الرئيسيةبحث

مجلة البيان للبرقوقي/العدد 50/تفاريق

مجلة البيان للبرقوقي/العدد 50/تفاريق

بتاريخ: 1 - 9 - 1919


يقول العقلاء:

ـ إذا أردت أن تكون عظيماً فاعتن بصغائر الأمور.

ـ لا ينزعن أحدكم إلى الكسل فإنه مجلبة للشقاء.

ـ من أحسن عمله أحسن إليه عمله إن عاجلاً وإن آجلاً

ـ من بذل قصارى جهده فقد عمل كل شيء. ومن فعل دون ذلك لم يعلم شيئاً.

ـ ليكن اجتهادك في التقرب إلى من هم دونك أكثر من اجتهاد في التقرب إلى من هم أعلى منك.

ـ تأنيب الضمير دليل على الحياة الحقة.

انتحار الحيوان

هل حقيقي أن الحيوانات تتعمد الانتحار للتخلص من الحياة؟

بينما يجيب بعض العلماء على هذا السؤال بأنه خرافة لا معنى لها لأن تعمد الانتحار للتخلص من الحياة يدل على أنت المنتحر يعلم ماهية الموت ويدري عواقبه نجد آخرين يذهبون إلى أن الحيوانات التي قد تدفعها العوامل إلى قتل نفسها ويدلون في ذلك بالحجج والبراهين.

فمن ذلك ما حدث به رجل إنجليزي كبير يدعى المستر م. بريجز حيث قال:

في يوم من أيام مايو سنة 1902 كنت مقترباً من مدينة ويانه عائداً من بودابست على ظهر سفينة تجارية صغيرة، وبينا نحن نسير في قنال الدانوب أبصرنا رجلاً يسوق جوادين قد نال من أحدهما التعب وأخذ منه النصب كل مأخذ، ولكن السائق القاسي أخذ يجبر الجواد على متابعة السير بأن يضربه على أنفه ضرباً أليماً متبايناً حتى ضاق الحيوان المسكين ذرعاً وأفلت من جلاده هذا ورمى نفسه في الماء أمام الباخرة. وإني ككثير غيري ممن شاهدوا الحادثة أعتقد أن الجواد التعس ما زال واضعاً رأسه تحت الماء حتى غرق.

ومما يروى أيضاً أن غزالين تناطحا في جنينة الحيوانات بباريس تناطحاً عنيفاً هائلاً دام نحواً من نصف ساعة ثم انتهت المعركة بهزيمة أحدهما. . قال الحارس الذي رأى الحادثة رأي العين أنه دهش لما رأى الغزال المقهور وقد جرى إلى البركة ثم غمس رأسه الطين حتى مات كأنه آثر الموت على العار.

والأمثلة غير هذين عديدة كلها من الغرابة بحيث لا يكاد يصدقها إلا من رآها فإن صحت كان ذلك ولا شك تقدماً عظيماً في عواطف الحيوانات.

مدير الفرقة (مغضباً): لماذا تبتسم عندما تسمع حديث الموت؟

الممثل: إن العناء الذي نلاقيه ف هذه الأيام والأجور التي نتقاضاها منك تجعلني أعتقد أن الموت (أفكه) وسيلة للتخلص من الحياة.

- ما أشد عناد الأطفال، فقد ذهبت بولدي إلى المصور فجلس أمامه كئيباً لا يبتسم بالرغم من أنني نهيته عن ذلك وضربته ثلاث مرات فإنه ما زاد وجهه إلا كآبة وتقطيباً.

قال امرأة لزوجها وهما أمام قفص القردة في حديقة الحيوانات:

- انظر إلى هذا القرد ما أعظم مشابهته للإنسان.

فأجابها: حقاً إنه يشابهنا كثيراً.

الحيرة والارتباك

هما من أصعب العقبات التي تحول بين المرء وبين نجاحه وتقدمه في الحياة وفضلاً عن أنهما يسممان المخ وينهكان الأعصاب فإنه يستحيل على القوى العقلية إزاءهما أن تعجل بالانتظام المطلوب.

وما الحيرة والارتباك سوى أن يظل المرء يكرر الفكرة الواحدة المرة بعد المرة دون أن يصل إلى الحل المرضي أو النتيجة المقصودة، فإذا اعترض المصاب بهذا الداء شيء أحزنه مثلاً! وضعه نصب عينيه وجعل يتأمل فيه ويتأمل، غير مجتهد في إعمال الفكرة ليستنبط وسيلة تخرجه من المأزق الذي هو فيه. وبذلك تخيم على عقله الظلمة والجمود ويتسرب إلى نفسه اليأس والقنوط، وهذا ولا شك يضر الجسم جميعه أبلغ ضرر إذا استرسل المرء فيه.

