→ أول الكتاب | السنة للمروزي ذكر السنة على كم تتصرف المؤلف: محمد بن نصر المروزي |
ذكر السنن التي هي تفسير لما افترضه الله مجملاً مما لا يعرف معناه بلفظ التنزيل دون بيان النبي صلى الله عليه وسلم وترجمته ← |
ذكر السنة على كم تتصرف
114 - قال أبو عبد الله: فالسنة تتصرف على أوجه؛ سنة اجتمع العلماء على انها واجبة، وسنة اجتمعوا على أنها نافلة، وسنة اختلفوا فيها أواجبة هي أم نافلة.
ثم السنة التي اجتمعوا أنها واجبة تتصرف على وجهين: أحدهما عمل، والآخر إيمان.
فالذي هو عمل يتصرف على أوجه:
- سنة اجتمعوا على أنها تفسير لما افترضه الله مجملا في كتابه فلم يفسره وجعل تفسيره وبيانه إلى رسول الله ﷺ، قال الله تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم}.
- والوجه الثاني سنة اختلفوا فيها؛ فقال بعضهم هي ناسخة لبعض أحكام القرآن، وقال بعضهم لا بل هي مبينة في خاص القرآن وعامه وليست ناسخة له لأن السنة لا تنسخ القرآن ولكنها تبين عن خاصه وعامه وتفسر مجمله ومبهمه.
- والوجه الثالث سنة اجتمعوا على أنها زيادة على ما حكم الله به في كتابه، وسنة هي زيادة من النبي ﷺ ليس لها أصل في الكتاب إلا جملة الأمر بطاعة النبي ﷺ والتسليم لحكمه وقضائه ولانتهاء عما نهى عنه.
وسأفسر من كل نوع من هذه الأنواع ما يستدل به أهل الفهم على ما وراءه إن شاء الله.