الرئيسيةبحث

رسالة عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة بن الجراح

رسالة عمر بن الخطاب الأولى إلى عبيدة بن الجراح بخصوص عزل خالد:

الرسالة

سلام عليك، فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد،

فإن أبا بكر الصديق خليفة رسول الله قد توفي، فإنا لله وإنا إليه راجعون, ورحمة الله وبركاته على أبي بكر الصديق العامل بالحق والآمر بالقسط والآخذ بالعرف اللين الستير الوادع السهل القريب الحكيم, ونحتسب مصيبتنا فيه ومصيبة المسلمين عامة عند الله تعالى.

وإنا نرغب إلى الله في العصمة بالتقى في مرحمته من كل معصية، والعمل بطاعته ما أحيانَا والحلول في جنته إذا توفّانا فإنه على كل شيء قدير. وقد بلغنا حصاركم لأهل دمشق، وقد وليتك جماعة المسلمين فابثث سراياك في نواحي أهل حمص ودمشق وما سواها من أرض الشام وانظر في ذلك برأيك ومن حضرك من المسلمين. ولا يحملنَّك قولي هذا على أن تغري عسكرك فيطمع فيك عدوك ولكن من استغنيت عنه فسيره ومن احتجت إليه في حصارك فاحتبسه، وليكن فيمن تحتبس خالد الوليد فإنه لا غنى بك عنه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الحوار الذي تلاها

دعى أبو عبيدة معاذ بن جبل بعد أن قرأت عليه الرسالة، وأقرأه إيَّاها هو أيضاً، فقال معاذ لمولى عمر يرفأ - الذي كان قد أوصلها إليه -: رحمة الله ورضوانه على أبو بكر، وَبْح غيرك، ما فعل المسلمون؟

قال يرفأ: استخلفَ أبو بكر رحمة الله عليه عمر بن الخطاب.

فقال معاذ بن جبل: الحمد لله، وُفِّقُوا وأصَابُوا.

وقال أبو عبيدة: ما منعني عن مسألته منذ قرأتُ الكتابَ إلا مخافةُ أن يستقبلني فيُخبَرَني أن الوالي غير عمر!

فقال يرفأ: يا أبا عبيدة، إنَّ عمر يقول لك أخبِرني عن حال الناس، وعن خالد بن الوليد أيُّ رجل هو؟ وأخبِرني عن يزيد بن أبي سفيان، وعن عمرو بن العاص، وكيف هما في حالهما وهيأتهما ونصحهما للمسلمين؟

قال أبو عبيدة: أما خالد فخير أمير أنصحه لأهل الإسلا، وأحسنه نظراً لهم وأشده على عدوهم من الكفار، فجزاه الله عنهم خيراً. ويزيد وعمرو في نصحهما وحدّهما ونظرهما للمسلمين وشفقتهما عليهم كما يحب عمر أن يكونا عليه وكما أحب.

قال يرفأ: فأخبرني عن أخويك سعيد بن زيد ومعاذ بن جبل؟

قال: هُما كما عهدتَّ إلا أن يكون السنُّ زادهما في الدنيا زهداً وفي الآخرة رغبة.

ثم قام يرفأ لينصرف، فقال أبو عبيدة: سبحان الله، انتظر نكتب معك. فحمَّله رسالة أبي عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل إلى عمر بن الخطاب.