على أنه في استطاعة الحائر المرتبك أن يشفي نفسه من هذه العلى الخبيثة وذلك المرض العضال، والسبيل إلى ذلك هو أن يريح المرء عقله فلا يجهده البتة في التفكير إذا رأى أنه غير مهتد إلى الطريق القويم وأن يقصي كل فكرة سيئة تحاول أن تتسرب إليه وأن لا يفتح أبواب مخه إلا إلى الخواطر العذبة الجميلة.

فمثلاً إذا أرادت فكرة مجنونة أن تتسرب إلى عقله فليطردها وليلفته إلى وجهة أخرى يرى منها العالم جميلاً مشرقاً.

  • *

الرجل (وقد أوشك أن يقوم القطار): يا أسطى! ألا يمكنك أن تسير أسرع من ذلك؟

سائق العربة: نعم يمكنني ولكنني لا أريد أن أسبق العربة.

  • *

هام غني كبير بممثلة غاية في الجمال، وفي ذات يوم بينما كانا يتجاذبان أطراف الحديث، طلبت الفتاة منه أن يخبرها كم عمره بالضبط، فلم يدر ماذا يقول وغير مجرى الكلام: وبعد أن انصرفت أخبر صديقاً له بما كان وقال له:

هل هناك عاب علي إذا أنا لم أطلعها على الحقيقة؟ فأنا أبلغ الآن 69 وأريد أو أوهمها بأن عمري 49 لا غير فما رأيك؟

فأجابه صديقه: رأيي أنك إذا كنت تريد منها أن ترضاك زوجاً فخير لك أن تخبرها أنا في التاسعة والثمانين.

  • *

كان فتى وفتاة يتحادثان فقال الأول أن في استطاعة الشاب أن يقبل أي فتاة سواء رضيت أم لم ترض. فعارضته صاحبته على ذلكن وطال الجدال والأخذ والرد في هذا الموضوع وأخيراً اتفقا على أن أحسن طريقة لحسم النزاع هو أن يجربا المسألة فعلاً فقاما إلى بعضهما وما هي إلا برهة وجيزة حتى انتصر الفتى وأخذ يقبل الفتاة تقبيلاً حاراً. ولما انتهى قامت الفتاة وقالت:

لقد أخذتني على غرة. . هيا بنا نجرب مرة أخرى!.

ٍ * *

لاحظ كثيرون ممن رأوا المسيو كليمانصو في مؤتمر الصلح أن له عادة لا يغيرها أبداً: وهي أنه يظل لابساً قفازاته أثناء الجلسات وإذا ما جلس على كرسي الرئاسة وضع يديه على المنضدة أمامه. وسواء أدامت الجلسة خمس دقائق أم خمس ساعات، فإنه لا يرفعهما.

  • * تنمو أظافر الأصابع بمعدل 1/ 32 من البوصة أو 0. 8 من الميلمتر في الأسبوع فإذا عاش المرء سبعين سنة تجددت أظافره نحو 186 مرة.
  • *

تكثر ولادة التوائم (جمع توأم) في الممالك الباردة أكثر منها في البلاد الحارة، وفي النساء بين الخامسة والعشرين والثلاثين أكثر من غيرهن.

  • *

رأى بخيلاً صديقاً له وقد فتح المروحة فتحة صغيرة جداً وصار يهوي بها على وجهه، فقال له لم ذلك فأجابه: إني بهذه الطريقة جعلت المروحة تعيش عشرين سنة للآن وستعيش مثلها إن شاء الله. فقال البخيل إن مروحتي عاشت ثلاثين سنة وستعيش مثلها مع إني فتحتها كلها:

ـ وكيف ذلك؟

ـ ذلك لأني أفتحها ثم أحرك وجهي أمامها ولا أحركها هي.

  • *

حمير تلبس البنطلونات

هل رأيت في حياتك حماراً يلبس بنطلوناً؟ أظن كلا، ولكنهم يقولون أنه منظر عادي في جزيرة صغيرة عند ساحل فرنسا تجاه حديقة روشل.

فأهالي هذه الجزيرة يشتغلون غالباً في المياه المالحة لاصطياد الحيوانات الصدفية مثل (أم الخلول) ولما كانوا يستخدمون الحمير لنقل ما يستخرجون جعلوا (البنطلونات الطويلة) لأرجلها يربطونها إلى ظهورها بواسطة حبال وذلك لوقاية الحيوانات المسكينة من التهابات الأملاح ولدغ البعوض ونوع من الذباب يضايق الحيوانات مضايقة شديدة فلا بد أن يكون منظرها جميلاً.

  • *

السيدة: من الغريب أن الخادمة غادرت المنزل ولم تترك لي كلمة واحدة.

صاحبتها: هذه أحسن بكثير من خادمتي لأنها غادرت المنزل ولم تترك لي ملعقة واحدة.

