أَنَا فِي ارْتِجَالِ الشِّعْرِ غَيْرُ مُوَفَّقٍ
أَنَا فِي ارْتِجَالِ الشِّعْرِ غَيْرُ مُوَفَّقٍ المؤلف: خليل مطران |
أَنَا فِي ارْتِجَالِ الشِّعْرِ غَيْرُ مُوَفَّقٍ
وَإِلَى مُنَايَ قَرِيحَتِي لا تَرْتَقِي
أَلنَّفْسُ تَدْعُو وَالعَوَائِقُ جَمَّةٌ
مَا حِيلَتِي فِي وَقْتِيَ المسْتغْرَقِ
يَا فارِسَ الخْيرِ اعْذِرَنَّ أَخاً لَهُ
فِي يَومِكَ المَشْهُودِ وِقْفَةُ مُطْرِقِ
إِنْ لَمْ تُوَاتِ بَلاَغَةٌ فِي نَظْمِهِ
شَفعَتْ بَلاَغةُ دَمْعِهِ المُترَقْرِقِ
لِمِثالِكَ المَرْفوعِ ظِلُّ مَهَابَةٍ
يُجْلَى بِهِ وَضَحُ المُحَيَّا المُشرِقِ
مَا مَعْدِنٌ مُتشبِّهٌ فِي نقلِهِ
مِن مَعْدِنٍ فِي أَصْلِهِ مُتَأَلِّقِ
فَليَعْلَمِ الأَعْقَابُ مَن ذَاكَ الَّذِي
زَانَ الظُّهُورَ بِتَاجِ هَذَا المَفرِقِ
أَلْعَزْمُ وَالإِقدَامُ مِلْءُ إِهَابِهِ
وَفَضَائِلُ الْقَلبِ الأَبَرِّ الأَرْفَقِ
رَجُلٌ أَرَادَ مِنَ الزَّمَانِ مَضَنَّةً
وَالنَّاسُ بَيْنَ مُكَذِّبٍ وَمُصَدِّقِ
فَأَصَابَهَا بَعْدَ المِرَاسِ وَلَمْ يَكُنْ
أَمَلٌ لِغَيْرِ مُمَارِسٍ بِمُحَقَّقِ
يَا مَنْ بِهِمَّتِهِ زَهَا هَذَا الحِمَى
وَبَهَى الحَوَاضِرَ بِالسَّنَى وَالرَّوْنَقِ
إِهْنَأْ بِثَوْبٍ لِلْخُلُودِ لَبِسْتَهُ
وَالبَسْ جَدِيداً مَا حَيِيتَ وَأَخْلِقِ
وَاقْرَرْ طِوَالَ الدَّهْلِ عَيْناً بِالَّذِي
شَارَفْتَ مِنْ هَذَا الْجَمَالِ المُونِقِ
نَافَسْتَ أَهْلَ الغَرْبِ فِي مِضْمَارِهِمْ
وَأَرَيْتَ مَا يَسْطِيعُ أَهْلُ المَشْرِقِ
وَرَفَعْتَ فِي لُبْنَانَ رَايَةَ فِتْيَةٍ
مِنْ قوْمِهِ فِي كُلِّ شوْطٍ أَسْبَقِ
هِيَ بَلْدَةٌ صِدْقُ العَزِيمَةِ شادَهَا
كمْ لِلْعَزِيمَةِ آيَةٌ إِنْ تَصْدُقِ
حَفَّتْ بِهَا الجَنَّاتُ وَالنُّعْمَى بِهَا
مَاذا ترَكنَ لِزَاهِدٍ أَوْ مُتَّقِ
أَلْعَيْشُ طَلْقٌ وَالنَّسِيمُ مُؤَرَّجٌ
فِي جَوِّهَا وَالْوِرْدُ غيْرُ مُرَنَّقِ
فيْحَاءُ تنْبَسِطُ الرَوائِعُ حَوْلَها
شَتى وَفِي نَظَرِ المُطَالِعِ تَلْتَقِي
فِي كلِّ مَرْمىً لِلِّحَاظِ مُنَسَّقٍ
يَقْضِي لَهُ عَجَباً وَغَيْرِ مُنَسَّقِ
مَنْ فَاتَهُ نَظَرٌ إِلَيْهِ لَمْ يَزَلْ
مُتَلَفِّتاً بِفُؤادهِ المُتَشَوِّقِ