الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 116/حب الاستعمار والجشع سيقضيان على الحضارة

مجلة الرسالة/العدد 116/حب الاستعمار والجشع سيقضيان على الحضارة

مجلة الرسالة - العدد 116
حب الاستعمار والجشع سيقضيان على الحضارة
[[مؤلف:|]]
بتاريخ: 23 - 09 - 1935


مؤتمر الكتاب في باريس لحفظ الثقافة

(الماركسية حلقة من سلسلة الثورات التي قام بها البشر)

(كهينو)

بقلم ماجد شيخ الأرض

احتشد نيف ومائة كاتب أموا باريس من جميع أقطار المعمورة في قاعة (قصر التواليه) وجلس وراءهم حشد عظيم من النظارة أتوا يشاركون الكتاب عواطفهم نحو المدنية التي يبحث عن درء الخطر الذي يتهددها، ويستمعون إلى أقوال كبار الكتاب وآرائهم في المحافظة على مخلفات الثقافة التي ينعم الإنسان بثمارها اليانعة ويحس بشهوتها إذا غمرت فضيلة العلم فؤاده، وتفتحت أمام عينيه بعض أسرار هذا الكون العجيب المغلقة

هبت عاصفة من التصفيق الشديد، وعلت أصوات الحضور بالهتافات لسير الثقافة مرفوعة الجبين بالرغم من معارضة الرجعيين عندما انتهى أندره جيد من خطابه الذي أفتتح به المؤتمر وأتى على ذكر غايته وبيان أبحاثه، وكأن الجمهور أحس بالواجب المقدس الذي حدا بفنان مثل جيد إلى الظهور من عزلته التي اعتادها طيلة خمسة وستين عاماً مسافراً يجوب البلدان والأقطار، أو منزويا في بيته يدون آراءه وأفكاره في كتب لا يطبع منها إلا عدداً محدوداً، كأن الجمهور شعر بالخطر المداهم الذي يحتم على كل فرد له ميزة من العقل والإحساس أن ينتبه فيصمد في جملة الصامدين. لم يكتف الجمهور بالهتاف، وما كاد جيد ينتهي من خطابه حتى تقدم إليه رهط من الشباب المثقف بلغ بهم الحماس مبلغه يريدون رفعه على الأيدي لولا أن حال دون بغيتهم الاعتذار وتطبيق النظام المؤتمر، ثم تلبث عاطفة الحماس أن هبت من جديد لكن في هذه المرة كان يعلوها حزن عميق ارتسم على الوجوه عندما قام إلى المنبر عضو المؤتمر الكاتب (اراغون) يؤبن بعبارات رقيقة الكاتب الثوري (رنيه كريفيل) الذي قضى في منتصف الطريق التي يعمل فيها للحرية وإحقاق الحق، وقد دمعت عيون بعض الفتيات إذا أتى الخطيب على فقرات مؤتمر للكاتب الراحل

كان انعقاد المؤتمر في مساء اليوم الحادي والعشرين من شهر يونيو الفائت، ود الجلسات تتري بعضها في النهار وبعضها في المساء حتى الخامس والعشرين، وقد قسمت الأبحاث على عشر جلسات تناوب بعض الأعضاء رياستها، وتعين لكل جلسة مقررين منهم. أما الأبحاث التي تنوقش فيها وجرى إقرار ما يجب عمله بشأنها فهي:

تراث الثقافة. موقف الكاتب في المجتمع الإنساني. الشخصية. الإنسانية. الشعب والثقافة. الإبداع عند الكاتب وقيمة الفكر. تنظيم مقررات المؤتمر. الدفاع عن الثقافة

ولمعرفة أهمية هذا المؤتمر يكفينا أن نذكر جيد ومالرو وكوتوريه وارغون ونيزان وكهينو وبندا من الفرنسويين، وتولر وهنريخ مان من الألمان، وفرانك من الأمريكان، وإهر مبورغ وكولتسوف وتيخانوف والشاعر باسترنيك من السوفيت، والسيدة كارن ميكائيليس الدانماركية، والسيدة واديا ولعل اسمها وديعة الهندية وهكسلي وفوستر من الإنكليز

