الرئيسيةبحث

منهاج البلغاء وسراج الأدباء ( Minhaj al- Bulagha` wa- Siraj al- Udaba` )


منهاج البلغاء وسراج الأدباء كتاب ألفه أبوالحسن حازم بن محمّد القرطاجني المتوفى سنة 684هـ، 1285م. وقد ظل هذا السفر من التراث العربي التونسي مجهولاً لمدة طويلة إلى أن حققه عن مخطوطة وحيدة كانت في العبدلية في جامع الزيتونة الدكتور محمد الحبيب بن الخوجة ونشره سنة 1966م، وبذلك ظهر كتاب مهم من كتب النقد والبلاغة لتميزه في مضمونه ومنهاج مؤلفه وطريقة عرضه، ولوضوح تأثر مؤلفه بالمنابع المختلفة لثقافته من فقه ونحو وبلاغة ومنطق وفلسفة. وقد ظهر تأثير ثقافته المنطقية وتأثره بالثقافة اليونانية واضحًا حيث انعكست دراسته لكتب أرسطو في المنطق والخطابة والشعر، عبر شروحات ابن رشد والفارابي وابن سينا على كتابه هذا. وأبرز مظاهر تأثره بأداء أرسطو حديثه عن دوافع الشعر ومحركات القول والأثر النفسي والجمالي على السامعين، وارتكازه على مسألة التخيل والمحاكاة. والكتاب ينقسم إلى أربعة أقسام، الأول (الذي يُظن أنه تحدث فيه عن الألفاظ وأجزاء العبارة وطرق الأداء) مفقود، لذلك يبدأ الكتاب من القسم الثاني الخاص بالمعاني، ويليه القسم الثالث الخاص بالمباني، ويختمه بالرابع الخاص بالأسلوب.

وقد أظهر حازم تميزًا واضحًا في تنظيمه لمادته وبناء كتابه على أساس منهجي دقيق. وأظهر أصالته في تحليله الدقيق والعميق لأسس النظرية الإنشائية والإبداعية والنقدية أيضًا. وحاول تأسيس ما أسماه بعلم أو قوانين صناعة البلاغة، في طرح نظري في معظمه وإن لم يخل الكتاب من الناحية التطبيقية. ولطبيعة الموضوع المعقد الذي عالجه في كتابه، وبسبب تأثره بالمصطلح الفلسفي يجد القارئ أحيانًا لغة الكتاب شديدة التعقيد والتكثيف والتركيز.

★ تَصَفح أيضًا: القرطاجني، حازم.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية