→ باب فضل السلام والأمر بإفشائه | رياض الصالحين باب كيفية السلام المؤلف: يحيى النووي |
باب آداب السلام ← |
باب كيفية السلام
يستحب أن يقول المبتدئ بالسلام: السلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته. فيأتي بضمير الجمع وإن كان المسلم عليه واحداً، ويقول المجيب: وعليكم السلام ورحمة اللَّه وبركاته. فيأتي بواو العطف في قوله: وعليكم.
851- وعن عمران بن الحصين رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: السلام عليكم. فرد عليه ثم جلس فقال النبي ﷺ: (عشر) ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة اللَّه. فرد عليه فجلس فقال: (عشرون) ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته. فرد عليه فجلس فقال: (ثلاثون) رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
852- وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت: قال لي رَسُول اللَّهِ ﷺ: (هذا جبريل يقرأ عليك السلام) قالت قلت: وعليه السلام ورحمة اللَّه وبركاته. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
وهكذا وقع في بعض روايات الصحيحين: (وبركاته) وفي بعضها بحذفها، وزيادة الثقة مقبولة.
853- وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي ﷺ كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثاً حتى تفهم عنه، وإذا أتى على قوم فسلم عليهم سلم عليهم ثلاثاً. رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
وهذا محمول على ما إذا كان الجمع كبيراً.
854- وعن المقداد رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ في حديثه الطويل قال: كنا نرفع للنبي ﷺ نصيبه من اللبن فيجيء من الليل فيسلم تسليماً لا يوقظ نائماً ويسمع اليقظان، فجاء النبي ﷺ فسلم كما كان يسلم. رَوَاهُ مُسلِمٌ.
855- وعن أسماء بنت يزيد رَضِيَ اللَّهُ عَنها أن رَسُول اللَّهِ ﷺ مر في المسجد يوماً وعصبة من النساء قعود فألوى بيده بالتسليم. رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
وهذا محمول على أنه ﷺ جمع بين اللفظ والإشارة. ويؤيده أن في رواية أبي داود: فسلم علينا.
856- وعن أبي جري الهجيمي رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: أتيت رَسُول اللَّهِ ﷺ فقلت: عليك السلام يا رَسُول اللَّهِ. قال: (لا تقل عليك السلام فإنه عليك السلام تحية الموتى) رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح. وقد سبق بطوله (انظر الحديث رقم 796 في باب صفة طول القميص والكم والإزار).