بدت الجلسة الأولى جدية أكثر من أخواتها لأن بعض المؤتمرين لم يكونوا بعد قد تعارفوا وإن سبق تعارفهم روحياً منذ زمن طويل، أو لأن الموضوع الذي طرحه المسيو بندا في هذه الجلسة كان دقيقاً وكان خطيراً احتدم حوله النقاش مع أن أكثر هذه الخطب كانت مهيأة من قبل ليتسنى لهم ترجمتها، ولوحظ أن الخطب التي تطرق أصحابها فيها إلى السياسة هي الخطب التي تحمس لها الجمهور وأظهر إعجابه بها إلى حد كاد يخرجه عن المألوف في مثل هذه الاجتماعات، حتى بتنا نقول إن في كل يوم مظاهرة، تارة ضد الرأسمالية، وتارة للحرية المهددة بالفاشستية، وطوراً للطبقات العاملة التي لا تستفيد من الوضع الحاضر غير دفع الغرم. بل كيف لا يتحمس الجمهور وهو يرى الكتاب وقد وفدوا من أقصى الجهات وتحملوا أعباء السفر على اختلاف نزعاتهم وتباين آرائهم ليضعوا لهم نظاماً يحفظون به تراث الثقافة الذي خلقته لنا حضارة الإنسان وليدة دمه المهراق وعراكه المستمر

قال جوليان بندا ما خلاصته: (إن نظرة أمم أوربا للآداب والفنون تختلف اختلافاً بيناً مع النظرة الشيوعية من حيث علاقة الحياة الفكرية بالحياة الاقتصادية

فان الأولى تعتقد باستقلال وسمو الحياة الفكرية عن الحياة الاقتصادية، أما الثانية فإنها تعتقد بتضامن الحياتين. فالاختلاف يبدو لنا أساسياً مما يجعل التسوية بينهما مستحيلة لابد لها من حرب ثم هناك مسألة أخرى اختلف فيها الناس كثيراً: هل وجهة النظر الشيوعية المذكورة شيء فجائي من شأنه أن يقضي على وجهة النظر السائدة في الغرب، ويقطع عليها الطريق، أو أنها نتيجة سير وجهة النظر الثانية وتطورها؟

فبعضهم يقول بأنها وليدة التطور والاتساع العام للمدارك عند الأمم الغربية، يشبهونها بمذهب (الرومانتيسم) الذي كان وليد الاتساع الخاص للمدارك الأدبية

لكن الأمر على غير ما يتصورون، فأن الرومانتيسم برغم ما أدخله من العناصر الجديدة في الأدب لم يكف أصحابه عن الاعتقاد باستقلال الرجل الموهوب وبعده عن المؤثرات والأوضاع الاقتصادية

فبين وجهتي النظر الغربية والشيوعية إذاً تباين ليس في المرتبة أو المسافة، بل في الروح والتكوين)

لم يكد ينتهي المسيو بندا من خطابه حتى قفز إلى المنبر العضوان الفرنسيان المسيو كهينو والمسيو نيزان، وإليك خلاصة ما قاله الأول:

(إن الأمر أهون بكثير مما يتوهمه المسيو بندا، فحسب رأيه إذا أنتقل واحدنا من هذه البلاد إلى بلاد الاتحاد السوفيتي فلابد أن تستقيم له غير هذه الروح وغير هذا الدماغ للتفكير

لا حاجة عندي لكل هذا التغيير وإذا لم يكن بد من شيء فهو اتباع العقل في مجرى تدرجه الطبيعي

وليست الثورة البلشفية الأخيرة عن بواعث دينية أو إقليمية محلية، بل هي حلقة من سلسلة الثورات الإنسانية التي ابتدأت منذ أن دب الإنسان على الأرض

ولست أرى في كارل ماركس غير مفكر من هؤلاء المفكرين الذي يظهر أمثالهم كل يوم في الغرب، وليس هنالك من شيء في رأي يدفع بنا إلى مقاومة الماركسية ونبذها

ومن العبث والسذاجة أن نقابل هذا الخط الطويل من الآراء المثالية بخط مثله من الآراء الاقتصادية التي لا تقل في قدمها وفي تدرج حركتها عن الآراء الأولى

أما إنجاح الماركسية، فمتوقف على الفئة التي تهتدي قلوبهم إليها وعلى مقدار إخلاصهم وتضامنهم، ولا أظن أن هنالك فريقاً من البشر يلحقه خيرها وفريقاً آخر يلحقه شرها؛ مادام الناس في هذا العالم متشابهين من أكثر الوجوه، وذلك ما يقوله لنا إحساسنا الداخلي في كل ساعة: أننا متشابهون. فان مصير الناس كلهم واحد، كما يقول هوجو، ومقدراتهم متشابهة سواء أكان الإنسان عالماً أم عاملاً. أليست الحياة والموت محتمين! ومشاكل العيشة العامة والخاصة تنتابهم بدون استثناء، وكل ما عمله الذين سبقونا وما نعمله لكشف خبايا هذه الأسرار المحيطة بنا، ومازال ويا للأسف ابتدائياً، وهذا ما يشجع فينا الشعور بالتشابه، والشعور بالتشابه يجعل الاحساسات الشائعة بيننا واحدة، وكلاهما يدفع بنا إلى إنشاء الجمعية المشتركة في النفع والضرر، بل نحن نعمل على إنشائها بدافع طبيعي فينا ونريدها من صميم أفئدتنا)

وإليك خلاصة ما قاله المسيو نيزان:

(لا أستطيع الكلام بدون الاعتماد على التاريخ لأن ما جاء به الفيلسوف بندا يتضمن شيئاً كثيراً منه

لقد صور لنا المسيو بندا العالم الغربي في صورة متناسبة متناسقة تجمع شتى الأقوام وشتى الطبقات، وأكثر ظني أن هذه الصورة لا تتفق مع صحائف التاريخ، ومن المستحيل أن تكون لهذا العالم صورة جامعة متناسقة فيها مختلف العناصر البشرية الغربية ما دامت مراجعها وينابيع حياتها مستقاة من مدنية الإغريق والنصرانية ثم النهضة الأوربية (الرينسانس) وعهد الإصلاح (الريفورم) والثورات البرجوازية المختلفة. فأستطرد وأؤكد إن المدنية الإغريقية نفسها لم تكن في أيامها السوالف عمل جميع الإغريق

ينظر المسيو بندا إلى الغرب نظرة أفلاطونية، نظرة إيجابية، لا تتطلع إلا إلى الآثار الثمينة وإلى الأفكار من حيث هي أفكار رفيعة، نظرة محدودة لا تعبأ بما تحت هذه الآثار من دوافع واحتمالات غامضة، ولا تهتم بالحوادث البارزة التي سهلت تلك النتائج

صحيح أن هذه النظرة سادت برهة عند اليونان القدماء، ثم أصبحت فيما بعد قوام التفكير النظري عند الأمم الأوربية البرجوازية

لكن مذهب أفلاطون ليس كل ما عند الإغريق من مذاهب للتفكير

أتى المسيو كهينو فيمن ذكرهم على اسم أبيقور الذي كان يوجه كلامه إلى العبيد الأرقاء، وهو الرجل الذي ما كان يتوخى تطهير جمهرة مختارة من البشر، ولا كان يستنسب جلساته بين طائفة متميزة منهم، وإليكم الآن مجمل ردي على المسيو بندا: إن هذه الطائفة المثقفة التي شاء أن نسميها بالعالم الغربي نقبل كل انتقاد يمكن أن يوجه إليها، أو إلى الأوضاع التي تعيش فيها، ونرحب بكل تحوير ممكن لهذه الأوضاع يكون في جانب الطبقات التي تحيى وتفكر، وتجوع وتموت. ونقبل في آن واحد أن نؤمن ونشك في كفاءة الإنسان وقدرته، كما قبل ذلك كارل ماركس في كلامه عن الإنسان (الذي اكتفى حاجاته) ونحن قبل كل شيء نرفض المعتقدات الدينية، والصفات الإلهية رفضاً باتاً ونعتبرها - كما أعتبرها أبيقور وكتاب فرنسا في القرن الثامن عشر - أشياء تتمثل فيها مخاوف الإنسان وأثر اضطهاده

أما موقفنا من وجهة النظر الغربية فهو ليس قطعاً لها وانفصالاً عنها، بل هو موقف المنور الهادي الذي يقبل الحالين معاً فيتسع إلى أقصى حد ويضيق إلى أقصى حد

ونحطم بالحجة الدامغة هذه الميثولوجيا الإنسانية التي تريد منا أن نعبد ونمجد إنساناً غامضاً نجهل وجوده، وتحملنا على أن ننسى أو نتناسى أننا للآن لم نكن متساوين في الآلام، وفي الانتصارات، وحتى في الموت)

يتبين لنا من خلال الخطب الثالث التي تخيرنا تلخيصها في هذا المقال، المنطق الذي جرى عليه الخطباء في نقشاهم، فلا سبيل إلى الحشو والتنميق، وكانت الأبحاث على بساطة إنشاءها دقيقة إلى حد كبير، يقرأها القارئ الفطن بدون عناء، فتتجلى أمامه المشاكل الكبرى التي طالما دوخه التفكير فيها محلوله فيها لا تحتاج لغير التنفيذ، وكأنما العالم مريض أصيب بداء عضال عالجه هؤلاء الكتاب فأحسنوا التشخيص وأحسنوا الدواء

ولعل أكثر جلسات المؤتمر حماسة هي الجلسة التي بحث فيها الكتاب موقفهم من المجتمع، فكانت مظاهرة علمية قامت ضد الظلم والجور والاضطهاد، وكيف لا يتظاهر الكتاب للحرية المغتصبة، والحق المضاع، وهم رسل الحرية ورواد الحقيقة، بل كيف لا يثورون وبينهم قسم كبير طردوا من بلادهم بعد أن أحرقت كتبهم وسيموا أنواع العذاب والتنكيل، لكن هذا الحماس ما لبث دقائق حتى عاد الكتاب يبينون آراءهم في جو مشبع بالهدوء والسكينة

شكت كارن ميكائيليس مندوبة الدانمارك من أن الكتاب لا يأبهون كثيراً إلى المهمة التي خلقوا لها، ولا يقدرون الدور الذي يجب أن يلعبوه على مسرح الحياة حق قدره فيؤدوه خير أداء، إن الكتاب بحكم وظيفتهم إدلاء، ومن واجب الدليل أن يكون في الطليعة، لكنهم يخشون العزلة، وتراهم يفتشون عمن يحل محلهم، ثم يلتجئون إلى حلقة منزوية من أصحابهم وزملائهم، يصوبون جامات الغضب على القادة المضلين لكن همسهم هذا ويا للأسف لا تسمعه غير آذانهم. . . .

وشكا جيد من قلة إخلاص الكتاب فيما يكتبون. . . وشكا مالروا من تدجيلهم لينيل المال والجاه. . . .

