الرئيسيةبحث

أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين/طليحة الأسدي


[52]
طليحة الأسدي
 

طليحة بن خويلد الأسدي من بني أسد بن خزيمة كان كاهنا فأسلم ثم ارتد وادعى النبوة في حياة رسول الله، وظهر في بني أسد واتبعه أفاريق [1] من العرب ونزل سَمِيراء [2] بطريق مكة، فوجه إليه النبي ﷺ ضرار بن الأزور عاملاً على بني أسد، وأمرهم بالقيام على من ارتد فضعف أمر طليحة حتى لم يبق إلا أخذه فضربه به [53]بسیف فلم يصنع فيه شيئاً ، فاعتقد الناس أن السلاح لا يؤثر فيه فكثر جمعه ، ومات النبي ﷺ وهم على ذلك وأكثر من تبعه من أسد، وغطفان ، وطيء، وفزارة وغيرهم ، وفر ضرار ومن معه إلى المدينة . وكان طليحة يدعي أن جبرائيل يأتيه ، وكان يسجع للناس الأكاذيب ، وكان يأمرهم بترك السجود في الصلاة يقول : إن الله لا يصنع بتعفير وجوهكم ، وتقبيح أدباركم شيئا فاذكروا الله قيامة فإن الرغوة فوق الصريح . وأنفذ طليحة وفوده إلى أبي بكر في الموادعة على الصلاة[3] وترك الزكاة ، فأبی أبو بكر ذلك وكان لطليحة أخ يدعي حِبَال جعله على فريق من أتباعه. ولما عرض الوفد على أبي بكر ترك الزكاة قال : «والله لو منعوني عقالاً لجاهدتهم عليه» [4].



  1. في الحديث: أفاريق العرب، وهو جمع أفراق وأفراق جمع فرقة.
  2. سميراء بفتح أوله وكسر ثانيه بالمد وقيل بالضم: ماء بين ثور والحاجز في طريق مكة.
  3. الموادعة : المصالحة
  4. لو منعوني عقالا : قيل المراد الحبل. وإنما ضرب به مثلا لتقليل ما عساهم أن يمنعوه . وقيل المراد بالعقال نفس الصدقة