  • * - أصحيح أن دواء الدكتور فلان نافع مفيد؟

- نعم إن اتبعت ما كتب عليه بالظبط!

- وما ذلك؟

- تكون الزجاجة محكمة القفل دائماً.

  • *

قالت إحدى الأمهات الإفرنجيات لابنها الصغير قاصدة أن تؤثر فيه بالكلام اللين: إنك إن لم ترجع عن (شقاوتك) هذه فإنك توجع دماغي فأمرض فأموت ثم يحملونني في العربة إلى المقبرة، فأثرت هذه الكلمات في نفس الولد قليلاً ولكنه ما لبث أن ابتسم ابتسامة مكر وقال:

- هل تسمحين لي أن أركب بجانب العربجي؟

  • *

القطط في مصالح الحكومة

تخصص بعض الحكومات مبالغ ليست بالقليلة تنفق على القطط (المستخدمة) في مصالحها لحراسة الأوراق والسجلات من أن تعبث بها الفيران، فإنه لا يتكاد تخلو مصلحة من المصالح من قط (لإبعاد الفيران) كما هو العنوان الرسمي للوظيفة. بيد أنه بمصلحة البوستة بإنجلترا مثلاً (قلماً) كبيراً من القطط تقوم بخراسة الخطابات ليلاً وهم يهتمون أيما اهتمام بغذائها ومسكنها.

أما في فرنسا فإنهم يمرنون القطط على أعمال الحكومة خاصة فيرسلونعها أولاً في إحدى السفن الحربية حتى إذا ما أظهرت الكفاءة في العمل (عينت) في أحد المخازن.

بعض أسباب الطلاق عن الإفرنج

نسرد للشرقيين بعض الأسباب التي تدعو كثيراً من النساء الإفرنجيات إلى أن يقفن أمام القضاء يطلبن فصلهن من أزواجهن ونحن نؤكد للقراء أنها مستخرجة من سجلاتهم الرسمية. يقلن حفظهن الله:

- أنه لم يقدم لي هدي يوم عيد ميلادي.

- إنه يقول أن الكعك جامد (ثم تبكي وتنتحب) كالرصاص.

أإنه يكرر طول النهار نغمة واحدة وهي تي تم. . تي. تم - إنه يدعي أن له الحق في أن يدخن في السرير وقتما يشاء.

- إذا كان ولا بد أن أقول فإن اقتراحه بارد جداً.

- لقد تجاسر أن يقول أن كتشنر ارتقى لأنه كان عاقلاً لدرجة أن لم يتزوج.

  • *

الآذان الكبيرة البارزة تدل على أن لصاحبها ذوقاً في الموسيقى. وأما الآذان الصغيرة ذات الزوايا فتدل على أن صاحبها قاس سيء الخلق.

  • *

إبادة النمل

إذا أردت أن تتخلص من النمل ومضايقته فاغمس قطعة من الإسفنج في الماء ورش عليها شيئاً من السكر ثم ضعها في المكان الذي يكثر فيه النمل فإذا اجتمع عليها للدرجة الكافية فخذها وألق بها في ماء مغلي ثم كرر العملية.

  • *

الأب: ماذا تعلمت اليوم في المدرسة؟

الولد: عرفت كيف أتكلم أمام المعلم بدون أن أحرك شفتي.

  • *

كان مدير إحدى الشركات الإنجليزية للتأمين على الحياة يفاخر مدير إحدى شركات التأمين الأمريكية في سرعة إعطاء المبالغ المطلوبة منه فقال الأول:

ـ أننا بمجرد ما نعلم بموت أحد معاملينا نرسل تحويلاً مالياً على أهله فوراً.

فقال الأمريكي:

ـ هذا لا يعد شيئاً بالمرة. فقد كان لنا (زبون) يسكن الطابق الذي فوق مكتبنا في نيويورك. فاتفق يوماً أن هوى من النافذة، فأعطيناه التحويل أثناء مروره بنا.

  • *

كتب معلم حساب على (التختة) 92. 7 ولكي يري تلميذه تأثر ضرب هذا العدد في عشرة مسح الشرطة الإعشارية ثم التفت إلى أحد تلاميذه وقال:

المعلم: الآن أين الشرطة الإعشارية؟ فأجابه التلميذ بلا تردد: في البشاورة يا فندي.

  • *

ذهب ريفي إلى إحدى المدن الكبرى واستأجر غرة في نزل فخم. ولكنه قبل أن يغادر المكان سأل صاحب الفندق عن مواعيد الأكل فقال له:

عندنا الفطور من 6 إلى 11 والغذاء من 11 إلى 3 بعد الظهر والعشاء من 3 إلى 8 مساءً.

