونعيم لا يفنى
جحيم دانتي
(1) رأى دانتي كأنه يضرب على غير هدى في تيه لا أول له ولا آخر، ثم رآه يضل طريقه في غابة مظلمة تعج بالأفاعي وتضج بالوحوش، حتى إذا بلغ طوداً رفيع الذرى وحاول أن يرقاه زأرت في وجهه أسود وهمهمت حوله ذؤبان أوشكت أن تفتك به، لولا أن أبصر فرأى الشاعر الروماني الخالد فرجيل يقترب منه فينقذه من الكواسر المحدقة به، ثم يذكر له أنه قادم من لدن حبيبته بياتريس ليهديه سواء السبيل، وليخوض به دركات الجحيم ليريه من آيات ربه، ثم ينفذ به إلى جبال المطهر. . . وليتركه عند باب الفردوس، حيث تلقاه حبيبته، فتمضي به إلى جنات النعيم (لأني غير مأذون لي بدخولها)
(2) ويتلكأ دانتي قليلاً، ولكن فرجيل ما يزال به يغريه حتى يتبعه (3). . . وينطلقان حتى يكونا عند باب جهنم. . . وينظر دانتي فيرى كلمات نقشت من نور على لوحة علقت أعلى الباب. . . هي كلمات الإله العزيز من غير شك. . . ويؤذن لهما فيدخلان، ويسمع دانتي إلى أنين المعذبين، فيخبره فرجيل أنهم أولئك الذين قضوا حياتهم الدنيا في لهو ولعب، لا يعنيهم أن يقدموا عملاً صالحاً ينفعهم في الدار الآخرة. ثم يبلغان عدوة نهر أشيرون، ويريان جباره العتيد ذا الطول (خارون) منتصباً كالوحش في زورقه الذي ينقل فيه أرواح الأشقياء من هذه العدوة إلى العدوة الأخرى. . . وهنا. . . تدور جهنم برأس دانتي فيعروه من الغثيان والغَشْيَة ما يهوي به إلى الأرض (4). . . ثم يدوي رعد قاصف في أركان جهنم فيهب دانتي من غيبوبته، ويتعلق بأذيال فرجيل، وينطلقان حتى يبلغا الدرك الأول من دركات الجحيم واسمه (لمبو حيث يشقى أولئك الذين استهتروا بتقاليد الكنيسة، فلم يبالوا أن (يُعَمَّدوا)!! ولو أنهم كانوا مع ذلك بررة أخياراً، (5) ويبلغان الدرك الثاني من النار، ويرى دانتي إلى مينوس أحد قضاة الجحيم الذي يسائله كيف نفذ إلى هذه الدار وهو ما يزال حياً من أهل الدار الفانية، وينذره أنه لن يحتمل زفير سقر. . . وينظر دانتي فيرى إلى جموع الفجار الشهوانيين من أهل الفسق تعصف بهم ريح السموم، وتنثرهم هنا وهناك كما ينثر الريش في يوم عاصف. . . ومن هؤلاء هيلين التي شبت بسببها حروب طروادة، وكليوبطرة، ثم يرى الزوجة المفتونة فرنشسكا التي أحبت أخا زوجها (باولو) حين كان يقرأ لها قصة لانسلوت الغرامية (فلما بلغنا هذا الحد من القصة، ورأينا باولو يطبع قبلة حارة على فم فرنشسكا، نظر باولو إلي، واغرورقت عيناه بالدموع، وأهوى على فمي يقبله. . . واستسلمت. . . فلم أقاومه!!) ويألم دانتي أشد الألم وأبلغه، فيغشى عليه حزناً على فرنشيسكا التي كانت تقص عليه خبرها (6) وينهض من غشيته، ويبلغان الدرك الثالث، حيث الحمأ المسنون والوحل المركوم تسبح فيه أرواح المنهومين الطماعين، وتنصب فوقهم شآبيب من برد وثلج، ويمزق الكلب سيربيروس أبدانهم شر ممزق. ويلقيان (كياشو) أحد الأشقياء فيتنبأ لهما بما سيجتاح فلورنسا من شدائد (7) وينطلقان حتى يكونا في الدرك الرابع حيث تعذب أرواح البخلاء والمبذرين الذين يعير بعضهم بعضاً، ويبلغان الدرك الخامس حيث تعذب أرواح العابسين وأهل الشر في بحيرة (ستيجيا). ويطوفان قليلاً حول البحيرة ثم يصلان إلى سفح برج منيف (8) فيقبل نحوهما نوتي اسمه فلجياس فيحملهما في زورقه إلى شاطئ البحيرة المقابل - ويصلان أيضاً إلى مدينة ديس حيث تعذب أرواح الجن والعفاريت ولكن هؤلاء الجن لا يسمحون لهما بدخول مدينتهم ويذودونهما عن أبوابها (9) ولكن ملكا كريماً يهبط عليهما فيدخل بهما إلى ديس حيث يريان أضرحة فيها نار مشبوبة تعذب فيها أرواح المجدفين والمهرطقين (10) ويأخذ دانتي في مجادلة بعضهم (11) ويبلغ دانتي الدرك السابع حيث يلقى كبيراً من هؤلاء الهراطقة ويتمنى لو أن جميع من لقيهم في الجحيم (في الدركات