العنكبوت، سورة ( al- 'Ankabut, Surat )
العَنْكَبُوت، سُوْرة. سورة العنكبوت من سور القرآن الكريم المكية. ترتيبها في المصحف الشريف التاسعة والعشرون. عدد آياتها تسع وستون آية. جاءت تسميتها العنكبوت ؛ لأن الله ضرب العنكبوت فيها مثلاً للأصنام المنحوتة، والآلهة المزعومة ﴿ مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتًا﴾ العنكبوت 41.
هذه السورة من السور المكية عالجت موضوعات العقيدة، أصولها الكبرى: الوحدانية، والرسالة، والبعث، والجزاء. ومحور السورة الكريمة يدور حول الإيمان، وسنة الابتلاء في هذه الحياة، لأنّ المسلمين في مكة كانوا في أقسى أنواع المحنة والشدّة.
ابتـدأت السـورة الكريمـة بهـذه الافتتاحيـة الصريحـة ﴿ الم ¦ أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون﴾ العنكبوت: 1-2ثم إنّ فريقًا من الناس يظنون أن الإيمان كلمة تقال، ولكن لا واقع لها عند نزول الشدائد. وتحدثت السورة عن محنة الأنبياء وما لاقوه من شدائد وأهوال في سبيل تبليغ رسالة الله بدءًا بقصة نوح، ثم إبراهيم، ثم لوط، ثم شعيب، وتحدثت عن بعض الطغاة المتجبرين كعاد، وثمود، وقارون، وهامان وغيرهم. وفي قصص الأنبياء دروس من المحن والابتلاء. ففي قصة لوط يظهر التبجح بالرذيلة دون خجل أو حياء، وبعد الاستعراض السريع لمحنة الأنبياء، تواصل السورة الكريمة تبييّن صدق رسالة محمد ﷺ، فهو رجل أمي لم يقرأ ولم يكتب، ثم جاءهم بهذا الكتاب المعجز، وهذا من أعظم البراهين على أنه كلام ربّ العالمين ﴿ وماكنت تتلو من قبله من كتاب ولاتخطّه بيمينك إذًا لارتاب المبطلون﴾ العنكبوت: 48 وتنتقل السورة للحديث عن الأدلة والبراهين على القدرة والوحدانية منبثقة من هذا الكون الفسيح، ثم تختم ببيان جزاء الذين صبروا أمام المحن والشدائد، وجاهدوا بأنواع الجهاد النفسي والمالي، ووقفوا في وجه المحنة والابتلاء ﴿والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا، وإنّ الله لمع المحسنين﴾ العنكبوت: 69
★ تَصَفح أيضًا: القرآن الكريم (ترتيب آيات القرآن وسوره) ؛ سور القرآن الكريم.