الرئيسيةبحث

إثيوبيا ( Ethiopia )



أيقونة تكبير خريطة إثيوبيا
إثيوبيا دولة تقع في الجناح الشمالي الشرقي من قارة إفريقيا أو ما يعرف الآن بالقرن الإفريقي. ويحدُّها من الشمال إرتريا ومن الغرب السودان، ومن الجنوب كينيا والصومال، ومن الشرق الصومال وجيبوتي.

وتعدُّ الكلمة اليونانية التي تحمل معنى الوجوه التي حَرَّقتها الشمس هي الأصل الذي اشتقت منه كلمة إثيوبيا التي أطلقها الإغريق القدامى على سكان جنوبي مصر، بما في ذلك قاطنو دولة إثيوبيا. ويرجع ذلك إلى أن هؤلاء السكان يتميزون ببشرة أكثر دكنةً من سكان دولة الإغريق. ومنذ عهد مضى كان يطلق على دولة إثيوبيا اسم الحبشة . وقد قيل عن هذا الاسم إنه مشتق من كلمة حباشات العربية الأصل التي تعني الخليط من الناس. وهذا بدوره إشارة إلى العناصر المتعددة التي تُشكل سكان إثيوبيا، في حين يعتقد البعض الآخر أن الكلمة جاءت من اسم قبيلة إثيوبية عاشت منذ زمن بعيد.

وتشكل الجبال الوعرة، والهضاب الخصبة معظم مساحات إثيوبيا. كما يعد ساحل البحر الأحمر شمالي البلاد من أشد المناطق حرارةً على مستوى العالم. وقد شهدت البلاد، من حين لآخر، موجات من الجفاف الشديد تسببت في انتشار مجاعات حادة خلَّفت وراءها في السبعينيات والثمانينيات وفي أوائل التسعينيات من القرن العشرين عددًا كبيرًا من الضحايا.

ودولة إثيوبيا واحدةٌ من أقدم دول القارة الإفريقيّة. فقد كان الإمبراطور مينليك الأول هو أول أباطرة إثيوبيا. وقد رسخ الاعتقاد بأن حكام إثيوبيا الذين خلفوه من سلالة ملكة سبأ والنبي سليمان.

وعلى مدى نحو ألفي عام، حكم إثيوبيا العديد من الملوك والأباطرة. وفي سنة 1974م، قام قادة الجيش بانقلاب نتج عنه إقصاء الإمبراطور هيلاسيلاسي عن الحكم. بيد أنّ الأمور لم تستقر بعد خلع الإمبراطور، فقد قامت جماعة متمردة من الجيش عرفت باسم الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية بالإطاحة بالحكومة العسكرية و استعادت إثيوبيا الحكم المدني بإجراء الانتخابات التعددية عام 1995م.

الحكومة الوطنية:

تتكون من هيئة تشريعية ورئيس للوزراء ورئيس للجمهورية. وتنقسم الهيئة التشريعية التي تسمى المجلس الاتحادي البرلماني إلى المجلس الاتحادي ومجلس النواب. تنتخب مقاطعات إثيوبيا أعضاء المجلس الاتحادي وعددهم 117 عضوًا، بينما ينتخب الشعب 548 نائبًا لمجلس النواب. وفي عام 1995م، تم انتخاب نيجاسو جدادو رئيسًا للبلاد وملس زيناوي رئيسًا للوزراء.

الحكومة المحلية:

تم تقسيم دولة إثيوبيا إلى تسع مقاطعات على أساس المجموعات العرقية. وتؤدي الجمعيات الحضرية والريفية أدوارًا في غاية الأهمية في نطاق الحكومة المحلية الإثيوبية التي تساعد في حفظ القانون والنظام.

المحاكم:

تعتبر المحكمة العليا أعلى سلطة قضائية في إثيوبيا ترفع إليها الاستئنافات من المحكمة العالية للاستئنافات التي تُعتبر المحكمة العليا الثانية في البلاد. وتقوم الجمعيات الريفية والحضرية بمساهمات جيدة لخدمة العدالة بالحكم في القضايا الجنائية والمدنية الصغرى.

القوات المسلحة:

يضم الجيش الإثيوبي وقواته الجوية حوالي 100,000 فرد. ولا يمكن الانخراط في صفوف القوات المسلحة إلا عند بلوغ سن الثامنة عشرة.

السكان

الريفيون الإثيوبيون يستخدمون الإبل لحمل مؤنهم من السوق إلى دورهم. درج الكثيرون من السكان على السير على أقدامهم مسافات طويلة للذهاب إلى السوق والعودة منها.

السكان، الأصول واللغات:

قدر عدد سكان إثيوبيا عام 2002م نحو 65,579,000 نسمة وهي الثالثة بعد نيجيريا ومصر في قائمة أكثر الدول سكانًا في القارة الإفريقيّة. ويعيش نحو 85% من السكان في المناطق الريفية على حين يعيش 15% من السكان في المناطق الحضرية. ويبلغ عدد السكان في أكبر مدن إثيوبيا: أديس أبابا نحو 2,084,588 نسمة.

ينحدر الإثيوبيون من ثلاث مجموعات: 1- المجموعة الأولى يمتاز أفرادها ببشرة بنية ويشبهون الأوروبيين. 2- المجموعة الثانية هم الإفريقيون السود. 3- والمجموعة الثالثة هم في الأصل من سكان شبه الجزيرة العربية.

وحاليًا أصبح معظم الإثيوبيين ذوي بشرة بنية وسمات طبيعية تتراوح بين اللون الأوروبي والأَسود.

ويُقسَّم الشعب الإثيوبي عادةً إلى مجموعتين كبيرتين طبقًا للغة التحدث. المجموعة الأولى هم الناطقون باللغات السامية ، والمجموعة الثانية هم الناطقون باللغات الكوشية . وتعيش المجموعة الأولى في شمالي ووسط البلاد. ومن اللغات التي تتحدث بها المجموعة الأولى الأمهرية والتيجرية والغوارجية. ومن ناحية أخرى، يتركز سكان المجموعة الثانية في المنطقة الجنوبية والمنطقة الشرقية من إثيوبيا.

سكان الريف الإثيوبي يعيشون في قرى أو عِزَب معزولة. السكان في هذه القرية من منطقة بيل. والقطاطي الدائرية في الخلف نماذج لمنازل أهل الريف في إثيوبيا.
يعيش معظم سكان إثيوبيا من ذوي الأصل الإفريقي على حدود البلاد من الناحية الغربية ؛ حيث يُشكِّل هؤلاء السكان نحو 5% من إجمالي سكان إثيوبيا ويتحدثون لغات تنتمي إلى عائلة اللغات النيلية ـ الصحراوية. ويُشكِّل يهود إثيوبيا نسبةً بسيطة من إجمالي السكان وهم معروفون باسم الفلاشا ، وأحيانا يُطلْق عليهم لقب اليهود السود لأنهم كغيرهم من سكان إثيوبيا، ذوو بشرة داكنة. وفي أوائل الستينيات من القرن العشرين، كان في إثيوبيا 40 ألفًا تقريبًا من يهود الفلاشا. ومنذ ذلك الوقت، هاجر 90% منهم إلى فلسطين المحتلة. وكانت هجرتهم حدثًا لافتًا للنظر.

تُعد اللغة الأمهرية ـ وهي لغة سامية ـ لغة التخاطب الرسمية في إثيوبيا التي يبلغ فيها عدد اللغات ما يقرب من 70 لغةً بالإضافة إلى 200 لهجة أخرى. يبلغ عدد الناطقين باللغة الأمهرية نحو 50% من سكان إثيوبيا ويستطيع الشعب الإثيوبي التحدث بكلتا اللغتين العربية والإنجليزية إلى جانب اللغة الرسمية. واللغة الجعزية واحدة من اللغات الإثيوبية القديمة، وقد كُتب الإنجيل قديمًا بهذه اللغة. ومازالت هذه اللغة حيّة وتستخدم في طقوس الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية.

أديس أبابا العاصمة وأكبر مدينة في إثيوبيا بها مبان حديثة. وبالإضافة إلى كونها مركزًا تجاريًا رئيسيًا في إثيوبيا، فهي تستضيف مؤتمرات عالمية وإفريقية.

أنماط المعيشة:

يعيش معظم الإثيوبيين في قُرىً أو في عِزَب منعزلة وحياتهم الآن تختلف قليلاً عن حياة أجدادهم، فالغالبية منهم فلاحون يعملون في الأرض بمحاريث خشبية تجرُّها الثيران. وبالإضافة إلى المزارعين، يسكن الريف جماعةٌ من البدو الذين يعملون أساسًا بالرعي. والفقر واسع الانتشار في المناطق الريفية بإثيوبيا، ففي كل عام ينزح عددٌ كبير من الريفيين إلى المناطق الحضرية في محاولةٍ للبحث عن عمل. ويتفشى الفقر أيضًا في المناطق الحضرية. إلا أنَّ سكان الحضر بصورة عامة أفضل اقتصاديًا من سكان الريف وذلك لوجود المدارس، والرعاية الصحية، وكذلك بسبب توفر ضروريات الحياة العصرية مثل الكهرباء.

ويعيش معظم الإثيوبيين في بيوت مستديرة، جدرانها من الإطارات الخشبية ومغطاة بالطين. والبيوت لها سطوح ذات شكل مخروطي، وهي مغطاة بالقش وفي بعض الأحيان تكون مغطاة بألواح معدنية. وفي المناطق التي توجد فيها الأحجار بوفرة، نجد أن العديد من السكان يعيشون في بيوت من الحجر مستطيلة الشكل. وبالإضافة إلى السكن التقليدي فإن المدن الإثيوبية بها الكثير من المباني الحديثة. ويوجد في أديس أبابا الكثير من العمارات المتعددة الشقق وناطحات سحاب كثيرة.

ويرتدي معظم رجال إثيوبيا ونسائها ثيابًا مكونة من قطعة واحدة تُسمَّى شماس يُصنع معظمها من خيوط القطن الأبيض الدقيق. ويرتدي بعض الناس في جنوب إثيوبيا الملابس الجلدية، في حين يرتدي البعض الآخر، وخصوصًا سكان المناطق الحضرية، ملابس تحمل الطابع الغربيّ.

تُعد اليخنة المتبَّلة السميكة التي تسمى الوات، الطعام الشعبي بين الإثيوبيين ويتم صنْعها من اللحم والخضراوات ويضاف إليها غالبًا البيض. ويأكل الإثيوبيون عادة الوات مع قطع من رغيف مثل قرص السكيكة يميل إلى الحموضة قليلاً ويسمَّى أنجيرا .

يستخدم سكان المناطق الريفية الجمال لحمل الاحتياجات المنزلية من السوق، ويسافر عدد كبير من الناس مسافات طويلةً على الأقدام للحصول على احتياجاتهم من الأسواق.

والألعاب المفضلة في إثيوبيا هي كرة القدم والتنس والكرة الطائرة. ويمارس الإثيوبيون أيضاً ألعاب الورق وأنواعًا من الشطرنج والطاولة. ويحتفل الكثير من الإثيوبيين بأعيادٍ يقيمون فيها احتفالات مثل حفلات الزواج والأيام الدينية المقدسة الأخرى.

الدين:

ينتمي نحو 40 % من سكّان إثيوبيا إلى الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية. ويشكّل المسلمون نحو 40% من السكان. ويعيش أكثر المسلمين في جنوب إثيوبيا وهم من قبائل الدناقل والصوماليين والجالا. ورغم تعصب ملوك الحبشة ضد الإسلام والمسلمين لم يتوقف انتشار الإسلام بل تغلغل بين زعمائها. وحين تولى ليج إياسو حفيد مينليك الحكم، أنكر النصرانية وقرر عام 1916م تبعية بلاده دينيًا للخلافة العثمانية. وتدخلت الدول الأوروبية وأرغمته على التخلّي عن العرش. وقد عمل من أتوا بعده على الحد من انتشار الإسلام، ووصل هيلاسيلاسي إلى العرش في تلك الظروف. كما توجد في إثيوبيا مجموعة الفلاشا التي تمارس شكلاً من أشكال الديانة اليهودية أما البقية الباقية من السكان فيمارسون الديانات التقليدية السائدة.

التعليم:

أطفال إثيوبيا غير ملزمين قانونًا بالالتحاق بالمدارس ولذا نجد أن نحو 46% من الأطفال يلتحقون بالمدارس الابتدائية، في حين يلتحق 12% فقط بالمدارس الثانوية. ومنذ عام 1979م، أحدثت إثيوبيا تقدمًا كبيرًا في تطور التعليم حيث أنشئت بها جامعة واحدة هي جامعة أديس أبابا ذات الفروع العديدة في المدن الأخرى.

الفنون:

كثير من الفنون الإثيوبية متعلقة بالديانة النصرانية الأرثوذكسية حيث رسم الفنانون في الماضي على جدران الكنائس المناظر المقدسة وصور القديسين بالإضافة إلى الشرح الذي أضافوه إلى المخطوطات الدينية. أما الكتّاب، فقد كتبوا الشعر الدينيّ وكذلك الأعمال الدينية الأخرى باللغة الجعزية.

ومنذ أوائل القرن العشرين، ألّف الكُتَّاب الإثيوبيون الروايات والمسرحيات والشعر باللغة الأمهرية واللغات الإثيوبية الحديثة الأخرى. أما الفنانون، فقد أبدعوا الصور الجدارية الزيتية، والرسومات، وكذلك الرسم على الزجاج الملون الذي يساير النماذج الغربية.

السطح والمناخ

تبلغ مساحة إثيوبيا نحو 1,104,300 كم² وتغطي الهضبة الإثيوبية معظم الأجزاء الغربية والوسطى من إثيوبيا وتحيط بها الأراضي المنخفضة.

الهضبة الإثيوبية:

تمتد الهضبة الإثيوبية لتغطي مايزيد على ثلثي مساحة الدولة، وتقع على ارتفاع يترواح بين 1,800م و3,000 م فوق مستوى سطح البحر ويعيش فوقها معظم الإثيوبيين. وتضم الهضبة أفضل الأراضي الزراعية. وتزيد الأمطار السنوية التي تهطل على الهضبة الإثيوبية على 102سم ويصل متوسط درجات الحرارة إلى 22°م في المناطق التي تقل فيها ارتفاعات الهضبة عن 2,400م، أما المناطق التي تزيد فيها الارتفاعات على هذا الحد، فإن متوسط الحرارة 6°م.

الأراضي المنخفضة:

تنحدر الهضبة الإثيوبية في كل الاتجاهات ناحية مناطق الأراضي المنخفضة. ويبلغ متوسط درجات الحرارة نحو 27°م في معظم هذه الأراضي التي تنال قدرًا من الأمطار أقل من 51 سم§ في العام. وتقع الأراضي الصحراوية المنخفضة الشديدة الحرارة إلى الجهة الشمالية الشرقية من إثيوبيا، حيث ترتفع درجات الحرارة هناك أحيانًا إلى أكثر من 49°م. وهذه المناطق قليلة السكان بسبب المناخ الجاف وارتفاع درجات الحرارة بالإضافة إلى فقر التربة الزراعية.