السابقة) كانوا في ديس ليتعذبوا كعذاب هؤلاء! وينظر دانتي فيرى إلى بعض المرابين (12) ويبلغان الدرك السابع حيث يقودهما سنتور عظيم فيقفز بهما من صخرة إلى صخرة حتى يكونوا في قرار الدرك. وهناك ينظرون إلى نهر من الدم تسبح فيه أرواح شريرة هي أرواح الذين آذوا جيرانهم. ثم يحملهما سنتور آخر إلى الشاطئ المقابل (13) فيشهدان طوائف من الأشقياء (14) في أقسام مستقلة من الدرك السابع. ويتحدث فرجيل إلى دانتي عن تمثال كبير كان في جبل إيدا (أولمب)؛ وهو الآن ينصهر منها في نيران الجحيم (15) ويقابلان حشداً من الأرواح الهائمة فوق الحصباء المتأججة تتلمس شاطئ النهر، ويشهد دانتي بينهم أستاذه (!) برونتو لاتيني فيحادثه طويلاً (16) وينطلقان مع النهر حتى يصب في الدرك الثامن فيقابلهما فوج من مواطني فلورنسا العسكريين فيتحدث إليهم دانتي حتى يحجزهم عنه وحش من وحوش الجحيم (17) ويلقيان التنين جيريون فيرجوه فرجيل أن يحملهما إلى الدرك الثامن ويكون دانتي قد انتهز فرصة تحادثهما وانطلق يكلم الأشقياء الذين يعذبون هنا من أجل محاربتهم للفنون في الدار الأولى - ويركبان فوق ظهر جيريون (18) فينطلق بهما إلى الدرك الثامن الذي ينقسم إلى عشر دركات يصف الشاعر اثنتين منها فقط في هذا الفصل وهما درك المزورين ودرك المخادعين ويتعذبون في حميم آن وحمأ وروث (19) ويبلغان الدرك الثالث من الدرك الثامن حيث يثوي الخبثاء من رجال الكنيسة الذين دأبوا على بيع وظائفها بالمال (20) ثم ينتقلان إلى الدرك الرابع حيث يأوي الدجالون والمشعوذون (21) ثم إلى الدرك الخامس حيث يسبح المختلسون وآكلوا التراث في صديد يغلي وقار، عليهم حراس من زبانية شداد (22) وتقودهما طائفة من الجن في الدرك الخامس أيضاً ويحدث أن يحاول أحد المجرمين الإفلات من ربقة الزبانية (23) ويصلان إلى الدرك السادس حيث المنافقون يلبسون عباءات من نار وطراطير من جمر، وحيث إخوان الصفاء من أهل بولونا (24) وينطلقان إلى الدرك السابع حيث اللصوص والنشالون تقذف الحيات والأفاعي سمومها في وجوههم وحيث الطواعين تصطلمهم (25) ويلقيان شيخ المجدفين (فوشي) حيث تمزقه الثعابين وتنفث فيه سمها الأراقم، ويلقيان أيضاً بعض الفلورنسيين المارقين. (26) ويهطعان إلى الدرك الثامن حيث يعذب نصحاء السوء في لهب مندلعة ونار ترمي يشرر كالقصر كأنه جمالات صفر! وهنا يلقيان الفارسيين الإغريقيين ديوميد وأوليسيز فيتحدث ثانيهما عن كيفية موته (27) وجيد وذامونتفلترو (أحد الفلورنسيين من خصوم دانتي!!) (28) ويصلان إلى الدرك التاسع من الدرك الثامن حيث حشد الشاعر المتعصب من سماهم زراع الفتن وتجار الضلالات وحيث جعل منهم نبينا ﷺ محمد بي عبد الله وابن عمه عليا ابن أبي طالب اللذين أتهمهما هذا الكاثوليكي الوقح بأنهما من أهل الشهوات وأهل الشقاق والنفاق (29) ويعبران إلى الدرك العاشر حيث المزيفون والكيميائيون تفتك بهم الطواعين وتضنيهم الأمراض (30) وفي هذا الدرك أيضاً يلقيان طوائف أخرى من النصابين والممالقين (31) ويسمعان نافخاً في صور يدوي في آفاق جهنم فيقصدان إليه، فإذا هما الدرك التاسع من النار حيث المردة والشياطين وكل خناس عظيم. ويأخذهما أحدهم (أنتيوس) في قبضته فيجعلهما في قرار الدرك (32) حيث زمهرير وبرد وثلج وحيث بعض الإيطاليين جاثمون يتعذبون (33) ويتحدث إليه بعض هؤلاء بما كان من خيانة أحد مواطنيه ويحدثه عن جريمة قتل حدثت في فلورنسا ولم يعرف مقترفها (34) ويصلان إلى الدرك الرابع من الدرك التاسع فيريان الذين أساءوا إلى من أحسنوا إليهم، مطمورين في ثلج وجليد إلى أذقانهم. ثم يحملهما السنتور لوسيفي فيكونان في هذه الدار مرة أخرى ويريان النجوم تتلألأ في السماء كأنه لم يكن شيء!! وبذا ينتهي طوافهما بالجحيم
(لها بقية)
د. خ