الليل، سورة ( al- Layl, Surat )
الليل، سُوْرة. سورة الليل من سور القرآن الكريم المكية. ترتيبها في المصحف الشريف الثانية والتسعون. عدد آياتها إحدى وعشرون آية. وجاءت تسميتها الليل لأنها صدّرت بالقَسَم بهذا اللفظ الذي يمثل وقتًا له طابعه الخاص من السكون والسترة.
وقد تحدثت هذه السورة عن سعي الإنسان وعمله، وعن كفاحه ونضاله في هذه الحياة، ثم نهايته إلى النعيم أو إلى الجحيم ويروى أن مناسبتها تعذيب أمية بن خلف لبلال بسبب إسلامه، فاشتراه أبو بكر رضي الله عنه عندما مرّ به وهو يُعَذَّب وأعتقه في سبيل الله، فقال المشركون: إنما أعتقه ليد كانت له عنده فنزلت ﴿ وما لأحد عنده من نعمة تُجزَى¦ إلا ابتغاء وجه ربّه الأعلى¦ ولسوف يرضى﴾ الليل: 19 - 21.
ابتدأت السورة بالقَسَم بالليل إذا غشي بظلامه، وبالنهار إذا أنار الوجود بإشراقه وضيائه، وبالخالق العظيم الذي أوجد النوعين الذكر والأنثى، أقسم على أن عمل الخلائق مختلف، وطريقهم متباين: ﴿ والليل إذا يغشى ¦ والنهار إذا تجلّى ¦ وما خلق الذكر والأنثى ¦ إنّ سعيكم لشتّى﴾ الليل: 1 ـ 4 . ثم وضحت السورة سبيل السعادة، وسبيل الشقاء، ورسمت الطريق لطالب النجاة، وبيّنت أوصاف الأبرار والفجار وأهل الجنة وأهل النار. ثم نبّهت إلى اغترار بعض الناس بأموالهم التي جمعوها، وهي لا تنفعهم في القيامة شيئًا. ثم حذرت أهل مكة من عذاب الله وانتقامه ممن كذّب بآياته ورسوله، وأنذرهم من نار حامية ﴿ فأنذرتكم نارًا تلظى¦ لا يصلاها إلا الأشقى¦الذي كذّب وتولّى﴾ الليل: 14 ـ 16 .
ثم أبانت أن هذه النار سيجنبها الأتقى المزكي لخلقه وماله ابتغاء وجه الله وحده.
★ تَصَفح أيضًا: القرآن الكريم (ترتيب آيات القرآن وسوره) ؛ سور القرآن الكريم.