الرئيسيةبحث

رياض الصالحين/الصفحة الثانية والتسعون


باب الوعظ والأقتصاد فيه

قال اللَّه تعالى (النحل 125): {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة}.

699- وعن أبي وائل شقيق بن سلمة قال: كان ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ يذكرنا في كل خميس. فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن لوددت أنك ذكرتنا كل يوم. فقال: أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أملكم، وإني أتخولكم بالموعظة كما كان رَسُول اللَّهِ ﷺ يتخولنا بها مخافة السآمة علينا. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

(يتخولنا): يتعهدنا.

700- وعن أبي يقظان عمار بن ياسر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما قال سمعت رَسُول اللَّهِ ﷺ يقول: (إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مَئِنَّة من فقهه، فأطيلوا الصلاة وأقصروا الخطبة) رَوَاهُ مُسلِمٌ.

(مَئِنَّة) بميم مفتوحة، ثم همزة مكسورة، ثم نون مشددة أي: علامة دالة على فقهه.

701- وعن معاوية بن الحكم السلمي رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: (بينا أنا أصلي مع رَسُول اللَّهِ ﷺ إذ عطس رجل من القوم فقلت: يرحمك اللَّه. فرماني القوم بأبصارهم. فقلت: واثكل أُمِّيَاه! ما شأنكم تنظرون إلي فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم! فلما رأيتهم يصمتونني لكني سكت. فلما صلى رَسُول اللَّهِ ﷺ فبأبي هو وأمي ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه، فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني. قال: إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن، أو كما قال رَسُول اللَّهِ ﷺ. قلت: يا رَسُول اللَّهِ إني حديث عهد بجاهلية وقد جاء اللَّه بالإسلام، وإن منا رجالاً يأتون الكهان قال: فلا تأتهم) قلت: ومنا رجال يتطيرون قال: (ذلك شيء يجدونه في صدورهم فلا يَصُدَّنَّهُم) رَوَاهُ مُسلِمٌ.

(الثكل) بضم الثاء المثلثة: المصيبة والفجيعة.

(ما كهرني): أي ما نهرني.

702- وعن العرباض بن سارية رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: وعظنا رَسُول اللَّهِ ﷺ موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون.

وذكر الحديث وقد سبق بكماله في باب الأمر بالمحافظة على السنة (انظر الحديث رقم 157)، وذكرنا أن الترمذي قال أنه حديث حسن صحيح.