الكتاب ( al- Kuttab )
☰ جدول المحتويات
الـكُُـتَّـاب لفظ أُطلق ـ في البلاد العربية ـ على نوعين من أنواع التعليم الأساسي للأطفال، ارتبط أولهما بتعليم الصغار العلوم الإسلامية من قرآن وحديث وفقه ... إلخ. ومبادئ العربيَّة من قواعد وكتابة وقراءة وشعر وشيء من الحساب، وسُمِّي هذا اللّون بالكُتَّاب، أو المكتب، أو الخلوة.
أما النوع الثاني، فقد ارتبط بنقل مناهج وأساليب التربية والتَّعليم الحديثة عن الغربيين، وقد كان يضم بالإضافة إلى العلوم السابق ذكرها: الرياضيات والعلوم والتاريخ والجغرافيا ... إلخ. ،وسمي هذا اللون بالمدرسة الابتدائية، أو الكتاب، أو المدرسة الأولية.
الكتاتيب:
ظهر نظام الكتاتيب في العالم الإسلامي، منذ عهد الفتوحات الإسلاميّة، وانتشار الإسلام خارج الجزيرة العربية، وكانت الكتاتيب تقام ـ عادة ـ في المساجد، أو بجوارها. ومن أشهر الكتاتيب في الماضي، الكتاب الذي أسسه أبو القاسم البلخي (القرن الرابع الهجري، العاشر الميلادي)، وقد بلغ عدد تلاميذه في وقت من الأوقات 3,000 تلميذ.انتشرت الكتاتيب في القرى والمدن والأقاليم الإسلامية، وكان الصبية الصغار يلتحقون بها بدءا من سن الرابعة، وكان أكثرهم يتمكن من حفظ كتاب الله كاملا قبل العاشرة. ولم يقتصر الأمر على الأبناء فقط، فقد أسست كتاتيب خاصة بالفتيات الصغيرات يتلقين فيها دروسا في القراءة والكتابة ومبادئ القواعد والحساب، مع التركيز على تحفيظ القرآن وتعليم الفقه.
كان معلم الكتّاب ـ الذي سمي في بعض البلاد العربية بالفقيه أو المطوّع أو الشيخ أو سيِّدنا ـ ذا مكانة اجتماعية مرموقة، حيث يلقى الاحترام والتقدير من الآباء والأبناء على حد سواء. وهو إما أن يكون ميسور الحال، فيقوم بالإنفاق على نفسه وكتّابه وتلاميذه، وإما أن يكون رقيق الحال، وفي هذه الحالة، يتولى أهل الحي، أو القرية الإنفاق عليه وعلى تلاميذه، ليتفرغ للتعليم.
اُتبعت في الكتاتيب أساليب تقوم على الحفظ والاستظهار (التسميع) وكثيرا ما كان المعلم يلجأ إلى العقاب البدني، فيستخدم السوط، أو العصا للتأديب، وقد أدى اتباع هذين الأسلوبين الصارمين، بالإضافة إلى حياة التقشف، التي كان أولئك الصبية يحيونها، إلى حرمانهم من المناخ التربوي الذي يسعى إلى تحقيق أهدافه عن طريق التشويق والتسلية، والمتعة. وعلى الرغم من هذه الملاحظة، فقد تخرج في تلك الكتاتيب صبية صاروا فيما بعد من مشاهير الأدباء والعلماء والأساتذة في البلاد العربية.
أخذت الكتاتيب بمفهومها القديم تختفي من معظم الدول العربية، وحلت محلها المدارس الابتدائية بمفهومها الحديث.