مجلة الرسالة/العدد 1020/رأى المصلحة في الصلح، لسآمة العسكر، وتظاهرهم
→ أما موقف صلاح الدين من الصلح فقد أوضحه ابن | مجلة الرسالة - العدد 1020 رأى المصلحة في الصلح، لسآمة العسكر، وتظاهرهم [[مؤلف:|]] |
ذكرى الدكتور مشرفة ← |
بتاريخ: 19 - 01 - 1953 |
بالمخالفة، وكانت مصلحته في علم الله تعالى، فإنه اتفقت وفاته بعيد الصلح، ولو كان اتقفق ذلك في أثناء الوقعات لكان الإسلام على خطر، فما كان الصلح إلا توفيقا وسعادة له).
أمضى صلاح الدين معاهدة الصلح مرغماً، لما شاهده في الجند من ملل، دل عليه إحجامهم عن منازلة العدو في مواقف عدة، وكان يأمل أن يجدد قواه في هذه المدة من السلم ليستخلص ما بقي في يد الفرنج، وبرغم طول الجهاد ومشقات القتال هذه المدة الطويلة في حرب الفرنج، وقف صلاح الدين للفرنج وقفات عنيفة حطمت آمالهم، فلم يظفروا بغير امتلاك عكا، واضطروا إلى النزول على ما شرطه السلطان، وفي ذلك يقول ابن الساعاتي بمدح صلاح الدين:
سل عنه قلب الأنكتير، فإن في ... خفقانه ما شئت من أنبائه
لولاك أم البيت غير مدافع ... وأسال سيل نداه في بطحائه
وبكت جفون القدس ثانية دما ... لترنم الناقوس في أفنائه
وكان إعجاب مؤرخي المسلمين عظيماً بصبر الإنجليز، وسياستهم في اللين حينا والشدة حينا آخر، ولكن غلب سياستهم إيمان صلاح الدين وقوة ثباته ورباطه جنانه.
أحمد أحمد بد