مجلة البيان للبرقوقي/العدد 50/الذباب المنزلي
→ باب الزراعة | مجلة البيان للبرقوقي - العدد 50 الذباب المنزلي [[مؤلف:|]] |
تفاريق ← |
بتاريخ: 1 - 9 - 1919 |
يوجد الذباب المنزلي في جميع أنحاء الدنيا بقرب المساكن، ويضايقنا كثيراً وبخاصة في فصل الصيف حيث يتغذى بالعرق. وزيادة على ذلك أن الذباب ينقل إلينا جراثيم أمراض معدية كثيرة فهو أكبر الوسائط في نقل جراثيم الحمى التيفودية التي ينقلها نقلاً ميكانيكياً، إذ من المعلوم أن هذه الجراثيم توجد في براز المصابين. والذباب يتغذى بالبراز، فتعلق الجراثيم بأرجله وفمه، وعندما ينتقل ويقف على أي طعام يترك عليه هذه الجراثيم وبعد أن يأكلها السيء الحظ تظهر عليه أعراض المرض.
الذبابة حشرة صغيرة لونها أردوازي ورأسها أسود وتضع بيضها وسط القاذورات وأكوام الأسمدة وغيرها من المواد المتحللة حيوانية أو نباتية وبعد يوم أو اثنين يفقس البيض وتعيش اليرقات في الوسط المتقدم الذكر بشرط أن تكون به بعض الرطوبة، وبعد أسبوع أو أقل يتم نموها وتتحول إلى عذارى في المواضع نفسها، والعذراء بيضية تقريباً حمراء وبعد أربعة أيام أو خمسة تخرج منها الذبابة، ويتغذى الذباب بالمواد المتحللة السائلة وببراز الحيوانات والإنسان وكذلك بالمواد الصلبة كالسكر وذلك بكونها تنزل عليه لعابها فيذيبه ثم تمتص هذا الجزء السائل.
طرق المقامة: الذباب من أكثر الحشرات خطراً في نشر الأمراض المعدية وهذا زيادة عن مضايقته لنا فلذا يجب العمل على مقاومته بإعدام الوسط الذي يعيش فيه. (1) يفضل الذباب المواد المتحللة السائلة أو النصف سائلة ولذلك يجب تغطية أكوام السماء بطبقة جافة من الأرض ونثر قليل من الجير عليها. (2) بما أن انتشار الذباب بكثرة هو نتيجة عدم اتباع الطرق الصحية في القرى وغيرها يجب الامتناع عن التبول أو التبرز في الطرق حيث تكون معرضة للذباب بل يجب اتخاذ محال خاصة بعيدة عنه. (3) يجب ألا ترمى زبالة المنازل في الشوارع بل توضع في صناديق خاصة ذات أغطية إلى أن يأخذها الكناسون وليست صناديق الزبالة الموجودة الآن في شوارع القاهرة من غير أغطية. (4) تستعمل في المنازل مصائد للذباب منها ورق مغطى بطبقة لزجة يلتصق عليها الذباب عندما يلامسها وذلك لتقليل عدده في الحجر.
نعمان محمد أستاذ علم الحشرات في مدرسة الزراعة العليا