الرئيسيةبحث

الكلب ( Dog )



السلوقي كلب الصيد العربي المعروف.
الكلب من الحيوانات الأليفة الأكثر شهرة في العالم، فمنذ 12,000 عام على الأقل أصبحت الكلاب أوّل الحيوانات المستأنسة.

ويعرف كثير من الناس، في البلاد الغربية، السلالات المفضلة لهم من الكلاب، مثل الكولي والراعي الألماني والبودل. ولكن من خلال التزاوج المقنن تم تهجين مئات السّلالات، لكلِّ سلالة منها قُدُراتها الخاصّة وصفاتها الجسميّة. وتتميز بعض السلالات بصفات خاصة. فمثلاً التشاو تشاو له لسان أسود، والمكسيكي الأجرد لا شعر له سوى رقعة صغيرة في قمة رأسه. وغطاء جسم الشاريي خشن الملمس، أما جلد صغاره فيكون فضفاضًا لدرجة أنه يبدو واسعًا جدًّا بالنسبة لجسم الكلب. بينما نجد أن البازنجي ومنشؤه إفريقيا هو الكلب الوحيد الذي لا يستطيع النباح.

تختلف الكلاب كثيرًا في الحجم، وأصغر سلالاتها الشيواوي، الذي يزن حوالي 2كجم فقط بينما يبلغ ارتفاعه 13سم عند الكتف. أما أطول السلالات فهو الكلب الذئبي الأَيرلندي الذي يمكن أن ينمو إلى ارتفاع 86 سم. ويُعَد السَّان برنارد أثقل الكلاب، فهو يزن حوالي 90كجم.

وينتمي الكلب إلى الفصيلة الكلبية، وهي حيوانات آكلة للحوم، تشمل أيضًا الذّئاب، وذئاب المروج، والثّعالب، وبنات آوى. وتشبه الكلاب حيوانات هذه الفصيلة في تركيب الجسم والسُّلوك. ويطلق على الدنجو المتوحش الأسترالي وبعض الحيوانات التي تعيش في مناطق أخرى من العالم عادة الكلاب البرية. ★ تَصَفح: الثدييات.

تؤدي بعض الكلاب أعمالاً مهمة للبشر، فهي مستعدة لتعلمّ مهارات متنوعة لأنها ذكية ومخلصة لمن يربيها. فكلاب الحراسة اليقظة تحمي المنازل والمصالح من اللصوص. والكولي وكلاب الرعي وبعض السلالات الأخرى ترعى الماشية، وفي بعض البلدان الغربية تساعد الكلاب الفلاحين في نقل الخضراوات والمنتجات الأخرى في عربات صغيرة إلى السوق.

تستخدم الكلاب حواسّها الحادة في خدمة البشر، ففي معظم بلاد العالم تقريبًا تعتمد الشرطة على الأنف الحسّاس للكلب في التوصل للمجرمين، والأشخاص المفقودين، ويدرب ضباط الشرطة أيضًا كلاب الراعي الألمانية، وكلابًا أخرى على تشمم العقاقير الممنوعة، والمتفجرات المخبأة، وكذلك فإن الكلاب المرشدة تقود المكفوفين. الكلاب الأخرى المدربة تدريبًا خاصًا تعمل عمل الأذن عند الصُّمّ.

في المجتمع الغربي تستخدم الكلاب أحيانًا في علاج الأشخاص المضطربين عاطفيًّا. أما الباحثون في مجال الطب فيستخدمون آلاف الكلاب في التجارب سنويًّا، وبهذه الطريقة ساعدت الكلاب العلماء في تطوير أدوية مفيدة وطرق جراحية جديدة، ولكن بعض الناس يظنون أنه من القسوة استخدام الكلاب مثل سائر الحيوانات ـ في التجارب المَعْمَليَّة.


مصطلحات الكلاب

البطن مجموعة من الصغار مولودة معاً من أم واحدة.
الجرو كلب عمره أقل من عام.
الجرو الرضيع جرو لم يفطم بعد، أي مازال يتغذى بلبن أمه. وتعني الكلمة أيضًا ولادة الجراء.
سجل النسب سجل لسلالة الكلاب النقية.
سلالة نقية كلب أبواه من أسلاف مختلفة ولكنهما ينتميان إلى السلالة نفسها.
الكلب الكلب الذكر المكتمل النمو، ولكنها تطلق عمومًا على جميع الكلاب بصرف النظر عن جنسها وعمرها.
الكلبة أنثى الكلب المكتملة النمو.
الهجين كلب ينتمي أبواه إلى سلالتين مختلفتين.
الهجين المركب كلب أسلافه متنوعة لدرجة عدم القدرة على تمييز أي سلالة منها.