الأنهار والبحيرات:

الأنهار الرئيسية في إثيوبيا هي نهر أواش وبارو والنيل الأزرق الذي يُطلق عليه اسم أَبَيْ في إثيوبيا، وجينلي، وأومو، ووابي شبيلي. وأكبر بحيرات إثيوبيا هي بحيرة تانا. وهناك سلسلة من البحيرات التي تمتد خلال الجنوب الإثيوبي على امتداد وادي الأخدود العظيم وتضم بحيرتي أبايا وزيواي.

الحياة الحيوانية والنباتية:

تعيش في إثيوبيا أنواعٌ كثيرة من الحيوانات المتوحَّشة، مثل الظباء والفيلة والزراف والأسود والقرود والخرتيت. وتغطي الأعشاب معظم الهضبة الإثيوبية وكذلك الكثير من الأراضي المنخفضة في جنوب وشرق البلاد. وتغطي الغابات المدارية المطيرة بعض الأجزاء الجنوبية الغربية حيث تنمو أشجار البن بصورة واسعة في غابات الأراضي المرتفعة في الجنوب الغربيّ من إثيوبيا.

الاقتصاد

تعتبر إثيوبيا دولةً نامية، والزراعة فيها هي النشاط الاقتصادي الرئيسي للبلاد، حيث يجدُّ معظم الفلاحين من أجل الحصول على الغذاء لأسرهم. وتعم البلاد من حين إلى آخر موجات من القحط الشديد ينتج عنها تعرُّض البلاد للمجاعة. يعمل بالزراعة نحو 85% من قوى العمل و10% في الأعمال الخدمية والحكومية و5% في مجال الصناعة. ويُعَدُّ التعدين والصيد من الأنشطة الاقتصادية الأقل انتشارًا. ومن ناحية أخرى، فإنَّ الدولة تهيمن على اقتصاديات البلاد.

الزراعة:

ينتج معظم الفلاحين الإثيوبيين سلعًا تُستخدم أساسًا في الاستهلاك المحلي. وتضم المحاصيل الرئيسية القمح والذرة الصفراء، ويزرع الفلاحون البن في الجنوب الغربي للبلاد وذلك بقصد البيع. ومن المحاصيل الأخرى التي تزرع بهدف البيع الحبوب الزيتية وقصب السكر. ومن الجدير بالذكر أيضًا أنَّ الشعب الإثيوبي يربي الأبقار والماعز والأغنام والدجاج.

وتمتلك الحكومة الإثيوبية كلَّ الأراضي الزراعية في البلاد. وحدود الملكية الزراعية لكل عائلة ليس أكثر من عشرة هكتارات من الأرض. وتدير الحكومة أيضًا مساحاتٍ واسعة من المزارع.

ويستغل الفلاحون جزءًا صغيرًا فقط من الأراضي الصالحة للزراعة في إثيوبيا. ولزيادة الرقعة الزراعية في البلاد لابدَّ من تحسين طرق وأدوات الزراعة وكذلك التسويق ووسائل النقل.

التصنيع:

يُعتَبر إنتاج المنسوجات النشاط التصنيعي الرئيسي في إثيوبيا، ومن المنتجات الصناعية الأخرى الإسمنت والأغذية والأحذية.

التجارة الخارجية:

الصادرات الرئيسية لإثيوبيا هي البن، والجلود، والحبوب الزيتية. أما بالنسبة للواردات، فهي تشمل المواد الكيميائية والنفط الخام، والآلات. والدول التي تتعامل معها إثيوبيا في تجارتها الخارجية هي: ألمانيا، إيطاليا، اليابان، الولايات المتحدة الأمريكية.

النقل والاتصالات:

معظم الطرق في إثيوبيا غير معبدة. ويوجد خـط واحـد للسـكـك الحديدية يربـط أديس أبابا بميناء جيبوتي. ويوجد المطار الجوي الدولي في أديس أبابا. وتمر معظم التجارة الخارجية لإثيوبيا خلال ميناء جيبوتي.

يوجد في إثيوبيا نحو ثلاثة ملايين جهاز راديو، ونحو 40 ألف جهاز تلفاز. وتصدر في إثيوبيا ثلاث صحف يومية، اثنتان منها باللغة الأمهرية أما الثالثة فتصدر باللغة الإنجليزية.

نبذة تاريخية

العصور الأولى:

وجدت بعض أجزاء أحفورية قديمة للإنسان يرجع تاريخها إلى نحو مليوني عام. في القرن الخامس قبل الميلاد، سكنت المنطقة جماعتان هما الساميون والكوشيون.وقد كان الكوشيون فلاحين أو رعاة، أما الساميون فكانوا فلاحين أو تجاراً.

مملكة أكسوم:

هي أوّل دولة مهمة في المنطقة المعروفة الآن باسم إثيوبيا حيث تم تأسيسها في القرن الثالث الميلادي وكانت عاصمتها مدينة أكسوم. وأصبحت مملكة أكسوم أكثر ثراءً من خلال تجارتها مع الجزيرة العربية ومصر واليونان والهند وفارس وروما ؛ فقد كانت تصدر الذهب والعاج والتوابل.

وقد بلغت مملكة أكسوم أوج قوتها في القرن الرابع الميلادي وذلك تحت حكم الملك عيزانا الذي جعل النصرانية الديانة الرسمية. وخلال القرن السابع الميلادي انهارت قوة أكسوم بعد أن سيطر المسلمون على الجزيرة العربية والبحر الأحمر وساحل إفريقيا الشماليّ وتمّ لهم الهيمنة على طرق التجارة الدولية ومن ثم القضاء على تجارة أكسوم.

عهد زاقوي:

بعد انهيار مملكة أكسوم، ظهرت مملكة جديدة تحكمها سُلالة زاقوي. سيطرت هذه الأسرة على الحكم في الهضبة الإثيوبية واتخذت روها، التي تدعى الآن لاليبيلا عاصمة لها على بعد 240 كم إلى الجنوب من أكسوم. وفي حوالي عام 1200م وصل إلى الحكم الملك لاليبيلا وهو من أشهر ملوك زاقوي. وقد قام هذا الملك ببناء عددٍ من الكنائس تم نحتها في الصخر الصلد ولاتزال هذه الكنائس قائمة في روها. وفي عام 1270م، أطاح يكانو أملاك، الذي يقال إن نسبه يمتد إلى النبي سليمان وملكة سبأ، بمملكة زاقوي، وبعدها انقسمت الإمبراطورية الإثيوبية في القرن السادس عشر الميلادي إلى عددٍ من الممالك الصغيرة.

مينليك الثاني:

اعتلى العرش عام 1889م وعاد لتوحيد الإمبراطورية الإثيوبية، وذلك بالسيطرة على الممالك الصغيرة.

وفي عام 1896م حقَّق الإمبراطور مينليك الثاني انتصارًا ساحقًا على الجيش الإيطالي وذلك في المعركة التي دارت بين الطرفين في أدوا حيث كان الجيش الإيطالي يسيطر على جزء من الأراضي الإثيوبية. وكان من نتائج هذه المعركة أنها أكسبت الإمبراطور المنتصر الكثير من الاحترام من قبل شعب بلاده. كما أنها ساعدت على توسيع سيطرته على باقي البلاد.

ومن الجدير بالذكر أنه في عهد الإمبراطور مينليك الثاني، استطاعت إثيوبيا التوسع بضم الممالك الصغيرة، ونتج عن ذلك أن زادت رقعة البلاد من ناحية الجنوب والشرق.

