الرئيسيةبحث

أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين/الإغارة على المدينة



[53]
الإغارة على المدينة
 

توقع أبو بكر الإغارة على المدينة فجعل بعد سير الوفد على أنقاب المدينة عليًّا وطلحة ، والزبير ، وابن [54]مسعود ، وألزم أهل المدينة بحضور المسجد خوف الإغارة من العدو لقربهم . فيا لبثوا إلا ثلاثاً حتى طرقوا المدينة ليلاً ، وخلفوا بعضهم بذي حُسًى [1] ليكونوا لهم رداءً[2] فوافوا ليلاً الأنقاب ، وعليها المقاتلة فمنعوهم خارج المدينة وأرسلوا إلى أبي بكر بالخبر فخرج إليهم جيش المدينة واتبعوهم حتى إذا كانوا بذی حسًی خرج إليهم اصحاب طليحة بقرب قد نفخوها وفيها الحبال فدهدهوها [3] على الأرض فنفرت إبل المسلمين وهم عليها ورجعت بهم إلى المدينة ، ولم يصرع مسلم . وظن الكفار بالمسلمين الوهن ثم انضم إلى رجال طليحة غيرهم من أصحابه ، وبات أبو بكر بالمدينة يعبي الجيش ثم خرج ليلاً يمشي وعلى ميمنته النعمان بن مقرِّن وعلى ميسرته عبد بن مقرن وعلى الساقة سويد بن مقرِّن . فما طلع الفجر إلا وهم والعدو على صعيد واحد، فقاتلها المسلمون حتى ولوا مدبرین ، واقتفى أثرهم أبو بكر حتى نزل بذي القَصَّة[4]. وكان ذلك أول الفتح فوضع بها الحامية وعليها النعمان بن مقرِّن ، وحلف أبو بكر [55]ليقتلن من المشركين بمن قتلوا من المسلمين وزيادة وازداد المسلمون قوة وثباتاً

كانت هذه الموقعة صغيرة ، ولكن كان للنصر الذي أحرزه أبو بكر شأن كبير ، ووقع عظيم في النفوس . وقد كان المرتدون يتحدثون فيما بينهم بقلة عدد المسلمين فلو أنهم انهزموا لكان الخطب فادحاً . وعلى أثر هذا الانتصار طرقت المدينة الصدقات فانتعش المسلمون وقویت عزيمتهم وكان أول من جاء بالصدقات إلى الخليفة وفود بني تميم وبني طيء .



  1. ذو حسى : واد بدیار عبس وغطفان
  2. معيناً
  3. دحرجوها
  4. ذو القصة : موضع على بريد من المدينة