مجلة الرسالة/العدد 14/في الأدب الغربي
→ في الأدب الشرقي | الزهرية المصدوعة Le Vase brisé في الأدب الغربي رينه سولي برودوم |
حديث الطبيعة ← |
الزهرية المصدوعة هي قسة قصيرة بقلم الكاتب الفرنسي سوللي برودوم. نشرت هذه الترجمة في العدد 14 من مجلة الرسالة والذي نشر بتاريخ 1 أغسطس 1933 |
ّ
الزهرية المصدوعة
لسوللي برودوم
ترجمة الأستاذ أبي قيس عز الدين علم الدين. عضو المجمع
العلمي العربي
سوللي برودوم شاعر فرنسي ولد بباريس سنة (1839 - 1908) وتثقف بها في شبابه بثقافة علمية متينة، اكتسب منها عنايته الشديدة بتدقيق العبارات وتوضيح الدلالات، وقد امتزج ذلك بما أوتيه من قوة الإحساس وسعة الاحلام، ولم يتخرج إلا من المدرسة البرناسية التي تعلم فيها كما قيل: (أن ينظم بصعوبة قصائده السهلة).
وقد برع في التعبير عن أدق عواطف القلب البشري وأصدقها، براعته في قصائده الفلسفية المشتملة على أسمى المعاني وأنبلها.
وأما قصيدته الموسومة بالزهرية المصدوعة فان لها شهرة ذائعة في الغرب، وهي من آيات سوللي والروائع الرمزية الخالدة، وقد عرف بها ناظمها لبعد شهرتها فقيل له: شاعر الزهرية المصدوعة وفيها أبدع الإبداع كله بتشبيه القلب الجريح الذي نضب دمه فذبلت زهرة محبته بالإناء الصديع الذي جف من الصدع ماؤه، فظمئت زهرة نبتته وذبلت أخيراً، والذي جرح القلب هو قسوة المحبوب وتماديه في هجرانه، تمادياً حرمه ندى عطفه وحنانه، قال:
شهدت الإناء الذي في ... هـ تقضي من الزهر سوسنة وادعة
قد اصطدم اليوم (ويحاً له) ... بمروحة صدمة صادعة
لكنها لم تك غير لمس
فلم تثر من ضجة أو حس
ومع أنه كان صدعا لطيفا ... وما ظنه أحد بالشديد
فقد كان تأثيره، وهو سار، ... ببلوره كل يوم يزيد
وقد سرى به الصدع خ فامتد في الإناء تدريجيا
وماء الإناء، وفيه الحياة ... غدا يتقطر من صدعه
فجفت عصارة أزهاره ... وغاض الرحيق جنى طلعه
لم ينتبه لذاك حي يعلم
لا تلمسوه! إنه محطم
ورب يد غضة قد تحب ... أناملها وهي تبدو لطيفة
تمس شغاف القلوب فتخ ... دشه خدشة قد تخال خفيفة
ينصدع القلب لها من نفسه
ذابلة زهرته ليبسه
وقلب يرى أبداً في العيو ... ن صحيحاً وما هو قلب صحيح
نما جرحه فبكى صامتاً ... وبالجرح يشعر قلب الجريح
وجرحه العميق هذا مؤلم
لا تلمسوه! إنه محطم
دمشق