مجلة البيان للبرقوقي/العدد 56/باب الزراعة
→ غراميات ديزرائيلى | مجلة البيان للبرقوقي - العدد 56 باب الزراعة [[مؤلف:|]] |
تفاريق ← |
بتاريخ: 1 - 6 - 1920 |
حقائق في سقى القطن
حينما كان الري الصيفي أكثر بالروافع (الآلات) وكان من لا روافع عندهم يسقون أقطانهم على روافع جيرانهم بأجر كان اكثر ما يكون ذلك مسانهة وعلى أن يسقى القطن منذ زراعة البكيرة إلى مجيئ الفيضان تسع ريات تعطى في المواعيد الآتية بالتقريب
السقية الأولى في 20 فبراير وهي سقية الزراعة سقياً خفيفاً
السقية الثانية في 20 مارس وهي سقية المحاياة سقيا أشفاقاً أي خفيفاً جداً
السقية الثالثة في 15 إبريل سقيا خفيفاً
السقية الرابعة في 10 مايو سقيا متوسطاً
السقية الخامسة في أول يونيو يميل إلى الإشباع
وفي اثناء هذه الريات الخمس يعزق خمس عزقات الأولى بعد الزراعة وقد تعزق الثانية أيضاً بعدها وقبل المحاكاة وكلاهما عزقا خفيفاً والثانية منهما نسمى (ردة) - ثم عزقة بعد المحاياة عزقة متوسطة ثم عزقة بعد السقية الثالثة ثم عزقة بعد السقية الرابعة وهي العزقة الأخيرة.
السقية السادسة في 15 يونيو سقياً متوسطاً يميل إلى الإشباع
السقية السابعة في اول يوليو سقياً اشباعاً
السقية الثامنة في 15 يوليو سقيا اشباعا
السقية التاسعة في أول أغسطس سقيا اشباعاً
وقد تحرث خطوطه قبل السقية التاسعة حراثة تسمى تكتينا وفائدتها فتح التربة (بعد أن تكون بلطت من كثرة السقي) لقبول السقي الغزير.
وبعد السقية التاسعة يكون جاء شهر مسرى والفيضان فيمكن السقي سجا بالراحة ولكن لأن القطن يكون حينئذٍ قد استوفى حياته الزهرية فيمنع عنه السقي إلى أن يحنى أول جنيه ثم يسقى بعدها سقية غزيزة بحيث يرصد الماء فوق التربة نحو 24 ساعة فيتلو ذلك تناثر ورق القطن وتخصيب لوزه وإسراع انضاجه.
وكان البعض يسقيه أكثر من تسع سقيات بأن يقلل الفترة بين السقيات في شهري يونيو ويوليو - بؤنه وابيب - سيما في الأخير منهما فيجعلها 10 أيام خصوصاً في الأرض العلو وبالأخص إذا كانت صفراء خفيفة.
وكان أصحاب السواقي المعين يسقون أقطانهم سبما في الغيطان الصغيرة منذ نزول النقطة إلى قبيل الفيضان كل 8 أيام مرة ويتحرون اجراءها طرفي النهار وعامة الليل أي من بعد العصر فقبيل الضحى ويمتنعون عن سقيه أيام الحرارة الجافة وخصوصاً إذا كانت ظهرت عليه إمارات العطش لأن سقيه حينئذٍ يكون مفاجأة مضرة به فيتناثر وسواسه وزهره.
والخلاصة أن القطن بدء نموه يجب أن يكون سقيه خفيفاً وفي فترات متباعدة ثم لعد تنشئته وترسيخ جذوره يزاد سقيه زيادة تتناسب مع زيادة نموه وزيادة حرارة الجو إلى أن تتم حياته الزهرية.
والمعروف في العرف الزراعي أنه كلما كثر ري القطن في الصيف تطبيقاً للقواعد السابقة سيما في شهري بؤنه وابيب (يونيو ويوليو) كان ذلك أفعل في تكثير طرحه وتكبيره وتجويده وقد ألبدت التجارب الحديثة ذلك.
وفي الجهات البحرية التي تصرف صرفاً جيداً قد لا يمنع السقي أوائل الفيضان سيما في الغيطان التي لم يكن استوفي نباتها حياته الزهرية استيفاء مناسباً لإعطائه محصولاً كافياً سواء كان ذلك من تأخير زرعه وأضعف تربته وفلاحته وإذن يلزم سقيه مرة او مرتين سقياً خفيفاً متقارباً وفي اوقات الطراوة بشرط أن لا تزيد المدة بين السقية السابقة واللاحقة عن 10 - 12 يوماً وكذلك يعمل للقطن في الجهات الجنوبية وما صاقيها إذا لم يكن استوفى حياته الزهرية تماماً كما يحصل في الغيطان المتأخرة زراعتها أو التي ظمئت في الصيف ويجب أن يكون هذا الري النيلي والتربة سخية من أثر الرية السابقة وأن يحصل في اوقات الطراوة
أحمد الألفي