الرئيسيةبحث

الدعوة السلفية ( Fundamentalistic Call )


الدعوة السلفية دعوة إصلاحية حمل لواءها الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ودافع عنها أمير الدرعية محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بموجب تحالف عقد بينهما في بلدة الدرعية عام 1157هـ، 1744م.

انتشر الشرك في نجد وغيرها خلال القرن الثاني عشر الهجري، وكثر الاعتقاد في الأشجار والأحجار والقبور والتبرك بها والنذر لها، والاستعانة بالجن والذبح لهم، وكثر الحلف بغير الله. فجاءت الدعوة السلفية لتدعو إلى العودة بالعقيدة الإسلامية إلى أصولها النقية، وتؤكد أن التوحيد أساس الإسلام، فسميت أحيانًا بدعوة الموحدين، وأطلق عليها البعض اسم الوهابية نسبة لمؤسسها محمد بن عبدالوهاب.

وتستمد الدعوة السلفية مذهبها الفقهي من الكتاب والسنة واتباع السلف الصالح، وتتبع في الفروع مذهب الإمام أحمد بن حنبل. فالدعوة السلفية لا مذهبية في أصولها، حنبلية في فروعها. وارتكزت الدعوة السلفية على الفهم العميق لأفكار ابن تيمية، وقال الشيخ محمد بن عبدالوهاب: "الإمام ابن القيم وشيخه (ابن تيمية) إماما حق من أهل السنة، وكتبهما عندنا من أعز الكتب غير أنا غير مقلدين في كل مسألة".

اهتمت الدعوة السلفية بالتوحيد، وكان شعارها لا إله إلا الله. وركزت على مفهوم توحيد العبودية ﴿أن أعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت﴾ النحل: 116. ومفهوم الأسماء والصفات: وهو إثبات الأسماء والصفات التي أثبتها الله لنفسه، وما أثبتها رسوله ﷺ له من غير تمثيل ولا تأويل ولا تكييف. ودعا السلفيون إلى فتح باب الاجتهاد بعد أن ظل مغلقًا منذ سقوط بغداد عام 656هـ. ونادت الدعوة السلفية بإحياء فريضة الجهاد لإزالة مظاهر الشرك، ومنعت بناء القبور وكسوتها وإسراجها، وعملت على القضاء على البدع والخرافات، وتصدت لشطحات بعض الطرق الصوفية. أبطلت الدعوة دعاء غير الله والاستعانة وطلب الغوث من غير الله، والتوسل إلى الله بالأنبياء والأولياء وغير ذلك من الأمور الشركية. فهي دعوة لإقامة السنة الصحيحة، جاهدت مخالفيها لحملهم على اتباع تعاليم الدين الصحيح.

مضى الشيخ، يؤازره الأمير، في نشر الدعوة بربوع نجد. ولما توفي الأمير خلفه ابنه عبدالعزيز بن محمد فتابع مناصرة الدعوة مع الشيخ إلى أن توفي في الدرعية حيث دفن. وتعد الدعوة السلفية من أعمق الحركات الإصلاحية الإسلامية، وبلغ تأثيرها الهند وأقاصي المغرب العربي، ولاتزال تعاليم الشيخ محمد بن عبدالوهاب محل دراسة المفكرين على امتداد العالمين العربي والإسلامي.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية