أنجولا ( Angola )
لواندا العاصمة وكبرى مدن أنجولا فيها العديد من الأبنية الحديثة والشوارع العريضة المشجرة. |
يعيش معظم السكان في المناطق الريفية ويعملون في الزراعة. تنتج أنجولا العديد من المحاصيل المتنوعة بما فيها الموز والبن والذرة الشامية وقصب السكر ونبات المنيهوت (الكاسافا) الذي يستخرج من بذوره مادة النشاء.
يوجد في أنجولا العديد من الثروات الطبيعية مثل الماس والحديد الخام والنفط. لواندا عاصمة أنجولا وأكبر مدنها كما أنها أحد الموانئ الرئيسية في القارة الإفريقية.
حصلت أنجولا على استقلالها في شهر نوفمبر عام 1975م. وحكم البرتغاليون أجزاء من هذه البلاد ودام حكمهم لهذه المناطق منذ بداية القرن السادس عشر الميلادي. عاشت أنجولا منذ عام 1975 حرباً أهلية طاحنة غير أنه تم التوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار في عام 2002م.
نظـام الحكم:
يعتبر الرئيس أعلى سلطة في حكومة أنجولا، وتتكون الجمعية الوطنية وهي الهيئة التشريعية بالبلاد من 220 عضوًا. وينتخب الشعب الأنجولي الرئيس والجمعية الوطنية انتخابًا مباشرًا. يختار الحزب الفائز بأغلبية مقاعد الجمعية الوطنية رئيس الوزراء الذي يساعد في الاضطلاع بأعمال الحكومة اليومية.الخريطة السياسية لأنجولا |
السكان:
معظم سكان أنجولا من الإفريقيين السود، وينتمون إلى عدة فئات عرقية وتضم كبرى المجموعات العرقية كلا من: الأوفيمبوندو والكونغو واللواندا ـ تشوكوي. وقبل أن تنال أنجولا استقلالها كان يعيش بها أكثر من 400 ألف أوروبي، إضافة إلى المولدين من السود والبيض، ويطلق عليهم اسم المستيزو، إلا أن معظم الأوروبيين فروا من البلاد أثناء الحرب الأهلية.ويعيش في المناطق الريفية حوالي ثلاثة أرباع السكان، ويعملون بالزراعة والرعي وينتجون قدرا من المحاصيل يكفي لسد احتياجاتهم الشخصية. ولكن معظم الأوروبيين والملونين يعيشون في المدن ويديرون مصالح تجارية محدودة أو يعملون في وظائف تتطلب مهارات إدارية وفنية. إلا أن العديد من الأفارقة تمكنوا مؤخرا من شغل أماكنهم في هذه الوظائف.
ويتحدث معظم سكان أنجولا من السود لغة تعود في الأصل إلى جماعة البانتو. ★ تَصَفح: البانتو. أما الأوروبيون والمولدون السود المتعلمون فيتحدثون اللغة البرتغالية وهي اللغة الرسمية للبلاد.
تبلغ نسبة الذين يدينون بالنصرانية 90% معظمهم من الكاثوليك، بينما يدين نحو 10% بمعتقدات محلية. وتصل نسبة الذين يستطيعون القراءة والكتابة من الأنغوليين إلى 41%.
السطح والمناخ:
تشكل أنجولا جزءًا من السهل الواسع المرتفع الواقع في القسم الجنوبي من القارة الإفريقية. وتشكل المرتفعات التي تغطيها الأعشاب معظم أراضي أنجولا. إلا أن هناك صحراء صخرية تغطي القسم الجنوبي من البلاد. وترتفع الأراضي الداخلية بشكل تدريجي باتجاه الغرب حيث تنحدر بشدة باتجاه السهل الساحلي الضيق حيث يوجد القليل من المناطق الطبيعية الخضراء. أما النباتات الاستوائية فتتكاثر في المناطق الشمالية من البلاد.يوجد في أنجولا العديد من الأنهار كما أن شريطها الساحلي يمتد لمسافة تزيد عن 1,400كم. وتتجه بعض الأنهار شمالا إلى نهر الكونغو في حين تتجه أنهار أخرى جنوبا نحو المحيط الأطلسي. أما نهرا كونين وكوانزا إضافة إلى عدد قليل من الأنهار الأخرى فتستخدم كمجارٍ مائية صالحة للملاحة باتجاه الداخل.
وتصل معدلات درجات الحرارة في مناطق السهل الساحلي في شهر يناير إلى حوالي 21°م كما تصل إلى حوالي 16°م في شهر يونيو. وتكون درجة الحرارة في معظم المناطق الداخلية أعلى من ذلك بقليل. ويبلغ معدل سقوط الأمطار السنوي على الساحل الشمالي وعلى معظم المناطق الداخلية من 100 إلى 150 سم. أما في المناطق الصحراوية فتسقط الأمطار بمعدل سنوي يصل إلى 5سم.
إحدى القرى الأنجولية التي تقع على أراض صحراوية صخرية في القسم الجنوبي من البلاد. معظم الناس في أنجولا يعيشون في المناطق الريفية ويعملون في الزراعة والرعي. |
الاقتصاد:
يرتكز اقتصاد أنجولا بدرجة كبيرة على المنتجات الزراعية. إلا أن المجالات الصناعية وأعمال التعدين أصبحت مهمة بشكل ملحوظ، وتشتمل المحاصيل الغذائية الرئيسية على الموز والمنيهوت (الكاسافا) والذرة الشامية وقصب السكر، كما تنتج أنجولا قدرًا كبيرًا من البن يُصدّر معظمه إلى الخارج. ويعتبر صيد الأسماك عملا مهما في المناطق الساحلية.توجد في أنجولا احتياطيات طبيعية ضخمة من الماس والحديد الخام والنفط. ويستخرج معظم النفط من منطقة كابيندا إذ تعتبر أولى المناطق المصدرة للنفط في البلاد. وفي مجال الصناعة تنتج أنجولا الأسمنت والمواد الكيميائية وتهتم بصناعة النسيج والمواد الغذائية.
معظم الطرق في أنجولا غير معبدة إلا أن هناك خطاً حديدياً طويلا يربط ويخدم العديد من المدن الأنجولية كما يوفر هذا الخط الحديدي لكل من زامبيا والكونغو الديمقراطية (زائير سابقا) مرفقاً هاماً يربطهما بالمحيط. يوجد في لواندا مطار دولي وتصدُر في أنجولا جريدة يومية واحدة.
نبذة تاريخية:
عاش فيما يسمى الآن أنجولا ومنذ 50 ألف سنة قبل الميلاد أناس بدائيون واستقرت فيها قبائل تتحدث لغة البانتو قبل ألفي عام.أنشأ البرتغاليون خلال القرن السادس عشر الميلادي، قواعد عسكرية وفي مطلع القرن السابع عشر الميلادي تحولت أنجولا لتصبح أكبر مصدر لتجارة الرقيق وتشغيلهم في المستعمرة البرتغالية في البرازيل. وفي عام 1641م تمكن الهولنديون من طرد البرتغاليين من أنجولا واستولوا على تجارة الرقيق.
استعادت البرتغال سيطرتها على أنجولا عام 1648م. وخلال القرن التاسع عشر وإثر تردي تجارة الرقيق، بدأ المزارعون البرتغاليون بزراعة الذرة الشامية وقصب السكر والتبغ في أنجولا. وعرفت أنجولا خلال الحكم البرتغالي لها باسم إفريقيا الغربية البرتغالية.
بدأت البرتغال في تحسين اقتصاد البلاد وذلك بعد أن تسلم الدكتاتور البرتغالي أنطونيو دو أوليفيرا سالازار زمام السلطة في البرتغال في أواخر العشرينيات من القرن العشرين. عندها توجه العديد من البرتغاليين إلى أنجولا وبدأ نشاطهم التجاري بها.
وفي الخمسينيات من القرن العشرين الميلادي، بدأ العديد من الأنجوليين بالمطالبة بالاستقلال عن الحكم البرتغالي. وفي عام 1956م نظم الأنجوليون الحركة الشعبية لتحرير أنجولا. وفي عام 1961م، ثار العديد من الأنجوليين في مدينة لواندا وسرعان ما انتشر الشغب في كافة أرجاء البلاد وتحول بعد ذلك إلى حرب عصابات دامية. تمكن الجيش البرتغالي الذي ضم آنذاك عددا كبيرا من الأنجوليين في صفوفه من إخماد الانتفاضة. عندها أنشأ ثوار الحركة الشعبية لتحرير أنجولا قواعد عسكرية لحرب العصابات في الدول الإفريقية المجاورة، وإثر انتفاضة عام 1961م بدأت الخلافات الثقافية والسياسية في تفريق وحدة الثوار الأنجوليين. وفي عام 1962م قامت مجموعة من الثوار في الشمال بتشكيل جبهة تحرير أنجولا وبعد مضي أربع سنوات شكل الثوار في الجنوب الاتحاد الوطني العام لاستقلال أنجولا. وفي عام 1974م تمكن الضباط البرتغاليون من الإطاحة بالحكومة البرتغالية. وفي شهر يناير من عام 1975م قرر هؤلاء الضباط منح أنجولا استقلالها. وفي بداية الأمر وافق الأنجوليون على تشكيل حكومة تتألف من ممثلين عن الفئات الثورية الثلاث، إلا أن كل مجموعة حاولت أن تترأس الحكومة الأمر الذي أدّى إلى اندلاع الحرب الأهلية.
حصلت أنجولا على استقلالها عن البرتغال في الحادي عشر من شهر نوفمبر من عام 1975م. إلا أن الحرب الأهلية استمرت بين الحركة الشعبية لتحرير أنجولا وبين جبهة تحرير أنجولا وبين الاتحاد الوطني لاستقلال أنجولا التام، ذلك بالرغم من أن قوات هذه الفئات الثلاث كانت قد توحدت.
حصلت الحركة الشعبية لتحرير أنجولا على مساعدات ضخمة من بلدين شيوعيين هما الاتحاد السوفييتي سابقا وكوبا، كما أرسل الاتحاد السوفييتي معدات ومستشارين عسكريين إلى أنجولا في حين أرسلت كوبا قوات عسكرية إلى هناك. أمل القادة الكوبيون والسوفييت أن تصبح أنجولا بلدًا شيوعيًا، إذا فازت الحركة الشعبية لتحرير أنجولا في تلك الحرب. وفعلا تمكنت الحركة الشعبية من هزيمة أعدائها في إبريل من عام 1976م وشكلت حكومة ماركسية. إلا أن قادة هذه الحكومة أنكروا أن حكومتهم دكتاتورية شيوعية.
واجهت حكومة أنجولا الجديدة مشاكل كبيرة حيث شنت عناصر من الاتحاد الوطني لاستقلال أنجولا التام حرب عصابات ضد الحكومة، وزودتهم حكومة جنوب إفريقيا بالدعم. وقامت جبهة تحرير أنجولا أيضا بحرب عصابات استمرت حتى عام 1984م، وهو العام الذي شلّت فيه حركتها.
أدى رحيل معظم الأوروبيين الذين كانوا يعيشون في أنجولا إلى نقص في المهارات الإدارية والفنية الأمر الذي أسفر عن تردي إدارة العديد من الصناعات والمزارع الضخمة كما أدى بالتالي إلى نقص الإنتاج.
بدأت الحكومة العديد من البرامج للتغلب على آثار الحرب الأهلية. فاستولت على كثير من المصالح وبدأت بتدريب المدرسين والفنيين. هذا وقدم الاتحاد السوفييتي سابقا وكوبا إلى جانب عدد آخر من الدول الشيوعية الدعم المالي والفني لأنجولا. كما شجعت الحكومة أيضا دولاً أخرى غير شيوعية على الاستثمار في أنجولا. أبقت كوبا العديد من قواتها في البلاد لدعم الحكومة هناك في معركتها ضد ثوار حرب العصابات.
وبموجب الاتفاق الذي وقعته أنجولا مع كوبا وحكومة جنوب إفريقيا في أواخر عام 1988، توقفت حكومة جنوب إفريقيا عن إرسال مساعدات إلى حركة الاتحاد الوطني لاستقلال أنجولا التام. وسحبت كوبا كل قواتها في منتصف عام 1991م. وفي شهر يونيو من عام 1989م اتفقت حكومة أنجولا مع حركة الاتحاد الوطني على وقف إطلاق النار وبدأت بالتفاوض من أجل التوصل إلى تسوية سلمية. وقع الطرفان اتفاقية سلام في مايو 1991م، إلا أن حرب العصابات استمرت في منطقة كابـيندا التي أرادت الاستقلال عن أنجولا. أدارت الحركة الشعبية لتحرير أنجولا ظهرها للماركسية عام 1990م، ورفعت الحظر عن نشاط الأحزاب السياسية. أقيمت الانتخابات العامة في سبتمبر 1992م، واعتلى زعيم الحركة الشعبية خوزيه إدواردو دوس سانتوس سدة الحكم. شكك الاتحاد الوطني في نزاهة الانتخابات واندلعت الحرب الأهلية من جديد. توصل الجانبان إلى اتفاق سلام في 1994م، وتوقفت كل الأعمال القتالية. وفي عامي 1998 و1999م، ازدادت أعمال العنف، وانهارت اتفاقية السلام. استمر القتال المرير خاصة في الأجزاء الشمالية الغربية من البلاد. وفي فبراير 2002م، قتل جوناس سافيمبي زعيم الاتحاد الوطني لاستقلال أنجولا التام المعارض الذي كان يجد تأييداً كبيراً من الولايات المتحدة الأمريكية. وفي الشهر نفسه وقع الطرفان على اتفاق لوقف إطلاق النار.
★ تَصَفح أيضًا: البانتو ؛ كابيندا ؛ الكونغو ؛ لواندا.