مجلة البيان للبرقوقي/العدد 8/التربية الطبيعية
→ القصص والفكاهات | مجلة البيان للبرقوقي - العدد 8 التربية الطبيعية [[مؤلف:|]] |
العلوم والفنون ← |
بتاريخ: 15 - 5 - 1912 |
أو أميل القرن الثامن عشر
تأليف جان جاك روسو
وتعريب الأستاذ إبراهيم عبد القادر المازني (تابع)
أخته فإذا ضمها مجلس تجاذبا أطراف الكلام في أدب وظرف كأنهما غريبان لم ينتظم عقد اجتماعهما إلا الساعة. وإذا انتكث حبل الألفة بين أفراد الأسرة الواحدة ويبس الثرى بينهم وجفت موارد الصفاء ونضب معين الإخاء فليس بمستغرب أن ينصرف كل واحد عما ليس فيه لذاذة فيتدلى إلى ما هو أحط وأدنى ليسد ذلك النقص الذي يجده ويملأ ذلك الفراغ الذي يحسه. وهل في الناس من بلغت به البلادة والغباوة بحيث لا يفطن لصدق قولنا وصحة نظريتنا هذه؟
أما ذلك الأب الذي يجتزئ بأن يطعم بنيه ويكسوهم فلم ينهض إلا بثلث ما عليه لأن عليه أن يخرج للنوع رجالاً وللمجتمع رجالاً مدنيين (ذوي أميال مدنية) ولامته عمالاً حضريين. فأيما رجل لم يؤد هذا الدين وكان لا عسر عليه في الوفاء به فقد أرتكب جرماً لا مخرج له من عهدته ولا متبرأ له من تبعته وهو إذا أدى النصف فالذنب أشد والجرم أكبر لأن من لا يأنس في نفسه القدرة على الاستقلال بواجبات الأب فليس له أن يكون أباً وليس يبرئه من الملام على تفريطه في العناية ببنيه وتأديبهم رقة الحال أو كثرة المشاغل وأنت أيها القارئ أعرني جانب الثقة واعلم أن صاحب الضمير إذا ظهر بواجباته وتهاون بها فلا بد أن يأتي يوم يذوق فيه وبال تفريطه ويحتقب من تقصيره تبعة الندم ولات ساعة مندم.
قالوا وحسب الرجل منا أن يدفع ولده إلى مؤدب يقومه ما استطاع ويصلحه ما قدر وليس في ذلك كلفة أو عناء لأن أطبع الطين ما كان رطباً، وأعدل العود ما كان لدناً، وليس كل والد بقادر على تأديب ولده بل ربما كان غيره من الناس أقدر على تدارك الخلق الذميمة كلما نجمت وقذعها إذا هجمت قبل أن يظهر تضعيفها ويقوي ضعيفها. وهو قول ظاهره فيه الخير وباطنه من قبله الشر وليت شعري أيروم طالب ذلك شيئاً مما وأمراً سهلاً وكيف لنا بمن ينهض بذلك؟ وهل يستقل بمثل هذا العبء أجير!
ورب مستفسر يقول وهل لا سبيل إلى العثور برجل يغني غناء الوالد ويجزيء مجزأته وجوابي على هذا أني لا أدري ولعلنا جميعاً لا ندري إلى أي درجة من درجات الفضيلة ترتقي نفوس البشر. ولنفرض أنا وجدنا ضالتنا فإنه ينبغي أن تزن عمله الذي تند به لترى هل له غناء فيما تسنده إليه وكفاية فيما تقلده إياه. ولتعلم مبلغ الكفاية التي ينبغي أن تكون معه ليقوم بما تحمله. وأول ما يخطر لي في ذلك أن من يتدبر ما يكلفه المؤدب الذكي الأروع خليق أن يفطم نفسه عن طلبه ويزمها عن التماسه لأن أيسر مما يحاول من ذلك أن لا يزال يرافع نفسه ويخافضها حتى يصبح مؤدباً!
