الباب الرابع | رجوع الشيخ إلى صباه الباب الخامس فيما يجب أن يستعمل بعد الجماع المؤلف: ابن كمال باشا |
الباب السادس |
وذلك أن ضرر الجماع الكثير قد يحدث إذا أسرف فيه مع سوء التدبير لنقصان جوهر الروح الحيواني ويتبع ذلك ضعف القلب والخفقان وظلمة الحواس وسقوط القوه والغشى وجميع أمراض العصب وذلك يحدث على وجهين أحدهما غلبه البرد على مزاج الإنسان لنقصان الحرارة الغريزية وعلامة ذلك صغر النبض وتفاوته وبطؤه وأن يجد الإنسان برداً في الأعضاء والعضل وأطراف الأعصاب وتقلصاً في منشأ العصب وألماً في الرأس والعنق وثقلاً، والثاني تغير المزاج إلى الحرارة وسوء البنية والدق وعلامة ذلك تواتر النبض مع السرعة وأن يجد الإنسان التهابا بعد سكون حركة الجماع وكرباً واستثقالا عقيب الطعام وتدارك خطا من غلب عليه البرد أن يسقى الشراب الريحاني بعد أن يغذى بماء اللحم المدقوق الذي قد طبخ حتى وجد فيه طعم اللحم مضروباً بصفرة البيض مصلحاً بالأفاويه الحارة كالدارصينى والشقاقل والقرنفل ويشم رائحة المسك ويستعمل من دواء المسك المعروف ويكثر من الحمص ممزوجاً بالشراب ويستحم بالماء الحار ويمرخ بدهن البابونج والورد والمصطكا بعد أن يذاب الجميع، وإن كانت المعدة قويه استعمل البصل المشوي والسلجم والجزر إذا شويا ويستعمل النوم والراحة بعد استيفاء الطعام وأما من مال به المزاج إلى نوع الدق فإنه يحتاج إلى استعمال الأشياء المطفئة التي ترد عوض ما تحلل من المنى وذلك مثل القرع الذي أصلح مع البيض واللبن الحلو والكشك المصلح مع الحمص ومخاخ الدجاج والديوك والمك المشوي وهو حار معتدل وحلواء السكر معدله بالخشخاش واللوز المقشور ويشرب فوقه مرق اللحم اللطيف مع ماء التفاح ويستعمل اللوز مع شئ يسير من خولنجان فإن له خاصية في هذا الباب فأما تدارك من ترك الجماع وهجره وكان معتاد له استعمال الجماع فالمبادرة إليه أن اتفق وإلا فليستعمل هذا الدواء المبارك، يؤخذ بزر الفنجنكتث وبزر السذاب مع السكر لمن كان مزاجه بارداً ويستعمل ذلك يوماً على الريق ويلازمه أنواعاً عديده وأما من كتان مزاجه حاراً فبرز البقله الحمقاء وبرز الخشخاش مستحلباً مع شراب الصندل والرمان وأقراص الكافور وإستعمال الأغذية الحامضة والمخللات وجميع الفواكه الحامضه كالرمان والأجاس ومايشاكل ذلك ويشد قطعة أسرب على القطن ويهجر اللحم في أكثر الأغذية وأما تدارك خطأ من إستعمله على الجوع والخلو من الغذاء فيكون تدبيره كثيراً كتدبير من أسرف في الجماع وأن يتغذى بماء اللحم المطبوخ من غير دق ويطبخ معه الحمص ويستعمل الشراب الريحاني وأما تدارك ضرر الجماع على الإمتلاء فإنه يحدث القولنج فينبغي أن ينظران كان الغذاء إلى الرقة والفساد واللين فليصبر عليه حتى ينحدر ويبرز ويشرب بعد ذلك ماء الحمص المطبوخ ممزوجاً بشئ من الشراب فإن كفى وإلا فليستعمل الكندر ويشرب نقيع الحمص والجلاب مع شئ من اليانسون والمصطكا وإن كان الغذاء مماثلاً إلى النفخ والرياح والإنتقال ووجد عنده نخس وألم في بعض الأمعاء ونواحى الأعضاء فليشرب الكمون فإن إعتقل الطبع زاق بخيار شنبر محلولا بماء قد طبخ فيه السبستان والزبيب المنزوع العجم وبرز الخبارى والخطمى وأصل السوس بعد أن يصفى على شئ من الترنجبين ومذاب العسل ونصف درهم تربد وأما تدارك خطا من جامع بعد الفصد فإن يستعمل من اللحم الذي قد جعل معه شئ من دهن الخروع والسذاب وصفار البيض النيمبرشت مع حبه مسك ويطبخ التفاح واللحم بالشراب بعد أن يعرق اللحم بالبصل والحمص ويستعمل أدمغة الديوك بعد أن تسمط بالماء الحار وتعرق الرؤوس بدهن الآس ودهن الورود وشحم البط وأما تدارك ضرر الجماع مع الصداع فهو أن يضمد الرأس بلعاب بزر الكتان مع الجلاب وأما تدارك ضرر الجماع مع الرمد فهو أن يقطر في العين ماء الكسفرة الرطبة مع بياض البيض وينام العليل مستلقياً يبرد الرأس بالصندل ولعاب بزر قطونا وأما تدارك ضررالجماع لمن به وجع المفاصل فينبغي لمن إعتراه ذلك أن يضمد المفاصل المتألمه ببرز قطونا مع الخطمى والماميثا ويشد المفصل المستقل إن كان الألم في العضو العالى إن كان في الأسفل واليمنى لليسرى وإن كان في المفاصل جميعها فليستعمل القئ ويدهن الدماغ بدهن الآس مخلوطاً بدهن بابونج وأما تدارك ضرر الجماع لأصحاب الأمزجة الرطبة فبأن تمرخ أعضاؤهم بدهن القسط والجندبادستر ويستعملو ماء اللحم القوى ممزوجاً بالشراب الصرف القوى ويكثر من الاستحمام وأكل الجوارشات وشحم المسك والعنبر دائماً وأما تدارك ضرر الجماع لصاحب المزاج الحار فهو بإستعمال اللبن الحليب مع العسل اليسير وملازمة الرفاهيه والدعة وأما تدارك ضرر الجماع لصاحب المزاج الرطب فيكون بإستعمال الجوارش الأترجى ومعجون الفلاسفه والتغذى بالقلايا والمطبخات المطجنات والذبول أن يشرب قدحاً من ماء العسل بقليل يومياً فإنه غاية في تقوية البدن بعد الجماع وقال جبريل بن بختيوشع ينبغي لكل من فرغ من الجماع أن يشرب عقيبه قدحاً من ماء العسل فإنه يرد ماء الصلب إلى حالته