مقدمة | قواعد الإعراب/الباب الأول - في الجملة واحكامها وفيه اربع مسائل المؤلف: ابن هشام الأنصاري |
الباب الثاني: في الجار والمجرور |
﴿اعلم ﴾ أن اللفظ المفيد یسمّی كلاما وجملة وتعنى بالمفيد ما يحسن السّكوت عليه وانّ الجملة اعّم من الكلام فكل كلام جملة ولا ينعكس الا ترى ان نحو قام زيد من قولنا ان قام زيد قام عمرو يسمي جملة ولا يسمي كلاما لأنه لا يحسن السكوت عليه ثم الجملة تسمى اسمية ان بدئت باسم کزيدٌ قائمٌ وان زيدا قائم وهل زيد قائم وما زيد قائما وفعلية أن بدأت بفعل كقام زيد وهل قام زيد وزيدا ضربته ویا عبدالله لان التقدير ضربت زيدا ضربته وادعو عبدالله واذا قيل زيدٌ ابوه غلامه منطلق فريدٌ مبتدا اول وابوه مبتدأ ثان وغلامه مبتدأ ثالث ومنطلق خبر الثالث والثالث وخبره خبر الثاني والثاني وخبره خبر الأول ويسمي المجموع جمله كبرى وغلامه منطلق جملة صغرى وابوه غلامه منطلق جملة كبرى بالنسبة إلى غلامه منطلق وصغرى بالنسبة إلى زيد
في الجمل التي لها محل من الاعراب وهي سبع ﴿ احداها ﴾ به الواقعة خبرا وموضعها رفع في بابي المبتدأ وان نحو زيد قام ابوه وان زيدة ابوه قائم ونصب في باب كان وكاد نحو كانوا يظلون وما كادوا يفعلون ﴿ الثانية والثالثة ﴾ الواقعة حالا والواقعة مفعولا ومحلهما التصب فالحالية نحو وجاؤا اباهم عشاء يبكون والمفعولية تقع في ثلاثة مواضع محكية بالقول نحو قال اني عبدالله وتالية للفصول الاول في باب ظل نحو ظننت زيدا يقرأ وتالية للفعول الثاني في باب اعل نحو اعلت زيدا عمرا ابوه قائم و معلقا عنها العامل نحو لنعلم ان الحزبين احصی فلینظراتها ازكى طعاما ﴿ الرابعة ﴾ المضاف اليها ومحلها الحر نحو هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ويوم هم بارزون وكل جملة وقعت بعد از واذا وحيث ولا الوجودية عند من قال باسميتها فهي في موضع خفض باضافتهن اليها ﴿ الخامسة ﴾ الواقعة جوابا لشرط جازم ومحلها الجزم اذا كانت مقرونة بالفاء او باذا الفجائية اذا فالأولى نحو من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون ولهذا قرئ بجزم يذر عطفا على محل الجملة والثانية نحو وان تصبهم سيئة بما قدمت ايديهم هم يقنطون فاما نحوان قام اخوك قام عمرو فيحل الجزم محکوم به لالفعل وحده لا للجملة بأسرها وكذلك القول في فعل الشرط ولهذا تقول اذا عطفت عليه مضارها واعملت الاول نحوأن قام اخوك ويقعد قام عمرو فتجزم المعطوف قبل ان تكمل الجملة ﴿ السادسة ﴾ التابعة لمفرد کالجملة المتعوت بها ومحلها بحسب منعوتها فهي في موضع رفع في نحو من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ونصب في نحو واتقوا يوما ترجعون فيه وجرفي نحو ليوم لا ريب فيه ﴿ السابعة ﴾ التابعة لجملة لها محل نحو زيد قام ابوه وقعد اخوه جملة قام ابوه في موضع رفع لانها خير وكذلك جملة قعد اخوه لانها معطوفة عليها فلو قدرت العطف على الجملة الاسمية لم يكن للمعطوفة محل ولو قدرت الواو للحال كانت الجملة في موضع نصب وكانت قد مضمرة
في بيان الجمل التي لا محل لها من الأعرب وهي ايضا سبع ﴿ احداها ﴾ الابتدائية وتسمى المستأنفة ايضا نحو انا اعطيناك الكوثر ونحو ان العزة لله جميعا بعد ولا يحزنك قولهم وليست محكية بالقول الفساد المعنى ونحو لا يسمعون الى الملأ الأعلى بعد وحفظا من كل شيطان مارد وليست صفة للنكرة الفساد المعنى ومن لها قوله حتى ماء دخلة اشكل وعن الزجاج وان درستویه ان الجملة بعد حتى الابتدائية في موضع جر لحتي وخالفهما الجمهور لان حروف الجر لا تلق عن العمل ولوجوب کسر ان في نحو مرض زید حتى انهم لا يرجونه واذا دخل الجار على ان فتحت همزتها نحو ذلك بان الله هو الحق ﴿ الثانية ﴾ الواقعة صلة لاسم نحو جاءني الذي قام ابوه او لحرف نحوعجبت ماقت ای من قيامك وما قمت في موضع جرمن واما قمت وحدها فلا محل لها ﴿ الثالثة ﴾ المعترضة بين الشيئين نحو فلا اقسم مواقع النجوم الآية وذلك لان قوله تعالى انه لقران کریم جواب لا اقسم بمواقع النجوم وما بينهما اعتراض لا محل له وفي اناء هذا الاعتراض اعتراض آخر هو لو تعلون فانه معترض بين الموصوف وصفته وهيا قسم وعظيم ويجوز الاعتراض باكثر من جملة واحدة خلافا لابي على ﴿ الرابعة ﴾ التفسيرية وهي الكاشفة الحقيقة ما تليه نحو واسروا النجوى الذين ظلوا هل هذا الا بشر مثلكم جملة الاستفهام مفسرة لنجوى وقيل بدل منها و نحو مستهم البأساء والضراء فأنه تفسیر كمثل الذين خلوا وقيل حال من الذين انتهى ونحوكمثل آدم خلقه من تراب الاية خولة خلقه تفسیر لامثل ونحو تؤمنون بالله و رسوله بعد هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب الیم وقيل مستأنفة بمعنى آمنوا بدليل يغفر لكم بالحزم وعلى الاول هو جواب الاستقام تنزيلا لسبب السبب منزلة السبب اذ الدلاله سبب الامتنال انتهى وقال الشلويين التحقيق ان الجملة المفسرة بحسب ما تفسره فان كان له محل فهي كذلك والا فلا فالثاني نحو ضربته من نحو زيدا ضربته التقدير ضربت زيدا ضربته فلا عمل الجملة المقدرة لانها مستأنفة فكذاك تفسيرها والاول نحو ان كل شئ خلقناه بقدر التقدير انا خلقنا كل شئ خلقناه فخلقنا المذكورة مفسرة لخلقنا المقدرة وتلك في موضع رفع لانها خبر لان فكذلك المذكورة و من ذلك زيد الخبزیا كله فيا كله في موضع رفع لانها مفسرة الجملة المحذوفة وهي في محل الرفع على الخبرية" واستدل على ذلك بعضهم يقول الشاعر فمن نحن نؤمنه يبت وهو آمن به فظهر الجزم في الفعل المفسر للفعل المحذوف ﴿ الخامسة ﴾ الواقعة جوابا لقسم نحو انك لمن المرسلين بعد قوله تعالى يس والقرآن الحكيم قيل ومن هنا قال ثعلب لا يجوز زيد ليقومن لان الجملة المخبر بها لها محل وجواب القسم لا محل له ورد بقوله تعالى والذين آمنوا وعملوا الصالحات أنبوئنهم والجواب عما قاله ان التقدير والذين آمنوا وعملوا الصالحات اقسم بالله لثبوثنهم وكذا التقدير فيما أشبه ذلك فالخبر مجموع جملة القسم المقدرة وجملة الجواب المذكورة لا مجرد جملة الجواب في ﴿ السادسة ﴾ الواقعة جوايا لشرط غير جازم جواب اذواذا ولو ولولا او جازم ولم يقترن بالفاء ولا باذا نحوان جاءني اكرمته ﴿ السابعة ﴾ التابعة لما لاموضع له نحو قام زيد وقعد عمرو
الجملة الخبرية التي لم يسبقها ما يطلبها لزوما بعد النكرات الممضة صفات و بعد المعارف المحضة احوال وبعد غير المحضة منها محتملة لها مثال الواقعة صفة حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه فملة تقرؤه صفة لكتاب لانه تكرة محضة وقد مضت امثلة من ذلك في المسئلة الثانية ومثال الواقعة حالا نحو ولاتمتن تستكثر فملة تستكثر حال من الضمير المستتر في متن المقدر بانت لان الضمائر كلها معارف بل هي اعرف المعارف ومثال المحتملة للوجهين بعد النكرة نحو مررت برجل صالح يصلى فان شئت قدرت يصلى صفة ثانية لرجل لانه نكرة وان شئت قدرته حالامنه لانه قد قرب من المعرفة باختصاصه بالصفة ومثال المحتملة بعد المعرفة قوله تعالى كمثل الحمار يحمل اسفارا فان المراد بالحمار الجنس وذوا لتعريف الجنسي يقرب من النكرة فتحتمل الجملة من قوله تعالى يحمل اسفارا وجهين احدهما الحالية لان الحماربلفظ المعرفة و الثاني الصفة لانه كالنكرة في المعنى