الرئيسيةبحث

أوكلاند ( Auckland )



مدينة أوكلاند يوجد بها مرفأ ويتيماتا على جانبيها الشمالي والشرقي. وفي خلفية الصورة توجد جزيرة رانجي توتو، وهي منطقة بركانية خامدة يحظر البناء عليها.
أوكلاند أكبر مركز سكاني في نيوزيلندا، ويبلغ عدد سكانها 345,768 نسمة. ويبلغ عدد السكان في منطقة بلدية أوكلاند الحضرية 1,109,100 نسمة. ويتمركز أكثر من ربع سكان البلاد في مدينة أوكلاند وضواحيها. ومن المدن التابعة لها ؛ تاكابونا، إيست كوست ييز، بيركينهد في الشمال، ويتيماتا وماونت ألبرت إلى الغرب، ومدن مانوكاو، وباباكورا وبابا توتو في الجنوب. بالإضافة إلى عدد من المدن الصغرى. وتقع المنطقة التجارية حول شارع كوين في وسط مدينة اوكلاند. وبسبب مناخها اللطيف وفرص العمل ووسائل الترفيه وجمال طبيعتها، اجتذبت أوكلاند الناس من جزر المحيط الهادئ وأوروبا والمناطق الأخرى في نيوزيلندا.

المدينة

شعار أوكلاند الذي يعود إلى عام 1911م. ترمز السفينة إلى المدينة الميناء والقوس والمجرفة إلى أعمال مجلس المدينة. ويرمز قرن الوفرة إلى الزراعة. أما طائر الكيوي فهو يمثل نيوزيلندا.

الموقع:

شُيدت المدينة على برزخ ضيق من الأرض التي تصل الجزء الأكبر من الجزيرة الشمالية بأرض الشمال. وتقع بين مرفأين ؛ مرفأ ويتيماتا إلى الشمال والشرق، ومرفأ مانوكاو إلى الجنوب والغرب. ويقوم ذراع شبه جزيرة كوروماندِل بحماية مياه مرفأ ويتيماتا المزدحم، وكذلك مياه خليج هاوراكي. وبالإضافة إلى ذلك، تحمي سلسلة من الجزر المرفأ الذي يُعدّ وادياً مغموراً بالمياه. وتحيط به العديد من التلال والهضاب البركانية، ووصل عدد الفوهات البركانية التي تم التعرف عليها في المنطقة إلى 114 فوهة. وقد حّول الشعب الماووري القديم 39 من تلك الفوهات، على الأقل، إلى قرى محصنة تسمى با. ويبلغ ارتفاع أعلى بركان من البراكين الستة الرئيسية التى مازالت موجودة 196م، ويسمى مونجاوهاو (جبل إيدن) وكان في وقت من الأوقات موقع قرية محصنة تتسم بالفخامة. وتقع أوكلاند على بعد 680 كم شمالي ويلينجتون وتبلغ مساحة المدينة 101,000 هكتار.

وسط المدينة:

يمتدّ حول شارع كوين من طريق كارانجابيه وإلى منطقة كوي. وهي منطقة دائبة الحركة لوجود رجال الأعمال والمحلات التجارية بها. ويجتذب مركز أوتي ـ وهو مركز ثقافي ودار للمؤتمرات تم تشييده في منتصف الثمانينيات ـ العديد من الزائرين.

ضاحية بارنيل من أقدم ضواحي المدينة. وفيها عدد من المحلات التي تقدم للزائرين المقتنيات القيمة المصنوعة بأيدى النيوزيلنديين.

الضواحي:

تمتد ضواحي أوكلاند الغربية من ناحية سلاسل جبال وايتاكاري الجميلة، حيث ترتفع أعلى قمة إلى 1474م فوق سطح البحر. وتقع وراء سلسلة الجبال هذه شواطئ الساحل الغربي الوعرة. وتشتمل الضواحي الغربية على وادي هندرسون الخصب، حيث تزرع الفواكه والأعناب، وإلى الجنوب تقع مناطق صناعية واسعة، وأراضي البساتين التى تكثر فيها زراعة الخضراوات، ومنتجات الألبان ويقع فيها المطار الدولي. وتعدّ تاكابونا وهندرسون وويري من المراكز الصغرى الرئيسية. وتشتمل جزيرة واي هيكي، وهي كبرى الجزر الموجودة في مرفأ ويتيماتا، على عدد صغير من السكان، إلا أنه آخذ في الازدياد. ويتراوح عدد السكان مابين 4,000 و20,000 نسمة حسب فصول السنة. وينتقل السكان الدائمون في الجزيرة إلى وسط المدينة يومياً، أما جزيرة رانجي توتو فترتفع 260م وتشرف على أفق المرفأ.

مرفأ ويتيماتا:

وهو يغطي مساحة قدرها 20,000 هكتار. ويعني الاسم في لغة الشعب الماووري المياه المتلألئة ويبلغ طول الشواطئ وواجهة المد والجزر نحو 317كم.

مرفأ مانوكاو:

يقع على الجانب الجنوبي، وفيه الكثير من التلال الرملية والمستنقعات الطينية. ويعني الاسم في اللغة الماوورية محل الطيور السابحة. ويغطي مرفأ مانوكاو مساحة قدرها 39,400 هكتار، ويبلغ طول واجهته البحرية نحو 386كم. وعلى الرغم من ذلك لا يمكن استغلال المرفأ إلافي أعمال الشحن الساحلية، وذلك بسبب وجود مرتفع رملي عند مدخله، ووجودالقنوات الضيقة الملتوية التي تؤدي إلى رصيف أونيهونجا البحري.

السكان والعمل

السكان:

يشكل الناس من أصل أوروبي أكثر من 80% من السكان فى أوكلاند. وتوجد مجتمعات من الهولنديين والدلماسيين، وكذلك مجتمعات من أصل نيوزيلندي أو بريطاني، ويعد عدد المنحدريين من أصل بولينيزي والذين يعيشون فى أوكلاند أكبر من عددهم في أي مدينة أخرى فى العالم. كما يعيش هناك كذلك ماووريون وصينيون وهنود. وتبذل جهود كبيرة في أوكلاند بغية تشكيل مجتمع متعدد الثقافات ذي صبغة نيوزيلندية فريدة.

ميناء أوكلاند أكبر ميناء في نيوزيلندا. وتشمل الواردات: الحديد والفولاذ والسكَّر والحبوب. وتشمل الصادرات منتجات الألبان واللحوم والصوف.

ميناء أوكلاند:

يقع في قلب المدينة ويعدّ دعامة الحياة التجارية بها. وتقوم هيئة مرفأ أوكلاند والتي تشرف على مرفأي ويتيماتا ومانوكاو بإدارة الميناء من مبناها الذي يرتفع تسعة طوابق على رصيف برنسيس. والمبنى مزود بموقف ركاب حديث وبالخدمات اللازمة. وتتولى خدمات الرصيف الحديثة الشحنات التقليدية وشحنات الحاويات وشحنات عبارات السيارات. ويبلغ حجم التعامل 5,6 مليون طن متري كل سنة. ويستقبل مرفأ ويتيماتا نحو 1750 سفينة محلية وباخرة محيطية بما فيها 30 باخرة ركاب. وتعد أوكلاند أكبر ميناء في نيوزيلندا يقوم باستقبال ثلث واردات البلاد. ويبلغ حجم تجارة الواردات والصادرات في الميناء سنويًا نحو 4,6 مليون طن متري. ويتم معظم العمل من خلال مرفأ ويتيماتا.

الصناعة:

يبلغ عدد المصانع في أوكلاند 3,350 مصنعاً وتستخدم هذه المصانع نحو 120 ألف عامل وتشمل الصناعات الموجودة في أوكلاند وماحولها منتجات اللحوم، ومصانع النبيذ، ومدابغ الجلود ومستودعات الزبدة والصوف. ويوجد في المدينة كذلك مزيج من الصناعات الثقيلة والخفيفة التي تنتج المعدّات والمراكب والأجهزة البحرية والملابس والأدوات الكهربائية والأطعمة وصناعات الزجاج ومنتجات البلاستيك والأحذية. وتوجد معظم الصناعات في جنوبي المدينة، إلا أنّ مصنعاً كبيراً للخزف يوجد في منطقة نيولين يقوم بتصدير منتجاته على نطاق واسع. وبعيداً إلى الجنوب عند مدينة جلينبروك وبالقرب من واييوكو يوجد مصنع للحديد والفولاذ يستخدم قطع الخردة لإنتاج الفولاذ.

الاتصالات:

توجد في أوكلاند صحيفتان يوميتان هما نيوزيلنداهيرالد وأوكلاند ستار. وتوجد كذلك مجلة شهرية وثماني صحف تصدرها البلديات وثماني محطات إذاعية وقناتان للتلفاز.

الحياة الثقافية وأماكن الزيارة

التعليم:

تَضُمٌّ جامعة أوكلاند كليات الطب، والهندسة المعمارية، والهندسة، والقانون، والفنون الجميلة، ويكملها معهد مانوكاو التقني وفرعا معهد أوكلاند التقني. وتتخذ كلية لتدريب المعلمين من أوكلاند مقراً لها. وتقوم نحو 300 مدرسة ابتدائية وإعدادية وثانوية بتعليم نحو 150 ألف تلميذ، وقد حققت بعض المدارس الحكومية الثانوية العريقة مثل مدرستي أوكلاند ومونت ألبرت العموميتين للبنات شهرة رفيعة مماثلة للشهرة التي حققتها المدارس الخاصة والممتازة. وتشمل المدارس الخاصة ؛ كلية كينج وكلية سانت كينتيجيرن، ومدرسة ديو سيسان الثانوية، وكلية سانت كوثبرت، وكليات القلب المقدس.

