الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 1015/القصص

مجلة الرسالة/العدد 1015/القصص

الدم Le sang هي قصة قصيرة بقلم إميل زولا نشرت عام 1864. نشرت هذه الترجمة في العدد 1015 من مجلة الرسالة الذي صدر بتاريخ 15 ديسمبر 1952


الدم

للكاتب الفرنسي إميل زولا

ها أنت ذي لا زلت بين أشعة الشمس وأرج الأزهار. ألم تسأمي هذا الربيع المستمر يا نينون؟ دعيني إذن أغمض جفنيك الناعستين على تلك القصة الكثيرة الهول، فإن النفس متى ملت طول النشوة قد تسكن إلى صوت الأهوال.

- 1 -

في اليوم الذي انتصر فيه الجند أخذ أربعة منهم مقاعدهم عند ركن من ميدان القتال وقد التف من حولهم الظلام وهم يتناولون طعامهم بين جثث الموتى.

وكانت ألسنة اللهب التي يشوون طعامهم عليه تنعكس أشعتها على وجوههم وترسل من خلفهم ظلالا ضخمة إلى مسافات بعيدة حتى أن سيوفهم كانت تتألق من وقت لآخر تحت شرارات تلك النار، وحتى أن الناظر كان يلمح في قلب الظلام جثث القتلى وهي نائمة جاحظة العيون.

أما رفاقنا فكانوا فرحين يضحكون في جوف الليل غير شاعرين بتلك العيون المحملقة فيهم. ولعل لهم عذرا من هول ما رأوا في يومهم الدابر، ومن الهول الذي ينتظرهم في الغدر. فأخذوا يحتفلون بتلك الساعات القليلة التي جاد بها عليهم حسن الحظ غافلين عن ظلام الليل وظلام الموت وأجنحتها التي تحلق فوق هذا الميدان فتهز سكوت الفضاء.

ولما انتهوا من طعامهم تاقت نفس أحدهم إلى الغناء واسمه (جنوص) ولكن نبرات صوته كانت تمزق غشاء الهواء القاتم الحزين، وكانت أغنيته إذا خرجت من شفتيه امتزجت بالصدى فكانت كتنهد عميق. وعند ذلك شق حجاب الظلام صرخة مزعجة دوت في الفضاء فاضطرب حتى أنه كلف رفيقه (إلبرج) ليذهب ويرى فلعل إحدى الجثث عادت إليها الحياة. وهكذا ابتعد إلبرج على ضوء مشعل أخذه معه ورفاقه يشيعونه بعيونهم لحظة على قدر ما يسمح به امتداد الضوء فأبصروا به وقد انحنى من بعيد يسائل الموتى ويفتش بينهم بطرف سيفه ثم اختفى.

وبينما هم سكوت صاح جنوص بزميله الثاني (كليريان) أن يذهب في أثره خوفا عليه من الذئاب.

وهكذا اختفى هذا أيضاً في الظلام.

أما جنوص وفيلم فبعد أن طال بهم الانتظار ارتديا معطفيهما واستسلما للنوم إلى جانب تلك النار وقد أشرفت على الانطفاء. وما كادا يغمضان أجفانهما حتى سمعا تلك الصرخة من جديد وكأنها تمر من فوق رأسيهما حتى أن فيلم انتصب فزعا واتجه إلى تلك الجهة التي اختفى عندها رفيقاه.

وهكذا لبث جنوص وحده وقد أخذ شبح الخوف يتمثل لعينيه كلما وقع بصره على تلك الهوة السوداء التي كانت تدوي بحشرجة الموتى. وعندئذ ألقي في النار بعض الحشائش اليابسة لعل اشتعالها يبدد شيئا من ذلك الرعب الذي تملكه.

ولقد أخذت ألسنة اللهب ترتفع أخيرا حمراء كالدم فأضاءت الأرض على مسافة مستديرة واسعة كان يخيل إليه أن حشائشها أخذت ترقص من فوقها، وكأن أصابع خفية كانت تحرك جثث القتلى.