واستطاع مينليك الثاني أن يجعل من أديس أبابا عاصمةً للبلاد، وبدأ العمل في بناء خط للسكة الحديدية ربط بين أديس أبابا وجيبوتي وفضلاً على ذلك، أسَّس الإمبراطور أول المدارس الحديثة والمستشفيات في دولة إثيوبيا.

وفي عام 1913م توفي مينليك وتولى العرش ليج إياسو وهو الابن الأكبر للإمبراطور مينليك الثاني. وأطيح به في عام 1916م بتعاون بريطانيا وفرنسا وإيطاليا، وذلك بسبب دخوله في الإسلام. وكانت هذه الدول قد استاءت من الإمبراطور المناهض لها خلال الحرب العالمية الأولى (1914-1918م). وبعد الإطاحة بالإمبراطور اعتلت العرش الإمبراطورة زوديتو ابنة الإمبراطور مينليك الثاني حيث ساعدها ابن عمها راس تافاري على تولّى شؤون الحكم. وبناءً على ذلك، أصبح تافاري من العائلة الحاكمة.

هيلاسيلاسي:

عندما توفيت الإمبراطورة زوديتو في عام 1930م اعتلى تافاري العرش ولقب نفسه هيلا سيلاسي الأول، وسار على النهج السياسي للإمبراطور مينليك الثاني. وفي عام 1931م، وضع هيلا سيلاسي أول دستور مكتوب.

وفي عام 1935م، قامت إيطاليا بغزو إثيوبيا في محاولة لتوسيع مستعمراتها في القارة الإفريقية. وفي عام 1936م، دخلت إيطاليا أديس أبابا وهرب الإمبراطور هيلاسيلاسي ناجيًا بنفسه إلى السودان ثم بريطانيا. كان حكم الإيطاليين في دولة إثيوبيا في منتهى القسوة، وبرغم ذلك أنشئت العديد من الطرق الممهدة في عهد الاستعمار الإيطالي ليتيسر للمستعمرين التنقل والتمكين للاستعمار. وقد انتفع الإثيوبيون من هذه الإنشاءات. وفي عام 1941م، أثناء الحرب العالمية الثانية، استطاعت الجيوش الإثيوبية، بمساعدة الجيوش البريطانية، طرد القوات الإيطالية خارج البلاد، وعندئذ استطاع الإمبراطور هيلاسيلاسي العودة إلى الحكم.

في عام 1961م، طالب الإرتريون بالاستقلال عن إثيوبيا، ولكن هذا الطلب قوبل بالرفض من جانب الحكومة الإثيوبية، وعندئذ اندلعت حرب تحرير إرتريا. ومن الجدير بالذكر أنَّ المنطقة الواقعة في الجنوب الشرقي لدولة إثيوبيا والمسماة الآن أوجادين أصبحت منبع المشكلات في الستينيات من القرن العشرين. حيث طالبت الصومال، وهي دولة مجاورة، بحقها في هذه المنطقة التي كان قد جرى ضمُّها إلى إثيوبيا في عهد مينليك الثاني عام 1890م، كما قاوم الصوماليون الذين كانوا يعيشون فيها الحكم الإثيوبي. وفي السبعينيات من القرن العشرين، نشبت الحرب بين إثيوبيا والصومال حول هذه المنطقة.

استيلاء العسكريين على السلطة:

في الستينيات من القرن العشرين، أصبح الكثير من الإثيوبيين غير راضين عن حكم الإمبراطور هيلاسيلاسي وطالبوا بمستوى معيشة أفضل للطبقة الفقيرة منهم، وبالإضافة إلى ذلك فقد ناهضوا الفساد الحكومي وطالبوا بوضع نهاية له. وعمَّت البلاد موجات من القحط والجفاف الشديدين في عامي 1972م و 1973م وذلك أدى إلى حدوث مجاعة شملت الجزء الشمالي الشرقي من البلاد. واتهم منتقدو الإمبراطور هيلاسيلاسي بأنه قد تجاهل ضحايا المجاعة، الأمر الذي شجع قادة الجيش على خلع الإمبراطور وإبعاده عن الحكم عام 1974م.