العمارة:

تبرز رعاية وتجديد البيوت مثل هايوك، وكيندر هاوس، وكوخ أونهونجا فينسيبل الاهتمام المتزايد بالمباني القديمة. وقد قام السيرجون لوجان كامبل وهو من أوائل الرواد بتشييد أقدم مبنى في أوكلاند عام 1842م، وهو كوخ مبني من ألواح من خشب الصنوبر. وتم نقل الكوخ من موقعه الأصلي على الساحل إلى منطقة وان تري هيل.

المكتبات:

تحتوي مكتبة بلدية أوكلاند على مجموعة شاملة من الكتب. وتخدم المدينة كذلك المكتبات الفرعية ومكتبات تشرف عليها البلديات الأخرى على مستوى العاصمة.

المتاحف والقاعات الفنية:

شُيِّد متحف أوكلاند في عام 1928 م لتكريم النيوزيلنديين الذين خدموا في الحرب العالمية الأولى (1914م - 1918م)، وتوجد إضافات للمتحف لإحياء ذكرى الحرب العالمية الثانية (1939- 1945م). ولدَى المتحف أشهر مجموعة في العالم لفنون ومصنوعات الشعب الماووري والشعب البولينيزي، وكذلك مكتبة قيمة لأدب منطقة المحيط الهادئ.

تحتوي قاعة بلدية مدينة أوكلاند للفنون الجميلة على مجموعة ممتازة من الأعمال النيوزيلندية والأوروبية، كما تقوم بتنظيم العروض المتجولة والمناسبات القادمة من الخارج. أما متحف النقل والتقنية والنصب التذكاري في كيث بارك فيقدمان معروضات تعكس تاريخ نيوزيلندا في علم الطيران والأجهزة الزراعية من أيام أوائل المهاجرين، ويعرضان كذلك السيارات الكلاسيكية والعتيقة ونموذجاً لقرية نيوزيلندية وتقنية الاتصالات.

المسارح:

تمتلك شركة أوكلاند للمسرح المحترف داراً مزودة بقاعات ومسارح. وتقدم على مسرح ميدمنت التابع لجامعة أوكلاند وصالة بلدية المدينة ومسرح صاحب الجلالة وأماكن أخرى، العروض المحلية والزائرة.

الموسيقى:

تتركز الحركة الموسيقية في المدينة في قاعة المدينة وكاتدرائية سانت ماري، حيث تقدم الحفلات الموسيقية للفنانين المحليين والعالميين.

أماكن الزيارة:

توجد في أوكلاند العديد من الحدائق والشواطئ. والحدائق الرئيسية الموجودة في وسط المدينة هي أوكلاند دومين، وألبرت بارك وكورن وول، ووان تري هيل وبارنيل روز. أما حديقة الحيوان فتوجد في منطقة وسترن سبرينجز، وقد افتُتح عالَم أعماق البحار المسمى عالم كيلي تارتون لأعماق البحار والموجود في طريق تاماكي المطل على المياه في عام 1985م. ويتميز بوجود أكبر مكان لعرض الأسماك، وكذلك أطول أنفاق صناعية تحت الماء في العالم. وتقدم حديقة التراث، في منطقة إيلرسلي جانبًا من المعروضات والعروض الترفيهية التي تظهر جوانب مختلفة من ثقافة وماضي نيوزيلندا. ويوجد كذلك في أوكلاند عدد من الأسواق وحدائق الملاهي وطرق السير وأراضي للعب الجولف والقاعات الفنية. وتعدّ أوكلاند مركزًا رئيسيًا من مراكز رياضة ركوب الزوارق. وبسبب اليخوت التي تبحر في مرفأيها الواسعين لقبت المدينة باسم مدينة الأشرعة. ويشترك أكثر من ألف يخت، في شهر يناير من كل عام، في واحد من أكبر سباقات اليخوت في العالم والذي يستمر ليوم واحد في مياه مرفأ ويتيماتا. وتتوافر الجولات البحرية في المرفأ وكذلك الرحلات الجوية لمشاهدة المناظر.

الحكومة والخدمات

الحكومة:

تحكم تسعة مجالس بلدية مدينة أوكلاند وهي: مانوكاو، تاكبتا، ويتيماتا، بيركين هيد، إيست كوست بيز، ماونت ألبرت، بابا توتو، وبلدية بابا كورا بالإضافة إلى ثمانية عشر مجلساً مدنياً أصغر، تجمع الضرائب من أصحاب العقارات وتطبق نظم الخدمات المحلية.

ويقوم الناخبون ودافعو الضرائب بانتخاب أعضاء هذه المجالس كل ثلاث سنوات. وتضطلع هيئة أوكلاند الإقليمية بتوفير خدمات المياه، والحافلات العامة والصرف الصحي والطيران والدفاع المدني والتخطيط الإقليمي، ويقوم دافعو الضرائب بدفع قيمة هذه الخدمات. وتفرض هيئة مرفأ أوكلاند رسوماً على السفن والبضائع.

جسر مرفأ أوكلاند افتتح في عام 1959م ويصل المدينة بالساحل الشمالي ويبلغ طوله 1020م.

المواصلات:

تنقل الحافلات المواطنين من مقارّ أعمالهم وإليها، بينما تقوم قطارات الديزل بخدمة الأحياء الجنوبية والغربية. وتسير العّبارات من المدينة إلى منطقة دينون بورت على الساحل الشمالي وإلى جزيرة واي هيكي.

وتصل خطوط السكك الحديدية وثلاث طرق عامة أوكلاند بمدن جزيرة الشمال. وتتحرك الحافلات المتجهة إلى الضواحي الخارجية، وكذلك حافلات المسافرين إلى الأماكن الأخرى في منطقة أوكلاند من موقف الحافلات في محطة بريتومارت بالاس .

ويصل جسر مرفـأ أوكلاند الذي افتتح في مايو 1959م المدينة بالساحل الشمالي. ويبلغ طول الجسر 1020م ويبلغ عرضه عند المنتصف 244م. ويرتفع طريق الجسر 43م فوق سطح الماء. وتمر السفن تحت الجسر إلى مصنع تكرير السكر في منطقة شلسي. ويمكن للمطار الموجود في منطقة مانجيير أن يستقبل أكبر الطائرات حجماً. ويستغل سلاح الطيران الملكي النيوزيلندي مطار وينوواباي. أما النوادي الجوية والطائرات الزراعية فتستخدم مطار اردمور.

نبذة تاريخية

ضاحية ديفنبورت من الضواحي القديمة وتوجد على الساحل الشمالي من مرفأ أوكلاند وتخدمها العبّارات.

وجد علماء الآثار علامات تدل على أنّ الشعب الماووري قد عاش في منطقة أوكلاند قبيل القرن الرابع عشر الميلادي، إلا أنه من المحتمل أن تكون القبائل الماوورية الأولى استقرت بأعداد كبيرة أثناء القرن الرابع عشر الميلادي, وقد تصارعت العديد من القبائل من أجل السيطرة على الأرض الزراعية الخصبة ومناطق الصيد في المرفأ، وشيدت قلاعاً على التلال ذات خنادق وحفر وحواجز, وسيطرت قبيلة نجاتي ـ واتووا قبيل حلول عام 1750م سيطرة تامة على الأراضى, إلا أن الصراع الضاري بين مجموعات مختلفة استمر حتى عام 1827م,

وفي سبتمبر 1840م قرر نائب حاكم نيوزيلندا، وليم هوبسون نقل عاصمته من منطقة راسل إلى المنطقة التي حول مرفأ ويتيماتا, وقرر كذلك أن يطلق على المنطقة اسم اللورد أوكلاند، أول لورد فى أميرالية البحر, ونقلت العاصمة إلى ولنجتون في عام 1865م.

وفي 29 يوليو عام 1841م، قامت مجموعة من زعماء الماووريين بمن فيهم آبيهاي تيه كاواو، وتينانا وكذلك الزعيم ريوتي تماكي ببيع 1,214 هكتاراً للحكومة وكان الثمن كالآتي:

50 جنيهاً إسترلينياً،50 بطانية،20سروالاً،20 قميصاً،10صدريات،10قبعات، 4علب دخان، صندوق من الغلايين ( ج غليون للتدخين )، 91 متراً من الثياب، عشر أوانٍ حديدية، كيس من السكَّر، كيس من الدقيق و20 فأسًا.

وفي أبريل 1841م باعت الحكومة أول أرض للمستوطنين مقابل 21,299 جنيهاً استرلينيًا, ووصلت أول باخرتين بالمهاجرين دوقة أرجيل و جين جيفرد من منطقة جرينوك باسكتلندا في التاسع من أكتوبر 1842م وعلى متنهما 535 مستوطناً, وأدت التجارة المزدهرة والتنافس على اكتشاف الذهب في منطقة كورومانديل عبر مصب نهر التايمز عام 1852م إلى نمو المدينة بسرعة, وسارت أولى مركبات الترام عام 1902م وافتتح مبنى البلدية عام 1911م,

★ تَصَفح أيضاً: نيوزيلندا، تاريخ ؛ حديقة الحيوان.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية