الرئيسيةبحث

رياض الصالحين/الصفحة 118

رياض الصالحين باب استحباب الثوب الأبيض وجواز الأحمر والأخضر والأصفر والأسود
المؤلف: يحيى النووي


باب استحباب الثوب الأبيض وجواز الأحمر والأخضر والأصفر والأسود وجوازه من قطن وكتان وشعر وصوف وغيرها إلا الحرير

قال اللَّه تعالى (الأعراف 26): {يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوآتكم وريشاً، ولباس التقوى ذلك خير}.

وقال تعالى (النحل 81): {وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم}.

779- وعن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما أن رَسُول اللَّهِ ﷺ قال: (البسوا من ثيابكم البياض فإنها من خير ثيابكم، وكفنوا فيها موتاكم) رواه أبو داود والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.

780- وعن سمرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ ﷺ: (البسوا البياض فإنها أطهر وأطيب، وكفنوا فيها موتاكم) رواه النسائي والحاكم وقال حديث صحيح.

781- وعن البراء رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: كان رَسُول اللَّهِ ﷺ مربوعاً، ولقد رأيته في حلة حمراء ما رأيت شيئاً قط أحسن منه. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

782- وعن أبي جحيفة وهب بن عبد اللَّه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: رأيت النبي ﷺ بمكة وهو بالأبطح في قبة له حمراء من أدم، فخرج بلال بوضوئه فمن ناضح ونائل، فخرج النبي ﷺ وعليه حلة حمراء كأني أنظر إلى بياض ساقيه، فتوضأ وأذن بلال، فجعلت أتتبع فاه ههنا وههنا يقول يميناً وشمالاً: حي على الصلاة حي على الفلاح، ثم ركزت له عَنَزَةٌ فتقدم فصلى يمر بين يديه الكلب والحمار لا يُمْنَعُ. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

(العَنَزَة) بفتح النون: نحو العكازة.

783- وعن أبي رمثة رفاعة التيمي رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: رأيت رَسُول اللَّهِ ﷺ وعليه ثوبان أخضران. رواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح.

784- وعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ ﷺ دخل يوم فتح مكة وعليه عمامة سوداء. رَوَاهُ مُسلِمٌ.

785- وعن أبي سعيد عمرو بن حريث رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: كأني أنظر إلى رَسُول اللَّهِ ﷺ وعليه عمامة سوداء قد أرخى طرفيها بين كتفيه. رَوَاهُ مُسلِمٌ.

وفي رواية له أن رَسُول اللَّهِ ﷺ خطب الناس وعليه عمامة سوداء.

786- وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت: كفن رَسُول اللَّهِ ﷺ في ثلاثة أثواب بيض سحولية من كرسف، ليس فيها قميص ولا عمامة. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

(السحولية) بفتح السين وضمها وضم الحاء المهملتين: ثياب تنسب إلى سحول: قرية باليمن.

و (الكرسف): القطن.

787- وعنها رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت: خرج رَسُول اللَّهِ ﷺ ذات غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود. رَوَاهُ مُسلِمٌ.

(المرط) بكسر الميم: وهو كساء

و (المرحل) بالحاء المهملة: هو الذي فيه صورة رحال الإبل وهي: الأكوار.

788- وعن المغيرة بن شعبة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: كنت مع النبي ﷺ ذات ليلة في مسير. فقال لي: (أمعك ماء ) قلت: نعم. فنزل عن راحلته فمشى حتى توارى في سواد الليل ثم جاء، فأفرغت عليه من الإداوة فغسل وجهه، وعليه جبه من صوف فلم يستطع أن يخرج ذراعيه منها حتى أخرجهما من أسفل الجبة، فغسل ذراعيه، ومسح برأسه ثم أهويت لأنزع خفيه فقال: (دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين) ومسح عليهما. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

وفي رواية: وعليه جبه شامية ضيقة الكمين.

وفي رواية: أن هذه القضية كانت في غزوة تبوك.