وأنك لو فكرت في ذلك الوالد الموسر الذي سها عن تربية ولده وزعم أن الشواغل صرفته عن تأديبه فبذل ماله للأجنبي وهو يحسب أنه سيتقدم فيما استكفاه من أموره واستحمله من واجباته ويظن أنه بماله يستطيع أن يشتري لأبنه رجلاً يسد مسده ويمضي مضاءه لرأيت رجلاً قد سد عليه الجهل منافذ النظر وقطع عليه التقليد وجهة الفكر وهو إنما اختار لأبنه خادماً يتبعه ويتوخى مرضاته في كل ما يقول ويفعل وليس من نتيجة لذلك إلا أن يصبح الولد مثله لأن عيوب الطفل معقودة بعيب مربيه.
ولقد قرأنا كثيراً مما كتبه الناس في صفات المؤدب الكفؤ ومناقبه وليس يجب في مذهبي أن تجتمع فيه خلال الفتوة والمروءة جميعها بل أن ألزم من ذلك عندي أن يكون من شرف النفس وإباء الطبع بحيث يأنف أن يبيع نفسه فإن من الأعمال ما هو أجل من أن يكون منها كسبنا ومعاشنا. وما لو جعلناه تجارة لكنا غير أهل له ومن ذلك عمل الجندي والمدرس. وإذ كان الأمر كذلك فإن خليقاً بك أن تتحول عن طلب مؤدب لبنيك يتولى تربيتهم ولقد قلت لك فيما أسلفت من الكلام أنك أحق من تولي ذلك وأقدر، فأما أنا وسواي فأين نقع من ذلك. فإن لم تستطع وكان الأمر من فوق إمكانك فإن الرأي عندي أن تستظهر بصديق تشد به أزرك وتشركه في أمرك.
ولقد طلب إليّ مرة رجل لا أعرف عنه سوى أنه من ذوي المراتب السنية والمنازل الملحوظة أن أؤدب ولداً له فرفعني بذلك وشرفني وأعلى مقامي غير أني أبيت عليه ذلك. ولقد كنت بالشكر أحق مني بالكفر، وكان الحمد على الإخلاص له أولى من الذم ولو أني أطعته ثم أخطأت وزغت عن وضح المحجة لما أفلحت في تربية ولده ولكانت النتيجة سوءاً. على أني لو نجحت لكانت شراً وأسوأ إذ لو صح تأديبي له لنبذ الولد ألقابه وأبى أن يكون أميراً
أني أعرف بواجب المدرس وأبصر بخطارة عمله من أن ألبي مثل هذه الدعوة وأن كانت من أمير كبير. ولأنا أشد إصراراً على العصيان ومضياً على الإباء إذا كان الداعي صديقاً لي. ولعل الناس إذا قرأوا كتابي هذا يكفون عن الإلحاف في مسألتي والاحتفال في عذلي ورجائي إلى من يحسبون أن في وسعهم حملي على الرضا بالهوادة والمهاونة أن لا يذيقوا أنفسهم مرارة الرد والرجوع بالخيبة. فأني أعلم بنفسي وأشد مناصحة لها ولئن جهلتها فكيف لي بمعرفة غيرها. ولقد اختبرت نفسي مرة والله يعلم أني ما حمدت مخبرها على أن فيما أزاول من عملي ما يظهر عني ما يلزمه الناس من اللوم وما كنت لأكلف نفسي إعلان ذلك العزم لولا أن في الناس من يتهم عزمي ولا يثق بصدقي.
ولذلك قد اعتزمت أن اتخذ لنفسي تلميذاً وهمياً لا وجود له وفرضت أن لي من السن ووفور العقل والرسوخ في العلم وغير ذلك من المواهب والملكات والأسباب وسائر ما يستعين به المرء ويتآدي به لتربيته حتى يبلغ كمال البنية والعقل وهذه الطريقة خير عندي لمن يخشى أن يتيه في شعاب البحث ويهيم في أودية الكلام. ليكون إذا آنس من نفسه جنوحاً عن الجدد قادراً على حبس نفس الكلام ورد جماح المقال. وسبيل ذلك أن يجرب الرأي في تلميذه لينظر من أين مجراه.
وأرى عدا ذلك خلافاً لما عليه الناس جميعاً أن يكون المؤدب في شرخ شبيبته وربيع عمره ولولا أن يقال مجنون مختلط لقلت ينبغي أن يكون صبياً كتلميذه ليكون له رفيقاً مؤانساً وليستريح كل إلى صاحبه ويسكن إليه لأن الطفل عادة لا يطمئن إلى شيخ ولا يأنس به أنسه بطفل مثله يسايره في أهوائه وملاهيه فإذا نشأت بين طفل وشيخ صحبة رأيتها جافة جامدة وقد يداجي الطفل صاحبه الشيخ ويتملق له ولكنه لا يميل إليه بالود أبدا.
وقالوا يشترط لنجاح المؤدب أن يكون قد عالج تأديب طفل آخر من قبل وهذا الشرط منهم يدخل في باب الإعجاز إذ حسب المؤدب أن يربي طفلاً واحداً على أن هذا الشرط لو كان لازماً لنجاحه وكان لا بد للمؤدب من تربية أثنين لما لما كان له حق في معالجة الأول منهما حتى يحتسب ما عند نفسه من لمقدرة بأن يمارس تأديب غيره أولاً! وأنت إن دخلت من هذا الباب فلن تصيب منه مخرجاً.
على أن هناك فرقاً كبيراً بين أن يتعهد الواحد منا غلاماً يافعاً أربع سنين وبين أن يتولى هدايته وإرشاده خمساً وعشرين. فقد جرت عادة الناس إذا شب أبناؤهم أن يدفعوهم إلى مؤدب يصحبهم في غدواتهم وروحاتهم ويوقفهم على شيء من العلوم وأنا لو استطعت لدفعتهم إليه ولما يولدوا. وحسبه أن يحملوا عنه علم الواجب الإنساني وهو علم واحد صحيح لا يتجزأ برغم ما أثر عن زينوفون في كلامه عن تربية الفرس. وعليه أن يكون أشد عناية بهدايتهم وأمر إرشادهم وتقويمهم منه بتلقينهم شيئاً من العلوم والمعارف الأخرى وعلى تلاميذه أن يستقروا ذلك من ذي نفوسهم ويستخرجوه باجتهاده.
وليس بالفقير حاجة إلى التربية فإن حالته الاجتماعية قد دفعته إلى نوع من أنواعها لا يستطيع أن يعدوه أو يتجاوزه بحال من الأحوال على أن تربية الطبيعة كفيلة بأن تعده لكل مراتب الاجتماع وحالاته وليس من الحزم أصالة الرأي أنه تربي الفقير ليكون غنياً ولا الغني ليصير فقيراً وأنك لو تأملت لوجدت عدد من يوقعون أنفسهم في مهاوي الخراب أكثروا أكبر ممن ينتقلون من الفقر إلى الغنى وهذا بالنسبة إلى عدد أفراد الطبقتين. فلنختر تلميذنا أميل من طائفة الأغنياء وليس يسوءني أنه من الشرفاء والوجهاء فلعلي أن أنقذه من مخالب الأوهام وأخلصه من حبائل الجهل.
وأميل فيما عدا ذلك يتيم، ذهب الموت بأمه وأبيه، فخلالي به الجو وخلاله بي، فليس له من أحد يقوم عليه سواي، ولا تجب عليه الطاعة إلا لي، فهو وإن كان يجل أبويه ويعظمهما غير أنه لا ينزل إلا على حكمي ولا يقعد إلا تحت أمري. ولست أسأله شرطاً غير ذلك.
وأني أضيف إلى هذا الشرط أمراً آخر يتفرع في الحقيقة عنه وينشعب منه وهو أن عري أخائنا لا انفصام لها واجتماعنا لا افتراق فيه اللهم إلا أن نشاء ذلك. وكذلك ينبغي أن يكون الطالب والأستاذ ليستريح كل إلى معاشره متى أيقن أنه مصاحبه على العلات. وليصبح كل شغل صاحبه وهمه. فأما إذا علما أن شملهما سوف ينصدع وضمهما لا بد منتشر انصرف كل واحد عن أخيه واشتغل عنه بنفسه وبالنظر في مستقبل حياته. وبذلك يثقل ظل اجتماعهما فيرى الطالب أن أستاذه رقيب عليه يحصي أنفاسه ولا يزال يتسقطه ويتتبع عثراته. ويرى الأستاذ أن تلميذه عبء ثقيل يحن إلى اليوم الذي فيه يطرحه ويلقيه وبالجملة تنقطع بينهما أسباب الثقة والود وإذا وقعت الوحشة نكب الأول عن طاعة الثاني وسها هذا عن رعاية ذاك.
وليس ينبغي للوالد أن يفضل بعض بنيه على بعض فإنهم جميعاً أبناؤه وعليه أن يوزع بينهم حبه وعنايته على السواء. وهم ودائع عنده القوى منهم والضعيف والجميل والقبيح والصحيح والمعتل ولسوف يسئل عن الوديعة من أودعها. والزواج عقد بين الرجل والطبيعة كما أنه عقد بين الرجل وزوجه.
وإن على من يحاول أن يستقل بما لم تكلفه الطبيعة أن يأخذ لذلك العدة ويهيء له الأسباب من قبل وإلا كان مسئولاً عما ليس له به يدان. فإن الذي يكلف نفسه تأديب طفل منسرق القوى مسلوب المُنّه مدنف الجسم يعتاض من وظيفة المؤدب وظيفة الظئر؟ لأن وقته يضيع في حياطة حياته والمحافظة عليها بدل أن يصرف في إرشاده وتسديده وتثقيفه وتقويمه. ثم أنا أخشى عليه إن مات الطفل أن تجيئه أمه عبرة باكية وتقبل عليه لائمة شاكية ولعله قد مد في عمره وأطاله وكلأه من الموت سنين عديدة.
ليس لي في الخوّار الهشيم حيلة ولو أنسأ الله في أجله حتى يبلغ به الثمانين. فإن مثل هذا لأخير فيه لنفسه ولا للناس. لأنه يظل حياته يرجف من الموت ويتحصن منه وراء الأطباء والصيادلة وما يغني الأطباء ولا الصيادلة. ولأن جسمه عقبه في سبيل تهذيب روحه وأي فائدة في العناية بمثل هذا فإذا فقدناه كانت الخسارة مضاعفة على المجتمع! كلا. فليقم رجل منكم غيري على هذا الضاوي الضعيف. وله مني الشكر على جميل صنعه ومعروفه وكيف لي أن أعلمه كيف يعيش ولا هم له إلا اتقاء الموت؟
ولا بد للجسم أن يكون ضليعاً مريراً ليقوى على النهوض بتكاليف الروح. فإن أحسن الخدم أشدهم أسراً وأوثقهم مُمرَّاً وأنت خبير أن الإلحاح على الشرب يهيج الإحساس ويثير العواطف ويسلب المُلِجَ قوته على مر الأيام وأن التعذيب والصيام يبلغان بالمرء إلى مثل ذلك والجسم إذا ألح عليه الضعف لج في العصيان وهو على العكس مطواع إذا تماسك واشتد. وكلما ضعفت الأجسام اشتد بالنفوس النزاع إلى الشهوات وطغى بها طلب اللذاذات. وأسوأ ما تكون هذه النفوس خلقاً إذا أعياها التماسها وأعجزها بلوغ مأربها منها.
وإذا تداعى الجسم فلا عجب أن تتضاءل الروح وتطمئن إلى الضعف وتخلد إلى الفتور وعلى ذلك قامت دولة الطب وملك الصيدلة وما علمت شيئاً أضر بالرجال من هذين ولست والله أدرى من أي داء يشفينا الأطباء وأني على هذا لأدري أنهم ينشرون فينا الجبن والخور وسرعة الاستنامة إلى كل قول والخوف من الموت. ولعمري لئن صح أنهم يصلحون الجسم بما يطبون فإنهم يقتلون الشجاعة ويفتكون بالبأس وما خير أجسام ميتة تغدو وتروح. إن حاجتنا إلى الرجال لا الأشباح وما عهدنا الأطباء عندهم ما نبغي ونريد.
وقد أصبح الطب (موده) وحق له أن يكون كذلك فإنه ملهاة النومة ومسلاة المتبطل لما لم يجد ما يعمله جعل يدافع وقته بالطب وهو يحسب أن ذلك يطيل عمره ويمد أجله. ولو ابتلى هؤلاء بالخلود لكانوا أتعس الناس وأشقاهم لأن الحياة وهي كل ما كانوا يحرصون عليه تصير إذ ذاك في مأمن من غوائل الموت فلا يكون لها عندهم قيمة أو ثمن. وأمثال هؤلاء في حاجة إلى الأطباء ليتوعدوهم كي يداجوهم ويراؤوهم وليذيقوهم في كل يوم ألذ ما يشتهون وأمتع ما يطلبون - أعني البعد من الموت!
فإذا كانت طلبتك الشجاعة الحقة والبأس الصادق فالتمسها حيث الأطباء غير موجودين وابغهما حيث الناس لا يعرفون ما الأمراض وما عواقبها ودر عليهما بين من لا يحفلون بالموت ولا يذكرونه. لأن الإنسان الفطري يعيش ويموت في سكينة كما تموت الأشجار. وإنما يهزم فؤاده وينسيه كيف يموت الأطباء بما يصفون والفلاسفة بما ينصحون والقسس بما يخوفون.
فائتني بتلميذ لا حاجة به إلى هؤلاء جميعاً إلا فأليك به عني فأني لا أحب أن يفسد عليّ غيري من أمره ما أصلح. وأطلق إلى أن أفعل به ما أشاء أو فدعني وأنظر غيري من الناس فهم كُثر فأني رأيت لوك وهو من تعرف تقول وكان قد أنفق على طلب الطلب بعض العمر لا ينبغي أن يطب للأطفال لا على سبيل الحيطة ولا فيما ينتابهم من العلل البسيطة وأنا أزيد على ذلك وأضيف إليه أني لما كنت لم استوصف طبيباً أبداً فكذلك لن استطب لتلميذي أميل: ألا أن تكون حياته في خطر ظاهر وما أحسبهم يقدرون إذ ذاك على أكثر من أن يقتلوه.
وخير علوم الطب عندي وانفعها قانون الصحة وما هو لو تدبرت إلا فضيلة لا علم فإن الاعتدال والعمل خير ما يتداوى به المرء لأن العمل يرهف من حد شهوته (يعني شهوة الطعام) والاعتدال يمنعه من أن يسيء بها إلى نفسه.
وما خلق الناس ليحتشدوا كالأغنام في مكان بل خلقوا ليتفرقوا في مناكب الأرض وينتشروا في نواحيها ويحرثوها ويستخرجوا خيراتها. وما تفسد الناس إلا من اكتظاظ البلاد بهم فإن أمراض الجسم والروح بعض نتائج الازدحام والإنسان أقل الحيوانات صبراً على الاحتشاد واطاقة للازدحام وأكثر ما يودي الموت بالناس إذا غص بهم مكان وامتلأت منهم ناحية والمدن فأعلم قبور النوع الإنساني وأجداثه وسكانها أسرع الناس فناءاً وفساداً وما زالت القرى هي التي تمد المدن بالصالح من أهلها وناسها. (متبوع)