البقرة، سورة ( al- Baqarah, Surat )
البَقرة، سُورة. سورة البقرة من سور القرآن الكريم المدنية، ترتيبها في المصحف الشريف الثانية. عدد آياتها ست وثمانون ومائتا آية. جاءت تسميتها البقرة إحياء لذكرى تلك المعجزة الباهرة، التي ظهرت في زمن موسى الكليم، حيث قُتِل شخص من بني إسرائيل ولم يعرفوا قاتله، فعرضوا الأمر على موسى لعلّه يعرف القاتل، فأوحى الله تعالى إليه أن يأمرهم بذبح بقرة، وأن يضربوا الميت بجزء منها فيحيا بإذن الله، ويخبرهم عن القاتل، وتكون برهانًا على قدرة الله جل وعلا في إحياء الخلق بعد الموت. روي عن رسول الله ﷺ أنه قال: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إنّ الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة) وقال ﷺ : (اقرأوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة) والبطلة هم السحرة.
سورة البقرة أطول سور القرآن على الإطلاق، وهي من السور المدنية التي تُعنَى بجانب التشريع، شأنها كشأن سائر السور المدنية، التي تعالج النظم والقوانين التشريعية التي يحتاج إليها المسلمون في حياتهم الاجتماعية.
اشتملت السورة الكريمة على معظم الأحكام التشريعية: في العقائد، والعبادات، والمعاملات، والأخلاق، وفي أمور الزواج، والطلاق، والعدة، وغيرها من الأحكام الشرعية. وتناولت الحديث عن صفات المؤمنين، والكافرين، والمنافقين، فوضحت حقيقة الإيمان، وحقيقة الكفر والنفاق. ثم تحدثت عن بدء الخليقة، فذكرت قصة أبي البشر آدم عليه السلام. ثم تحدثت السورة بالإسهاب عن أهل الكتاب، وبوجه خاص بني إسرائيل اليهود لأنهم كانوا مجاورين للمسلمين في المدينة المنورة فنبهت المؤمنين إلى خبثهم ومكرهم، وما تنطوي عليه نفوسهم الشريرة، من اللؤم، والغدر، والخيانة، ونقض العهود والمواثيق.
بقية السورة تحدثت عن جانب التشريع لأن المسلمين كانوا في بداية تكوين الدولة الإسلامية، وهم في أمسّ الحاجة إلى المنهاج الرباني، والتشريع السماوي، الذي يسيرون عليه في حياتهم سواء في العبادات أو المعاملات، ولذا فإن جماع السورة يتناول الجانب التشريعي: أحكام الصوم مفصلة بعض التفصيل، وأحكام الحج والعمرة، وأحكام الجهاد في سبيل الله، وشؤون الأسرة، وما يتعلّق بها من الزواج، والطلاق، والرضاع، والعدة، وتحريم نكاح المشركات، والتحذير من معاشرة النساء في حالة الحيض. ثم تحدثت السورة عن جريمة الربا وملابساتها، ثم أعقب ذلك التحذير من أهوال يوم القيامة، وختمت السورة الكريمة بتوجيه المؤمنين إلى التوبة والإنابة، والتضرع إلى الله جلّ وعلا، وطلب النصرة على الكفار، والدعاء لما فيه سعادة الدارين: ﴿ربّنا ولا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا، واغفر لنا، وارحمنا، أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين﴾ البقرة: 286 . وهكذا بدأت السورة بأوصاف المؤمنين، وختمت بدعاء المؤمنين ليتناسق البدء مع الختام.
★ تَصَفح أيضًا: القرآن الكريم (ترتيب آيات القرآن وسوره) ؛ سور القرآن الكريم.