على أن القمر أخذ بعد ذلك يظهر قرصه عند الأفق فتبدد أشعته الضئيلة مخاوف تلك الأهوال التي كان الليل يخفيها في جوفه وكانت الصحراء جرداء خالية إلا من بعض أشلاء منطرحة تحت أكفان من النور.

أما جنوص الذي كان العرق يتصبب من جسمه فقد فكر في الصعود فوق رابية هناك وهو يسائل نفسه: لم لا تنصب من مكانها أشباح أولئك الموتى وقد أخذت تحملق فيه. وهكذا أخذ جمودها أيضاً يرسل إلى قلبه عوامل الرعب فأغمض عينيه. وبينما هو في مكانه جامد شعر بحرارة تدب في قدمه اليسرى فانحنى ليتبين أمرها ولكنه رأى سلسالا رقيقا من الدم يعلو وينحدر بين الحصى، ولجريانه خرير ناعم لطيف.

وكان هذا السلسال يخرج من الظلام ويتلوى تحت أشعة القمر ليعود ثانية إلى الظلام، فكان كالثعبان الملطخ ببقع سود تتتابع كالحلقات بخفة وبلا انتهاء. وعندئذ تراجع إلى خلفه وقد تمردت أجفانه فلم يستطع إطباقها من هول ما رأى. أما السلسال فأخذ يتسع مجراه حتى استحال إلى جدول ثم إلى نهير ثم إلى سيل يسمع له وهو يجري صوت أصم وقد أخذ يقذف على جانبيه زبدا أحمر، وأخيرا استحال إلى نهر واسع يكتسح أمامه هذه الجثث.

ولكن كيف خرج كل هذا الدم الغزير من جروح أولئك الموتى حتى غمرهم؟ وعلى كل حال اضطر جنوص إلى التراجع أما تلك اللجة الصاخبة وقد غاب عن نظره الشاطئ البعيد، كأنما تلك المسافة المترامية الأطراف قد استحالت إلى بحيرة واسعة، حتى خطر له أن يفر لولا أنه وجد نفسه فجأة عند كوم من الصخور وأمواج الدم ترتطم بفخذيه، وكأنما الأشلاء التي يجرفها التيار أمامه تلعنه كلما أبصرت به في طريقها، وكأن كل جرح من جراحها فم يزدريه ويسخر من رعبه. أما البحر الزاخر فكان يعلو ويعلو حتى بلغ صدره، وعندئذ استجمع ما في نفسه من قوة وأخذ يتعلق بالفجوات التي بين الصخور حتى غاص إلى كتفيه والقمر الحزين الباهت ينظر كيف يبتلع هذا البحر أشعته كلما انعكست فيه، وكأن ظلمته ودويه يخرجان من فوهة هوة سحيقة.

- 2 -

ولما بزغ الفجر عاد إلبرج فأيقظ جنوص وكان قد ضل السبيل في الإحراج فغلبه النوم أيضاً عند شجرة حيث رأى من غريب المشاهد ما كانت صورها لا تزال عالقة بذهنه.

قال: رأيت كأن العالم لا يزال في طفولته والسماء تبتسم والأرض بكر تنبت فيها السنبلة وتنمو، حتى أن شجرة البلوط العالية عندنا لا تعد بجانبها شيئا. الأشجار الباسقة تملأ الفضاء بأوراقها العريضة التي لا يحصيها عد؛ والحياة تجري صافية في شرايين الكون؛ والماء عذب غزير حتى إذا أخذت الأشجار كفايتها منه سال بين أحشاء الصخور.

وكانت الآفاق تمتد ساكنة متشعبة، والطبيعة كالطفل يجثو عند الصباح ليحمد الله على نعمة النور وتمجده هي أيضاً بأريج الأزهار وتغريد الأطيار.

كنت أراها زاهية خصبة تفيض بخيراتها من غير ما نصب، والأشجار ذات الثمر تنمو وحدها، وسنابل القمح تكسو جوانب الطريق كما يكسوها الآن الشوك. وكنت أستنشق الهواء فلا أشعر بأن عرق ابن آدم أخذ يتصبب فيمتزج بأنفاس السماء، لأن الله كان يهيئ كل أسباب الحياة لخليقته.

كان الإنسان كالطير يعيش مما تخرجه له الطبيعة فيأكل من ثمارها، ويرتوي من أنهارها، وينام إذا دجا الليل تحت أشجارها حامدا الله؛ وقد عافت عيناه مرأى الدم، فظل طاهرا، ورفعته طهارته فوق جميع المخلوقات.

نعم كان الوئام سائدا بين الناس، والسلام خافقة رايته في كل مكان؛ حتى أن الطيور ما كانت لتحرك أجنحتها فزعا من الخوف، ولا كان البغي يدفع أحدا إلى الالتجاء للغايات والأحراج، كل له حصة من حرارة الشمس، والجميع أسرة واحدة شريعتها المحبة.

ولقد خيل إلي وأنا أمشي بين الناس أنني أصبحت أطهر وأقوى مما أنا عليه الآن؛ وكان صدري يستنشق طويلا نسيم تلك السماء البليل بعد أن كان يستنشق نسيم جونا الفاسد، فأشعر بنشوة الطفل وهو يصعد رويدا رويدا في الفضاء.

وبينما كانت هذه الأحلام تهزني انتقل خاطري إلى غابة فوقع بصري على رجلين يقطعان طريقا ضيقا تعانقت من فوقه غصون الأشجار، وكان أصغرهما متقدما على رفيقه ووجهه يفيض بالاطمئنان، ونظراته تداعب كل سنبلة تقع عليها عينه، وهو بين لحظة وأخرى يلتفت إلى زميله وعلى شفتيه ابتسامة صافية لم تكن غير ابتسامة أخ.

أما زميله فكان صامتا يرسل إليه وجهه المكفهر نظرات حارة ملؤها الحقد، وهو يتعثر كلما أسرع من خلفه كأنه يقتفي أثر فريسة فرت منه.

وعندئذ قطع فرعا من شجرة أخذ يسوي منه هراوة أخفاها تحت ثوبه، ثم اندفع وراء صديقه الذي وقف ينتظره وقد أخذ يقبله عندما اقترب منه كما يقبل الإنسان صديقه حميما طالت غيبته عنه.

وهكذا عاد إلى سيرهما وقد آذنت الشمس بالمغيب، والفتى مسرع وهو يبصر من بعيد خطا لطيفا أصفر عند سفح الجبل لم يكن غير تحية المساء ترسلها الشمس للطبيعية. أما صاحبه فظنه يتهرب منه، حتى إذا التفت إليه وعلى طرف لسانه كلمة حلوة أراد أن يستر غرضه بها كانت الهراوة على وجه ذلك المسكين فهشمته.

ولقد صادفت أول نقطة من دمه بعض الحشائش فنفضتها عنها إلى الأرض مرتاعة فامتصتها هذه وهي لا تقل ارتياعا منها؛

وقد خرج من بين أحشائها أنين مؤلم يحمل إلى السماء صوت سخطها ومقتها حيث طفح الرمل ذلك الشراب القاتل على صورة زبد خالطه دم.

وما كاد القتيل يصرخ من ألم الضربة حتى تشتت الخلائق هولا، وأخذت تهيم على وجهها في الأرض، وأقوياؤها في مفارق الطرق يصرعون الضعفاء منهم. وعندئذ أيقنت أن الكون قد بدأ فيه نذير الاضطراب والانحلال.

وهكذا استعرضت عيناي مناظر هذا الاعتداء المطرد، فكان الباشق يهوى على القبرة، وهذه على الذبابة، والذبابة على جروح القتلى؛ فلم يترك الفزع أحدا من الدودة إلى الأسد كأنما قد استحالت الخليقة إلى عقرب أخذت تعض ذنبها بفمها فغابت في ظلمة الفناء.

وعلى أثر ذلك انتابت الطبيعة هزة طويلة كسرت خط ذلك الأفق الصافي، وشوهت جمال الشفق بما اعترضه من السحب الحمراء.

وكذلك البحار أخذت تضطرب بين قصيف الأمواج وهزيم الرياح من خلال الأشجار وقد التوت سيقانها وأخذت تنفض عنها كل سنة حلة اوراقها.

- 3 -

وما كاد إلبرج ينتهي من حديثه حتى ظهر كليريان وهو يقول: لست أدري إذا كان ما سأقصه عليكم حلما أو حقيقة، لأن ما رأيت في نومي يكاد يكون حقيقة، ولأن الحقيقة من بعده تكاد تكون حلما.

رأيت كأنني في طريق يشق المسكونة على جانبيه المدن والأمم تقطعه مثلي، وهو مكسو ببلاط اسود انعقد فوقه دم كانت قدماي تنزلقان من فوق.

أما الناس فقد كان الآباء منهم يقتلون بناتهن ليكون من دمائهن قربان لله، فكانت تلك الرؤوس الفتية الجميلة تحز تحت مداهم وقد هرب لونها على أثر هذه القبلة التي كانت شفة الموت تضعها عند أعناقهن.

وفي مكان آخر كان العذارى يصن عفافهن بالانتحار جاعلات من القبور الكفن لبكور تهن.

وعلى مسافة من هذا المكان كنت أرى العشيقات تفيض أرواحهن تحت قبلات المحبين، هذه تنوح ثم تسقط جثة هامدة عند الشاطئ وعيناها تنظران إلى روحها وهي تصعد حاملة معها مهجتها، وتلك تتجرع كأس الموت على صدر رفيقها مطوقة عنقه بذراعيها تودعه الوداع الأبدي.

وكذلك كنت أرى من بين الناس من سئموا الحياة وملوها فودعوها لعل أرواحهم تذوق طعم النعيم في عالم آخر.

أينما كنت أذهب كان أثر أقدام الملوك مرسوما محفورا على ذلك البلاط القاني. . . فمنهم من كان يمشي على دم أخيه، ومنهم من كان يسير على دم شعبه، فتترك أقدامهم من خلفها أحرفا ناطقة: هنا مر ملك!

أما القساوسة فكانوا يخفون السيوف في مطاوي أثوابهم الكهنوتية وأصواتهم تعلن الحروب باسم الإنسانية وباسم الله.

كان العالم كله ثملا بخمرة البطش، يضرب كل منهم أخاه سيف ذي حدين، والأرض عطشى تكرع من الدم ولا ترتوي.

- 4 -

وعند ذلك صاح جنوص لقد هلت تباشير الصباح، ولكن طرق آذانهم صوت بوق بعيد لم يكن غير أمر للمتفرقين من الجند بالاجتماع تحت علمهم، فنهض الثلاثة حاملين أسلحتهم ثم ابتعدوا وهم يرسلون إلى موقدهم نظرة وداع أخيرة. غير انهم لمحوا رفيقهم الباقي مقبلا وقدماه معفرتان بالتراب فاستوقفهم يقص عليهم ما رآه:

قال: إنني أجهل من أين أتيت لأني كنت أعدو عدوا وكأن الأشجار لجزعها تعدوا مثلي حتى غلب علي سلطان النوم فنمت حيث رأيت نفسي فوق تل منفرد وقد كادت قدماي تحترقان من حرارة الشمس.

وبينما أنا أثب من صخرة إلى أخرى لمحت رجلا صاعدا نحوي وعلى رأسه تاج من الشوك وعلى كتفيه معطف ثقيل والعرق يتصبب من وجهه في حمرة الدم، وكانت حرارة الشمس قد أثرت في قدمي فأخذت في الصعود حيث أنتظره تحت كل شجرة فوق التل، حتى إذا اقترب مني وجدته يحمل صليبا ففرحت إذ بيده ملكا.

ولكن جنودا كانت تجد في أثره وهم يهددونه بحرابهم، حتى إذا ما أدركوه صلبوه فوق تلك الشجرة ودموعه تسيل وعلى شفتيه ابتسامة صفراء تنم عن مبلغ ما حل به من الحزن.

هالني هذا المشهد ولكنني رأيت الرجل عظيما في موته فتأكد لي أنه غير ملك. ولذلك أشفقت عليه وأنا أصيح بهم: اطعنوه في قلبه حتى لا يطول عذابه. وعندئذ وقفت حمامة على الصليب وأخذت تنوح ونبرات صوتها تصل إلى سمعي فتصورها لي عذراء لم تملك نفسها من البكاء وكأنها تقول: (ما لي أرى الدم قد صبغ اللهيب والفضاء والأشجار؟ وما لساقي تغوصان من تحتي في الرمل القاني، وما لجناحي حين لمسا هذه الأغصان صبغتهما الحمرة؟

لقد صادفت في طريقي رجلا صالحا فتبعته حتى اغتسلت في المنبع خرجت وثوبي طاهر نقي ولذلك كنت أقول لريشي: قر عينا فإنك فوق كتفي هذا الرجل لن تحمل هما ولن تدنسك آثام. أما اليوم فقد أصبح نشيدي:

نوحي يا حمامة وابكي ثوبك الذي لطخه دم من اتخذت حماك بين ثدييه. أنه جاء ليصون لك بياض ثوبك ولكنه تحت حكم أولئك القساة بلل ريشك بندى جروحه.

هاأنذا أنوح على ثوبي الملطخ فأين أجد أخاك أيها المسيح ليفتح لي طرف ثوبه فأحتمي فيه؟ ومن ذا الذي يغسل بعد الآن الذي صبغه دمك؟)

وكأن المصلوب كان يستمع لنواح تلك الحمامة وريح الموت تحرك جفنيه، وسكراته تلوي شفتيه؛ غير أن نظراته اتجهت فجأة إليها كأنها توجه إليها لطيف العتاب. ثم صرخ صرخة مالت عنده رأسه إلى صدره فذعرت الحمامة وفرت، وقد اغبر وجه السماء واهتزت الأرض، ثم أخذت تبتعد حتى اختفت في ثوب الظلام.

أما أنا فأخذت أعدو وقد بزغ الفجر واستيقظت الطبيعة باسمة من خلال ضباب الصباح، وقد اختفت زوابع الليل فعاد للسماء صفاؤها، وعادت للأشجار نضرتها؛ ولكن الطريق كانت لا تزال تكسو جانبيها الأشواك، ولا تزال ساكنة في فجواتها الزواحف التي كانت تقف في طريق سيري بالأمس. نعم إن دم المسيح جرى في شرايين الأرض القديمة من غير أن تعود إليها نضرتها الأولى.

على أن البوق لا يزال يسمع صوته من بعيد فصاح جنوص في رفاقه قائلا:

(ألم تشعروا يا أولادي بقسوة هذه المهنة؟ لقد أزعجتكم تلك الأشباح في نومكم كما أزعجتني مثلكم ساعات طويلة. إن لي الآن ثلاثين سنة لم أقضها في غير قتل بني جنسي حتى سئمت نفسي. وإنني أعرف أن هنالك أراضي واسعة في حاجة إلى سواعد ومحاريث، فهلا ترون أن نتذوق بعد ذلك طعم الخبز الذي يخرج من كدنا؟)

وعند ذلك صاحوا جميعا: نعم

ثم أخذوا يهيئون حفرة يدفنون فيها سلاحهم وبعد أن اغتسلوا في النهر اختفوا بين ثنايا الطريق.

م. خ