سعود بن عبد العزيز بن محمد ( Su'ud ibn- 'Abd- al- 'Aziz ibn- Muhammad )
سعود بن عبد العزيز بن محمد (1161- 1229هـ، 1748-1814م). سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم ابن موسى بن ربيعة بن مانع بن ربيعة المريدي.. وينتهي نسبه إلى بكر بن وائل من بني أسد بن ربيعة.
نشأته وشخصيته:
وُلِدَ الإمام سعود في الدرعية وكان والده قد أخذ البيعة له عام 1202هـ، 1788م. ونشأ سعود في رعاية والده الإمام عبدالعزيز، وكانت الدرعية آنذاك تموج بطلاب العلم الذين وفدوا إليها من كل صوب، فانخرط سعود في حلقات الدرس وكان متوقد الذكاء، فدرس على الشيخ محمد بن عبدالوهاب وعلى أئمة الدعوة من تلاميذ الشيخ حتى استوعب الكثير من العلوم الشرعية والفقهية، كان محبًا للعلم وشجع الناشئة على طلبه، ورتب له معلمين بأجور شهرية فازدهرت الحياة العلمية في عصره. واتصف بالعدل، والحكمة، والعقل، والدهاء، والحنكة السياسية، وقوة الشخصية. وقد احتل مكانة كبيرة في مجال قيادة القوات، وخوض المعارك والوقعات، وتألق نجمه في هذا الأمر. وكان قائدًا كبيرًا في الفتوحات في عهد والده عبدالعزيز وقبل أن يبُايَع وليًا للعهد. ويُعد الإمام سعود من أشهر رجال البيت السعودي شجاعة وفصاحة.إنجازاته:
يُعد عهد الإمام سعود بن عبدالعزيز العصر الذهبي للدولة السعودية الأولى، من حيث الأمن والاستقرار والقوة والاتساع ؛ ففي عهده توطد الحكم السعودي بدخول الحجاز، وتم ضم أجزاء من مناطق الخليج، وأيده أمراء مناطق الجنوب وأطاعوه وامتدت الدولة في عهده شمالاً من حدود بادية الشام حتى حدود اليمن في الجنوب، ومن الخليج في الشرق إلى البحر الأحمر في الغرب.وفي عهده، بلغ التوتر أقصاه بين الدولة السعودية الأولى والدولة العثمانية، مما دفع الباب العالي إلى تكليف محمد علي باشا للقيام بمهمة إضعاف الدولة السعودية الأولى وإسقاطها. وقد أحرزت القوات السعودية في عهده بعض الانتصارات على قوات محمد علي باشا، وخاصة أثناء حملة أحمد طوسون.
تميز عهد الإمام سعود بانتهاج طريقة فريدة في الحكم عملت على استتباب الأمن في كل مناطق الدولة ؛ ذلك أنه جعل كل أمير منطقة أو ناحية أو شيخ قبيلة مسؤولاً في المقام الأول المباشر أمامه عن الأمن في المنطقة التابعة لإدارته وعن كل حادثة تقع فيها. وعلى الأمير أو الشيخ أن يتعاون مع أمراء المناطق المجاورة وشيوخها ويتضامن معهم، كما أن الإمام سعودًا كان كثيرًا ما يلجأ إلى الشورى الخاصة والعامة في حالات كثيرة في الحرب والسلم.
لُقّب الإمام سعود بالكبير لأنه قد توافرت فيه الصفات التي تؤهله لهذا اللقب وما يحمل من معان وإشارات، فهو بحق رجل تاريخ. ولمع قائدًا كبيرًا في الميدان الحربي، خاصة يوم أن تفرغ والده الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود لإدارة شؤون الدولة بعد أن توسعت، فاقتصر عمله بعد ذلك على توجيه الأمور السياسية والإدارية للدولة، تاركًا أمر قيادة القوات السعودية لابنه سعود. ولكفاءته القتالية وقدرته الإدارية، رشّحه الشيخ محمد بن عبدالوهاب لتولي منصب ولاية العهد، ولقي هذا الأمر قبولاً واستحسانًا من لدن والده الإمام عبدالعزيز بن محمد، فبويع سعود بولاية العهد عام 1202هـ، 1788م.
توفي الإمام سعود بن عبدالعزيز فخلفه في الحكم والإمامة ابنه عبدالله بن سعود.
★ تَصَفح أيضًا: عبد العزيز بن محمد ؛ الدولة السعودية الأولى.