فدهش الريفي من ذلك وقال:

ـ إذن لن يكون لديّ وقت أشاهد فيه البلد وأقضي فيه أشغالي.

تمائم شاه العجم

إحداها سقطت من السماء

تحت هذا العنوان جاء في (مجلة بيرسن) ما تعريبه:

شاه العجم الشاب الذي زار إنجلترا وأوروبا لأول مرة في حياته، هو من أشد الناس اعتقاداً بالتمائم والتعاويذ. وأن في حيازته نحواً من مائتين منها. وأغلبها وراثي كان له شأن عظيم في تاريخ أسلافه وأجداده. وأنفس هذه التمائم هي قطعة مكعبة من الكهرمان معروف عنها أنها سقطت من السماء على النبي محمد (ﷺ) ولها خاصية أنها تحمي حاملها من كل مكروه وتبعد عنه الأذى والأخطار ولذا يعلقها الشاه على رقبته في أغلب الأوقات.

وعند الشاه نجمة من الذهب تجعل المجرمين والمتآمرين يقرون بذنوبهم ويعترفون.

وعنده أيضاً سيف به (ماسة) تجعل صاحبها لا يقهر ولا يغلب. . وعنده أيضاً خنجر له خاصية السيف السابق ولكن جلالة الشاه يعتقد أن فيه ميزة أخرى وهي أن الذي يقاتل به يلقى حتفه به أيضاً ولذا تجده موضوعاً في صندوق من خشب الصندل مقفل بكل عناية.

وأغرب ما في تمائم الشاه هو صندوق صغير مرصع بالجواهر يقال عنه أنه من أيام النبي وأنه قد بارك فيه. ويعتقد أن له القدرة في أن يجعل أعضاء الأسرة المالكة يختفون عن الأبصار إذا كانوا عزباً ولكن ليس هنالك ما يثبت أن أحدهم جرب قوة الصندوق من هذه الوجهة.

وعند الشاه أيضاً مجموعة جواهر وأحجار كريمة تعد من أثمن وأنفس المجموعات الموجودة في العالم بأسره منها درة على شكل الكمثرى تقدر بنحو 60000 جنيه وهي تكون جزءاً ن التاج الفارسي.

  • *

شرعت أمريكا في أن تستخدم الطيارات في أعمال البوليس وأنه لمن المحتمل جداً أن الحكومة هنالك ستضم قريباً أطولاً هوائياً صغيراً لقوة الشرطة الخيالة القائمة على حراسة الفلوات الشاسعة القارسة البرد الواقعة في الشمال الغربي. وبهذا تذلل كثيراً من المصاعب وتخفف كثيراً من المخاطر التي كانت تقوم في وجه أولئك الحراس البواسل.

ومما لا شك فيه أن فكرة وجود بوليس هوائي نافعة جليلة لاسيما في الممالك التي تحدث فيها الحوادث الفجائية في أماكن بعيدة نائية. ويضطر البوليس السري إلى أن يذهب إلى مكان الحادثة فيأخذ منها المعلومات المطلوبة ويرى آثار الجريمة بمجرد وقوعها. . ونحن نرجح أنه لا يمضي وقت طويل حتى نرى حكومات أخرى قد حذت هذا الحذو واتبعت هذا السبيل.

  • *

كان ولد يهودي صغير يلعب على شاطئ النهر فسقط في الماء وكاد أن يغرق لولا أن رآه رجل يحسن السباحة فنزل ونجاه بعد جهد جهيد. وبينا كان هذا الرجل يستريح من النصب الذي نال منه جراء هذا المجهود العظيم، إذ برجل جاء إليه وقال:

- أأنت الذي نجيت ولدي من الغرق فأجابه الرجل وهو يلهث تعباً: نهم أنا. فقال اليهودي: وأين برنيطته؟.

  • *

أرسل أحد أصحاب المحلات التجارية كاتباً له ليضع خطابين هامين في صندوق البريد بعد أن يلصق على أحدهما ورقة بوستة واحدة وعلى الثاني اثنتين. ولكن الكاتب قبل أن يرمي الخطابين في الصندوق رأى أنه عكس وضع الورق. فصحح الغلطة بحل ترآى له ثم انقلب راجعاً وقص على صاحب المحل ما كان من أمره. فقال له الرجل:

ـ إن هذين الخطابين من الأهمية بمكان فكيف تداركت الغلطة.

فأجابه الكاتب: المسألة بسيطة جداً: غيرت العناوين.

  • *

كان رجل وغلام يقطعان قطعة من الخشب بمنشار كبير ذي قبضتين فمر بهما رجل لم ير هذه الطريقة من قبل وبعد أن راقبهما وهما يهتزان بعنف كالمعتاد قال للرجل:

ألا تستحي يا رجل وأنت تحاول أن تأخذ المنشار من الولد الصغير؟.