قامت الحكومة العسكرية تحت قيادة المقدم منجستو هيل ماريام بانتهاج سياسة اشتراكية، الأمر الذي أدّى إلى تقارب بين دولة إثيوبيا والاتحاد السوفييتي (سابقًا).

بدأت الحكومة سياستها باستصلاح مساحات شاسعة من الأرض، وبإنهاء نظام الإقطاع لطبقة النبلاء ؛ حيث ادعت الحكومة ملكية هذه الأراضي وقامت بتحويلها إلى مزارع. لكنَّ النظام العسكريّ الحاكم قام بقتل العديد من معارضيه. وفي أواخر السبعينيات من القرن الحاليّ، طالب أهالي منطقة التيجري في شمال إثيوبيا بالاستقلال عن الحكومة المركزية.

وفي عام 1987م، اتبعت إثيوبيا دستورًا جديدًا دعا للعودة إلى نظام الحكومة المدنية، وقام الشعب بانتخاب أعضاء البرلمان. ولكن، في نفس الوقت، ظلت البلاد تحت سيطرة قادة الجيش. وتم انتخاب المقدم منجستو رئيسًا للبلاد. ووصلت الحروب الدائرة حول منطقة أوجادين إلى نهايتها عام 1988م عندما وقّعت الصومال وإثيوبيا ـ وهما طرفا النزاع ـ معاهدة سلام. غير أنه لم ينتج عن ذلك حسم ووقف النزاع القائم في كلٍّ من تيجري وإرتريا بل ظل النزاع قائمًا في هاتين المنطقتين.

إثيوبيا اليوم:

في منتصف الثمانينيات من القرن العشرين، اجتاحت البلاد موجةٌ حادة من المجاعة راح ضحيتها عشرات الآلاف من الشعب الإثيوبي نتيجة الجوع والمرض وسوء التغذية. وقد عادت موجة الجفاف والقحط في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات مما أدَّى إلى استفحال المجاعة وانتشار الأمراض.

استمرت الحكومة الإثيوبية في مواجهة التمرد والمتمردين في منطقة تيجري وإرتريا في الثمانينيات من القرن العشرين.

لكنَّ الثوار ازدادوا قوة على قوتهم في أوائل التسعينيات، واستطاعت مجموعة من الثوار عام 1991م مكونة من قوات تيجري وقوات من إرتريا، بالإضافة إلى قوات أخرى هزيمة الرئيس منجستو وجيشه. واستولى الثوار ومعظمهم من منطقة تيجري على الحكومة كما قام الثوار القادمون من إرتريا بتأسيس حكومتهم في إرتريا حيث بدأت المفاوضات بينهم وبين الحكومة الإثيوبية الجديدة بقيادة ملس زيناوي حول موضوع الاستقلال إلى أن تحقق الاستقلال لإرتريا عام 1993م. لم ترسم الحدود بين الدولتين بعد استقلال إرتريا ؛ مما أدى إلى نشوب حرب بين البلدين في مايو 1998م. وفي مطلع عام 2000م، تطور النزاع إلى حرب شاملة احتلت، على إثرها، القوات الإثيوبية مناطق واسعة من إرتريا.

وفي عام 1994م، اختارت إثيوبيا لنفسها دستورًا جديدًا، وأجريت أول انتخابات تعددية عام 1995م. فازت الجبهة الشعبية الديمقراطية الثورية التي تهيمن على الحكومة منذ 1991م في هذه الانتخابات وفي الانتخابات التي تلتها عام 2000م.

وفي ديسمبر 2000م، شكل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لجنة لترسيم الحدود بين البلدين. وقد أصدرت اللجنة حكماً نهائياً ملزماً في فبراير 2002م.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية