مجلة البيان للبرقوقي/العدد 58/النشيد المصري الوطني
→ الانسانية المجنونة | مجلة البيان للبرقوقي - العدد 58 النشيد المصري الوطني [[مؤلف:|]] |
حوال دول العرب ← |
بتاريخ: 30 - 11 - 1920 |
الاستاذ السيد مصطفى صادق الرافعي أشهر من أن ينبه عليه أو يدل على مكانته في الأدب العربي وبخاصة في أسلوبه المنفرد الذي يكاد يكون صورة من نفسه. فهو في أخلاقه أسلوب وحده من أين جئته رأيته مندمجاً متماسكاً جزلاً إلى الجد والدقة في كل شيء يعالجه حتى ليسرف على نفسه من حيث يكتفي غيره بأيسر النصب والتعب ولذا فهو قلما يخرج عملاً من أعماله إلا ظهر كل ذلك فيه واضحاً صريحاً وجاء به على الغاية.
وقد وفق توفيقاً تاماً في النشيد المصري الذي نحن بصدده والذي قدمه إلى لجنة الأغاني ثم استقل به وأذاعه وقدمته إلى الأمة جريدة الأخبار الغراء فكان له دوي بعيد وكتب عنه مالم يكتب عن كتب من الكتب ثم طبع على حدة في كراسة طارت نسخها ألوفاً ألوفاً ولم يكد يمضي على هذه الطبعة شهران حتى بدأت الطبعة الثانية التي ظهرت هذا الشهر.
ولقد ظفر هذا النشيد فوق ذلك كله بعدة ملحنين تناولوه وأذاعوه ثم كان لحنه الأخير الذي يعد وحده توفيقاً نادراً - هذا اللحن الذي وضعه نابغة الموسيقى الشرقية الاستاذ منصور عوض رئيس الجنة الفنية لنادي الموسيقى الشرقي. وهذه الطبعة الذانية ذات فاتحة تتلوها كلمة ثم مقدمة الطبعة الأولى ثم مقالة لرصيفنا الأستاذ أمين الرافعي بك ثم النشيد ثم مقالة للأستاذ الأديب حافظ عامر المحامي ثم مقالة للأستاذ الفاضل محمد صادق عنبر ثم كلمة بعنوان خير لجنة الأغاني وهو فصل مسهب لذاع يجدر بالأديب أن يتأمله ويعطيه حقه من النظر ثم فصل آخر في نقد نشيد أمير الشعراء أحمد شوقي بك الذي اختارته اللجنة ونشرناه في العدد الماضي من البيان.
وهذا النقد حاد جداً ولا يتسع المقام الآن لتفصيل الكلام في هذا النقد ولعلنا نفصله ونكتب رأينا في الأناشيد ظهرت ونخرج بذلك عما الترمناه مما لم يرض جانباً من القراء لا يزالون يتطلعون إلى غير ذلك منا غير أن الرافعي لم يترك لشوقي بك شيئاً من نشيده وكان يجمل به غير هذه الخطة ولعله كان يعدل بعد ذلك لولا لجنة ترقية الأغاني وسلوكها معه. وهذا هو نشيد الرافعي.
- * *
إلى العلا إلى العلا بني الوطن ... إلى العلا فتاة وفتي
إلى العلا في كل جيل وزمن ... فلن يموت مجدنا ك إلى الأمام للأمام للأمام ... يا مصر والهمة تدفع الهمام
لمصرنا عهد لمصرنا ذمام ... لمصرنا على بني الدنيا المنن
مصر العلوم والفنون من قدم ... أيام لم تثبت الدولة قدم
أيام علم غيرنا دمع ودم ... وما سوي توحش العالم فن
رسا أبو الهول ركبنا ... ربضة جبار على الأرض قبض
فالهول كل الهول منه لو نبض ... فهم فاستعدي فزلزل الزمن
إلى الأمام الخ
بعزم مصر غالب الدهر الهرم ... وشمس مصر تضرم الذكاضرم
ونبل مصر يملأ النفس كرم ... وخصب مصر ينبت الخلق الحسن
والصبر في المصرى صبر وجلد ... خلت خصوم أرضه وهو خلد
وما كمصر في البلاد من بلد ... ثراء للطاغي وللباغي كفن
إلى الأمام الخ
هيا اذن هيا اذن إلى العلا ... يا مصر لا نفسي ولا مالي ولا
أهلي ولكن أنت أنت أولا ... وأنت أنت كل سري والعلن
يا مصر كلنا لمجدك الفدا ... تقتلع الأنجم لو كانت عدى
فلن نراعي يا بلادي أبداً ... لا عاش من يروحه عليك ضن
ٍإلى الأمام الخ
لا الضعف يوهي عزمنا ولا الضجر ... خلق من الحديد أو من الحجر
هيهات ما الأطواد في قيد تجر ... فمن إذن يقيد الأحرار من
حرية البلاد عزة الأمم ... إن لم تنلها أمة عاشت
فدا النفوس حرة فدا الذمم ... فدا بلادي أنا روحاً وبدن
إلى الأمام الخ
إيماننا كنيسة ومسجداً ... دين اتحاد للبلاد وهدى
وكل ما في العمر يوماً وغداً ... وكل ما نملك للمجد ثمن
فلنحي في أعمالنا أجدادنا ... ولنحي في آمالنا أولادنا ولنحي مصريين مهما اعتادنا=ولنحي مصريين وليحى الوطن
- * *
نوتة النشيد الوطني المصري
هذه النوتة هي كما قلنا لحن شيخ الموسيقيين في مصر الأستاذ منصور عوض وقد لحن النشيد (مارشاً) على وزن موسيقى من أبدع الأوزان وأقواها وأدعاها للحماسة وربط لحنه بالنوتة الافرنجية وطبعت هذه النوتة على ورق فاخر وثمنها عشرون قرشاً وهي تطلب من مكتبة الهلال ومكتبة التأليف.