الرحمن، سورة ( ar- Rahman, Surat )
الرّحمن، سُوْرة. سورة الرحمن من سور القرآن الكريم المدنية. ترتيبها في المصحف الشريف الخامسة والخمسون. عدد آياتها ثمان وسبعون آية. جاءت تسميتها الرحمن لمجيء مفتتحها يبين حقيقة الرحمن ردًا على كفار مكة الذين قالوا عند نزول قوله تعالى ﴿ وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن ﴾ الفرقان: 60. فأنكروه وقالوا لا نعرف الرحمن فقال تعالى: ﴿ الرحمن ¦ علّم القرآن ¦ خلق الإنسان ¦ علمه البيان﴾ الرحمن: 1 ـ 4: سورة الرحمن من السور المدنية، تعالج كسائر السور المدنية موضوعات التشريع، وأصول العقيدة الإسلامية.
ابتدأت السورة بتعديد آلاء الله الباهرة، ونعمه الكثيرة الظاهرة على العباد، التي لا يحصيها عدّ، وفي مقدمتها نعمة تعليم القرآن، بوصفه المنة الكبرى على الإنسان. ثم فتحت السورة صحائف الوجود، الناطقة بآلاء الله الجليلة، وآثاره العظيمة التي لاتحصى. وتحدثت السورة عن دلائل القدرة الباهرة في تسيير الأفلاك، وتسخير السفن الكبيرة تمخر عباب البحار، وكأنها الجبال الشاهقة ﴿ وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام﴾ الرحمن: 24. ثم بعد ذلك الاستعراض السريع لصفحة الكون المنظور، تطوي صفحات الوجود وتتلاشى الخلائق بأسرها ﴿ كل من عليها فان ¦ ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ﴾ الرحمن: 26، 27. وتناولت السورة أهوال القيامة، فتحدثت عن حال الأشقياء المجرمين وما يلاقونه من الفزع والشدائد في ذلك اليوم العصيب. وبعد الحديث عن مشهد العذاب للمجرمين عرضت السورة مشهد النعيم للمتقين في شيء من الإسهاب والتفصيل ﴿ ولمن خاف مقام ربه جنتان ﴾ الرحمن: 46: وختمت السورة بتمجيد الله جلّ وعلا، والثناء عليه، على ما أنعم على عباده، وهو أنسب ختام لسورة الرحمن.
★ تَصَفح أيضًا: القرآن الكريم (ترتيب آيات القرآن وسوره) ؛ سور القرآن الكريم.