حياة خلية النحل في الخريف عندما يحل الطقس البارد، تتجمع الملكة والعاملات بعضهن مع بعض بشكل عنقودي، على قرص العسل من أجل الدفء. ويتغذين بالعسل الذي خزنته في المستعمرة خلال فصلي الربيع والصيف. في يسار الصورة من أسفل، تبدو الخلايا فارغة من العسل الذي يتغذى به النحل. أما في يمين الصورة، فتبدو بعض الشغالات وهن يجمعن الطعام الزائد من الخلايا المملوءة. وفي أسفل يمين الصورة، تبدو أخريات يعملن على طرد الذكور خارج الخلية. |
يقع كل من النحل الصغير والمكتمل النمو أحيانًا ضحية لأمراض عفن الحضانة الأوروبي وعفن الحضانة الأمريكي، إذ يمكن أن يحول هذا المرض النحل إلى كتلة صمغية لا حياة فيها. وتؤدي أيضًا بعض العمليات الزراعية التي يمارسها الإنسان إلى قتل النحل، مثل استخدام المبيدات الحشرية التي تتسبب في قتل أعداد كبيرة من النحل سنويًا. كما أن استخدام مبيدات الحشائش يؤدي إلى إزالة الحشائش التي تُعدُّ أزهارها مصدرًا غذائيًا مهمًا للنحل.
هنالك نحو 20,000 نوع من النحل. يمكن تقسيمها إلى مجموعتين رئيسيتين: النحل الاجتماعي والنحل الانعزالي (غير الاجتماعي). ويعيش النحل الاجتماعي في مستعمرات، بينما يعيش النحل الانعزالي وحيدًا. ومعظم أنواع النحل من النوع الانعزالي (غير الاجتماعي).
أنواع من النحل |
النحل غير اللاسع له إبرُ لسع صغيرة، ولكن لايستعملها بمثابة أسلحة، ويفضِّل أن يعضّ بفكيه. ويعيش هذا النوع من النحل في المناطق المدارية وشبه المدارية فقط.
يختلف حجم النحل غير اللاسع حيث يصل أكبر حجم له إلى حجم نحل العسل، في حين يصل أصغر حجم له إلى حجم البعوضة. يبني النحل غير اللاسع الأعشاش على الأشجار، وعلى الجدران، وفي خلايا بسيطة، أو في مناطق مكشوفة، ويبني أقراص عسله عادة في طبقات أفقية. ويحيط جدار خارجي بالعش عدا مدخل صغير. وتحتوي المستعمرات على عددٍ من النحل يتراوح بين 50 و عشرات الآلاف من النحل.
ويخزن بعض النحل الكبير غير اللاسع العسل. وقد كان هذا العسل، لفترة طويلة، مصدر غذاء مهمًا للناس في جميع المناطق المدارية.
النحل الطنان يعيش في مستعمرات مؤلَّفة من عدد يتراوح، بين 50 وعدة مئات من النحل. ولعسله طعم سائغ، لكن تحتوي أعشاشه على كميات قليلة. ★ تَصَفح: النحلة الطنانة.
نحل الخشب يبني أعشاشه على رؤوس الأغصان أو الفروع. تحفر الأنثى نفقًا وتضع حبوب اللقاح والرحيق في أسفله ثم تضع بيضة واحدة. كما تنشر قليلاً من نشارة خشب ملتصقة بعضها ببعض بوساطة لعابها في أعلى الخلية. ويكون هذا السطح قاعدة للخلية التي تأتي فوقها. والنفق سلسلة من الخلايا وكل خلية منه تحتوي على غذاء وبيضة واحدة.
النحل القاطع للأوراق يعمل على تقطيع الأوراق إلى قطع صغيرة، ويجمعها على شكل أعشاش صغيرة ضمن أنفاق، ويضع البيض على الغذاء الذي وضعه في الأعشاش. ويمكن أن يبني أنفاقه في الأرض وعلى الأغصان أو في قطع من الخشب الطري. ويمكن أن يحتوي النفق الواحد على ست خلايا أو أكثر حيث توجد الواحدة فوق الأخرى.
نحل المناجم عادة يحفر أنفاقًا في الأرض، وتُظهر بعض الأصناف ميلها إلى تكوين حياة اجتماعية.
وبعد أن يحفر عدد قليل من النحل قناة رئيسية، تبدأ كل أنثى بحفر قناة قصيرة في جوانب الجدران. وتعمل الأنثى على إمداد هذه القناة القصيرة بحبوب اللقاح والرحيق، ثم تضع البيضة على هذا الطعام. وتضع بعض أصناف نحل المناجم حارسًا على المدخل الرئيسي للقناة، فيهاجم هذا الحارس أي غريب عن الخلية.
