الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 119/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 119/البريد الأدبي

مجلة الرسالة - العدد 119
البريد الأدبي
[[مؤلف:|]]
بتاريخ: 14 - 10 - 1935


حول النزاع الأدبي

لم أعتد الرد على من يهاجمون شخصي لأني أعتبر واجب الأديب أن

يقوم بقسطه من الإنتاج، لا أن يضيع وقته في المشاحنات الفارغة،

ولكن أراني الآن مضطرا إلى أن أقول كلمة (ستكون الأولى والأخيرة

لي في الموضوع) إظهارا للحقيقة، وخشية أن تمسي (الرسالة)، وهي

المجلة الأدبية الرصينة، ميدانا لمجادلات هي في نظري ابعد ما تكون

عن الأدب:

لا شك أن الغيرة الأدبية هي التي دفعت صديقي الأستاذ الزحلاوي إلى فتح هذا النقاش لاعتقاده أن ثمة تشابه كبير بين قصيدة الدكتور (ناجي) وبين قصيدتي (عاصفة) المنشورة في مجلة (الدهور) منذ عام ونيف. على أنني أرى هذا التشابه ضئيلا جدا، ولا يجوز أن يعزى إلا إلى توارد الخواطر

أما من جهة رد الأستاذ الطنطاوي فهو ادعاء لا تدعمه حجة ولا يؤيده برهان. لقد ادعى هذا الأديب أن صديقه أنور العطار قال له إن قصيدتي مسروقة من أحد شعراء المهجر، ثم أردف أنه لا يعرف عن سري سوى أني (ترجمان قصصي!) فهل (للرسالة) أن تطلب منه أن ينشر على صفحاتها اسم الشاعر وقصيدته التي يقول إن قصيدتي سرقت منها، وأصل القصص التي يدعي أني أترجمها؟

وليعلم الأديب الطنطاوي أخيرا أن من يكتب للناس ما يفيدهم بلغة سهلة بسيطة لهو خير من الذي يسب ويشتم بلغة العرب الأقحاح!

(دمشق)

ميشيل عفلق

وفاة رحالة ك من أنباء روسيا أن الرحالة المكتشف الشهير بيتر كوزلوف قد توفي في لننجراد في الثانية والسبعين من عمره. وقد اشتهر الأستاذ كوزلوف قبل الحرب باكتشافاته العلمية في مجاهل آسيا ولا سيما في صحراء جوبي. وقد بدأ حياته الكشفية بالاشتراك في بعض الحملات والبعثات الرسمية في أواخر القرن الماضي. وفي سنة 1899 جهز حملته الأولى إلى أواسط آسيا؛ ثم أعقبها برحلات أخرى، ولكنه وفق إلى أعظم اكتشافاته بين سنتي 1907 و1909 حينما اكتشف في صحراء جوبي في أعماق آسيا مدينة مجهولة تسمى خاراخوتو. وكانت بها بقايا أبنية ظاهرة، وآثار جنس بشري غير معروف. ووجدت ضمن الآثار المكتشفة نقوش وكتابات كثيرة بلغة مجهولة، ولكن الأستاذ كوزولف استطاع قراءتها بفضل نوع من الدليل المكتوب وجده بين الأشياء المكتشفة. واستمرت حكومة البلاشفة بعد الحكومة القيصرية على تشجيع كوزلوف والإنفاق على بعثاته؛ فقام في العهد الأخيرة بعدة رحلات إلى صحراء جوبي كانت أخراها في سنة 1926. وعاونته الحكومة أيضا على نشر كتاب ضخم عن جوبي وآثارها وعن منطقة خاراخوتو التي اكتشفتها. ونشر كوزلوف أيضا كتبا أخرى كلها بالروسية، ولكنها لم تترجم إلى لغات أخرى فلم يعرف العالم الخارجي عنها كثيرا، غير أنه نشر منذ أعوام كتابا بالإنكليزية عنوانه (عصافير منغوليا)

وكان الأستاذ كوزلوف عضوا في جمعيات علمية كثيرة. وكان يعيش في منزل منعزل في غابة بالقرب من نوفجرود مدى أعوام طويلة يرتب المواد والآثار التي جمعها؛ وكان من آن لآخر يحضر إلى لننجراد ليلقي فيها بعض المحضرات. وقررت له الحكومة البلشفية معاشا حسنا، وقد رافقته زوجه في عدة من حملاته الكشفية

عميد الموسيقى الإنكليزية

نعت الأنباء الأخيرة السير فردريك كوين المؤلف الموسيقي المشهور وعميد الموسيقى الإنكليزية منذ أواخر القرن الماضي. توفي في الثالثة والثمانين من عمره؛ وكان مولده بجزيرة جاميكا في سنة 1852، وأخذ إلى إنكلترا صغيرا حيث كان أبوه يشغل وظيفة (بمسرح الملكة). وتلقى كوين دروسه الأولى في الموسيقى وهو طفل على يد هنري رسل، وكتب أول قطعة موسيقية وهو في الخامسة. ودرس المعزف (البيانو) على بندكت، والتأليف على جوس. وفي سنة 1885 ذهب إلى لايبزج ودرس هنالك على أقطاب الفن. ثم عاد إلى إنكلترا، وظهر ببراعته في التأليف والموسيقى، وعهد إليه برياسة الحفلات الموسيقية الملكية؛ ولكنه كان أكثر براعة في التأليف منه في العزف. وكانت أولى قطعه الشهيرة (عذراء الورد)، ظهرت وعزفت في لندن سنة 1870؛ وأتبعها بقطعة تسمى (القرصان). ومن ذلك التاريخ عكف السير كوين على إخراج القطع والاوبرات والأغاني حتى بلغ ما أخرجه منها مئات عدة. وقد انتخب السير كوين مرارا ليكون رئيسا للفرقة الموسيقية التابعة لجمعية الموسيقى الملكية. وفي سنة 1911، أنعم عليه بلقب الفارس

وللسير كوين قطع موسيقية راقصة بديعة. ولما بلغ الثمانين من عمره منذ ثلاثة أعوام، صرح في حديث له أنه لا يدري ماذا حدث في الموسيقى العصرية، وأنه يلاحظ أن الموسيقى المعاصرة ملأى بالمفارقات والمتناقضات مع أن من شرط الموسيقى أن تكون فياضة التناسق

مؤتمر لتاريخ الطب:

عقد أخيرا في مدريد مؤتمر لمؤرخي الطب، وهو المؤتمر العاشر من نوعه يعقد كل عام في عاصمة من عواصم العالم، وقد شهده جمهرة كبيرة من علماء مختلف الدول، وعقد تحت رعاية رئيس الجمهورية الإسبانية، ولم يقتصر أعضاء المؤتمر على المناقشات العلمية والتاريخية المتعلقة بتاريخ الطب والجراحة منذ غابر الأزمان، ولكن لجنة المؤتمر قامت بتنظيم معرض هام للمخطوطات والوثائق الطبية من أقدم العصور، وكذلك لعرض الأدوات الطبية والجراحية التي كان يستعملها الأطباء في العصور القديمة والوسطى، ومن ذلك صور ونماذج للأدوات الطبية والجراحية العربية نقلت من مخطوطات ترجع إلى القرن الرابع عشر، وصور من مخطوطات موسى بن ميمون الطبية والفلسفية وهو الطبيب اليهودي الأندلسي الذي نبغ في القرن الثاني عشر ويعرف عند الإفرنج باسم (ميمونيدس) ومجموعة من آثار اندريس لاجونا طبيب الإمبراطور شارلكان، وأدوات طبية هندية ومصرية ترجع إلى العصور الوسطى، ونماذج تشريحية وغيرها، وقد لفت الأنظار بنوع خاص نموذج معروض لحانوت صيدلي مسلم في قرطبة في القرن الثالث عشر، ونموذج لمستشفى (سانتا كروز) القديم في طليطلة كما كان عليه في القرن السادس عشر ملكة التراجيديا

صدر أخيرا كتاب بالإنجليزية عنوانه (راشيل الخالدة) للكاتب الإنكليزي برنارد فوك، وهو ترجمة مستفيضة مؤثرة للممثلة الكبيرة راشيل التي سطعت في النصف الأول من القرن الماضي، وتركت أثرها الخالد في المسرح الفرنسي، وكانت راشيل مثل سان برنهرت وسان سيدون يهودية الأصل، ولدت سنة 1821 في أسرة فقيرة جدا، وكانت في طفولتها تغني وترقص في شوارع ليون وتجمع الفلوس لتعيش، ولكنها لم تبلغ السابعة عشرة حتى ظهرت على مسرح (الكوميدي فرانسيز) ولم تمض أسابيع على ظهورها حتى ارتفع صيتها إلى السماكين، ولم تبلغ العشرين حتى غدت غنية ترتع في بحبوحة الثراء والترف، والتف حولها أكثر من أمير وشريف يرغبون في ودها، وكانت مثال العبقرية الساطعة، ولكنها لم تكن مثالا للأخلاق الرفيعة، وكانت لها مبادئ وتصرفات خاصة تعدو مجتمعها وعصرها، وقد خاضت حياة مضطرمة فياضة بالعمل واللهو العنيف، وتوفيت فتية في زهرة العمر، في الثامنة والثلاثين من عمرها

ويستعرض المؤلف حياة هذه الممثلة الباهرة في قوة وصراحة ويكشف لنا كثيرا من خواص الحياة المسرحية في القرن الماضي ويوضح لنا كيف كانت راشيل من أعظم ممثلات التاريخ، ومن أعظم كواكب الفن والمسرح

ترشيح النجاشي لجائزة نوبل

من الأنباء الطريفة التي وقفنا عليها في البريد الأخير أن صحيفة سويدية هي جريدة (سوسيال ديموكراتني) التي تصدر في ستوكهلم ترشح الإمبراطور هيلى سلاسي لنيل جائزة نوبل للسلام هذا العام؛ وتؤيد الجريدة هذا الترشيح بمواقف الإمبراطور السلمية المشهورة وأحاديثه التي أفضى بها إلى مختلف المكاتبين الأوربيين، وترى أنه أجدر من وقف إلى جانب السلام هذا العام بنيل الجائزة الشهيرة. ونذكر أن الذي فاز بهذه الجائزة في العام الماضي هو المستر هندرسون رئيس مؤتمر نزع السلاح، والسير نورمان آنجل الكاتب الإنكليزي وداعية السلام الشهير. ولا ريب أن ترشيح النجاشي سيقابل بالتأييد والارتياح من جميع أنصار السلام، والمعروف أن السويد تعطف على النجاشي عطفا خاصا، وأن معظم مستشاريه العسكريين والسياسيين هم من رجال السويد