→ باب استحباب التبشير والتهنئة بالخير | رياض الصالحين باب وداع الصاحب ووصيته عند فراقه لسفر المؤلف: يحيى النووي |
باب الإستخارة والمشاورة ← |
باب وداع الصاحب ووصيته عند فراقه لسفر وغيره والدعاء له وطلب الدعاء منه
قال اللَّه تعالى (البقرة 132، 133): {ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب: يا بني إن اللَّه اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون، أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا: نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلهاً واحداً، ونحن له مسلمون}.
وأما الأحاديث:
712- فمنها حديث زيد بن أرقم رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ- الذي سبق في باب إكرام أهل بيت رَسُول اللَّهِ ﷺ (انظر الحديث رقم 345) - قال: قام رَسُول اللَّهِ ﷺ فينا خطيباً فحمد اللَّه وأثنى عليه ووعظ وذكر، ثم قال: (أما بعد، ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رَسُول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب اللَّه فيه الهدى والنور؛ فخذوا بكتاب اللَّه واستمسكوا به) فحث على كتاب اللَّه ورغب فيه. ثم قال: (وأهل بيتي، أذكركم اللَّه في أهل بيتي) رَوَاهُ مُسلِمٌ. وقد سبق بطوله.
713- وعن أبي سليمان مالك بن الحويرث رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: أتينا رَسُول اللَّهِ ﷺ ونحن شَبَبَةٌ متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلة، وكان رَسُول اللَّهِ ﷺ رحيماً رفيقاً، فظن أنا قد اشتقنا أهلنا فسألنا عمن تركنا من أهلنا فأخبرناه. فقال: (ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم وعلموهم ومروهم وصلوا صلاة كذا في حين كذا وصلاة كذا في حين كذا، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
زاد البخاري في رواية له: (وصلوا كما رأيتموني أصلي)
قوله (رحيماً رفيقا) روي بفاء وقاف، وروي بقافين.
714- وعن عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: استأذنت النبي ﷺ في العمرة فأذن وقال: (لا تنسنا يا أخي من دعائك) فقال كلمة ما يسرني أن لي بها الدنيا. وفي رواية قال: (أشركنا يا أخي في دعائك) رواه أبو داود والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح. 715- وعن سالم بن عبد اللَّه بن عمر أن عبد اللَّه بن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ كان يقول للرجل إذا أراد سفراً: ادن مني حتى أودعك كما كان رَسُول اللَّهِ ﷺ يودعنا، فيقول: أستودع اللَّه دينك، وأمانتك وخواتيم عملك. رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.
716- وعن عبد اللَّه بن يزيد الخطمي الصحابي رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: كان رَسُول اللَّهِ ﷺ إذا أراد أن يودع الجيش يقول: (أستودع اللَّه دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم) حديث صحيح رواه أبو داود وغيره بإسناد صحيح.
717- وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: جاء رجل إلى النبيَّ ﷺ فقال: يا رَسُول اللَّهِ إني أريد سفراً فزودني. فقال: (زودك اللَّه التقوى) قال: زدني. قال: (وغفر ذنبك). قال: زدني. قال: (ويسر لك الخير حيثما كنت) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.