بكيت أسى ً لورد عنك البكا حتفا
بكيت أسى ً لورد عنك البكا حتفا المؤلف: ابن معصوم المدني |
بكيت أسى ً لورد عنك البكا حتفا
وأعولتُ وجداً لو شَفت عَوْلة ٌ لَهفا
أغالبُ فيكَ الوجدَ والوجدُ غالبٌ
وأيد اصطباري لم يزل واهياً ضعفا
وهل لامرىء ٍ أودى الردى بجنانه
عزاءٌ وكفُّ الدَّهر جذَّت له كفَّا
لك الله من يمنى طوتها يد البلى
وعينٍ رمت عين الردى نحوها طرفا
ودوحة مجد بالمعالي وريقة
ألمَّت بها الأقدارُ حتى ذَوت عَصفا
وشمسِ عُلاً بالمكرُمات منيرة ً
أتاحت لها الأيَّامُ من خطبها كَسْفا
وذاتِ حجابٍ بالعوالي منيعة ٍ
يمدُّ عليها المجدُ من صَونها سَقفا
نعاني لها النَّاعونَ حُزنا وإنَّما
سَقاني بها الناعونَ كأسَ الأسى صِرفا
أأختي إن أمسيت رهن مقابرٍ
فقلبي قد أمسى على حزنه وقفا
تكاثرني الأشجان فيك وانما
تكاثر مضنى شفَ بالوجد أو أشفى
لئن كان أخفى القلب يوماًتجملاً
جَواهُ فقد أبدى لرزئِكِ ما أخفى
ولي كربة قد باين الصبر لهفها
فها أنا أنزو في حبائِلها رَجْفا
أبيتُ بهاجا في المبيتِ وقد ورَتْ
بجنبي نار من جناني لا تطفا
أرواح ما بين اليدين على الحشا
وأُسبلُ من جَفني لها مَدْمعاً وَكْفا
ولو وعيت أذناك كثر تأوهي
عَلمت إخائي ما أبرَّ وما أصفى
وكم عبرة ٍ لا تملكُ العينُ ردَّها
وجأت بها مقروح جفني إذ أغفى
وزفرة وجدٍ رمت بالصبر كظمها
فما كدتُ حتى أعْقَبتني الأسى ضِعفا
فللَّهِ دهرٌ لا تزال صروفُه
إذا ما نقضى صرفٌ أتاحت لنا صرفا
علي لأصناف الرزايا تناوبٌ
أساور منها كل آوانة ٍ صنفا
أفي كلِّ عامٍ لي قريبٌ يَروعُني
برُزءٍ وإلفُ يُخلفُ الحزنَ لي ألْفا
إلى الله أشكوها نوائبَ جمة ً
وصرف زمانٍ لا أطيق له صرفا
كذاكَ خطوبُ الدَّهر تعدُو على الورى
فكم أسبلت طرفاً وكم سلبت طرفا
وكم أنزلَتْ من شامخ المجدِ ماجداً
تَشيد له العلياءُ من عزِّهِ كهفا
إذا رام أمراً هزَّ أسمرَ عاسلاً
وإن سئل المعروف هز له عطفا
أناخَت عليه لم تراقب له عُلاً
فألوت به خسفاً وأزرت به عسفا
ولم ترع إذ أمته جرداء سابحاً
وأجردَ يحموماً وناجية ً حَرفا
وكم قد سَبت من مَعقِل العزِّ حُرَّة ً
تود الثريا أن تكون لها شنفا
تخطَّت إليها مُرهفاتٍ بواتراً
وخطية ً سمراً وماذية زغفا
فأخنت عليها لا تهاب جموعها
ولم تخشَ سِتراً قد أُذيلَ ولا سجفا
وها أنا قد حاولت صبري تأسياً
وكيف التأسي والأسى لم يزل حلفا
أبى الوجدُ إلاَّ أن أريق مدامعاً
تبادرُني لا أستطيعُ لها كفَّا
فيا قبرها لا زلت أشرف حفرة ٍ
تشبَّثُ أذيالُ النسيم بها عَرفا
يؤمُّكَ رضوانٌ من الله واسعٌ
يقرب من ضمنت من ربها زلفا
ولست بمستسقٍ لك المزن ما همى
لجفنيَ دمعٌ لا أبالي له نَزفا
لؤمت إذا لم أسقك الدمع هاطلاً
وأصبحت أستسقي لك الديم الوطفا