النحل البنَّاء يبني في بعض الأحيان أعشاشه في الخشب المتحلل أو في قواقع الحلزون. يعمل أحد هذه الأصناف على تقوية قوقعة الحلزون بلعابه وأجزاء صغيرة من الحجارة. تضع الأنثى الغذاء في القوقعة ثم تضع بيضة ومن ثم تعمل على تغطية كامل العش بالأعشاب الجافة أو الأغصان أو بأوراق الصنوبر. وهنالك صنف آخر من النحل البنَّاء يبني عشه على الجدار أو على صخرة كبيرة فيجمع الطين ويبلله باللعاب ويشكل خلايا تلتصق على الجدار، وتمد الأنثى الخلايا بالغذاء وتضع بيضة في كل خلية. ثم تغطي مجموعة الخلايا بمزيج من الطين واللعاب. ويجف الطين ويتصلب ويحمي البيض.
النحل الوقواقي لايبني أعشاشه، ولا يستطيع تزويد صغاره بالغذاء لأنه بدون سلال طلع في أرجله الخلفية. تضع بعض أصناف النحل الوقواقي بيضها في أعشاش النحل الانعزالي الآخر. فتفقس يرقات النحل الوقواقي أولاً وتأكل الغذاء قبل أن تفقس اليرقات الأخرى.
أكل الناس العسل منذ آلاف السنين خلال العصر الحجري، حيث كانوا يحصلون عليه من خلايا النحل البري. وبعد ذلك، تعلم الإنسان صنع خلايا نحل بدائية ووضعها قريبًا من منزله للحصول على العسل. ومن المحتمل أنه صنع هذه الخلايا الأولى من قطع الخشب المجوّفة أو من قِدْر ملقى على جانبه أو من سلة تُقلب رأسًا على عقب. وبعد ذلك، صنع المزارعون في أوروبا خلايا من القش تبدو كأنها سلال مقلوبة. ومن المحتمل أن الأوروبيين الذين انتقلوا للعيش في أمريكا قد أخذوا معهم نحل العسل من إنجلترا إلى فرجينيا، ثم إلى بعض المناطق الأخرى في أمريكا عام 1622م.
مربو النحل يرتدون أقنعة واقية. تساعد الأقمشة ذات الألوان الفاتحة على الحماية من اللسع. خبيران بتربية النحل يمسكان بالنحل وبأقراص العسل بأيديهما العارية. |
بدأت تربية النحل، وتُدعى أيضًا النِحالة، بشكل تجاري في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، بعد اكتشاف الخلايا الحديثة.
استُعْمِلَ العسل مادة مُحَلِّيةً قبل استعمال السكر. ويُعد العسل أيضًا مكونًا رئيسيًا في العديد من أنواع الكعك والبسكويت، كما يضاف العسل إلى بعض أنواع الخبز والبسكويت، حيث إنه سهل الهضم.
استُعمل شمع النحل في صناعة شموع الإضاءة وفي صناعة أحمر الشفاه ومواد الصقل وفي المركَّبات المضادة للماء ومنتجات أخرى.
خلية قياسية تحتوي على أجزاء علوية متحركة شبيهة بالأدراج. تقيم الملكة في غرفة الحضانة وبإمكان الشغالات المرور من خلال حاجز الملكة لتخزين الرحيق في الأجزاء العلوية غير العميقة. |
وعادة ما يضع بعض مربي النحل عددًا من الخلايا يتراوح، ما بين 40 - 75 خلية نحل في المنحلة الواحدة. فإذا كان لديهم مستعمرات أكثر من ذلك العدد فإنهم يبنون لها مناحل أخرى تبعد بضعة كيلو مترات. ويجب أن تكون هذه المناحل مستقلة بحيث تؤمِّن العدد الكافي من النباتات القريبة التي تعمل على إمدادها بالكمية المطلوبة من الرحيق. ويمكن للمستعمرة الواحدة أن تجمع نحو سبعة كيلو جرامات من الرحيق يوميًا.
ويجب على مربي النحل أن يتعلموا كيف يتعاملون مع نحلهم بعناية، حتى لايقوم النحل بلسعهم. ولا تؤدي التحركات البطيئة والمتأنية إلى إزعاج النحل مثلما تفعل التحركات السريعة. ويرتدي مربو النحل عادة قناعًا ذا إطار سِلْكي أو قماشي لحماية وجوههم،كما يربطون ثيابهم عند الرسغ والكاحل. ويرتدي معظم مربي النحل قُفَّازات بدون أصابع لكي تسمح بالإمساك أو التعامل اللطيف، وقليل منهم لا يرتدون قفازات على الإطلاق.
يبيع بعض المربين طرودًا من الشغالات والملكات لمنتجي النحل. كما يستأجر بعض المربين خلايا من النحل. ويضع المزارعون الخلايا بجانب الحقول أو داخلها، فيبدأ النحل بتلقيح المحاصيل.
ويمكن أن يُربَّى النحل في كل من المدينة والمناطق الزراعية، فينشئ الناس الخلايا في الحدائق أو الفناء الخلفي للمنازل أو على الأسطح. ومن السهولة التعامل مع نحل العسل، ويمكن أكل العسل الناتج أو بيعه. ويجب على المبتدئين في تربية النحل أن يشتروا إما طردًا بريديًا من الشغالات وملكة وإما خلية كاملة.