والخلاصة قد أوضح الكتاب أن المجتمع البرجوازي لا يمكن الكاتب من أن يخلص فيه لفنه وأدبه، وقد شذ بعض القصصيين الإنكليز، إذ أطروا الحرية التي تمنحهم إياها النظام الديمقراطي القائم في بلادهم، لكن وجد من بينهم من تصدى لهذه الفكرة، وأبان لهم أن هذه الديمقراطية البرجوازية التي يتبجحون بها لا تشمل غير طبقتها وهي مع ذلك صائرة إلى الزوال يتآمر عليها أبناءها البرجوازيون

نشطت حركة الحاضرين في إحدى الجلسات نشاطاً زائداً واشرأبت الأعناق وحملقت العيون وأخذوا يتهامسون بكثير من الدهشة: (مندوبو السوفيت) كأنما هؤلاء هبطوا عليهم من جرم سماوي لم يأتوهم من بلاد تدعى الاتحاد السوفييتي فوق هذه البسيطة، يريدون استطلاع ما ظهر من هيئتهم وما استتر. ثم ساد سكون رهيب استعداداً لسماع الرد المستمد من التجربة الصحيحة على ما جاء في خطاب المسيو بندا، غير أن مندوبي السوفيت خيبوا هذا الظن واكتفوا برد المسيو كهينو والمسيو نيزان، وأتوا على وصف بعض مناحي الأدب السوفييتي الجديد

وقال إهرمبورغ صاحب كتاب (ثاني أيام الخليقة) ما خلاصته:

(إذا كان الكاتب في المجتمع البرجوازي يكرم ويمجد باعتبار إنه قام بخدمة وطنية تعادل الخدمات التي يقوم بها أمثاله في البلاد الأخرى، ويقرأ كتبه من أراد أن تسمو مداركه أو أن يجد لذة يملأ بها أوقات فراغه - والقراء في هذا المجتمع من توفرت أسباب حياتهم قليلون - وإذا كان القراء لا يقرئون الأدب بقصد أن يستعينوا بما يقرئونه في حياتهم الخاصة والعامة وأن يجدوا فيها هدياً لقلوبهم وسموا لنفوسهم وما يضمرون، فلا يكون لما يشاهدونه في ليلتهم من عواطف نبيلة على أحد المسارح أو لما يقرئونه في إحدى القصص، من تأثير فيما يعملونه في نهارهم. وكثيراً ما تخالف أعمالهم ما اختلجت في الليل قلوبهم له. إذا كانت هذه قيمة الأدباء في المجتمع الأوروبي فإني أقول بكل فخر:

(إننا توصلنا إلى أن يكرم الكاتب والشاعر في الاتحاد السوفييتي على أنهما يؤديان عملاً مثل سائر الأعمال الحيوية التي لا يستغنى عنها بحال من الأحوال. فقراءة الأدب للمزارع والعامل ولأي شخص آخر مثل قمحه ولبنه وثوبه ومأواه. يقرأه فيلتذ، لكنه لا يقتصر على هذه اللذة، فانه يفتح قلبه له فتهديه هذه العواطف النبيلة التي للأدب في حياته وفي عمله اليومي

هذا هو تأثير الأدب السوفييتي، مع أنه لا يزال طفلاً لا يحسن الكلام بدون تمتمة)

كانت خطب مندوبي السوفييت على هذا النمط: استعراض للموضوع في المجتمع البورجوازي، ومقارنة ما أستجد في بلادهم بشأنه مع بيان اوجه الانتقاد، وما حدا إلى نبذ الأسلوب القديم

لا عجب أن نرى الكتاب في العالم المتمدن يهبون للدفاع عن الثقافة من عاديات الزمان، وهي حملتها ورفعوا لواء مجدها، بل ومن حقهم قبل كل إنسان آخر أن يهتموا لهذا الأمر في مثل هذا الوقت العصيب الذي ينذر العالم بالشر وسوء المصير، ألم نر المدنيات القديمة التي لو بقيت لكانت للإنسان مدنية تفوق مدنيته الغربية بمراتب - كيف اندثرت وعنقها الحروب والمنازعات والوهن الذي إذا دب إلى جسم أمة قضي عليها بالتفسخ والانحلال

وليست أوروبا اليوم بأحسن مما أشرنا إليه، فان النزاع على الممتلكات الاستعمارية، والتفاخر بالقومية، وتفاقم جشع الناس، وتفشي الأثرة بينهم أرزاء تنوء تحتها الثقافة وستؤدي إلى أوخم العواقب

ماجد شيخ الأرض