جسم الكلب

جسم الكلب
تختلف الكلاب من حيث الحجم والشكل والخواص الجسمية من سلالة إلى أخرى، وعلى الرغم من تباينها فإن الكلاب كلها تشترك في بعض الصّفات الجسمية الأساسّية.

الغطاء:

لمعظم الكلاب غطاءان ؛ غطاء خارجي من شعر طويل للحماية، وغطاء داخلي من شعر منفوش أقل طولاً. وشعر الحماية يحمي الكلب من المطر والثلج، بينما يحفظ الغطاء الداخلي الكلب دافئًا. ويسقط الغطاء الداخلي لمعظم الكلاب في أواخر الربيع، وينمو مرة أخرى في الخريف. وللكلاب أيضًا شوارب طويلة خشنة حول الفم. تعمل هذه الشوارب أعضاء لمس حساسة جدًا.

ويختلف ملمس الغطاء وطوله ولونه بين السلالات المختلفة. فقد يكون الشعر متجعدًا مثل كلب البودل، أو مستقيمًا كشعر كلب الراعي الألماني. غطاء الكولي خشن الملمس، أما الكري الأزرق فيمتاز بنعومته، وبعض السلالات مثل كلب الصيد الأفغاني والكلب البكيني لها شعر طويل حريري. أمّا البوكسر والوبت فشعرها قصير جدًا. وقد يختلف لون الغطاء حتى بين أفراد السلالة الواحدة، فمثلاً غطاء اللبرادور المسترجع يكون لونه أسود أو أصفر أو بنيًا كالشوكولاتة.

الهيكل العظمي للكلب

تركيب الجسم:

يتحدد أساسًا بالهيكل العظمي. إناث الكلب لها 310 عظمات، وذكور الكلاب لها عظمة إضافية زائدة موجودة في القضيب. وبالرغم من أن السلالات كلها متماثلة في عدد العظام، فإن شكل العظام وحجمها يختلف كثيرًا من سلالة إلى أخرى، فمثلاً نلاحظ أن عظام أرجل كلب الصَّيد الباسيت قصيرة وسميكة، وعلى العكس فإن عظام أرجل كلب الصيد الرمادي طويلة بشكل غير عادي. الكلب الصيني ذو العرف له مفاصل طولية فريدة في نوعها، خصوصًا تلك الموجودة في أقدامه الأمامية مما يجعلها تظهر وكأنها ذات مفصل زائد.

الكلاب لها أربع أصابع في كل قدم بالإضافة إلى أصبع زائدة كالإبهام تسمّى برثنًا على كل قدم أمامية. وبعض الكلاب لها أيضًا برثن على كل قدم خلفية. والبراثن لا تصل إلى الأرض.

بعض الكلاب مثل البرزي (الذئبي الروسي) والكولي لها جمجمة طويلة وضيقة أكثر من المعتاد مما يعطي الكلاب وجهًا طويلاً أسطوانيًّا. بعض السلالات الأخرى ومنها البلدج والبكيني لها جمجمة قصيرة جدًا وعريضة تظهر الوجه كأنه مضغوط للداخل. ومعظم الكلاب له شكل جمجمة وسط بين هذين النقيضين.

عضة الكلب ذات صلة في موقعها بالأسنان العليا والسفلى عند إغلاق الفم. والعضة تختلف كثيرًا باختلاف السلالة، وتوصف بمصطلحات مثل العضة المتساوية وعضة المقص، وعضة الفك الأسفل، أو الفك الأعلى، وفم القرش.

الجراء لها حوالي 28 من الأسنان اللبنية تبدأ في فقدها عند بلوغها 5 شهور من العمر. أما الكلاب المكتملة النمو فلها حوالي 42 سنًّا، والكلاب ذات الوجوه القصيرة لها عدد أقل من الأسنان. يستخدم الكلب أسنانه الاثنتي عشرة الأمامية المسماة بالقواطع في التقاط الطعام، فالكلب يمزق اللّحم بأسنانه النّابيّة الأربع الكبيرة الحادة أو أنيابه. ويستخدم الـ 26 سنًّا الأُخرى المسماة بالضروس الأمامية والخلفية في طحن وتفتيت الطعام.

للكثير من سلالات الكلاب آذان مستدقة مثقبة ومنتصبة، ولسلالات أخرى آذان مدلاة إلى أسفل. ويقصّر (يقطع) الكثير من الأشخاص آذان بعض السلالات ذات الآذان المتدلية لجعلها منتصبة، ومن هذه السلالات الدوبرمان بنشر والشناوزر المنمنم. يتم قص الأذن في عمر تكون فيه الجراء حساسة جدًا للألم، لذا منعت أستراليا ونيوزيلندا والدول الإسكندينافية عملية القص باعتبارها غير إنسانية. وفي الترير وبعض السلالات الأخرى يبتر الذيل أيضًا (يقصر). ويختلف الطول المطلوب للذيل المبتور باختلاف السلالة. فمثلا ذيل الترير كارن المبتور يبلغ 10 إلى 12,5سم في الطول. والذيل المبتور لكلب الراعي الإنجليزي القديم يتم تقصيره حتى العقلة الذيلية الثالثة، أما ذيل الكوكر الأمريكي الإسبانيل فيقصر إلى ثلاثة أخماس طوله الأصلي. ويبتر الذيل بعد أيام قليلة من الولادة ولذلك يكون أقل إيلامًا من قطع الآذان.

وظائف الجسم:

يدق قلب الكلب 70 -120 دقة في الدقيقة بينما يدق قلب الإنسان 70 -80 دقة في الدقيقة في المتوسط. وتبلغ درجة حرارة جسم الكلب الطّبيعية 38,6°م، وهذه أعلى قليلاً من درجة حرارة الشخص العادية والبالغة 37°م. ولكن على العكس من الإنسان لا تُبَرِّدُ الكلاب أجسامها بالعرق، وإنما يخرج الكلب لسانه ويلهث عند الراحة. تتراوح سرعة تنفس الكلب بين 10و30 لهثة في الدقيقة، وبعد المجهود يزداد معدّلُ اللهاث بسرعة تصل إلى 300 لهثة في الدقيقة، ويؤدي بخر الماء من الفم بسبب اللهاث إلى خفض درجة حرارة الجسم. وللكلاب غدد عرقية على وسادات الأقدام ولكنها لا تقوم بخفض درجة حرارة جسم الكلب إلا بصورة ضئيلة.

الحواس:

حاسة الشم هي أكثر حواس الكلب تطورًا. فالكلاب تتعرَّف على الأشياء أساسًا بوساطة الشم أكثر مما يتعرّف البشر عليها بالنّظر. وتستطيع الكلاب تمييز بعض الروائح التي تكون أضعف ملايين المرَّات من التي يتعرَّف عليها البشر، كما يستطيع الكلب بشم مجموعة من الأشياء استخراج تلك التي لمسها شخص بعينه. ويحفظ طرف أنف الكلب الرطوبة بوساطة سائل مُفْرَز من غدة داخل الأنف، وتساعد تلك الرطوبة الكلب على تمييز الروائح. كما يلحس الكلب أنفه للمحافظة على رطوبته، بالإضافة إلى أن شوارب الكلب يمكن أن تحدد اتجاه الريح ويساعد الكلب على تحديد الجهة التي أتت منها الرائحة.

وللكلاب أيضًا حاسة سمع أقوى كثيرًا من تلك الموجودة عند البشر إذ تستطيع سماع الأصوات التي لا يدركها سمع البشر كما أنها تميز بين الأصوات المتداخلة.

ولا تستطيع الكلاب الرؤية جيداً مثل البشر. وعلى الرغم من أنها تستطيع تمييز الحركة، تمييزًا جيدًا ـ الأمر الذي يساعدها على الصيد بمهارة ـ إلا أنها ترى الأشكال بدرجة أقل مما يراها البشر. ولا تستطيع الكلاب تمييز بعض الألوان أيضاً، فمثلاً ترى اللون الأخضر والأصفر والبرتقالي والأحمر كأنها درجة لونية واحدة.

أنواع الكلاب

كلاب الصّيْد. يوجد أكثر من 20 سلالة مختلفة من كلاب الصّيد في جميع أنحاء العالم، تصطاد مستعينة بحاسّة الشَّمِّ أو البصر. كلاب الرائحة تعتمد على حاسة الشَّمِّ. فتجري وأنوفها على الأرض لتتتبع رائحة الحيوان. وتنبح بعض الأنواع الأخرى من كلاب الرائحة نباحًا عاليًا ومتواصلاً أثناء اقتفائها أثر الصَّيد. أما كلاب الصَّيد المحدقة الطويلة الانسيابية والتي تعتمد على البصر فقد هجنت لصيد الفرائس بالنَّظر. واليوم تستخدم كلاب الصَّيد المُحَدِّقَة مثل كلاب الصَّيد الرمادية والوبت في رياضة سباق الكلاب، وتشمل السُلالات الأخرى من الكلاب المُحَدّقة كلب الصيد الأفغاني والسلوقي.
يوجد المئات من سلالات الكلاب النَّقيَّة في كل أنحاء العالم. والسلالة النَّقية تعني الكلب الذي ينتمي أبواه إلى السلالة نفسها. أما الكلب الذي ينتمي أبواه إلى سلالات مختلفة فهو هجين. والهجين المركب (المونجريل) أو المَتّ كلب أسلافه متنوعة بحيث لا يمكن تمييز أي واحد منها. ومعظم الكلاب إما هجين وإما هجين مركب (متعدد الأصول).

وتتعرف نواد متنوعة لتربية الكلاب في جميع أنحاء العالم على المجموعات المختلفة للكلاب، فالمجموعات النّموذجيّة للكلاب تشمل كلاب الصيد، وغير الرياضية، والتريرات، واللعبية، والمفيدة، والعاملة.

حياة الكلب

تاريخ الحياة:

تحمل الكلبة صغارها مدة 9 أسابيع قبل ولادتها. وتلد الأنثى في معظم الحالات بطنًا يحتوي على 4 - 6 جراء، والكلاب ثدييّات، لذلك فهي تغذي صغارها بلبنها حتى تبلغ من العمر ستة أسابيع.

تولد الصغار وعيونها مغلقة، وآذانها مسدودة. وتُفْتَح عيونها وآذانها بعد حوالي 13 - 15 يومًا من الولادة. وحتى ذلك الوقت فهي تعتمد اعتمادًا كاملاً على حواس الشم واللمس في التعرف على الأشياء المحيطة. تكون هذه الحواسّ جيدة التكوين عند الولادة أو بعدها بقليل. خلال الأسبوع الثالث من حياتها، تبدأ الجراء في السّير والاستجابة إلى الصّور والأصوات. تبدأ الأسنان في التَّكَوُّن بعد 2 إلى 3 أسابيع، وتتكون لها جميعًا أسنان لبنيّة بعد 5 أسابيع.

وبين 4 و 10 أسابيع من العمر يُكَوّن الجرو ارتباطات عاطفية مع أمه وأنداده، وإذا كان الغرض أن يصبح الكلب حيوانًا أليفًا جيّدًا فيجب أن يكون له اتصال بالبشر أثناء هذه الفترة. لذلك السَّبب فإنَّ الوقت المثالي لاقتناء جرو هو في عمر يتراوح بين 8 و 10 أسابيع.

تصبح الكلاب تامة النمو بين عمر 8 أشهر وسنتين. اعتمادًا على حجم السلالة. فالكلاب كبيرة الحجم نموها أكثر بطئًا من السلالات الصغيرة الحجم. وتعيش الكلاب في المتوسط حوالي 12 ـ 15 عامًا.

الكلاب العاملة تخدم البشر بطرق عدة. فمثلاً الكلاب من سلالة الدوبرمان بنشر والدرواس هي كلاب حراسة كما أنها كلاب بوليسية ممتازة. وكلاب مالموت ألاسكا، والسامويد، والهسكي السيبيري، تَجُرّ الزَّحافات. وكلاب السان برنارد، والنيوفاوند لاند تُربى من أجل أعمال الإنقاذ، ومن المحتمل أن تكون الكلاب قد استُؤْنست منذ 12000 عام لمساعدة البشر في أعمالهم.

الاتصال:

عند بلوغ الجرو 4 أسابيع يستطيع إصدار المدى الكامل للأصوات المعروفة، مثل النباح والدمدمة والعواء والأنين والعواء الضعيف. بعض هذه الأصوات لها معانٍ مختلفة في المواقف المختلفة. فمثلاً الأنين قد يعني أن الكلب يَتَألَّمُ، وفي ظروف أخرى يمكن أن يئن الكلب ليرحب أو ليُعبّر عن رغبته في اللهو. والنباح خاصة له معان مختلفة جدًّا. وقد ينبح الكلب في المواقف كلها تقريبًا.

ليس العواء والأنين والأصوات الأخرى هي الطريق الوحيد الذي يعبر به الكلب عن مشاعره ورغباته للنَّاس، أو للكلاب الأخرى. فهذه الحيوانات تستخدم أيضًا "لغة أجسامها"، التي تشمل مدىً واسعًا من الأوضاع الجسمية والذيلية المُصَاحبة للتعابير الوجهية المختلفة. فمثلاً يخبر الكلب كلبًا آخر برغبته في اللعب وذلك بمدّ رجليه الأماميتين إلى الأمام، وقد ينحني ويلهث وربما يلمس الكلب الآخر. وعلى العكس يمكن أن يهدد الكلبُ كلبًا آخر بأن يقف منتصبًا رافعًا ذيله مظهرًا أسنانه محملقًا. اتصال العيون جزء مهم من لغة الجسم للكلب ؛ حيث يستخدم الكلب التحديق المباشر للتهديد أو التحدي. وقد ينهي الكلب الاتصال البصري كعلامة على انصياعه لكلب أكثر سيطرة منه.

السّلوك:

يشبه معظم سلوك الكلب سلوك أشباهه البرية مثل كلاب البراري والذئاب. وهذا السلوك غريزي أي أنه موروث أكثر من كونه مكتسبًا بالتَّعَلّم. مثال ذلك أن كثيرًا من الكلاب تدور حول نفسها عدة مرات قبل أن تضطجع أرضًا كما هو الحال مع الذئب أو الكلب البري الذي يسحق أوراق النباتات أو الحشائش بقدميه لعمل فراش له.

والشكل المهم للتصرف الغريزي هو دفاع الكلب عن منطقته، فيصون الكلب منزل سيده وحديقته وكأنهما منطقته، ولهذا السبب يمكن أن يهدد أو يهاجم شخصًا غريبًا أو كلبًا آخر إذا اقترب من منطقة المنزل أو الحديقة. ويمكن أن يَعْتَبِر الكلب سيارة صاحبه امتدادًا لمنطقته، ولذلك ربما يُهَدِّدُ أي غريب يقترب منها أثناء وجوده داخل السيارة.

إن الفهم الجيد لسلوك الكلب وطريقة الاتصال به قد يساعد النَّاس على تجنب عضة الكلب. من هنا، فإنه من الخطورة أن تحدق في كلب غريب لأنه يعتبر ذلك تهديدًا فيهاجمك، وكذلك ينبغي أن نتجنب الجرْي أمام كلب غريب، لأن الهروب قد يطلق رد فعله للمطاردة ويُحْتَمَل أن يَعَض. وعلى العكس، تجاهل الكلب قد يجعله يشك في الشخص.

عند الاقتراب من كلب غريب يجب أن يُلاحظ كيف يكون رَدُّ فعله، فحتى الكلب الودود ينبحك إذا كنت في منطقته. الكلب الذي يتوقف أو يتراجع عند اقترابك منه يعتبرك مقتحمًا سائدًا، وربما خاف لدرجة عدم المهاجمة. أما الكلب الذي يتقدم محركًا ذيله حتى ولو كان ينبح فمن المحتمل أن يكون أليفا ولا يعض. وعلى كل حال احترس إذا تَصَلَّب الكلب رافعا ذيله عاليا وهو يزمجر محدقا فيك.

رعاية الكلب

كلاب الرعي. استخدمت كلاب الرعي تاريخيًّا للمحافظة على الأبقار والغنم أثناء الرعي ومنعها من الهروب، ولحماية حظائر المواشي من الذئاب. وتساعد كلاب الرعي أيضًا في توجيه الأبقار والغنم إلى السُّوق. والكثير من هذه السّلالات ما زال يعتبر من حيوانات المزرعة. هذه المجموعة تشمل بعض السلالات الأليفة الأكثر انتشارًا مثل الكولي وكلب الراعي الألماني.

