الرئيسيةبحث

سعد بن أبي وقاص ( Sa'ad- ibn- abi- Waqqas )


سعد بن أبي وقاص (23ق.هـ، 55هـ) سعد بن أبي وقاص، مالك بن أهيب بن عبد مناف القرشي الزهري، صحابي جليل وفاتح مدائن كسرى بالعراق وقاهر قوات الفرس في معركة القادسية في خلافة عمر بن الخطاب، وأحد العشرة المبشرين بالجنة.

جده أهيب بن عبد مناف، عم آمنة بنت وهب أم الرسول، فكان بمنزلة الخال للنبي ﷺ الذي كان يداعبه كثيرًا ويحبه ويقول لسعد (هذا خالي فليرني امرؤ خاله) أخرجه الترمذي.

أسلم سعد وعمره سبعة عشر عامًا، وكان يومئذ ثالث ثلاثة دخلوا الإسلام. وقد شهد المشاهد كلها مع الرسول ﷺ، وكان من المهاجرين الأولين. أحبه الرسول حبًا عظيمًا ودعا له (اللهم سدد رميته وأجب دعوته) . كانت له مناقب كثيرة لم يفتخر منها إلا باثنتين: أنه أول من رمى بسهم في سبيل الله، وأنه الوحيد من بين الصحابة الذي افتداه الرسول بأبويه فقال له يوم وقعة أحد (ارم سعد.. فداك أبي وأمي) ، فكان له من الدنيا سلاحان رمحه ودعاؤه، حتى إنه لم يدع دعوة إلا استجيبت له. عارضته أمه كثيرًا ورفضت إسلامه، حتى إنها أضربت عن الطعام فأشرفت على الموت، فراح إليها بصحبة بعض أهله حتى يلقي عليها نظرة أخيرة يتوقعون أن يرجع بعدها عن دين محمد، لكن إيمانه كان أصلب وأشد فصرخ في أذنيها قائلاً: تعلمين والله يا أمي لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفسًا نفسًا ما تركت ديني هذا لشيء، فكلي إن شئت أو لا تأكلي، ونزلت آيات من السماء في حق هذا الموقف ﴿وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا﴾ العنكبوت: 8.

قاد معركة القادسية ضد الفرس سنة 14هـ، 635م في خلافة عمر وواجه بجيشه أكثر من مائة ألف من المقاتلين، وخرج إليهم في ثلاثين ألفًا، وطارد فلولهم حتى نهاوند والمدائن.

فتح الكوفة ووُلـِّي عليها حتى زمن عثمان ورجع بعدها إلى المدينة بعد أن كبرت سنه، واختاره عمر بن الخطاب ضمن الستة المرشحين للخلافة. واعتزل فتنة علي ومعاوية، وقال لمعاوية لما فاتحه في اعتزاله الأحداث: "ما كنت لأقاتل رجلاً ـ يعني علي بن أبي طالب ـ قال له رسول الله: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي". وظل سعد بالمدينة حتى مات فيها ودفن بالبقيع.

★ تَصَفح أيضًا: الإسلام ؛ الفتوح الإسلامية ؛ القادسية، معركة.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية