مجلة الرسالة/العدد 1/العالم النسائي
→ العلوم | تباشير الانقلاب العالم النسائي جميل صدقي الزهاوي |
الجمال والحب ← |
بتاريخ: 15 - 01 - 1933 |
تباشير الانقلاب
للشاعر الفيلسوف جميل صدقي الزهاوي
تحيي الرسالة صديقها الزهاوي بقصره الجديد من ضاحية بغداد تحية طيبة، وتعده بأن تعنى بدرس آثاره وتحليل أشعاره عناية ظاهرة، ثم تعاتبه في رقة ولطف على أن يختار لعددها الأول هذه القصيدة.
من بعد ما انتظرت حقابا ... ثارت فمزقت الحجابا
عربية عرفت أخيراً ... كيف تنبذ ما أرابا
كان الحجاب يسومها ... خسفاً ويرهقها عذابا
إن الألى قد أذنبوا ... هم صيّروه لها عقابا
وسيطلب التاريخ من ... ناس لها ظلموا حسابا
سألت لها حرية ... تغنى فما لقيت جواب
حتى إذا ما استيأست ... خرقت بأيديها النقابا
فرأت أمام سفورها ... للمجد أفنية رحابا
ذهبت كزوبعة لها ... صخب فأحمدت الذهابا
أحسنت يا ابنة يعرب ... صنعاً وأتبعت الصوابا
فلقد كفاك غضاضة ... ذاك الشقاء بما أصابا
ليس الجمود سوى خنو ... ع قد يجر لك التبابا
ان الحياة لتبتغي ... في عصرنا هذا انقلابا
ظهرت تباشير له ... تبني المنى منها قبابا
خوضي الى المجد الأثي ... ل - إذا أرديته - الصعابا
وتنكبي الوهد الذي ... يخفيك واطلبي الهضابا
أما العباب فانه ... ان حال فاقتحمي العبابا
الحق حقك فانشدي ... هـ في محاولة طلابا
وإذا أبوا فخذيه منه ... م في محاججة غلاب لا تعبئي أبداً بغر ... بان يواصلن النعابا
وذري من الدين القشو ... ر جميعها وخذي اللبابا
لا خير في ناس إذا ... أفحمتهم ولوا غضابا
عزووا الحجاب الى الكتا ... ب فليتهم قرأوا الكتابا!
ان التعصب مانع ... أن تبصر العين صوابا
ما عاش شعب نصفه ... قد شل من داء أصابا
الحق يزهق باطلا ... قد زين، والصدق الكذابا
ما كان خدرك غير سجن ... مظلم يولى اكتئابا
قولي إذا أخطأت ... أخطأ، أو أصبت لقد أصابا
أني لأرجو أن أرى ... التوقير في الفتيان دابا
وألوم من مردوا فلم ... يبغوا عن السفه اجتنابا
كم من خراف حين أد ... جي ليلها انقلبت ذئابا
لما رأت لحماً طري ... اً أبرزت ظفراً ونابا
ولرب فاتنة العيو ... ن لحاظها تحكي الحرابا
وترى خصائل شعرها ... فتخالها تبراً مذابا
زفت الى وحش فس ... لت في حيازته اكتئابا
وأجاعها شحاً ولم ... يحسب لجوعتها حسابا
هل ظن أن المرهق ... الغرثان يلتهم الترابا
ولقد غلى منها الأسى ... فتفجرت تبكي المصابا
ان الأسى أما غلى ... ليفجر الصم الصلابا
ونعاتب الأقدار لو ... يسمعن من أحد عتابا!
ولقد يخر الدمع ... محمراً فتحسبه شهابا
ذم الجهالة أنها ... ما أورثت الا خرابا
قالت ألا بعداً لمن ... سمع الدعاء وما أجابا
يا ماء أهلي أين أن ... ت فأنني أشكو اللهابا يا قبر (ليلى) أنت تحو ... ي فيك زنبقة كعابا
حيتك واكفة الحيا ... تهمي فتسكب انسكابا
كم مثلها من نسوة ... يرجين في الصبر الثوابا
يلوين من جور الرجا ... ل - وقد تبر من - الرقابا
أولست في وأد البنا ... ت من الرجال ترى العجابا
مالي رجاء في الشيو ... خ وإنما أرجو الشبابا
من كل وثاب إذا ... أغريته اقتحم الصعابا
الناس في الآراء يخ_تلفون بعداً واقترابا
بسم المنى لأقلهم ... خطأ وأكثرهم صوابا
أني أرحب بالألى ... بلد الرشيد بهن طابا
من سيدات للعرو ... بة جئن يرفعن القبابا
أوليننا النعم الرغا ... ب وما توخين الثوابا
بل خدمة الوطن العزيز ... بهن عن بعد أهابا
نعم سأشكرها ومن ... لا يشكر النعم الرغابا؟!
وكذلك تشكر كل أر ... ض - عضها الجدب - السحابا
يا (نور) هذا الحفل قد ... جازت بطولتك النصابا
لا تحسبي للمرجفين ... (ومن روى عنهم) حسابا!