التغذية:

الغذاء المتوازن للكلب يمنح سعرات حرارية للطاقة، كما يمنح مغذيات للنمو، وتعويض أنسجة الجسم. والأنواع الجيدة من أغذية الكلب التجارية تمنح سُعْرات حرارية ومغذيات بالنِّسب التي يحتاجها الكلب من أجل صحة جيدة.

المأوى:

الكلب الذي يعيش داخل المنزل يحتاج إلى صندوق نظيف للنوم مفروش بقطع من القماش أو الأوراق الممزقة. ويجب توفير الظّل خلال الصّيف وحاجز للرياح خلال الشتاء. وفي الجو الشديد البرودة يمكن استخدام مصباح حراري.

الرِّياضةُ واللَّعب:

تحتاج الكلاب كلها إلى تمارين منتظمة، للمحافظة على لياقتها، والكلاب التي بمقدورها الجري في حديقة كبيرة تحصل على رياضة كافية بنفسها، أما الكلاب المقيمة داخل المنازل أو في مساحة خارجية صغيرة فيجب ترويضها بالمشي الكثير.

العناية الطبية:

في المجتمعات التي تهتم بالكلب تعد الرعاية الطبية عملية مهمة للكلب، فكل جرو جديد يجب أخذه للطبيب البيطري لفحصه فحصًا شاملاً، ويجب أيضًا إعطاؤه مجموعة من الحقن ضد الأمراض الشائعة مثل عُصابِ الكلب، والالتهاب الكبدي، وعدوى اللولبيات النحيفة، والفيروس الحبيبي، والكلاب مكتملة النمو يجب أخذها للطبيب البيطري مرة كل عام على الأقل للفحص الشامل، وتلقي الحقن الضرورية التي تكمل فاعلية الحقن الأولى.

أكثر هذه الأمراض خطورة على الإطلاق السُّعَار، وفي بلاد كثيرة تم استئصال مرض السعار. لذلك فالكلاب القادمة من الخارج إلى تلك البلاد يجب أن تبقى لمدة 6 أشهر في حَجْر صحي (فترة عزل) قبل السماح لها بدخول البلاد.

التناسل:

الكلاب الذكور تكون مستعدة لعملية التناسل في كل وقت، في حين أن الإناث لا تكون مستعدة لذلك إلا في فترة الاشتهاء الجنسي الذي يظهر عليها كل ستة أشهر ويستمر نحو ثلاثة أسابيع.

تدريب الكلب

تدريبات الطاعة:

يمكن تدريب كل الكلاب تقريبًا لتصبح مطيعة يمكن الاعتماد عليها. فالجرو بطبيعته يستجيب للقائد القوي، ويمكن تدريبه على الحضور بمجرد أن يُستدعى. وبعض الناس يدربون كلابهم على تلقي الأوامر وطاعتها، حتى تستطيع الكلاب القيام بما هو مطلوب منها من حراسة وذهاب وإياب وغير ذلك.

عروض الكلاب:

يضع محكّمو عروض الكلاب في الغرب مقاييس خاصة تتوافق وخصائص كل سلالة منها. وتشتمل هذه المقاييس على نقاط مثل: شكل الكلب وحجم جسمه، ولونه وحالة غطائه، كما يصف مقياس السلالة المظهر المثالي وطريقة الحركة. ويختار المحكمون أولاً أحسن كلب من كلّ سلالة، ثُمَّ يختارون أحسن كلب من المجموعات السبع الرئيسية من الكلاب ومن هذه الكلاب الفائزة يحدد المحكّمون أحسن كلب في العرض.

المُسَابقات الحَقْليَّة:

تُخْتَبَرُ قدرة الصَّيد عند كلاب الرياضة والصيد. ويُقيِّم المحكّمون كلاب الصيد حسب قدرتها على التَّحَمُّل وعلى شَمّ الصَّيد وطاعتها أوامر مُستخدميها. وفي السِّباقات الحقليّة للكلاب الدًَّراكة يُقَيِّم المحكّمون الكلاب على أساس سرعتها في العثور على الطّيور التي أصابها الصياد، وما إذا كانت قد أعادتها دون إتلافها. والمسابقات الحقلية لكلاب الصَّيد تختبر مهارتها كذلك في اقتفاء أثر الصَّيْد.

نبذة تاريخية

يقول بعض العلماء إن الكلب أول حيوان استؤنس، والارتباط الأوّلي بين البشر والكلاب بدأ منذ أكثر من 12000 عام. في ذلك الوقت كان البشر بدائيين يعتمدون على الصيد وجمع النباتات. ويعتقد الكثير من الخبراء أَنَّ الفضلات الملقاة جذبت أولاً الكلاب إلى مخيمات الصيّادين والجامعين. فقد وجدت الكلاب أن من السهل عليها التغذي بهذه الفضلات القابلة للأكل بدلاً من الصيد لنفسها، ثم أصبحت تدريجيًّا معتمدة في طعامها على البشر، وبدأ البشر بالتالي استئناس الكلاب، فقد حافظت الكلاب على مواقع الخيام نظيفة بأكلها للفضلات، وحذَّرت من اقتراب الغرباء والحيوانات الخَطِرة بالنباح. هذه النظرية اكتسبت دعمًا لأن الكلاب تؤدّي هذه الوظائف نفسها للمجتمعات الحالية التي تستخدم الصيد كما كان الحال مع المجتمعات البدائية.

بعد استئناس الكلاب بدأ بعض الناس في تهجينها من أجل الحصول على صفات جسمية خاصة، وبعض القدرات المتميزة مثل القدرة على الحراسة أو الصّيد، وبهذه الطَّريقة تَطَوَّرت الأصناف المحلية، وأخيراً تَكَوَّنت السُّلالات الخاصّة من الكلاب. الواقع أن العديد من السّلالات تكونت أولاً في الشرق الأوسط على الأقل منذ 4000 عام مضت، وإحدى هذه السّلالات كانت السَّلوقي، وربما كان الأقدم من بين كل السُّلالات الحالِيَّة. اصطحب التُّجار والمكتشفون من الشَّرق الأوسط كلابهم معهم بوصفها سلعة تجارية قيّمة، فساعدوا بذلك في تقديم الكلاب المستأنسة إلى أجزاءٍ أخرى من العالم.

طور الكثير من الحضارات القديمة سلالاتها الخاصَّة من الكلاب. فاليونانيون القدامى ربّوا كلابَ صيدٍ كبيرة تسمى الدرواس (الماستيف)، والرومان احتفظوا بالكلاب باعتبارها حيوانات مدللّة، كما استخدموها للصيد ورعي الغنم. والصينيون القدامى هجنوا كلاب الحراسة وكلاب الصَّيْد، والهنود الأمريكيون طوروا سلالاتهم الخاصّة قرونًا عدة قبل أن يصحب الأوروبيون كلابهم إلى العالم الجديد.

وخلال القرون الوسطى (من القرن الخامس إلى القرن السادس عشر الميلادي)، استخدم البشر في كل أوروبا كلاب القَنْص في الصَّيد، ففي القرن السادس عشر كتب عالم إنجليزي يدعى جون كايوس وصفًا للكلاب الإنجليزية وقد وضع قائمة بست عشرة سلالة تشمل كلاب القنص والدرواس وكلاب الغنم والترير.

استقرت كل السلالات الحالية تقريبًا في أوروبا بحلول القرن التاسع عشر، وفي عام 1884م أنشئ نادي التربية الأمريكي، وتبعته نوادي التربية الأخرى، ويوجد حاليًا أكثر من 60 ناديًا للتربية في كل أنحاء العالم.

إختبر معلوماتك :

  1. ما الحاسة الأكثر قوة في الكلب؟
  2. كم عامًا في المتوسط تعيش الكلاب؟
  3. لماذا يلهث الكلب؟
  4. ما الكلب الوحيد الذي لا يمكنه النباح؟
  5. لماذا لا يجب أن يحدق أي إنسان في كلب غريب؟
  6. متى بدأت الارتباطات الأولى بين الكلاب والبشر؟
  7. ما القدرات التي تختبرها المحاولات الحقلية؟ وما السلالات التي تشترك في هذه المحاولات؟

المصدر: الموسوعة العربية العالمية