الرئيسيةبحث

القرطاجني، حازم ( al- Qartajanni, H: )


القُرْطَاجَنِّي، حازم (608 ـ 684هـ، 1211 ـ 1285م). أبو الحسن حازم بن محمد بن حسن القرطاجني. أديب وناقد أندلسي المولد تونسي الوفاة وشاعر مشهور في القرن السابع للهجرة.

وُلد بمدينة قرطاجنة بشرقي الأندلس، وكان أبوه يعمل قاضيًا بها. نشأ حازم نشأة هنيئة تسودها الرفاهية والدعة ولكنها لم تصرفه عن الدرس والتحصيل، فقد انصرف إلى العلم بجدية منذ نعومة أظفاره فحفظ القرآن الكريم صغيرًا، وكان والده أول أساتذته، حيث أخذ عنه شيئًا من الفقه ومبادئ العربية، ثم أخذ في التنقل بين مراكز العلم بالأندلس بحثًا عن نابهي الأساتذة في مضمار الدراسات الشرعية، والنحوية، واللغوية، والبلاغية، وكان ممن أخذ عنهم الطرسوني، والعروضي، وأبو علي الشلوبين. وقد وجهه شيخه الشلوبين إلى دراسة المنطق، والخطابة، والشعر فبرع فيها حتى فاق أقرانه، ولفت الأنظار.

عاش حازم في فترة شهدت سقوط عدد من كبريات المدن الأندلسية في أيدي النصارى، فقد سقطت قرطبة في سنة633هـ، ثم تبعتها بعد ذلك بقليل مدن أخرى شهيرة. وسيطر الخوف على المسلمين فأخذوا يهاجرون إلى المغرب وكان حازم من بين من ترك الأندلس إلى مراكش ولكنه، لم يقم بها طويلاً ؛ وذلك بسبب الاضطرابات السياسية التي كانت تعصف بها، بل اتجه إلى تونس عاصمة الدولة الحفصية، وكان ذلك نحو عام 640هـ. وقد لقي حازم قبولاً وتقديرًا لدى حكام الدولة الحفصية خصوصًا الأمير أبا زكريا يحيى وابنه وخليفته الملقب بالمستنصر، فقد أعجب المستنصر كثيرًا بمواهب حازم وَقَرّبه وأغدق عليه الهبات، وكان مما أجازه به ألف دينار على قصيدته المقصورة التي مدحه بها. وقدظل حازم بتونس إلى أن توفي.

كان حازم متنوع الثقافة واسع المعرفة، وقد ألف عددًا من الكتب ولكنها لم تصل إلينا جميعها. وأشهر مؤلفاته التي وصلت إلينا في ميدان النقد الأدبي كتاب منهاج البلغاء وسراج الأدباء وهو مطبوع. ويعد هذا الكتاب من بين أهم الكتب النقدية التي تحتوي عليها المكتبة العربية. وقد وصلت إلينا بعض أشعاره وهي منشورة تحت عنوان قصائد ومقطعات، وتحتوي على قصيدته المقصورة الشهيرة، وقصيدته النحوية الطويلة، وبعض القصائد الأخرى.

لم يكن حازم أديبًا وناقدًا فحسب، بل كان مُقدمًا في النحو، وقد ألف فيه كتابًا يرد فيه على ابن عصفور النحوي وعنوانه شد الزنار على جحفلة الحمار ولكن هذا الكتاب لم يصل إلينا، كما أن له كتابًا عنوانه التجنيس لم يصل إلينا أيضًا، وكذا الحال بالنسبة للكتاب الذي ألفه في العروض والقافية.

يقول في مقصورته، التي مدح بها المستنصر بن أبي زكريا الحفصي صاحب تونس، وقد استهلها بالغزل:

لله ماقد هِجْتَ يايوم النَّوى على فؤادي من تباريح الجَوى

يقول:

مستنصرٌ بالله منصورٌ به مؤيَّدٌ بعونه على العدا
مُلْكٌ حكى مُلْكَ سليمان الذي لم يتجه لغيره ولا ابْتَغَى

وتربو هذه المقصورة على ألف بيت يشيد فيها بالأمير المستنصر وعاصمته تونس، كما يعرج على الحديث عن تلك المدن الأندلسية التي خربّها النصارى وخاصة مدينة بلنسية:

نصيف من مُرْسية بمنزلٍ ضفا به الدَّوحُ على ماءٍ صفا
نقطع دنيانا بوصل الأنس في مغتبقٍ في روضه ومقتدى
وتتناجى بالمنى أنفسنا حيث تداعى الطير منها وانتجى

وكأنه أراد أن يستثير حمية المستنصر ليدفعه لإنقاذ الأندلس.

★ تَصَفح أيضًا: منهاج البلغاء وسراج الأدباء.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية