الرئيسيةبحث

النساء، سورة ( an- Nisa', Surat )


النِّساء، سُورة. سورة النساء من سور القرآن الكريم المدنية ـ ترتيبها في المصحف الشريف الرابعة. عدد آياتها ست وسبعون ومائة آية. جاءت تسميتها النساء لكثرة ما ورد فيها من الأحكام التي تتعلق بهن، بدرجة لم توجد في غيرها من السور، ولذا أطلق عليها سورة النساء الكبرى مقابل سورة النساء الصغرى التي عرفت في القرآن بسورة الطلاق.

تحدثت سورة النساء كشأن السور المدنية باستفاضة عن الأحكام الشرعية، التي تنظم الشؤون الداخلية والخارجية للمسلمين، وهي تُعنَى، بجانب التشريع، بالحديث عن أمور هامة تتعلق بالمرأة، والبيت، والأسرة، والدولة، والمجتمع.

تعرضت السورة الكريمة لموضوع المرأة، فصانت كرامتها، وحفظت كيانها، ودعت إلى إنصافها، بإعطائها حقوقها التي فرضها الله تعالى لها كالمهر، والميراث، وإحسان العشرة. كما تعرضت بالتفصيل إلى أحكام الميراث، على الوجه الدقيق العادل، وتحدثت عن المحرمات من النساء: بالنسب، والرضاع، والمصاهرة وتناولت السورة الكريمة تنظيم العلاقات الزوجية، وبينت أنها ليست علاقة جسدية وإنما علاقة إنسانية، وأن المهر ليس أجرًا ولا ثمنًا، وإنما هو عطاء يوثق المحبة، ويديم العشرة، ويربط القلوب. ثم تناولت حق الزوج على زوجته، وحق الزوجة على زوجها، وأرشدت الرجل إلى الخطوات التي ينبغي أن يسلكها لإصلاح الحياة الزوجية عند وقوع الخلاف الزوجي، وبينت معنى قوامة الرجل. ثم انتقلت إلى دائرة المجتمع فأمرت بالإحسان في كل شيء وبينت معناه. وانتقلت إلى الاستعداد للأمن الخارجي الذي يحفظ على الأمة استقرارها، فأمرت بأخذ العدة لمكافحة الأعداء. ثم وضعت قواعد المعاملات الدولية بين المسلمين والدول الأخرى المحايدة أو المعادية. واستتبعت الأمر بالجهاد حملة ضخمة على المنافقين، كما نبهت إلى خطر أهل الكتاب وبخاصة اليهود، وموقفهم من رسل الله الكرام. ثم ختمت السورة الكريمة ببيان ضلالات النصارى في أمر المسيح عيسى بن مريم حيث غالوا فيه حتى عبدوه، ثم زعموا صلبه، مع اعتقادهم بألوهيته، واخترعوا فكرة التثليث فأصبحوا كالمشركين الوثنيين، ودعتهم الآيات إلى الرجوع عن ضلالاتهم ﴿ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرًا لكم إنما الله إله واحد﴾ النساء: 181.

★ تَصَفح أيضًا: القرآن الكريم (ترتيب آيات القرآن وسوره) ؛ سور القرآن الكريم.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية