مجلة البيان للبرقوقي/العدد 59/دي فاليرا والمفاوضات الإرلندية
→ اللورد كرزون | مجلة البيان للبرقوقي - العدد 59 دي فاليرا والمفاوضات الإرلندية [[مؤلف:|]] |
أمير كتسنه في ضيافة لندن ← |
بتاريخ: 31 - 12 - 1920 |
تدور الآن بين المستر لويد جورج ورئيس الجمهورية الايرلندية مستر دي فاليرا أكبر مفاوضات في تاريخ الإمبراطورية البريطانية بعد أن وقع كلا الفريقين عقد الهدنة فسافر الضباط الانجليز بالإجازة من أرلندا وكف جيش الجمهورية وأعوان الشن فين عن مهاجمة الوحدات الانجليزية وقد اشتغلت الجرائد الانجليزية بل وجرائد العالم اجمع بالكتابة في هذه المفاوضات وما ينتظر منها وقد رأينا أن ننشر صورة الزعيم الإرلندي بعد أن سبق أن نشرنا في أعداد البيان الماضية كلمات كثيرة عن الحركة الإرلندية وحزب الشن فين
ونحن وإن كنا لا نجاري معظم الجرائد الإنجليزية في تفاؤلها بنتيجة المفاوضات إلا أنه لا يسعنا إلا الإعجاب بحسن سياسة الإنجليز الذين قدموا الآن أيديهم لمصافحة (سفاكي الدماء) الذين طالما صرح رئيس الوزراء ومعه الشعب البريطاني أنه لن يضع يده في أيديهم.
ومما قالته مجلة النيشن أخيراً أنه ما دام الجنرال سمطس قد وضع يده في المحراث فهولن يتركه إلا إذا تعذر الاتفاق تعذراً تاماً من جانب الإرلنديين أو ظهر سوء النية من جانب الإنجليز. والمعروف الآن أن المستر لويد جورج أصبح يعتقد بضرورة السلم بل أنه لشديد الحماسة في الوصول إليه. أما مسيو دي فاليرا فيصفونه بالدقة وحسن التصرف. ومما يمتاز به من الصفات النادرة في أخلاق الزعماء. الشجاعة والأمانة، ويقول المطلعون على المفاوضات أنه يديرها بحنكة وتعقب ويشعر بثقل المسؤولية في الفشل.
يقول النظام الذهب لئيم، لأن الشيء ينجذب إلى شكله، والذهب عند اللثام أكثر منه عند الكرام. ومن كلامهم: المسيء لا يظن بالناس الأسوأ لأنه يراهم بعين طبعه: ز في هذا المعنى يقول المتنبي
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه ... وصدق ما يعتاده من توهم
ومن كلامهم: من دلائل العجز كثرة الإحالة على المقادير ومنه: استصلاح العدو أحزم من استهلاكه لأن استهلاكه ربما هيج أعظم من العداوة التي تستريح منها. ومنه: من طباع الملوك إنكارهم القبيح من غيرهم واحتماله إياه من أنفسهم. ومنه: لا تثق بمودة الملوك فإنهم يوحشونك من أنفسهم آنس ما كنت منهم. ومنه: انحطاط ألف من العلية أحمد عاقبة من ارتفاع واحد من السفلة. ومنه: من عمل ما يجب لقي ما يكره. . .