مجلة الرسالة/العدد 134/تحية يا شباب!
→ الغابة | مجلة الرسالة - العدد 134 تحية يا شباب! [[مؤلف:|]] |
القصص ← |
بتاريخ: 27 - 01 - 1936 |
للأستاذ إبراهيم إبراهيم علي
دعنا نحييكَ يا شبابْ! ... تحيةَ المعجَب الفخورْ
ونجمع الأهل والصحاب ... نطرب في غمرة الشعور
أنت مجيبٌ ومستجاب ... وأنت نار بها نور
دعنا نحييك يا شباب
تحية العاجزِ المدين ... لآخذي النصر باليمين
تحيةً يا شبابَ مصرا ... يا فتيةَ النيل يا جنود
وذخرنا إن عدمتِ ذخراً ... يا مصر في ذلك الوجود
يا فيضة النيل بعد أخرى ... تمضي، ولكنها تعود
دعنا نحييك يا شباب
تحية العُرف للأمين ... وفاتحي فتحها المبين
تحيةً للدم الصبيبِ ... إلى الردى. أو إلى الحياه
يجري هنا من فتىً حبيبِ ... أو يخضب الوجه من فتاه
في ساحة الملتقى العصيبِ ... شلت من المعتدي يداه!!
دعنا نحييك يا شباب
يا ضاربَ الشك باليقين ... وقاطعاً ذلك الوتين
وفادياً مصر بالغوالي ... وبالأمانِيِّ، والرجاء
وخائض النار والعوالي ... لتستوي مصر في العلاء
لا بغيةَّ الجاه، أو لمال ... لكنها نفحة السماء
دعنا نحييك يا شباب
يا فاتح الصدر للمنون ... وباذلاً كل ما يكون
المجد! يا غبطةَ الضمير ... والمجدُ لله والبلاد
وشعلةَ الروح في الصدور ... ورفعةَ الرأس بالجهاد
ونشوةَ المدمع الغزير ... وغرةَ الحق والجلاد دعنا نحييك يا شباب
قولوا هنا: مصرُ لا تليني ... فلعنة الذل أن نلين
تحيةً! صخرة الأساسِ ... مصر على الرأس واليدين!!
تجهل ما الحكم والكراسي ... وتذكر الدين أيَّ دَيْنْ
وتبتغي شدة المراس ... فما سبيل الهوى بِهَيْن
دعنا نحييك يا شباب
تحية الليث للعرين ... لا يُظلمِ القلب أو يرين
نحب مصراً ومن عليها ... وإنما مصر في بنيها
صعيدَها قبل شاطئيها ... قبطيَّها قبل مسلميها
ومن أعزُّ الورى لديها ... إلا الشباب الأعزُّ فيها
دعنا نحييك يا شباب
ابن بلادي هو ابن ديني ... وإنما بالهوى أدين
جهدَك يا جندُ لا يمارى ... مجدك يا جندُ لا يرام
خصمك يا جند لا يجارى ... في سطوة الحرب والسلام
لكنها مصر! من أغارا ... على حمى مصر لن ينام
دعنا نحييك يا شباب
اللهُ. في ركنها الركين ... وحصنها الراسخ المكين
الحق والنصر صاحبانِ ... وما من الحق أن نذلاّ
وليس في الحق من توان ... ولا على الحق أن نضلاّ
إن لم أصن مصر عن هوان ... وأبذِل الأعظمَ الأجلاّ
نعم وحاشاك يا شباب
خسئتُ من كاذبٍ مهينٍ ... أعرف ما الكاذب المهين
أجل، وحاشاك يا شباب ... يا نجدةَ الحق يا نصير
حييتمو أيها الصحاب ... جهادكم ههنا كبير
(القوم) دعواهمو اغتصاب ... وأمرهم في الهوى غرور أجلْ! وحاشاكَ يا شباب
فاضربه في سره الدفين ... فكم له ثمَّ من كمين
كن واحداً يا شباب مصرا ... وادع إلى وحدة اللواء
ولا تكن للذئاب سخراً ... ولا تكن سلّماً لشاء
يا جند في مصر: لن تفرَّا ... حتى يقروك في السماء
دعنا نحييكَ يا شباب
في صرخة الدهش والسكون ... أوْلا! فمن ذا إذن نكون
يا باذلَ المهجةِ احتساباً ... والرأسَ. والعينَ. والشبابا
وحامياً ذلك الجنابا
وفاعلاً ههنا العجابا
دعنا نحييك يا شباب
إبراهيم إبراهيم علي المحامي